السيد علي الموسوي البهبهاني
  • عنوان المقال: السيد علي الموسوي البهبهاني
  • الکاتب: محمد أمين نجف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:5:15 2-9-1403

اسمه ونسبه(۱)

السيّد علي ابن السيّد محمّد ابن السيّد علي الموسوي البهبهاني.

 

ولادته

ولد عام 1303ﻫ أو 1304ﻫ بمدينة بهبهان في إيران.

 

دراسته وتدريسه

درس(قدس سره) مرحلتي المقدّمات والسطوح في بهبهان، ونتيجة لامتلاكه ذاكرة قوية بحيث كان يحفظ أعقد المسائل فقد أصبح مؤهّلاً للاجتهاد، ويعني ذلك له القدرة على استنباط بعض الأحكام الشرعية، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف عام 1322ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، وبقي فيها ستّ سنوات، وقبل بلوغه سنّ الرابعة والعشرين حاز على درجة الاجتهاد.

عاد إلى بهبهان عام 1328 ﻫ، ومنذ وصوله بدأ بالتدريس في حوزتها، ثمّ عاد مرّة ثانية إلى النجف الأشرف عام 1329ﻫ للتدريس فيها، وبقي هناك مدّة سنة، وبسبب وضعه الصحّي عاد إلى بهبهان، وظلّ فيها مدّة سبع سنوات مشغولاً بالتدريس وأداء واجباته الدينية.

ثمّ سافر إلى النجف الأشرف عام 1338ﻫ للمرّة الثالثة للتدريس فيها، وبسبب مواجهته لبعض المشاكل عاد إلى إيران، وذهب إلى مدينة رامهرمز عام 1339ﻫ، ثمّ سافر لزيارة العتبات المقدّسة في العراق عام 1362ﻫ، وخلال زيارته لمدينة كربلاء المقدّسة طلب منه السيّد حسين الطباطبائي القمّي البقاء فيها للتدريس، فاستجاب لطلبه وظلّ في كربلاء المقدّسة مدّة سنتين.

ثمّ ذهب إلى النجف الأشرف، وبقي فيها مدّة سنة ونصف؛ يلقي دروسه في البحث الخارج، وفي عام 1365ﻫ عاد إلى رامهرمز في إيران بناءً على طلب أهاليها، واستجابة لاقتراح السيّد أبي الحسن الإصفهاني بالذهاب إلى هناك، وبقي في المدينة مدّة خمس سنوات، ثمّ سافر إلى الأهواز بناءً على طلب بعض الأطبّاء بسبب وضعه الصحّي عام 1370ﻫ، فأقام فيها وأسّس حوزة دراسية هناك بالإضافة إلى انشغاله بتدوين علوم الفقه والأُصول.

بعد أن أصبح معروفاً في أوساط الحوزات العلمية قام بعض أهل العلم والفضل بدعوته إلى مدينة إصفهان؛ لتغيير مكان سكناه في فصلي الربيع والصيف، والعودة إلى الأهواز في فصلي الخريف والشتاء، واستمر السيّد البهبهاني على هذا البرنامج منذ عام 1386ﻫ، وفي فترة إقامته في إصفهان كان يُقيم صلاة الجماعة، ويُجيب على أسئلة الناس، ويحلّ مشكلاتهم بالإضافة إلى انشغاله بالتدريس.

 

من أساتذته

السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، السيّد محمّد شاه البهبهاني، الشيخ عبد الرسول البهبهاني، الشيخ حسن البهبهاني، السيّد محسن الكوهكمري.

 

من تلامذته

الشيخ محمّد رضا الإصفهاني الحائري، نجلاه السيّد محمّد جعفر والسيّد عبد الله، صهره السيّد محمّد كاظم الموسوي، حفيده السيّد عبد الرسول، الشيخ محمّد حسن المظاهري، السيّد فرج الله المصطفوي، السيّد محمّد رضا الشفيعي، السيّد علي الشفيعي، السيّد إسماعيل المرعشي، الشيخ إسماعيل الكلباسي، السيّد إسماعيل الهاشمي، السيّد أبو تراب الدرجئي، الشيخ يد الله بور هادي، السيّد محمّد الجزائري، الشيخ ناصر الحمّادي، السيّد رضا السدهي، السيّد علي الفالي.

 

من صفاته وأخلاقه

1ـ تواضعه واحترامه لطلّابه: كان يحترم طلّابه ويتواضع لهم، وخاصّة الطلّاب المبتدئين في دراسة العلوم الدينية، فقد كان يستمع إلى استفساراتهم وإشكالاتهم ويقوم بالإجابة عليها بكلّ رحابة صدر، وكان كثير التواضع للعلماء الكبار ولا يجادلهم، ولا يقوم بفرض رأيه على أحدٍ منهم.

2ـ زهده: كانت حياته حياة بسيطة في جميع جوانبها من حيث المأكل والملبس والمسكن لا يهتمّ بالأُمور المادّية، ومن الإنصاف أن نقول: بأنّ زهده وتقواه كان درساً كبيراً ومؤثّراً لطلّابه في جميع الجوانب المادّية والمعنوية.

3ـ عبادته: بالإضافة إلى مداومته على إقامة صلاة الجماعة في ثلاثة أوقات، كان يهتمّ بالعبادات المستحبّة، مثل: النوافل اليومية، صلاة الليل، قراءة القرآن الكريم.

ومن صفاته الأُخرى: صبره وتحمّله، الرضا بقضاء الله، الوقار والأدب، عدم الاعتماد على الحقوق الشرعية في سدّ احتياجاته المعاشية، تعلّقه الشديد بأهل البيت(عليهم السلام)، وخاصّة الإمام الحسين(عليه السلام).

 

من مواقفه السياسية

1ـ عارض بشدّة قانون الانتخابات العامّة والمحلّية الذي أصدره الشاه، وبهذه المناسبة أصدر بياناً استنكر فيه هذا القانون الجائر.

2ـ استنكر اعتقال الإمام الخميني من قبل سلطات الشاه بعد أحداث المدرسة الفيضية (1963م) في قم المقدّسة، وذهب إلى العاصمة طهران وقاد حملة الاستنكار بالتضامن مع مجموعة من العلماء، ممّا أدّى إلى إطلاق سراح الإمام خوفاً من سخط الجماهير.

3ـ أصدر بياناً استنكر فيه العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في حزيران(1967م)، وشجب مساندة أمريكا وبريطانيا لليهود، وعلى أثر ذلك تمّ اعتقاله من قبل قوّات أمن النظام، ثمّ اضطرّت إلى إطلاق سراحه خوفاً من الاضطرابات.

4ـ عندما امتنع نظام الشاه عن طبع الرسالة العملية للإمام الخميني قام بطبعها باسمه تحت عنوان: جامع المسائل.

 

من مشاريعه

1ـ بناء مدرسة دار العلم للعلوم الدينية في الأهواز.

2ـ بناء وتعمير عدّة مساجد وحسينيات في الأهواز.

3ـ بناء أربعين مسجداً في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد.

4ـ بناء مدرسة علمية في ياسوج وإلى جانبها مسجد ودار سكن لإمام الجماعة.

5ـ تشييد كثير من المساكن لطلبة العلوم الدينية.

6ـ بناء مدرسة ابتدائية وأُخرى إعدادية للبنات في الأهواز.

7ـ فتح مؤسّسة البهبهاني للتبليغ والإرشاد الإسلامي.

8ـ بناء مسجد الإمام المهدي(عليه السلام) في إصفهان.

9ـ بناء مسجد الإمام الرضا(عليه السلام) في شيراز.

10ـ بناء مسجد في مدينة شاهين شهر وآخر في مدينة كنكاور.

11ـ بناء مستوصف خيري مع مركز فحص بالأشعّة.

12ـ بناء مسجد في قرية هاردنك من توابع لنجان.

13ـ مساعدة متضرّري السيول والفيضانات وبناء مساكن لهم في قرية أشن.

 

من مؤلّفاته

مصباح الهداية في إثبات الولاية، التوحيد الفائق في معرفة الخالق، الفوائد العلية الشاملة للقواعد الكلّية، مقالات حول مباحث الألفاظ، الحاشية على العروة الوثقى، الحاشية على توضيح المسائل، الحاشية على وسيلة النجاة، جامع المسائل، هداية الحاجّ، أساس النحو، الاشتقاق.

ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: چهل برسش بيرامون موضوعات اعتقادي وباسخ آنها.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثامن عشر من ذي القعدة 1395ﻫ بمدينة الأهواز في إيران، ودُفن بمدرسته دار العلم في الأهواز طبقاً لوصيّته.

ـــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: مصباح الهداية، ترجمة المؤلّف.