السيد صالح القزويني
  • عنوان المقال: السيد صالح القزويني
  • الکاتب: محمد أمين نجف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:29:43 3-9-1403

اسمه ونسبه(1)

السيّد صالح ابن السيّد مهدي ابن السيّد حسن الحسيني القزويني، وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين(عليه السلام)، وآل القزويني من أجلّاء البيوت العلمية في النجف الأشرف.

 

أبوه

السيّد مهدي، قال عنه الشيخ عباس القمّي(قدس سره) في الفوائد الرضوية: «سيّد الفقهاء الكاملين، وسند العلماء الراسخين، أفضل المتأخّرين، وأكمل المتبحّرين، نادرة لخلف وبقية السلف، المؤيّد بالألطاف الجلية والخفية».

 

ولادته

ولد عام 1257ﻫ بمدينة الحلّة في العراق.

 

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال السيّد محسن الأمين(قدس سره) في أعيان الشيعة: «كان عالماً فاضلاً جليلاً رئيساً مهيباً، جامعاً لأشتات الفضائل والمكارم».

2ـ قال الشيخ محسن الجنابي(قدس سره) وهو من معاصريه:

«أنتَ يا مَن شهدَ المجدُ له   أنّه في المجدِ معدوم المثيلِ
وإذا ما ثقلت معضلةٌ   فهوَ الناهضُ بالحملِ الثقيلِ
وإذا جفّت أفاويق الحيا   فاخر الغيث لدى العام المحيلِ
وإذا ما قصرت أيدي الورى   لملم فهوَ ذو الباعِ الطويلِ
وإذا ضاقَ بهم رحب الفضا   وسعت همّتُه كلّ قبيل
ومقيماً في ثنيات الحمى   عندما أزمعت القوم الرحيلِ
راسخاً كالطودِ لا يقلقه   رهج أو ينثني الطود مهيل
يا غليلي من جو وقفته   وهن من قلب الهدى تشفي الغليل».

 

دراسته

 

درس العلوم الدينية في مسقط رأسه حتّى صار من العلماء في النجف الأشرف.

 

حافظته

كان(قدس سره) ذو حافظة قوّية، وعن قوّة حافظته ننقل ملخّص القصّة التي وردت في كتاب الطليعة للشيخ محمّد مهدي

 

السماوي(قدس سره):

في سنة 1300ﻫ زار السيّد صالح المدينة المنوّرة، وبعد أدائه فريضة الحجّ دعاه الشريف حاكم المدينة إلى وليمة فأجابه، وبعد الانتهاء من تناول الطعام نادى الشريف خادمه: يا بلال: الإبريق، فغسل جميع المدعوّين أيديهم، وعاد كلّ إلى محلّه، وهم يتطلّعون إلى المعرفة بعلم السيّد صالح وفضله.

فقال السيّد صالح للشريف: أتعلم كم مرّة قال النبي(صلى الله عليه وآله) يا بلال؟ ـ فيما جاء على لسان أهل الأخبار ـ قال: لا، قال: إثنان وثلاثون، فقال: قال(صلى الله عليه وآله): يا بلال: إجدح، يا بلال: هل غربت، يا بلال… حتّى أتى عليها إلى آخرها.

فعجب الحاضرون من علماء المدينة المنوّرة من شدّة حافظته، ولم يسعهم إلّا الدعاء له وللمسلمين في أن يكون مثله فيهم.

 

شعره

قال عنه السيّد محسن الأمين(قدس سره) في أعيان الشيعة: «شاعر أهل البيت وصاحب القصائد الطويلة في مدائحهم ومناقبهم ومراثيهم جميعاً».

وكان(قدس سره) شاعراً أديباً، له ديوان شعر كبير، ذكر فيه قصائداً في مدح ورثاء أهل البيت(عليهم السلام)، منها قوله في رثاء السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام):

ما لَنا والخطوبُ تعدوا علينا   كلّ يومٍ مُفوِّقات نصولا
فكأنَّا للنائبات علينا   لا نرى للفرارِ عنها سبيلا
أنا جلد على نزولِ الرزايا   ولأن هَدَّت الجبالَ نزولا
وإذا سامني الزمانُ اختباراً   لرزاياهُ قلتُ صبراً جميلا
ما أرى صبري الجميلُ جميلاً   إن تذكَّرتُ ما أصابَ البتولا
فَقَدَت أحمداً وناحت طويلاً   وبكت حسرةً وأبدت عويلاً

 

من مؤلّفاته

 

مقتل أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)، ديوان شعر.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) عام 1304ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن بجوار مرقد أبيه في مقبرة الأُسرة بالنجف الأشرف.

 

رثاؤه

رثاه السيّد حيدر الحلّي بقوله:

ومجدك ما خلتُ الردى منك يقربُ   لأنّك في صدر الردى منه أهيبُ
أصابَكَ لا من حيث تخشى سهامه   عليكَ ولا من حيث يقوى فيشغبُ
ولكن رمى من غرّةٍ ما أصابها   بمثلك رامٍ منه يرمي فيعطبُ
وما خلتُ منك الداءَ يبلغ ما أرى   لأنّكَ للدهرِ الدواءُ المجرّبُ
ولا في فراشِ السقم قدّرتُ أنّني   أرى منك طوداً بالأكفِّ يُقلّبُ
أمنتُ عليكَ النائبات وأنّها   لعن كلّ مَن آمنته تتنكّبُ
وقلت شغلن الدهرَ في كلّ لحظةٍ   مواهبُ كفّيك التي ليس توهبُ
ولم أدر أنّ الخطب يجمع وثبة   وأنّ عشارَ الموتِ بالثكلِ مقربُ
إلى حين أردتني بفقدِكَ ليلةٌ   تولّد منها يومُ حزنٍ عصبصبُ
فقامَ بكَ الناعي وقالَ وللأسى   بكلِّ حشاً يُدميه ظفرٌ ومخلّبُ
هلمَّ بني الدنيا جميعاً إلى التي   تزلزل منها اليوم شرقٌ ومغربُ

 

ـــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 7/ 378 رقم 1331.