المعروف بالشهيد الثاني (قدس سره)
  • عنوان المقال: المعروف بالشهيد الثاني (قدس سره)
  • الکاتب: مركز آل البيت العالمي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:49:33 3-9-1403

المعروف بالشهيد الثاني ( قدس سره )( 911 هـ - 965 هـ )

مركز آل البيت العالمي

اسمه ونسبه :

 الشيخ زين الدين بن الشيخ علي بن أحمد الجبعي العاملي ، المعروف بالشهيد الثاني .

ولادته :

ولد الشهيد الثاني في الثالث عشر من شوال 911 هـ .

نشأته :

 نشأ في أُسرة علمية فاضلة ، يكفي أنّ ستّة من آبائه وأجداده كانوا من العلماء الفضلاء ، وكان قد اجتمع لديه عاملان مهمَّان ، نهضاً به إلى تسلق سنام المجد وهما :

الأوّل :

 الجو العلمي الذي تأثّر به فبلور ذهنيته ، ونمى فيه مواهب الفقاهة والمعرفة .

الثاني :

 الحالة الروحية التي كان يتمتّع بها الشهيد الثاني منذ صباه ، فقد بكّر بختم القرآن ، والتوجّه العبادي .

وإلى جانب هذين العاملين كانت الهجرة من وطنه طلباً للعلم سبباً آخر في ارتقائه مدارج المعرفة ، فسافر إلى قرية ميس ، وهي إحدى قرى جبل عامل في جنوب لبنان ، ولم يكن تجاوز سنَّ المراهقة ، فأكمل دراسته المعمّقة مشفوعةً بالبحث الجاد ، والمراجعة المركزة ، فقطع مراحل عديدة في مدّة قصيرة ، وهو في شوق إلى العلم ، وحُسن استماع لحديث الأكابر ، وكان شجاعاً في ساحات الحوار والمباحثة ، يُفيد ويستفيد .

رحلاته :

 قضى قرابة ثلاثين عاماً من عمره في أسفار ورحلات ، فمنها العلمية ، حيث درس خلالها على أفضل العلماء ، ودرَّس جمعاً غفيراً ، ومنها العبادية ، تشرَّف فيها بالحج والعمرة ، وزيارة بيت المقدِس ، وزيارة العتبات المقدّسة في مدينة النجف الأشرف ، ومدينة كربلاء، والكاظمية، وسامرّاء بالعراق .

وكانت سفراته العلمية إلى ميس ، وكرك نوح ، وجُبَع ، ودمشق ، ومصر ، والحجاز ، وبيت المقدس ، والروم ، وحلب ، وأسكدار ، وبعلبك ، وغيرها ، حتّى لم يُبقِ السفر من عمره إلاّ عشر سنوات قضاها مقيماً في بلاده .

أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :

 1ـ قال الشيخ محمّد ابن العودي العاملي : ( حاز من خصال الكمال ومآثرها ، وتردّى من أصنافها بأنواع مفاخرها ، كانت له نفس علية تزهي بها الجوانح والضلوع ، وسجية سنية يفوح منها الفضل ويضوع ، كان شيخ الأُمّة وفتاها ، ومبدأ الفضائل ومنتهاها ... ) .

2ـ قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل : ( أمره في الفقه والعلم والفضل ، والزهد والعبادة والورع ، والتحقيق والتبحّر وجلالة القدر ، وعظم الشأن ، وجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يُذكر ، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر ، ومصنّفاته مشهورة ... وكان فقيهاً مجتهداً ، ونحوياً حكيماً ، متكلّماً قارئاً ، جامعاً لفنون العلوم ، وهو أول مَن صنَّف من الإمامية في دراية الحديث ) .

3ـ قال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين : ( وكان هذا الشيخ من أعيان هذه الطائفة ورؤسائها ، وأعاظم فضلائها وثقاتها ، عالم عامل ، محقّق مدقّق ، زاهد مجاهد ، محاسنه أكثر من أن تحصى ، وفضائله أزيد من أن تستقصى ) .

أساتذته : نذكر منهم ما يلي :

 1ـ الشيخ علي بن الحسين الكركي العاملي ، المعروف بالمحقق الثاني .

2ـ السيّد حسن بن السيّد جعفر الكركي .

3ـ الشيخ علي بن عبد العالي الميسي .

4ـ أبوه ، الشيخ علي الجبعي العاملي .

تلامذته : نذكر منهم ما يلي :

 1ـ الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي ، والد الشيخ البهائي .

2ـ أخوه ، الشيخ عبد النبي الجبعي العاملي .

3ـ السيّد علي بن الحسين الموسوي العاملي .

4ـ الشيخ محمّد ابن العودي العاملي .

5ـ السيّد علي بن الحسين الصائغ .

6ـ الشيخ علي بن زهرة العاملي .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

 1ـ غُنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدِّثين .

2ـ جواهر الكلمات في صيغ القعود والإيقاعات .

3ـ التنبيهات العَلية على وظائف الصلاة القلبية .

4ـ نتائج الأفكار في حكم المقيمين في الأسفار .

5ـ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية .

6ـ مسالك الإفهام في شرح شرائع الإسلام .

7ـ روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان .

8ـ منار القاصدين في معرفة معالم الدين .

9ـ مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد .

10ـ مسكن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد .

11ـ تمهيد القواعد الأُصولية والعربية .

12ـ كشف الريبة عن أحكام الغِيبة .

13ـ الفوائد الملية في شرح النفلية .

14ـ البداية في سبيل الهداية .

15ـ كتاب الرجال والنسب .

16ـ الاقتصاد والإرشاد .

17ـ جوابات المسائل .

18ـ حاشية الإرشاد .

19ـ حقائق الإيمان .

20ـ الدراية .

شهادته :

بالرغم من الروح الإنسانية والأخلاقية التي تحلَّى بها الشهيد الثاني مع المسلمين المخالفين له في الرأي ، إلاّ أنَّه لم يسلم من الضغط الشديد ، والمراقبة الخانقة ، وإحاطة العيون والجواسيس بمنزله ، حتّى اضطرَّه ذلك إلى ترك مدينة بعلبك عام 955 هـ ، والرجوع إلى بلدته جُبَع ، ولم يَنتهِ الحقد الدفين في قلوب أعدائه ، فاغتاله أحد أزلام ملك الروم بوشايةٍ من قاضي مدينة صيدا ، وذلك في الخامس عشر من شهر رمضان 965 هـ .