اسمه ونسبه(۱)
السيّد محمّد جواد ابن السيّد محمّد ابن السيّد محمّد الطاهر الحسيني العاملي، وينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين(عليه السلام).
ولادته
ولد عام 1164ﻫ بقرية شقراء من قرى جبل عامل في لبنان.
دراسته
درس(قدس سره) في قرية شقراء مقدّمات العلوم، ثمّ سافر إلى كربلاء المقدّسة والنجف الأشرف وحضر عند أساتذتها المعروفين.
كان كثير الانكباب على مواصلة العلم، لا يشغله عن ذلك شاغل من مرض أو ضعف أو قلق حتّى في ليالي الأعياد وليالي القدر، حيث سُئل عن أفضل أعمال ليلة القدر، فقال: «الاشتغال بطلب العلم بإجماع علماء الإمامية».
كان لا ينام من الليل إلّا أقلّه، منشغلاً بالبحث والمطالعة والتصنيف والتأليف، إذ ترى آثار ذلك واضحاً في جملة من مصنّفاته، حيث يذكر في نهايته أنّه فرغ منه نصف الليل، وفي بعضها بعد النصف، وفي بعضها ليلة القدر أو ليلة الفطر، حتّى أنّه أيّام محاصرة الوهّابية للنجف الأشرف وممانعة أهلها له، وقيام العلماء معهم بالجهاد، لم يفتر عن التأليف والتدريس، مع اشتغاله مع العلماء بأُمور الجهاد ومباشرة الحصار وتهيئة أسباب الدفاع والطواف ليلاً على الحرس والمحاربين.
من أساتذته
الشيخ محمّد باقر الإصفهاني المعروف بالوحيد البهبهاني، الشيخ أبو القاسم الجيلاني المعروف بالمحقّق القمّي، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم، الشيخ جعفر كاشف الغطاء، السيّد علي الطباطبائي، الشيخ حسين نجف، عمّه السيّد موسى الحسيني العاملي.
من تلامذته
الشيخ محمّد حسن النجفي المعروف بالشيخ الجواهري، السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي، الشيخ مهدي بن ملّا كتاب الكردي، نجله السيّد محمّد، الشيخ محمّد علي الهزّار جريبي، الشيخ محسن الأعسم، السيّد علي الأمين، الشيخ حسن كاشف الغطاء.
مكانته العلمية
كان(قدس سره) مشهوراً عنه بين علماء عصره بصفاء الذات وغزارة الاطّلاع، وبالضبط والإتقان وجودة الانتقاء، وشدّة تثبّته وخبرته بعلم الرجال، وحيثما أُشكلت عليهم مسألة وأرادوا تدريسها أو تصنيفها وحتّى الإفتاء بها ووجدوا اضطراب كلمات الأساطين وتعارض الأخبار فيها، سألوه عمّا حقّقه، أو التمسوه كتابتها فيقفون عند قوله.
وكيف لا يكون كذلك وجلّ كتبه بالتماس أساطين العلماء، ولو نظرت إلى ديباجات كتبه لرأيته يُعظّم أهل العلم لا سيّما أساتذته، إذ كان يؤثر على نفسه، فيُنسب جميع ما حقّقه في مصنّفاته إلى أساتذته، فقد قال في بعض خطب مصنّفاته: «ما كان فيه من تحقيق سمين فهو للأُستاذ، وما كان فيه من غثٍّ فهو لي».
وقد قال بعض العلماء: «ما رأيت مصنّفاً كصاحب مفتاح الكرامة، فإنّه يودّ أن يُنسب جميع ما حقّقه في مصنّفاته إلى أساتذته هضماً لنفسه»، ومن جهة ثانية، فكان يعبّر بكلّ نزاهة وتواضع عن رجوعه لأكثر من مصدر واحد في المسألة الواحدة، وإلى ما يقوله مؤلّف المصدر في المقام الواحد تارة وثانية وثالثة، معلّلا ذلك بأنّه من سهو قلم المؤلّف، وهو في الحقيقة تفانٍ منه في العمل، وشدّة منه في التثبّت، وهذه إمارات جلية على سعة اطّلاعه ووسع علمه.
دفاعه عن النجف الأشرف
حاصر الوهّابيون كربلاء المقدّسة عام 1216ﻫ ودخلوها عنوة، وقتلوا الرجال والأطفال ونهبوا الأموال، وفي الليلة التاسعة من صفر 1221ﻫ هجموا على النجف الأشرف قبل الفجر والناس في غفلة، وكادوا يأخذون البلد فردّهم الله تعالى.
وهاجم سعود أمير عرب نجد النجف الأشرف ثانية عام 1223ﻫ بعشرين ألف مقاتل، وكانت النذر قد جاءت أهلها، فحذّروه وخرجوا جميعاً إلى سور المدينة ومعهم العلماء، فأتاهم ليلاً فوجدهم على حذر قد أحاطوا بالسور، وكان(قدس سره) من بين المدافعين.
وجاء عسكر الوهّابيين إلى النجف الأشرف أيضاً عام 1226ﻫ، وأوقع في أطراف الحلّة والنجف وكربلاء البلاء المبين، من القتل في الزوّار والمسافرين، وحرق الزرع، فكان يتناوب مع العلماء في حفظ سور النجف وتشجيع المرابطين.
من مؤلّفاته
مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلّامة (21 مجلّداً)، شرح على الوافية، رسالة في مسألة الشك في الشرطية الجزئية في العبادات، رسالة في مناظرة الشيخ جعفر والسيّد محسن الكاظمي، رسالة في وجوب الذبّ عن النجف الأشرف، رسالة في الردّ على الأخباريين، رسالة في المواسعة والمضايقة، رسالة فيما جرى بينه وبين صاحب الرياض، رسالة في التجويد، العصرة في حكم العصير العنبي والتمري، حاشية على كتاب الدَين والرهن من القواعد، حاشية على المعالم في مقدّمة الواجب، حاشية صغيرة على أوّل التهذيب، حاشية على طهارة المدارك، حاشية على تجارة القواعد، حواش على الروضة، منظومة في الرضاع، منظومة في الخمس، منظومة في الزكاة، شرح طهارة الوافي.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) عام 1226ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام).
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: مفتاح الكرامة، مقدّمة المحقّق، أعيان الشيعة 4 /288.