تزوّج أمير
المؤمنين علي (عليه السلام) حسب وصية(1)
فاطمة (سلام الله عليها) بـ (أمامة) بنت زينب أختها.
ولم نعرف شيئاً يذكر عن (أمامة) ولا عن زينب باستثناء قصة الهجرة(2)
وبضع قصص(3)
أخرى قليلة مقتضبة جداً.
وبعدها تزوّج الإمام علي (عليه السلام) بـ (أم البنين) حيث عرّفها له أخوه
كما في قصة مشهورة(4)،
وبعد علي (عليه السلام) لم تتزوّج أم البنين (سلام الله عليها) بأحد، مع
أنه كان من المتعارف في الإسلام زواج من مات زوجها بإنسان آخر.
نعم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مستثنى عن هذه القاعدة بالنص،
قال تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده
أبدا)(5)،
وهل كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كذلك بما لم يصل إلينا، أو هي
(عليها السلام) لم ترض بالزواج؟ لانعلم.
فقد شرَّع الإسلام تزويج كل امرأة وكل رجل توفي أحدهما سواء كان ذلك في
ابتداء أمرهما أو لم يكن
هذا شيء لم يكن قبل الإسلام ولا بعد مضي أيام عز المسلمين إلاّ القليل ممن
استمرّ في الالتزام بالشريعة المقدسة، فإذا مات أو قتل أو طلق الزوج تزوجت
ثانياً وهكذا.. كما ورد في جعفر(عليه السلام)(6)..
وحمزة (عليه السلام)(7)
، وغيرهم(8).
..وقد قرأت عن (مصر) أن فيها اليوم خمسة عشر مليون شاباً وشابة في سن
الزواج ولكنهم لم يتزوجوا بعد!، ونفوسها ستون مليوناً.. ولا نعلم كم عدد
الأرامل ومن أشبه(9).
نعم قرأت عن بلد آخر أن فيه سبعة ملايين أرملة.
والله العالم عن كثرة الانحراف وعدد المنحرفين والمنحرفات من البنين
والبنات مما يضرّ دينهم ودنياهم، فإن غير المتزوّج من الرجال والنساء يصاب
بالأمراض المختلفة كما هو المشاهد وقد قرره الطب.
أما بالنسبة إلى عدم زواج زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)من بعده
فمن المعلوم أهمية ذلك، وأنه من مختصاته (صلى الله عليه وآله وسلم)(10).
فكان عدم زواجهن أهم من زواجهن، والشارع المقدَّس يقدم الأهم كلما دار
الأمر بينهما.
والظاهر أن أم البنين (سلام الله عليها) لم ترزق من أمير المؤمنين علي(عليه
السلام) بإناث(11)
حسب ما سجله التاريخ.
__________________
1 - راجع منتهى
الآمال: ج1 ص270 الطبعة المعرّبة وفيه: «يا بن عم، أوصيك أولاً أن تتزوج
بعدي بابنة أختي أمامة فإنها لولدي مثلي، فإن الرجال لابد لهم من النساء».
وقد تزوّج الإمام (عليه السلام)بأمامة بعد تسعة أيام من وفاة الزهراء
(عليها السلام) كما ذكر ذلك الشيخ المفيد (قده) وروى عنه الشيخ المجلسي
(قده).
2 - قال الطبراني في (ذيل المذيّل): إن زينب توفيت في أول سنة 8 من الهجرة
وكان سبب وفاتها: أنها لما خرجت من مكة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم)أدرجها هبّار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما ـ فيما قيل ـ فسقطت
على صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتى ماتت. راجع ذيل
المذيل: 3.
3 - كقضيّة أنها لما رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)والكفّار
يؤذونه وهو يدعوهم إلى عبادة الله والإيمان، فلما ارتفع النهار وابتعد عن
الناس أقبلت تحمل قدحاً ومنديلاً وقدمتهما لرسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم)راجع: أسد الغابة: ج5 ص467.
4 - حيث قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)لأخيه عقيل ذات يوم: أنظر
لي امرأة قد ولدَّتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً،
فقال له: تزوّج بنت حزام الكلابي فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها.
5 - سورة الأحزاب: 53.
6 - حيث ان أسماء بنت عميس كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب فولدت له في هجرتهم
الى الحبشة محمد بن جعفر وعبدالله وعوناً، ثم هاجرت معه الى المدينة، فلما
قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر، ثم مات عنها فتزوجها
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) فولدت له يحيى بن علي.
7 - اختلف في زوجة حمزة فقيل انها (سلمى بنت عميس الخثعمية) وقيل (اسماء
بنت عميس) وقيل (زينب بنت عميس) والأول أقوى، فولدت له أمة الله ـ وقيل
امامة ـ، ثم تزوجها بعد قتل حمزة، شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله
وعبد الرحمن.
وعن الصدوق في الخصال: ص363 ح55: (عن أبي جعفر (عليه السلام): رحم الله
الأخوات من أهل الجنة، فسماهن: أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن
أبي طالب، وسلمى بنت عميس الخثعمية وكانت تحت حمزة… الحديث.
راجع أعيان الشيعة ج3 ص473، و306. والإصابة في تمييز الصحابة: ج4 ص332
الرقم 566، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج8 ص285.
8 - وفي سفينة البحار: ج1 ص35 مادة (امم): لما جرح أمير المؤمنين (عليه
السلام)أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ان يتزوج أمامة بعده،
فلما توفى أمير المؤمنين (عليه السلام)وقضت العدة، تزوجها المغيرة فولدت له
يحيى وبه كان يكنى، وتوفيت عنده.
9 - كالمطلقات، فقد اطلق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري
صفارة الانذار حول معدلات الطلاق في مصر، اذ أكد المركز ان هناك 30 حالة
طلاق بين كل مائة حالة زواج سنوياً، وترتفع في القاهرة الى 33% ففي السنة
الماضية حصلت 681 الف حالة زواج في حين كان عدد حالات الطلاق قد بلغت 227
الف حالة. (الرأي الآخر: العدد 27 ص5 بتاريخ 1جمادى الآخرة 1419هـ 22 /9/
1998)
10 - انظر (شرائع الإسلام) المجلد الأول ص510 كتاب النكاح، خصائص النبي(صلى
الله عليه وآله وسلم) ، وراجع موسوعة الفقه: كتاب النكاح.
11 - أما ما رزقت من ذكور فهم: العباس، وعبد الله، جعفر، وعثمان (عليهم
السلام).