عابس بن حبيب الشاكري ( رضوان الله تعالى عليه )
إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
اسمه ونشأته :
هو عابس بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري .
نشأ في أسرة عرفت بالبطولة والإقدام ، وشاء العلي القدير أن تكون أسرة بني شاكر وهم بطن من همدان ، كلهم بهذه الصفة إيماناً وبطولة وتفانياً في سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى .
سيرته :
كان من أهل المعرفة والبصيرة والإيمان ، ومن دعاة الحركة الحسينية بالكوفة .
وعندما قدم مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) إلى الكوفة وأسرع أهلها لبيعته ، قام عابس الشاكري ، فحمد الله وأثنى عليه ثُمّ قال لمسلم :
أمّا بعد فإنّي لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرّك منهم ، والله أحدّثك عما أنا موطّن نفسي عليه ، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلنّ معكم عدوكم ، ولأضربنّ بسيفي دونكم ، حتى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله .
أقوال العلماء فيه :
1ـ قال الشيخ محمد السماوي : كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً ، وكان بنو شاكر من المخلصين لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
2ـ قال الشيخ ذبيح الله المحلاتي : من الشجعان المعروفين ، ورئيس الفرسان المتحمسين ، وكان شخصاً عابداً ، متهجداً ، يحيي الليل ، ومن الطراز الأول في محبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
3ـ قال الشيخ عبد الواحد المظفري : عريق في الشجاعة من حيث رهطه ومن حيث قبيلته ، وهو أمر محقق عند العرب .
4ـ وقال عنه المحقق باقر شريف القرشي : و عابس الشاكري كان من أسرة عريقة في الشرف والنبل ، عرفت بالشجاعة والإخلاص للحقّ .. وكان عابس في طليعة أسرته ومن أفذاذهم .
5ـ قال عنه عباس محمود العقاد : فلما برز عابس بن أبي شبيب الشاكري بعد ذلك
وتحداهم للمبارزة تحاموه لشجاعته ووقفوا بعيدا منه ، فقال لهم عمر : ارموه
بالحجارة فرموه من كلّ جانب ، فاستمات وألقى بدرعه ومغفره وحمل على من يليه
فهزمهم ، وثبت لجموعهم حتى مات .
شهادته :
أقبل عابس يوم كربلاء على الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهو يقول : يا أبا
عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا
أحبّ إليّ منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزّ عليّ من
نفسي ودمي لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أشهد الله إنّي على هديك
وهدي أبيك .
ثُمّ مشى بالسيف مصلتاً نحوهم ، وبه ضربة على جبينه ، فأخذ ينادي ألا رجل
لرجل ! فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة ، فرمي بالحجارة من كلّ جانب ،
فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثُمّ شدّ على الناس ، ففرّ أمامه أكثر من
مائتين ،ثُمّ أنّهم تعطفوا عليه من كلّ جانب فقتل .