السيد محمد مهدي بحر العلوم
  • عنوان المقال: السيد محمد مهدي بحر العلوم
  • الکاتب: محمد أمين نجف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:40:47 5-9-1403

اسمه ونسبه(1)

السيّد محمّد مهدي ابن السيّد مرتضى بن محمّد الطباطبائي الملقّب ببحر العلوم، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الملقّب طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنّى ابن الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، وإليه تُنسب أُسرة آل بحر العلوم.

 

ولادته

ولد في الأوّل من شوال 1155ﻫ بمدينة كربلاء المقدّسة.

 

بشارة الإمام الرضا(عليه السلام) به

قد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا(عليه السلام) وهو يناول شمعة كبيرة ويعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى، فيعلو سناها إلى عنان السماء ويطبق الخافقين، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر وإذا بالحلم يتحقّق، فيولد نجله السيّد محمّد مهدي.

 

من أساتذته

زوج عمّته الشيخ محمّد باقر الإصفهاني المعروف بالوحيد البهبهاني، أبوه السيّد مرتضى، الشيخ يوسف البحراني، السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي، الشيخ محمّد باقر الهزّار جريبي الغروي، الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي، السيّد حسين الموسوي الخونساري، السيّد حسين الحسيني القزويني، السيّد مهدي الإصفهاني، الشيخ محمّد تقي الدورقي.

 

من تلامذته

الشيخ حسين نجف، الشيخ أحمد النراقي، السيّد عبد الله شبّر، السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي، الشيخ محمّد مهدي النراقي المعروف بالمحقّق النراقي، الشيخ محمّد المازندراني المعروف بأبي علي الحائري، السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي، السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي، الشيخ جعفر كاشف الغطاء، السيّد علي الطباطبائي، زوج أُخته السيّد أحمد القزويني، الشيخ محمّد بن يونس النجفي، الشيخ إبراهيم الطيبي العاملي، السيّد محمّد باقر الشفتي المعروف بحجّة الإسلام، السيّد دلدار علي النقوي، الشيخ أحمد الخونساري، السيّد أحمد آل زوين، السيّد باقر القزويني، السيّد محمّد المجاهد، السيّد صادق الفحّام، الشيخ محمّد تقي الرازي، الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي، الشيخ أسد الله التستري الكاظمي، السيّد أحمد العطّار.

 

سفره إلى إيران وتلقيبه ببحر العلوم

سافر(قدس سره) إلى خراسان عام 1186ﻫ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً، درس الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الإصفهاني، فأعجب به لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية، وحينما وقف على ذلك كلّه أُستاذه أطلق عليه ذلك اللقب الضخم.

وقال له يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس: «إنّما أنت بحر العلوم»، فاشتهر بذلك اللقب منذ تلك المناسبة.

 

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني(قدس سره) في إجازته له: «وبعد، فقد استجازني الولد الأعزّ الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد، والفطن الأرشد، والمحقّق المدقّق الأسعد، ولدي الروحاني العالم الزكي، والفاضل الذكي، والمتتبّع المطّلع الألمعي».

2ـ قال الشيخ عبد النبي القزويني(قدس سره): «وبعد، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند اللّازم الاتّباع، غوث أهل الفضل والكمال، وعون أُولي العلم والأفضال، غرّة ناصية أرباب الفضيلة، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه، وأحسن أمره كلّه وجلّه، وفوجدته بحراً لا ينزف، ووسيع علم لا يطرف، مع كونه في أوّل الشباب، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب».

3ـ قال السيّد حسين الخونساري(قدس سره) في إجازته له: «وبعد، فقد استجاز منّي السيّد السند الفاضل المستند العالم العلّام، ظهر الأنام ومقتدى الخاصّ والعام، مقرّر المعقول والمنقول، المجتهد في الفروع والأُصول، وحيد العصر وفريد الدهر، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده».

4ـ قال الشيخ أبو علي الحائري(قدس سره) في منتهى المقال: «السيّد السند، والركن المعتمد، مولانا السيّد مهدي ابن السيّد مرتضى… وأدام علوّه ونعماه، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام، الهمّام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام، سيّد العلماء الأعلام، وولي فضلاء الإسلام، علّامة دهره وزمانه، ووحيد عصره وأوانه».

5ـ قال الشيخ النوري الطبرسي(قدس سره) في خاتمة مستدرك الوسائل: «وقد أذعن له جميع علماء عصره ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية وسائر الكمالات النفسانية، حتّى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر جعفر النجفي (كاشف الغطاء) ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته، وهو من الذين تواترت عنه الكرامات ولقائه الحجّة صلوات الله عليه، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم إلّا السيّد رضي الدين علي بن طاووس».

 

صاحب الكرامات الباهرة

اشتهر(قدس سره) بأنّه صاحب الكرامات الباهرة، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته، ومنها:

1ـ كان يُفتح له باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر.

2ـ كان يتّصل بالإمام علي(عليه السلام) في الحرم الشريف، ويسأله عن المسائل فيُجاب مباشرة، ويخلو بشخص الإمام(عليه السلام) فيتناجيان.

3ـ اشتهر على ألسنة المترجمين له: أنّه ـ في عدّة مناسبات أُحصيت ـ كان يتحدّث مع الإمام المهدي(عليه السلام)، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية، بحيث قال عنه المترجمون له: إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي(عليه السلام) عمّا يختلج في نفسه من أُمور الدين وقضايا الساعة، فيُجاب بلا ستر وحجاب، خصوصاً في أُخريات حياته.

4ـ تظليل الغمامة له في الصيف الحار في طريق كربلاء، وكان بصحبته جمع من أجلّاء تلامذته، كالشيخ حسين نجف.

 

من مؤلّفاته

الفوائد الرجالية (4 مجلّدات)، مشكاة الهداية، الدرّة النجفية، تُحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام، رسالة في تحريم الفرار من الطاعون، رسالة في قواعد أحكام الشكوك، رسالة في مناسك الحجّ والعمرة، رسالة في الأطعمة والأشربة، رسالة في انفعال ماء القليل، رسالة في الفِرق والملل، الفوائد الأُصولية، كتاب المصابيح، ديوان شعر.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في رجب 1212ﻫ بالنجف الأشرف، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد محمّد مهدي الشهرستاني، ودُفن في مسجد الطوسي بالنجف الأشرف، وقبره معروف يُزار.

 

رثاؤه

أرّخ السيّد أحمد العطّار عام وفاته بقوله:

عزيزٌ على المهدي فقدَ سميّهُ   أجل وعلى هادي الأنام إلى الرشد
فقدناهُ فقدَ الأرضِ صوب عهادها   وفقدَ السما للبدرِ والنحرِ للعقد
أُصيب به الإسلامُ حزناً فأرّخوا   أثارَ مصابَ القائم السيّدُ المهدي

ـــــــــــــــــــــــ

1ـ اُنظر: الفوائد الرجالية، مقدّمة المحقّق.