السيد محمد الفشاركي
  • عنوان المقال: السيد محمد الفشاركي
  • الکاتب: محمد أمين نجف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 22:8:4 1-9-1403

اسمه ونسبه(۱)

السيّد محمّد ابن السيّد قاسم الطباطبائي الفشاركي الإصفهاني.

 

ولادته

ولد عام 1253ﻫ بقرية فشارك من توابع إصفهان في إيران.

 

دراسته وتدريسه

سافر(قدس سره) إلى كربلاء المقدّسة وهو ابن إحدى عشر سنة، وكفله هناك أخوه السيّد إبراهيم المعروف بـ(الكبير)، فأكمل عنده العربية والمنطق، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف عام 1286ﻫ لإكمال دراسته، ولمّا سافر السيّد الشيرازي الكبير إلى سامرّاء عام 1291ﻫ صحب معه السيّد الفشاركي وتوطّن معه، وصار من أفضل مقرّبيه وخيرة خواصّه وتلامذته.

لمّا كثرت أعمال السيّد الشيرازي لتحمّله أعباء المرجعية فوّض أمر التدريس إليه، واعتمد عليه في تدريس طلبة الحوزة، فقام السيّد الفشاركي بتلك الوظيفة على أكمل وجه، وبعد وفاة السيّد الشيرازي عام 1312ﻫ عاد(قدس سره) إلى النجف الأشرف، فتهافتت عليه طلّاب المعرفة وروّاد العلم لينهلوا من علومه.

 

من أساتذته

السيّد محمّد حسن الشيرازي المعروف بالشيرازي الكبير، الشيخ محمّد حسين الأردكاني المعروف بالفاضل الأردكاني، أخوه السيّد إبراهيم الفشاركي المعروف بالكبير، السيّد علي نقي الطباطبائي.

 

من تلامذته

الشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني المعروف بالكُمباني، الشيخ محمّد رضا النجفي الإصفهاني، الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني، الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، الشيخ محمّد كاظم الشيرازي، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ حسين الطباطبائي البروجردي، الشيخ أسد الله الزنجاني، الشيخ محمّد حسن كُبّة.

 

من صفاته وأخلاقه

عاش(قدس سره) حياته عيشة الزهّاد، ما بنى فيها داراً، ولم يُخلّف عقاراً، وكان يذهب إلى السوق بنفسه لشراء حوائجه والطلبة حافّون به، يسألونه عمّا أُشكل عليهم من درسه، وهو واقف على باب بعض الحوانيت.

وكان ثقةً ورعاً كثير الخيرات، خصوصاً فيما يتعلّق بمجالس الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، وكان حَسَن المحاضرة وحُلو المعاشرة.

 

كراماته

من كراماته التي يجدر بنا أن نسجّلها في هذه الترجمة، هي ما نقله أحد أحفاده حيث يقول: لمّا كان السيّد الفشاركي في سامرّاء انتشر وباء (الطاعون) بين أهالي المدينة بشكل مُرعب، وكان عدد كبير من الناس يموتون في كلّ يوم، وفي إحدى الأيّام اجتمع نفر من أهل العلم والتقوى في دار السيّد، ودار الحديث حول الوباء الذي عمّ المدينة وما تركه من خوف ووحشة في قلوب الناس، فالتفت السيّد للحاضرين قائلاً: إذا أصدرتُ حكماً شرعياً هل يجب تنفيذه؟ فأعلن الجميع بأنّ تنفيذ الحكم واجب على الجميع عند ذلك.

فقال: إنّني أصدر فتوى وحكماً شرعياً بأن يبدأ جميع الشيعة في سامرّاء من اليوم حتّى عشرة أيّام بقراءة زيارة عاشوراء لرفع البلاء عنهم، ويهدون ثواب هذه الزيارة إلى الروح الطاهرة للسيّدة نرجس والدة الإمام المهدي المنتظر(عليه السلام) ـ والتي قبرها في سامرّاء، وفي جوار الإمامين العسكريين(عليهما السلام) ـ.

صادق الجميع على فتواه، ثمّ أبلغوا جميع الشيعة في سامرّاء بذلك فالتزموا به، وفي اليوم التالي رُفع الوباء تماماً عن الشيعة، ولم يُصب أحد منهم بالوباء، وكانت ضحايا الوباء فقط في صفوف غير الشيعة، فاستغرب غير الشيعة من هذا الأمر، حيث إنّه لم يصب شيعي بعد ذلك اليوم، فسأل جمع من أهل السنّة عن سبب هذا التوقّف الغريب للوباء في صفوف الشيعة، وعندما عرفوا السبب، وهو زيارة عاشوراء، فعلوا مثلما فعل الشيعة، وعندها توقّف الوباء عنهم أيضاً، وذلك ببركة زيارة الإمام الحسين(عليه السلام).

 

من مؤلّفاته

رسالة في أحكام الخلل في الصلاة، رسالة في تقوّي السافل بالعالي، رسالة في أصالة البراءة، رسالة في الدماء الثلاثة، رسالة في الخيارات، رسالة في الإجارة، الأغسال، الزكاة.

وطُبعت أخيراً ستّ رسائل منها في كتابٍ مستقلّ بعنوان (الرسائل الفشاركية).

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثالث من ذي القعدة الحرام 1316ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: وقاية الأذهان: 143، الرسائل الفشاركية: 5.