مؤشّرات نبويّة.. إلى الخلافة العَلَويّة
  • عنوان المقال: مؤشّرات نبويّة.. إلى الخلافة العَلَويّة
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • تاريخ النشر: 12:6:34 14-9-1403

• أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام وهو صغير السنّ فربّاه، وكان قال لعمّه أبي طالب رضوان الله عليه: « إنّي أحبّ أن تدفع إليّ بعض وُلدك يُعينُني على أمري ويكفيني، وأشكر لك بَلاكَ عندي »، فقال أبو طالب: خُذْ أيَّهم شئت. فأخذ عليّاً عليه السلام. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 29:2، ونحوه السيرة النبوية لابن هشام 162:1 )

• وكان عليّ عليه السلام مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في غار حِراء. قال الجاحظ في ( العثمانية:305 ): فجاور ( النبيُّ صلّى الله عليه وآله ) في حراء في شهر رمضان، ومعه أهله خديجة وعليّ بن أبي طالب.

وقال الإمام عليّ عليه السلام: « ولقد سمعتُ رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه ( أي على رسول الله صلّى الله عليه وآله )، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الرنّة ؟ فقال: هذا الشيطان أيِس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبيّ، ولكنّك وزير، وإنّك لَعلى خير » ( نهج البلاغة: الخطبة 192 ).

وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « صلّت الملائكةُ علَيّ وعلى عليٍّ سبع سنين، وذلك أنّه لم يُصلِّ معي أحدٌ قبله ». ( سنن النسائي 107:5، تاريخ دمشق لابن عساكر 39:42، المتّفق للخطيب 141:3، وقد صحّحوه ).

• وروى الجميع أنّ الله تعالى بعث النبيَّ صلّى الله عليه وآله أوّلاً لبني هاشم، ثم للناس عامّة، فقال صلّى الله عليه وآله: « يا بَني عبدالمطّلب، إنّي بُعثتُ إليكم خاصّة، وإلى الناس عامّة ». ( تفسير ابن كثير 363:3، تفسير مقاتل 466:2 ).

وقد دعاهم رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى وليمةٍ فأخبرهم بأنّ الله تعالى أمَرَه أن يُنذرهم، ويتّخذَ مَن يُؤازره أخاً ووزيراً ووصيّاً وخليفة، فاستجاب له عليٌّ عليه السلام، فأعلنه أخاه ووزيرَه وخليفته، وأمر بني هاشم بطاعته. ( الإرشاد للشيخ المفيد:49، تفسير الطبري 149:19، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 486:1 و 543، تفسير البغوي 400:3، تاريخ دمشق 46:42، وتفسير الثعلبي 182:7 ـ وفيه: فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطعِ ابنَك فقد أُمِّر عليك! وفي تاريخ الطبري 63:3 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ: « إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا » ).

• وعندما ذهب النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى الطائف بعد وفاة عمّه أبي طالب رضوان الله عليه ليدعوَهم إلى الإسلام ويطلب منهم النصرة، كان معه عليّ وزيد بن حارثة، كذا في رواية أبي الحسن المدائني. ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 127:4 ).

• وفي ليلة الهجرة، فدى عليّ سلام الله عليه رسولَ الله صلّى الله عليه وآله بنفسه، فبات في فراشه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رِجلَيه، وجعل جبرئيل يقول:بَخٍ بخٍ! مَن مِثلُك يا ابن أبي طالبٍ واللهُ يُباهي بك الملائكة ؟! فأنزل الله ومِنَ النّاسِ مَن يَشْري نفسَه ابتغاءَ مرضاةِ الله . ( فضائل أمير المؤمنين لابن عقدة:179، المناقب لابن شهرآشوب 339:1، وأسد الغابة لابن الأثير 25:4، والآية في سورة البقر:207 ).

وعندما هاجر النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة، أدّى عليٌّ عليه السلام أماناته في مكّة، ثمّ كان الوحيدَ الذي هاجر علناً، فلحقه فرسان قريشٍ ليردّوه، فقتل قائدهم. ( الإرشاد:53 ).

• وروى الموفّق الخوارزمي ـ وهو حنفيّ المذهب ـ في ( المناقب:78 ) عن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنّ الله تعالى قال لنبيّه صلّى الله عليه وآله: « خلقتُك مِن نوري، وخلقتُ عليّاً من نورك، فاطّلعتُ على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبَّ إليك من عليّ بن أبي طالب، فخاطبُتك ( أي في الإسراء ) بلسانه كي ما يطمئنَّ قلبك » ( أيضاً: منهاج الكرامة للعلاّمة الحلّي:90 ).

• وآخى رسول الله صلّى الله عليه وآله بين المسلمين، واتّخذ عليّاً عليه السلام أخاً له، وقد رووا أنّه صلّى الله عليه وآله لمّا آخى بين المسلمين أخذ بيد عليٍّ فوضعها على صدره ثمّ قال: « يا عليّ، أنت أخي، وأنت منّي بمنزلة هارونَ مِن موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي » ( تاريخ دمشق 53:42، ومصادر عديدة ).

• وقال صلّى الله عليه وآله يوماً لعائشة: « إذا سَرَّكِ أن تنظري إلى سيّد العرب، فانظري إلى عليّ »، وقالت هي: قال رسول الله: « أُدعوا لي سيّدَ العرب » فقلت: يا رسول الله، ألستَ سيّدَ العرب ؟! فقال: « أنا سيّدُ وُلد آدم، وعليٌّ سيّد العرب ». ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 90:11، المصنَّف لابن أبي شيبة 474:7، المعجم الأوسط للطبراني 127:2 ).

• وفي غزوة تبوك قاد النبيّ صلّى الله عليه وآله بنفسه جيش المسلمين لحرب قيصر، واستخلف عليّاً عليه السلام على المدينة حتّى لا يطمع فيها المشركون والمنافقون في غيابه صلّى الله عليه وآله، فاستثقل المنافقون عليّاً عليه السلام في المدينة وأشاعوا أن النبيّ ما استخلف عليّاً إلاّ استثقالاً له وبُغضاً! فَلَحِق عليٌّ عليه السلام رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال له: « يا رسول الله، زعم المنافقون أنّك خلّفتَني استثقالاً لي! »، فتضاحك رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ أمر فنُودي في الناس كلّهم فاعصَوصَبوا وتجمّعوا، فقال صلّى الله عليه وآله: « يا أيّها الناس، ما فيكم مِن أحدٍ إلاّ وله خاصّةٌ من أهله، إلا إنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي » ( حديث متواتر رواه الطبري الإمامي في المسترشد:443 ).

• وعن عمران بن الحُصَين قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعدي » ( فردوس الأخبار للديلمي 61:3 / ح 4171، كنز العمّال للمتّقي الهندي 608:11 / ح 32941، سنن الترمذي 296:5 / ح 3796، مسند أحمد بن حنبل 437:4، ينابيع المودّة لذوي القربى للشيخ سليمان القندوزي الحنفي 236:2 / ح 661 و 78:2 / ح 77 و 172:1 / ح 20.. ومواضع أخرى كثيرة منه ).

• وقد نزلت في يوم الغدير ثلاث آيات شريفات:

الأولى ـ قوله تعالى: يا أيُّها الرسولُ بَلِّغْ ما أُتزلَ إليكَ مِن ربِّك وإن لم تَفعَلْ فما بلَّغْتَ رسالتَه واللهُ يَعصمُك مِن الناسِ إنّ اللهَ لا يَهدي القومَ الكافرين [المائدة:67].

الثانية ـ قوله تعالى: اليومَ أكمَلْتُ لكُم دِينَكم وأتمَمْتُ عليكُم نعمتي ورَضِيتُ لكمُ الإسلامَ دِيناً [ المائدة:3 ] ـ نزلت بعد أن خطب النبيّ صلّى الله عليه وآله ونصب عليّاً أميراً للمؤمنين وخليفةً له مِن بعده.

الثالثة ـ قوله تعالى: سألَ سائلٌ بِعذابٍ واقع * للكافرينَ ليس له دافع [ المعارج:1 ـ 2 ] ـ نزلت عندما اعترض معترض على النبيّ صلّى الله عليه وآله.

وفي كلّ ذلك أحاديث صحيحة ووفيرة في مصادر المسلمين.. وفيها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله خطب خطبةً طويلةً لدى عودته من حجّة الوداع، في غديرٍ يُعرَف بـ ( غدير خُمّ )، وقد أخذ بيد عليٍّ عليه السلام وأعلنه الإمامَ الأوّل من الاثني عشر وصياً وخليفة عليهم، وأطلق قوله المشهور: « مَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه »، وقال صلّى الله عليه وآله: « أيُّها الناس، إنّي أُوشِك أن أُدعى فأُجيب، فما أنتم قائلون؟ »، قالوا: نشهد أنّك قد بلّغتَ ونصحت، فقال: « أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّ الجنّة حقٌّ وأنّ النار حقّ، وأنّ البعث حقّ ؟ »، قالوا: بلى يا رسولَ الله، فقال صلّى الله عليه وآله: « أنا لكم فَرَطٌ وأنتم واردون علَيّ الحوض، فانظروا كيف تُخْلِفوني في الثقلين، وإنهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض، فلا تَقْدموهم فتهلكوا، ولا تتخلّفوا عنهم فَتَضِلُّوا، ولا تُعلّموهم فإنّهم أعلمُ منكم.

أيّها الناس، ألستُم تعلمون أنّ الله عزّوجلّ مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنّي أَولى بكم مِن أنفسكم ؟! » قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: « قُمْ يا عليّ ». فقام عليٌّ عليه السلام عن يمين النبيّ صلّى الله عليه وآله، فأخذ بيد عليٍّ ورفعها حتّى بان بياض إبطَيهما، وقال: « مَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه. اَللهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصرْ مَن نَصَره، واخذُلْ مَن خذل، وأدِرِ الحقَّ معه حيث دار ».

فقام أحدهم فسأله: يا رسول الله، ولاؤُه كماذا ؟ فأجابه النبيّ صلّى الله عليه وآله: « ولاؤه كولائي، مَن كنتُ أَولى به من نفسه فعليٌّ أَولى به مِن نفسه ». ثمّ أمر رسول الله المسلمين بتهنئة عليٍّ عليه السلام، فقام عمر فقال له: بخٍ بخٍ لك يا ابنَ أبي طالب! أصبحتَ مولايَ ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة!! ( أخبار هذه الواقعة ملأت الصحائف وأُصدرت المجلّدات العديدة بنصوصها وطرقها ).

• أمّا البخاري فقد روى في ( صحيحه 6:5 ) أنّ أوّل مَن يجثو للخصومة بين يَدَي الرحمان يومَ القيامة هو عليٌّ عليه السلام!