اسمه ونسبه(۱)
السيّد رضا ابن السيّد محمّد ابن السيّد هاشم الموسوي الهندي، وينتهي نسبه إلى الإمام الهادي(عليه السلام).
ولادته
ولد في الثامن من ذي القعدة 1290ﻫ بمدينة النجف الأشرف.
دراسته
سافر مع والده إلى مدينة سامرّاء عام 1298ﻫ ـ وهي سنة الطاعون ـ وعمره ثمان سنوات، وبدأ فيها بدراسة العلوم الدينية حتّى عام 1311ﻫ، ثمّ رجع إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسته الحوزوية حتّى أصبح عالماً فاضلاً وأديباً شاعراً.
كما كان له إلمام بعلم الرياضة الروحية والأوراد والرمل والجفر والأرفاق.
مكانته العلمية
لم تُسلّط الأضواء على الجوانب العلمية للسيّد(قدس سره)، حيث طغى عليه الجانب الأدبي وشعره الرائع، وحمل راية الأدب في النجف زماناً طويلاً يزيد على أربعين سنة.
كلّ ذلك قلّل من سطوع ذلك الجانب العلمي المهمّ في حياته، إذ عُرِف بالنبوغ المبكّر والصلاح والتقوى منذ نعومة أظفاره، وانكبابه على الدرس حتّى شهد له الشيخ محمّد طه نجف بالاجتهاد المطلق سنة 1322ه.
من أساتذته
الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، الشيخ حسن ابن صاحب الجواهر، أبوه السيّد محمّد، السيّد محمّد الطباطبائي، الشيخ محمّد الشربياني المعروف بالفاضل الشربياني.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ علي كاشف الغطاء(قدس سره) في الحصون المنيعة: (فاضل معاصر، وشاعر بارع، وناثر ماهر، له إلمام بجملة من العلوم، ولسانه فاتح كلّ رمز مكتوم، ومعرفته بالفقه والأُصول لا تُنكر، وفضائله لا تكاد تُحصر، رقيق الشعر بديعه، خفيف الروح، حسن الأخلاق، طيب الأعراق، طريف المعاشرة، لطيف المحاورة، جيّد الكتابة، وأفكاره لا تخطي الإصابة).
2ـ قال الشيخ محمّد حرز الدين(قدس سره) في معارف الرجال: (كان عالماً فاضلاً، ورعاً زاهداً عابداً، أديباً شاعراً بارعاً، مثالاً للإباء والعزّ والشرف والنبل، وكان أُصولياً منطقياً عروضياً، مستحضراً للمواد اللغوية).
3ـ قال السيّد محسن الأمين(قدس سره) في أعيان الشيعة: (كان عالماً فاضلاً، وأديباً شاعراً، من الطبقة الممتازة بين شعراء عصره).
4ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني(قدس سره) في نقباء البشر: (وديع النفس، بعيداً عن الكبر والزهو، لين العريكة، تقيّاً صالحاً ورعاً ديّناً، خشناً في ذات الله).
شعره
كان من أعظم الأُدباء والشعراء، وقد كتب في جميع فنون الأدب وأبواب الشعر.
قال الأُستاذ جعفر الخليلي عنه: (زاول الأدب زمناً طويلاً، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قلّ من ارتفع إليها من قبل، وإنّ لديّ الكثير من الشواهد من نظمه ونثره، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة وقواف مختلفة، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلّف، فقد كان إمام البديع، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً، ومن علماء الفقه المعروفين).
وله تعلّق شديد بأهل البيت(عليهم السلام)، حيث كان أعذب شعره فيهم(عليهم السلام)، وكفى ذلك الفمّ الطاهر فخراً أن أنشد رائعته القصيدة الكوثرية التي لا يملّ الإنسان من تلاوتها، ولا تكلّ الأسماع عن سماع موسيقاها البديعة:
أمُفَلَّجُ ثَغْرِكَ أمْ جَوْهَرْ | وَرَحِيْقُ رِضَابِكَ أَمْ سُكَّر | |
قَدْ قَالَ لِثَغْرِكَ صَانِعُهُ | (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) |
من مؤلّفاته
الوافي في شرح الكافي في العروض والقوافي، الميزان العادل بين الحقّ والباطل، سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد، الرحلة الحجازية، بُلغَة الراحل، ديوان شعر، شرح على باب الظهار، تقريرات أُستاذه السيّد محمّد بحر العلوم، درر البحور في العروض، شرح رسالة غاية الإيجاز لوالده.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الثاني والعشرين من جمادى الأُولى 1362ﻫ بناحية المشخاب، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني، ودُفن في النجف الأشرف.
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: ديوان السيّد رضا الهندي: 8.