الشيخ أحمد الوائلي
  • عنوان المقال: الشيخ أحمد الوائلي
  • الکاتب:
  • مصدر: محمد أمين نجف
  • تاريخ النشر: 7:24:14 3-9-1403

اسمه ونسبه(1)

الشيخ الدكتور أحمد بن حسّون بن سعيد الليثي الوائلي.

 

ولادته

ولد في السابع عشر من ربيع الأوّل ۱۳۴۷هـ بمدينة النجف الأشرف.

 

دراسته

واصل دراسته بجدٍّ واجتهاد في المدارس الرسمية، ثمّ التحق بكلّية الفقه وتخرّج منها، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية، ونال منه شهادة الماجستير.

ثمّ سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقّة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة.

ويُساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية، ويشنّف الأسماع بأدبه الجَمِّ، وقريحته الوقّادة، وشاعريته الحيّة، التي تهزّ النفوس وتطرب المشاعر.

وأقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية، واستمرّ في التأليف والتصنيف والبحث.

 

من أساتذته

الشيخ محمّد تقي الإيرواني، الشيخ محمّد رضا المظفّر، الشيخ علي كاشف الغطاء، السيّد حسين مكّي العاملي، الشيخ عبد المهدي مطر، السيّد محمّد تقي الحكيم، الشيخ هادي القرشي، الشيخ علي ثامر.

 

مكانته العلمية

عالم جليل، خطيب متكلّم، شاعر مجيد، أديب متضلّع، عُرف بجودة البيان والاطلاع الواسع، والأسلوب العلمي وعذوبة المنطق، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر.

 

براعته في فنّ الخطابة

أكثر من نصف قرن تقريباً احتلّ الشيخ الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية، فلم يستطع أن ينافسه فيها منافس، ولم يتمكّن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية.

فهو صاحب مدرسة مستقلّة خاصّة في الخطابة، وذاك أمر لم يتيسّر للكثيرين، ومدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها، لذلك جاءت متفرّدة في عطاءاتها وأبعادها، ولأنّ مدرسته كانت كذلك فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه، ويقتبسون من شعاع مدرسته، وليس في ذلك منقصة لهم، بل هو فخر لهم، لأنّ مدرسة الوائلي هي المدرسة الحسينية التي انطلقت من إصلاحات المصلح الفذ الشيخ محمّد رضا المظفّر، فلقد استقى من معينها الصافي، وكان نتاجها الطيب.

والذي مكّن الشيخ الوائلي من تبوّأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة، ثلاث عوامل أساسية:

۱ـ تتلمذه على ثلّة من العلماء الكبار، أبرزهم الشيخ محمّد رضا المظفّر.

۲ـ نشأته في بيئة النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي، فكان أديباً لامعاً، وشاعراً مرهفاً، وكاتباً إسلامياً عقائدياً.

۳ـ تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة، وهذه عوامل يصعب أن تتوفّر في خطيب واحد.

هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية، وشخصيته المبدعة، التي أسّست مدرسة خطابية مستقلّة، فلم يأت مقلّداً يتتبع خطوات الذين سبقوه، بل جاء مؤسّساً يتتبعه الآخرون، وفي كلّ واحدة من هذه الصفات كان الوائلي متميّزاً، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث.

وهو الشاعر المجيد الذي غطّت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث، وهو الأُستاذ الأكاديمي البارع في تخصّصه.

ثمّ تأتي الخطابة لتجمع ذلك كلّه، وتنظّم تلك الملكات في وقت واحد عندما يرتقي المنبر الحسيني، ليوظّف كلّ ملكاته في خدمة القضية الحسينية.

 

شعره

يتميّز شعره بفخامة الألفاظ، فهو شاعر محترف مجرّب ومن الرعيل الأوّل، أمثال شاعر العرب الجواهري، والشبيبي، والشرقي، وجمال الدين، والفرطوسي، فهو يمتاز بالحافظة القوية، وسرد الأدلّة والحجج لما يطرح، ومن دون تلكُّؤ أو تباطُؤ.

ويغلب على شعره الحماس، وبثّ الشكوى، والجرأة، والصرخة في مواجهة الباطل، والدعوة إلى يقظة المسلمين، لذلك نجده من أحد الشعراء الذين وضعوا شعرهم لخدمة وطنهم وأُمّتهم.

 

من مؤلّفاته

هوية التشيّع، من فقه الجنس، استغلال الأجير وموقف الإسلام منه، نحو تفسير علمي للقرآن، تجاربي مع المنبر، أحكام السجون، ديوان شعر.

 

وفاته

عاد(رحمه الله) إلى أرض العتبات المقدّسة، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً، فتُوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى ۱۴۲۴هـ بمدينة الكاظمية، ودُفن بجوار الصحابي كميل بن زياد النخعي(رضوان الله عليه) في النجف الأشرف.


ـــــــــــــــــــــــــــ
۱ـ اُنظر: موقع الشيخ الوائلي.