مالك الأشتر.. سيرته ومقامه في بعلبك
  • عنوان المقال: مالك الأشتر.. سيرته ومقامه في بعلبك
  • الکاتب: الشيخ الدكتور جعفر المهاجر
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 1:39:57 3-9-1403

مالك الأشتر.. سيرته ومقامه في بعلبك

الكتاب: مالك الأشتر.. سيرته ومقامه في بعلبك.

المؤلّف: الشيخ الدكتور جعفر المهاجر.

الناشر: دار المؤرّخ العربي ـ بيروت، مؤسّسة تراث الشيعة ـ قمّ المقدسة.

الطبعة: الأولى ـ سنة 1432 هـ / 2011 م.

تصدير

كتبته مؤسّسة تراث الشيعة تقول فيه: لقد أخذت مؤسّستنا على نفسها، ووضَعَته في مقدّمة مقاصدها، أن تعرّف بأبطال الإسلام في مختلف الميادين، وأن ترفع ذكرهم، وأن تجلو ما بَهِت من معالم سِيرَهم، وأن تصوّب ما يقتضي التصويب ممّا رواه الرواة عنهم؛ لتكون جزءاً أساسياً حاضراً في ثقافتنا وما تَعيه قلوبنا، وقدوةً صالحةً أمام أجيالنا، خصوصاً في هذا الزمن المبارك الذي بدأت فيه أمّتنا تستيقظ على خصوصيّتها الحضاريّة والثقافيّة.

إلى أن قالت المؤسّسة هذه: إنّ الأهميّة الإضافية لهذا الكتاب أنّه يقدّم أدلّةً قويّةً جداً على أنّ القبر المشهور بين أهل بعلبك حتّى اليوم بـ « قبر سيدي مالك » ليس إلاّ القبر الذي تأتي على ذكره ووصف موقعه عدّةُ مصادر قديمة مشهورة، قائلةً بأنّه قبر مالك الأشتر.

 

المقدّمة

جاءت في أربع فقرات:

الأولى ـ معالجة الكتاب واقعتين:

أ. سيرة مالك الأشتر رحمة الله عليه.

ب. لعز اغتياله رضوان الله عليه.

الثانية ـ لماذا هذا الكتاب ؟ وقد كتب المؤلف في خلاصة هذه الفقرة: إنّ هذا الكتاب يعمل على ثلاثة أغراض:

الغرض الأوّل: توظيف السيرة، بوصفها فنّاً من فنون الكتابة التاريخيّة، في كشف مغاليق التاريخ الحَدَثي والسُّلطوي غالباً، وفي سدّ الثغرات الهائلة التي يتركها دائماً في نسيج نصّه المأزوم.

الغرض الثاني: العمل على بناء وجدان القارئ عن طريق إحياء وتجديد ذكر الأبطال التاريخيّين ذوي الأثر الإيجابي.. والغرض هذا ينبغي أن يكون من أهمّ مقاصد البحث.

الغرض الثالث: المساهمة في البحث حول موضع قبر مالك الأشتر، خصوصاً وأننا لم نجد بحثاً علميّاً مستوفياً حول هذا الموضوع.

الفقرة الثالثة من المقدّمة: تعريفٌ بعمل المؤلّف من خلال هذا الكتاب، وهو أمران:

الأوّل: كتابةُ أوفى سيرةٍ لمالك الأشتر وأقربها إلى الصدق والصحّة.

الثاني: العمل على حلّ لُغز وفاته ومدفنه.

وخطّة الكاتب أن يعرض على صفحات كتابه قراءتَه لتلك الفترة المفصليّة المتأجّجة من خلال سيرة أحد أبرز أبطالها وصانعي أحداثها. وسيضع المؤلّف بين يدي كتابه كلَّ ما قمّشه من مادّةٍ حَدَثيّة تتّصل بسيرة مالك، بسببٍ أو غيره، ثمّ يستخدمها في تركيب قراءةٍ لتلك الفترة، واضعاً نصبَ عينيه هدفاً بعيداً، هو مساعدة القارئ على وضع الحاضر في مكانه الصحيح، يوسّع من إدراكه للعمليّة التاريخيّة بالقراءة الواعية للتاريخ، لينظر برؤية صادقة إلى المشكلات التي تعكّرالحاضر وتعيق تصوّراتنا للأفضل.

 

وهذا الكتاب

الفصل الأول: على هذا النحو جاءت عناوينه الداخليّة وفصوله:

• تمهيد عامّ ـ في خمس فقرات هي مقدّمات تفتّق آفاقاً لقارئ التاريخ، لا قارئ هذا الكتاب فحَسْب، ختمها المؤلّف بقوله:

ـ إنّ الوظيفة الإساسيّة للمؤرّخ الإنساني، هي أن يُعيد قراءة التاريخ قراءةً متحرّرةً من قبضة المؤرّخ الرسمي ـ السلطوي، الذي عَمِل دائماً على تقديم وجهة نظر أسياده حَصْراً في الأحداث والرجال...

ـ أمّا وظيفة القارئ الحصيف فهي أن يعتبر، وأن يُصغي إلى هذا الصوت القادم من الماضي السحيق، مُحذِّراً من أنّ السكوت على التحريف يمهّد لمنحه الشرعيّة...

ـ وعندما تتكامل هاتان الوظيفتان يكون البحث التاريخي في موضعه الصحيح، مساهماً أساسياً في بناء عقلٍ نقدي في مقابل العقل الاستسلامي التوفيقي، الذي رُبّي على التلقّي وقد برعت السلطة في تاريخنا في إنتاجه!

وبعد هذا التمهيد تأتي المواضيع تحت عنوان ( في السيرة ) هكذا:

1 ـ الكوفة مدينة عليٍّ عليه السلام. 2 ـ من اليمن إلى الكوفة. 3 ـ الأشتر في الكوفة. 4 ـ الأشتر أمير الكوفة. 5 ـ الأشتر والثورة على عثمان. 6 ـ الأشتر مع الإمام عليٍّ عليه السلام.

الفصل الثاني: ( نهاية الأشتر )، وبعد التمهيد أورد الشيخ المهاجر هذه المواضيع تحت هذه العناوين:

1. الطريق إلى مصر. 2. رفقة الطريق. 3. آخِر الطريق. 4. نتائج الفصل.

الفصل الثالث: ( مَدفَن الأشتر في بعلبك ) وقد تضمّن هذا الفصل عنوانين، هما: ـ تمهيدٌ وصفيّ منهجيّ.

ـ دراسة في النصوص.

ليكون الفصل الأخير، أو الباب المُغلِق للكتاب تحت عنوان ( الختام )، وليكتب الشيخ المؤلّف تحته هذه العبارات:

إنّ الوعد الذي قطعناه للقارئ في عنوان الكتاب يتضمّن أمرَين: ـ

الأمر الأوّل: سيرة مالك الأشتر منذ أن غادر وطنه في اليمن، وقد وضعنا مولده ونشأته فيه خارج البحث؛ وذلك لافتقارنا إلى الحدّ الأدنى من المعلومات في هذا الجزء من سيرته.

الأمر الثاني: مقامه في بعلبك، وفيه عالجنا قضيّة القبر المنسوب إليه في هذه المدينة.

• بالنسبة للأمر الأوّل، أظنّ أنّ ما ركّبناه هو أكمل وأدقّ سيرةٍ وُضِعت له، وقد استوفينا فيه الكلام على ضروب أعماله أثناء ( 28 سنة ) من حياته ( 11 ـ 38 هجرية )... وخلال الأيّام الأخيرة ما بين خروجه من الكوفة متّجهاً إلى مصر حتّى مقتله، وتلك الأيام هي أكثر أيّام حياته غموضاً، و ذلك:

أوّلاً ـ بسبب استخفاء تحرّكاته وهو في طريق إلى مصر.

وثانياً ـ بسبب ذلك الكمّ الكثير المتعارض من الأخبار حول مقتله... وكان جزءاً من التوظيف السياسي للجريمة مِن قِبل مرتكبها.

( إلى أن ختم الشيخ المهاجر بحثه هذا بقوله: ).

ـ الذي نجده مِن وضع الانسداد، هو المرويّات الشعبيّة الشفويّة، وقد وصلتنا موثّقة بأمرين، هما:

الأوّل: وجود قبرٍ في بعلبك يُعرَف اليوم بـ « بقبر سيدي مالك ».

الثاني: ثلاثة مصادر لبلدانيّين معارف تطابقت على أنّ تلك المرويّات ـ بالإضافة إلى السلوك الشعبي ـ تقول بأن « سيدي مالك » ليس إلاّ مالك الأشتر. ومن المعلوم أنّ هذه المرويات هي من المصادر الأساسيّة لتاريخِ مَن هم خارجَ تاريخنا المكتوب.

 

الصفحات الأخيرة

وقد تضمّنت جدولين وخريطة؛ أمّا الجدول الأوّل: فقد أُدرجت فيه مصادر الكتاب تحت عنوان ( مكتبة البحث )، وأمّا الجدول الثاني: فقد عنونه الشيخ المؤلّف بـ ( كشّاف تحليلي شامل ) قال تحته: فهرست للأعلام عموماً، من: أشخاصٍ وأُسر، وقبائل وشعوب، وجماعاتٍ وطوائف ومذاهب، ومن مواقع وبلدانٍ ومناطق، ومعالم جغرافية وطبوغرافية. وهو منسوق أبتَثيّاً ( أ، ب، ث.. إلى آخره )، وقد أخذنا في النسق كامل الاسم أو الكنية أو اللقب.

ثمّ كانت الصفحة الأخيرة وقد ارتسمت عليها خريطة افتراضية لرحلة مالك الأشتر رضوان الله عليه من الكوفة باتجاه مصر، مروراً بـ « بعلبك ».

أمّا فهرست الموضوعات فقد تقدّم إلى أوائل الكتاب بعد كلمة التصدير التي كانت تقدّمت باسم: مؤسّسة تراث الشيعة.

 

خصوصيّات

تحلّى بها هذا الكتاب، تعدّدت:

إحداها: الأسلوب المُزْدوج بين التحقيق العلمي والتعبير الأدبي، حتّى ليجد القارئ نفسه بين الإعجاب بالتحليل المُستنِد على الدليل العقلي مرّة، والنقلي مرّة أخرى، وبين العبارات البليغة والجميلة تتلاحق في صياغة الفكرة جامعةً بين السهولة والبساطة والوضوح من جهة، والبرهان والاستدلال والاستنتاج من جهةٍ أخرى. وهذا الأسلوب ـ إخوتَنا الأفاضل ـ يقدّم لنا ثمرتين لذيذتين:

الأّولى ـ القناعة العلميّة.

والثانية ـ المتعة النفسيّة.

فيتواصل القارئ مع الكتاب في حالةٍ من الارتياح الفكري، والاستئناس النفسي، فلا يدخل عليه الملل أو الحيرة أو الانقطاع، لا سيّما إذا كان البحث يتطلّب تواصلاً وانشداداً يوفّرهما مثل هذا الأسلوب، لتتكامل مطالب الكتاب في ذهن القارئ أو الباحث في وقت قصير وجهدٍ قليل.