قال علي (ع): ( إنّ الله بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) نذيراً للعالمين، وأميناً على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شرّ دين وفي شرّ دار.. تشربون الكدر وتأكلون الجشِب وتسفكون دماءكم وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة والآثام بكم معصوبة... )(1).
لقد ورد في المأثور أنّ ( أهل مكّة أدرى بشعابه ).. وعليّ (ع) ـ ابن مكّة ـ ترعرع وعاش في شعابها، مُلازماً لأشرف أهلها وأعزّهم، محمد (صلّى الله عليه وآله) . لذا فهو أقدر على وصفها ـ لا من ناحية طبيعتها فحسب ـ وإنما من كل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والحضارية، سواء ما كانت عليه قبل البعثة المُبارَكة أو بعدها.. ومكة بمقامها المعروف ومكانها المقصود كانت تمثِّل آنذاك صورةً مصغّرةً وواقعية عن المجتمع العربي عموماً.. قال تعالى: (أوَلم نمكِّن لهم حَرَماً آمِناً يُجبى إليه ثمراتُ كلِّ شيء رزقاً من لدّنّا، ولكنّ أكثرهم لا يعلمون) . [القصص : 57].
فبتلك الكلمات جسّد علي (ع) حال العرب قبل الإسلام وكيف كانوا يعيشون بين فساد المعيشة وفساد العقيدة والملّة. وهل أضلّ سبيلاً من عبادة الشجر والحجر، وهل أكثر فساداً من فوضى الجاهلية واضطراب الأحكام وضياع الشرائع والضوابط التي تنظّم حياة الناس وتسير بهم سيراً حثيثاً نحو الاستقرار والهناء؟!
ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.. فالحياة المنظّمة لا بدّ أن ترتكز على أسس ثابتة، والشرائع والنُظُم تقوم على قواعد وعقائد بيّنة وواضحة، أصلها ثابت وفرعها في السماء... ومن أين لأواصر مجتمع مُشتّت أن تتّحد وتتشابك؟! وأنّا لأُمّة تائهة أن تستقرّ؟ ومع ذلك.. فقد أدرك بعض الناس آنذاك أن الأمر مُعقَّد والوضع مرير والواقع صعب، فكان اللجوء إلى بعض المكارم والفضائل هرباً من سلبيات الممارسات الفردية والجماعية والعشائرية والقبلية، ولعلّ ذلك اصدق تعبير عن الحاجة الملحّة إلى واقع حضاري مقدّس ينشدونه! بل وقد تطور الأمر إلى إنشاء أحلاف يستظلّون بسقفها، وينعمون بدفء العاطفة وصدق المشاعر فيها. وكل ذلك ـ فيما نرى ـ. يهيئ الجو العام ليتقبّل الناس فكراً جديداً ونظاماً وشريعة ترتقي بها المجتمعات نحو العُلى وتخطو على ضوئها خطوات العدالة والسعادة. خاصة وأن القوم قد أدركوا أنّ اتفاقاتٍ هنا وهناك، أو قرارات ذات أهمية لا يمكن أن تحلّ المشكلة حيث لا ضابط ولا رقيب ولا ضامن للتنفيذ، إضافة إلى قصورها عن الهدف المنشود.
وتزامن ذلك كله.. مع ولادة (طفل يتيم) غير عادي. ( وبلا شك فإن الملامح التي كانت تظهر عليه، والبركات التي رافقته منذ ولادته في أحضان حليمة وأمّه وجدّه بشكل غير عادي، كل ذلك كان من دواعي الفراسة بمستقبل سعيد حافل بالحوادث الجسام لهذا اليتيم الذي لم تكن مكّة وطواغيتها وجبابرتها يعرفون يومذاك ما تخبّئه الأعوام القليلة الآتية من أمر محمد يتيم عبد الله ) (2).
ذلك هو محمّد (صلّى الله عليه وآله) : طفل يتيم وُلِد بعد وفاة أبيه.. ثمّ ماتت أمه وهو ابن ست سنين فكفله جدّه عبد المطّلب حتى بلغ الثامنة، ثم أوصى وَلدَهُ عبد مناف ـ أبا طالب ـ برعايته وبضمِّه إلى أولاده. وهناك في بيت الكرم وحضن الرُحَماء لم يشعر محمّد (صلّى الله عليه وآله) بالغربة ولم يحسّ بمرارة اليُتم والفقر.
( واتّفق المؤرِّخون والمحدِّثون أنّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله) في المراحل التي مرّ بها في صباه وشبابه كان يخطو إلى الإمام بخطىً واسعة سريعة في خَلْقه وخُلُقه، وأصبح في مطلع شبابه مرموقاً ومثلاً كريماً لكلّ الصفات النبيلة والأخلاق الفاضِلة، ووجد فيه المكّيّون والقرشيّون سيِّداً من سادات العرب الموهوبين ومرجعاً إليهم في المهمّات وحلّ الخصومات كعمّه الكفيل ) (3).
ولقد شارك النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في حِلف الفضول بعد أن تجاوز العشرين من عمره الشريف، وكانت الغاية من هذا الحلف مناصرة المظلوم والوقوف في وجه العدوان من أي مصدر كان.
وخلال ذلك كان محمّد (صلّى الله عليه وآله) ـ قبل البعثة الشريفة ـ يبتعد عن أجواء قومه، فيتجنّب دنياهم، ويستغرب مواقفهم وشؤونهم وكل تحرّكاتهم، ويرتفع بنفسه وعقله نحو السماء، ويذهب بجسده إلى غار حراء حيث الهدوء والصمت. وقد اعتاد على المكوث في جبال مكّة وشعابها يتأمّل، يفكّر، يراقب.. ينتظر!
ها هو يدخل الغار كلّ سنة ـ ويروى أنه كان يفعل ذلك في شهر رمضان ـ ليُقِيم فيه بعيداً عمّا يشغل تفكيره أو يُلهيه عن التفكير في مخلوقات الله وصفاته وعظمته.
إنه يترقّب... ينتظر أمراً عظيماً، أو كأنّه على موعد طال انتظاره.. وإذا بجبريل الأمين يفاجئ الصادق الأمين في الغار.. اقرأ يا محمّد.. اقرأ لتُقرئ.. ابدأ وانطلق.. إنك الرسول الأمين.. إنك خاتَم النبيّين وسيد المرسلين.. .
وهكذا يقرأ محمد (صلّى الله عليه وآله) .. وهو الذي لا يكتب ولا يقرأ.. ثم يذهب جبريل (ع) مصّعداً في السماء... ويعود كل شيء إلى سكينته حول الغار وفيه، كما في كلّ جبال مكة، بينما ـ في داخل محمّد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ـ تزدحم أصوات ونداءات تهزّ كيانه، تمنع عنه نومه، وتسلبه راحته.. إنها نداءات آلاف المؤمنين ينتظرون صوت الدعوة إلى الله ليكونوا جنوداً وأنصاراً ومهاجرين بين يدي رسوله الجديد (صلّى الله عليه وآله) .
وعاد الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى مكّة يحمل معه هذه المرة زاداً للنفوس والأرواح بعد أن كان يحمل معه زاد الجسم من الطعام والشراب إلى الغار. وفي مكّة تتجاذبه العواطف والمشاعر وروح المسؤولية وثقلها.. فأمرٌ يشدّه إلى الغار من جديد ليتأمّل.. ويفكّر، ولكن هذه المرة بعقل النبيّ بعد أن كُلِّف بالمهمّة، وبقلب الرسول الذي يشعّ فيه نور ما أوحي إليه. وأمرٌ آخر يشدّه إلى المستقبل، إلى الناس، إلى الجهاد، إلى الدعوة إلى الله، إلى مصدر الاستغاثات والنداءات. ولكن الله يأبى أن تجري الأمور إلاّ من خلال أسبابها. فتغلّب الشوق إلى الغار وما كان وما سيكون فيه على كلّ شيء. وعاد إلى الغار لينتظر من جديد ولكن انتظاره هذه المرة كان من نوع آخر، إنه انتظار الخطوة التالية بعد أن فرغ من تحقّق الأولى، إنه انتظار المتابعة.. وفعلاً فلقد نُبِّئ بـ (اقر)، وأُرسل بـ (يا أيها المدّثر قم فأنذر..).
وهكذا بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً فطوبى للغرباء. فلقد بدأ بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) ومعه خديجة ـ أم المؤمنين ـ (رض) والإمام علي (ع) وهو صغير ثمّ بدأ المسلمون الأوائل بالتعاقب على الدخول في الإسلام سرّاً في بادئ الأمر. وبعد ذلك أُمِر (صلّى الله عليه وآله) بإعلان الدعوة إلى الناس كافة، فالماضي قد انتهى وولّى عهد الراحة والنوم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . قال علي (ع) يصف الوضع آنذاك: ( بعثه والناسُ ضُلاّلٌ في حيرة، وخابطون في فتنة قد استهوَتْهم الأهواء، واستزلَّتْهم الكبرياء، واستخفَّتْهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر، وبلاء من الجهل، فبالغ (صلّى الله عليه وآله) في النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا إلى الحكمة والموعظ الحسنة ) (4).
فأمام هذا الواقع كانت المسؤولية أعظم مما يتصوّرها الذهن أو يدرك كنهها العقل.. فالأمر صعب والمواجهة محتّمة والناصر قليل والعدو كثير، والناس ـ على الأغلب ـ أعداء ما جهلوا فكيف إذا كان ما يجهلونه يخافون منه على دنياهم ومصالحهم.
جمع (صلّى الله عليه وآله) عشيرته وناداهم من على الصفا ودعاهم إلى الإسلام، وإلى نبذ الأصنام.. فكان يقطع عليه حديثه عمُّه أبو لهب فينصرف القوم عنه، وتكرّرت الدعوة لعشيرته الأقربين، ثمّ انتشرت أصداؤها في مكّة بل وبدأت تتسرّب الأخبار إلى الخارج.
وبدأ الطواغيت يشعرون بالخطر، وبتحريضٍ من أبي جهل وأضرابه قرّروا مواجهة الدعوة الجديدة بكل ما أُوتوا من قوة.. وهناك كانت المفارقة: فلقد آمن المستضعفون والعبيد والأذلاّء بينما كفر المستكبرون والأعزّاء!
وكيف لا يؤمن أُولئك وقد جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله) لينقذهم من نير الظلم وغيابات الجهل والظلام.. وكيف لا يعتبرونه أملاً لهم وهو الذي يرفع شعار تحريرهم من رقّ العبودية: عبودية كل شيء غير الله سبحانه. لقد شعروا بأنّهم أحرار في داخلهم وإن كانت الظروف القاسية ونوائب الدهر قد جعلت منهم عبيداً وخدماً وضعفاء أمام أُولئك الطغاة المتجبّرين.
ولا نقول إنّه لم يؤمن من الأحرار والأثرياء والأقوياء أحد، بل لقد توالت وفود الداخلين إلى الإسلام من كل الفئات، سرّاً وعلانية، ليلاً ونهاراً، وهم يتحمّلون ثقل الأمانة ومشقّة الانضمام تحت راية الدعوة الجديدة ويكفينا ذكر زيدٍ وأبي ذر وأبي بكر وعمر ومصعب وغيرهم كثير.
وأمّا الخطر المحدق بهم، لم يكتف زعماء قريش من المشركين بالتحريض والمواجهة الكلامية والنظرية، بل وجدوا أن عليهم محاربة هذا الدين الجديد وأتباعه ولو بالقوة.. فلجأوا إلى التعذيب: التعذيب الجسدي بعد أن فشلت كل محاولات الاضطهاد والتهويل وحرب الأعصاب.. وازداد المسلمون الأوائل إيماناً وتماسكاً وثقةً بالله.. إنهم يروَن الحق بأعينهم فكيف يتخلّون عنه، ارتبطوا بالله فهانت الدنيا عليهم، وتمسّكوا بحبل الله فاستصغروا كل ما هو دون ذلك.. لم يهمّهم أمرٌ والله يقول لهم: ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون...) ( ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ) .. فوقفوا أعزّاء يواجهون قريشاً والطواغيت، لم تأخذهم في الله لومة لائم. وفي مثل ظروفهم يُعرف المؤمنون ويمتاز الصادِقون المخلصون عن غيرهم. ثبتوا فأيّدهم الله، وصبروا فجزاهم الله خير الجزاء. لم ييأسوا وهم يرَون رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يُصاب بمثل ما يصيبهم، وهو يعظهم ويأمرهم بالصبر والسلوان. قال ابن هشام: (فلقد أغروا (أي زعماء قريش) برسول الله (صلّى الله عليه وآله) سفهاءهم، فكذّبوه وآذوه، ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) مظهر لأمر الله لا يستخفي به، مُبادٍ لهم بما يكرهون من عيب دينهم، واعتزال أوثانهم، وفراقه إيّاهم على كفرهم ) (5).
وإذ رأى عن المسلمون ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ازدادوا قوّة وثباتاً وتواصياً بالحقّ وتواصياً بالصبر.
وغني عن الإشارة والتوضيح مشاهد التعذيب والظلم والاضطهاد على مسرح الصحراء تحت أشعة الشمس المحرِقة، مع لهيب السياط المتلاحقة على أجساد بلال وعمّار وياسر وسمية وغيرهم من المسلمين المعذّبين في الله.
ولم يكتفِ المشركون بذلك، بل كانوا كل يوم يُصعِّدون من أعمالهم الفرعونية الطاغوتية، في محاربة الإسلام والمسلمين، بحيث أنهم لم يتركوا لوناً من ألوان التعذيب والمواجهة إلاّ استعملوه.. وهنالك ابتُلي المؤمنون فكانوا أشدّ صبراً وثباتاً على الحق، وأكثر عزماً وتصميماً على مواصلة تحمّل مسؤولية إيصال صوت الإسلام إلى العالم، رغم الجوع الذي أصابهم والضغوط النفسية والجسدية التي انتابتهم وجبهتهم.
ومع أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان مسروراً بوجود أمثال أُولئك المجاهدين المخلصين، إلاّ أنّ الألم كان يعصر قلبه عصراً. فمع كل دمعة تذرفها عين معذّب في الله كان قلب الرسول (صلّى الله عليه وآله) يقطر دماً حزيناً وبكاء مريراً لأنه عزيزٌ عليه ما يصبهم. فضلاً عن أنه كان (صلّى الله عليه وآله) حريصاً على حفظ الإسلام والمسلمين معاً. فأراد (صلّى الله عليه وآله) أن يُبدّل ويحرِّك موقع الجهاد ويفسح المجال أمام الدعوة الإسلامية لتتحرّك بحريّة وصلابة من مواقع جديدة وأماكن أكثر استيعاباً وفهماً للإسلام من بني قومه الأجلاف الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يؤمنون.
ولذا كانت خطة الرسول (صلّى الله عليه وآله) أن توزّع الأدوار والمهمّات، مع تخفيف الوطأة والمشقّة عن المسلمين: فأمر (صلّى الله عليه وآله) قسماً من المسلمين بترك مكّة والهجرة.. ولكن إلى أين يهاجرون؟ والنبيّ (صلّى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى، وهو قد حسب لكل شيء حسابه: إنّها الهجرة إلى الحبشة حيث النجاشي الملك الصالح الذي لا يَظْلم ولا يُظْلم عنده أحد. (فخرج إلى الحبشة سرّاً أحد عشر رجلاً مسلماً وأربع نسوة مسلمات وكان ذلك في رجب في السنة الخامسة من مبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهذه هي الهجرة الأولى (6). ثمّ خرج جعفر بن أبي طالب (رض) وتتابع المسلمون إليها. وكان جميع من هاجر من المسلمين إلى الحبشة اثنين وثمانين رجلاً سوى النساء والصبيان) (7).
ونَعِمَ المسلمون في الحبشة بالأمن والأمان، وحرية الحركة والإيمان.. ولكن قريشاً بجبروتها وطغيانها أبَتْ أن يفلت المسلمون أو بعضهم من سلطة التعذيب والتنكيل، فأرسلت وفدها بقيادة عمرو بن العاص ـ مع الهدايا كالمعتاد ـ ليقنع ملك الحبشة بإرجاع المسلمين إلى مكّة، وليفسد عليهم معيشتهم من جديد. ولكنّ النجاشي رفض الفكرة خاصة بعد أن سمع من المسلمين الأسباب التي دفعتهم إلى الهجرة إلى بلاده، وبعد أن عرضوا عليه قصّة إسلامهم واضطهاد قريش لهم، وقد قرأ عليه جعفر الطيّار (رض) سورة مريم (ع) وطرحوا عليه مفاهيم الإسلام. فقال النجاشي لأصحابه: ( أرجعوا إلى هذا هديته، وقال لجعفر وأصحابه: امكثوا فإنّكم سيوم (أي آمنون). وأمر لهم بما يصلحهم من الرزق، فانصرف عمرو وأقام المسلمون هناك بخير دار وأحسن جوار) (8).
ــــــــــ
* تنسيق وتقويم قسم المقالات في شبكة الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي .
(1) نهج البلاغة / جـ 1/ ص66.
(2) سيرة المصطفى / هاشم معروف الحسني / ص47 / ط3 / دار القلم / بيروت / 1981.
(3) نفس المصدر / ص50.
(4) نهج البلاغة / جـ 1 / ص186.
(5) السيرة النبوية / ابن هشام / جـ 1/ ص 308 / دار إحياء التراث العربي.
(6) بحار الأنوار / جـ 18 / ص412 / ط2 / 1983 / مؤسسة الوفاء بيروت.
(7) نفس المصدر / جـ 18/ ص412.
(8) بحار الأنوار / جـ 18 / ص413.