ويشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات :
الأول في إخوته وأخواته عليه السلام :
1ـ الأربلي رحمه الله : [ قال محمد بن طلحة ] : وأما أولاده [ أي الرضا عليه السلام ] فكانوا ستة : خمسة ذكور ، وبنت واحدة .
وأسماء أولاده : محمد القانع عليه السلام ، الحسن ، جعفر ، إبراهيم ، الحسين ، عائشة .
وقال عبد العزيز بن الأخضر : له من الولد : خمسة رجال ، وابنة واحدة ، هم : محمد الإمام عليه السلام ، وأبو محمد الحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، عائشة .
وقال ابن الخشاب : ولد له خمس بنين وابنة واحدة ، أسماء بنيه : محمد الإمام أبو جعفر الثاني عليه السلام ، أبو محمد الحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسن ، وعائشة فقط ( 1 ) .
2ـ ابن أبي الثلج البغدادي رحمه الله : ولد لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام : محمد عليه السلام ، وموسى ( 2 ) .
3ـ الشيخ الصدوق رحمه الله : . . . أبو الحسن بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري ، قال : حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليهما السلام ، قالت : سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه . . . ( 3 ) .
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
4ـ العلامة المجلسي رحمه الله : كتاب المسلسات : . . . عن بكر بن أحنف قال : حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة ، وزينب ، وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهما السلام : . . . ( 4 ) .
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
5ـ علي بن يوسف الحلي رحمه الله : كان له [ أي للرضا عليه السلام ] : ولدان ، أحدهما محمد ، والاخر موسى . لم يترك غيرهما .
في كتاب الدر : مضى الرضا عليه السلام ، ولم يترك ولدا إلا أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام وكان سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهر ( 5 ) .
6ـ الراوندي رحمه الله : أن محمد بن إبراهيم الجعفري ، روى عن حكيمة بنت الرضا عليه السلام ، قالت : . . . ( 6 )
7ـ ابن الصباغ : قال ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت عليهم السلام : ولد للرضا عليه السلام : خمس بنين وابنة واحدة ، أسماء أولاده : محمد القانع ، والحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، والبنت : عائشة رضوان الله عليهم أجمعين ( 7 ) .
8ـ فخر الرازي : أبو الحسن علي الرضا عليه السلام وله من الأبناء : خمسة وبنت واحدة .
أما البنون : فأبو جعفر محمد التقي الإمام عليه السلام ، والحسن ، وعلي ، قبره بمرو ، والحسين وموسى .
والبنت هي : فاطمة عليها السلام ( 8 ) .
9ـ القندوزي الحنفي : أولاده [ أي الرضا عليه السلام ] خمسة وبنت واحدة ، أجلهم وأكملهم محمد التقي الجواد عليه السلام .
وولده [ أي الرضا عليه السلام ] : محمد الجواد عليه السلام ، وموسى ، وفاطمة ، وأعقب محمد ( 9 ) .
10ـ المسعودي رحمه الله : . . . الحسين بن قارون ، عن رجل ذكر أنه كان رضيع أبي جعفر عليه السلام . . . ( 10 ) .
11ـ أبو عمرو الكشي رحمه الله : . . . حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان ، قال : حدثني أحمد بن أبي خلف ، ظئر أبي جعفر عليه السلام ، قال : كنت مريضا ، فدخل علي أبو جعفر عليه السلام ، يعودني في مرضي . . . ( 11 ) .
الثاني في أحوال عمه عليه السلام ، الحسين بن موسى :
1ـ الحميري رحمه الله : وقال أحمد بن محمد بن عيسى ، قال أحمد بن محمد بن أبي نصر : كنت عند الرضا علي بن موسى عليهما السلام وكان كثيرا ما يقول :
استخرج منه الكلام يعني أبا جعفر عليه السلام ، فقلت له يوما : أي عمومتك أبر بك ؟ قال : الحسين .
فقال أبوه صلى الله عليه : صدق والله ! هو والله أبرهم به ، وأخيرهم له .
صلى الله عليهما جميعا ( 12 ) .
الثالث في أحوال عمه عليه السلام ، عبد الله بن موسى :
1ـ أبو جعفر الطبري رحمه الله : حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبو النجم بدر بن عمار الطبرستاني ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي ، قال : روى محمد بن المحمودي ، عن أبيه ، قال : كنت واقفا على رأس الرضا عليه السلام بطوس ، فقال له بعض أصحابه : إن حدث حدث فإلى من ؟
قال : إلى ابني أبي جعفر .
قال : فإن استصغر سنه ؟
فقال له أبو الحسن : إن الله بعث عيسى بن مريم قائما بشريعته في دون السن التي يقوم فيها أبو جعفر على شريعته .
فلما مضى الرضا عليه السلام ، وذلك في سنة اثنتين ومائتين ، وسن أبي جعفر عليه السلام ست سنين وشهور ( 13 ) واختلف الناس في جميع الأمصار ، واجتمع الريان بن الصلت ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم ، وعبد الرحمان بن الحجاج ، ويونس بن عبد الرحمان ، وجماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمان بن الحجاج ، في بركة زلزل ( 14 ) ، يبكون ويتوجعون من المصيبة .
فقال لهم يونس : دعوا البكاء ، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي ؟ يعني أبا جعفر عليه السلام وكان له ست سنين وشهور . ثم قال : أنا ومن مثلي !
فقام إليه الريان بن الصلت ، فوضع يده في حلقه ، ولم يزل يلطم وجهه ويضرب رأسه ، ثم قال له : يا ابن الفاعلة ! إن كان أمر من الله جل وعلا ، فابن يومين مثل ابن مائة سنة ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة عليهم السلام أو ببعضه ، أو هذا مما ينبغي أن ينظر فيه ؟ وأقبلت العصابة على يونس تعذله .
وقرب الحج ، واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا ، وخرجوا إلى المدينة ، وأتوا دار أبي عبد الله عليه السلام ، فدخلوها ، وبسط لهم بساط أحمر ، وخرج إليهم عبد الله بن موسى ، فجلس في صدر المجلس ، وقام مناد فنادى : هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن أراد السؤال ، فليسأل .
فقام إليه رجل من القوم فقال له : ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ؟
قال : طلقت ثلاث دون الجوزاء .
فورد على الشيعة ما زاد في غمهم وحزنهم .
ثم قام إليه رجل آخر فقال : ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟
قال : تقطع يده ، ويجلد مائة جلدة ، وينفى .
فضج الناس بالبكاء .
وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار . فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس ، وخرج موفق .
ثم خرج أبو جعفر عليه السلام ، وعليه قميصان ، وإزار ، وعمامة بذؤابتين ، إحداهما من قدام ، والأخرى من خلف ، ونعل بقبالين ، فجلس وأمسك الناس كلهم ، ثم قام إليه صاحب المسألة الأولى ، فقال : يا ابن رسول الله ! ما تقول فيمن قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ؟
فقال له : يا هذا ! اقرأ كتاب الله ، قال الله تبارك وتعالى : ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ( 15 ) . في الثالثة .
قال : فإن عمك أفتاني . بكيت وكيت ! !
فقال له : يا عم ! اتق الله ، ولا تفت وفي الأمة من هو أعلم منك .
فقال إليه صاحب المسألة الثانية ، فقال له : يا ابن رسول الله ! ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ )
فقال : يعزر ويحمى ظهر البهيمة ، وتخرج من البلد ، لا يبقى على الرجل عارها .
فقال : إن عمك أفتاني . بكيت وكيت .
فالتفت وقال بأعلى صوته : لا إله إلا الله ، يا عبد الله ! إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله ، فيقول لك : لم أفتيت عبادي بما لاتعلم ، وفي الأمة من هو أعلم منك ؟ ! )
فقال له عبد الله بن موسى : رأيت أخي الرضا عليه السلام وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب .
فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنما سئل الرضا عليه السلام عن نباش نبش قبر امرأة ففجر بها ، وأخذ ثيابها ، فأمر بقطعه للسرقة ، وجلده للزنا ، ونفيه للمثلة . ففرح القوم ( 16 ) .
2ـ حسين بن عبد الوهاب رحمه الله : عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك عن الإمام بعدك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر وكنت تقول : يهب الله لي غلاما ، وقد وهب الله لك وأقر عيوننا ولا أرانا الله يومك ، فإن كانت الحادثة فإلى من نفزع ؟
فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين ؟ !
فقال عليه السلام وما يضره ذلك ؟ قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن سنتين .
ولما قبض الرضا عليه السلام كان سن أبي جعفر عليه السلام نحو سبع سنين ، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد وفي الأمصار ، واجتمع الريان بن الصلت ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم ، وعبد الرحمان بن حجاج ، ويونس بن عبد الرحمان ، وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمان بن الحجاج في بركة زلول ( 17 ) يبكون ويتوجعون من المصيبة .
فقال لهم يونس بن عبد الرحمان : دعوا البكاء ! من لهذا الأمر ؟ وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا ؟ يعني أبا جعفر عليه السلام .
فقام إليه الريان بن الصلت ، ووضع يده في حلقه ، ولم يزل يلطمه ، ويقول له : أنت تظهر الأيمان لنا ، وتبطن الشك والشرك ، إن كان أمره من الله ، فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس ، هذا مما ينبغي أن يفكر فيه .
فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبخه ، وكان وقت الموسم ، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا ، فخرجوا إلى الحج ، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السلام . فلما وافوا ، أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام لأنها كانت فارغة ، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير ، وخرج إليهم عبد الله بن موسى ، ( 18 ) فجلس ، وقام مناد وقال : هذا ابن رسول الله ، فمن أراد السؤال فليسأله .
فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب ، فورد على الشيعة ما حيرهم وغمهم ، واضطربت الفقهاء ، وقاموا وهموا بالانصراف ، وقالوا في أنفسهم : لو كان أبو جعفر عليه السلام يكمل جواب المسائل ، لما كان من عبد الله ما كان ، ومن الجواب بغير الواجب .
ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفق وقال : هذا أبو جعفر !
فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه .
فدخل صلوات الله عليه وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين ، وفي رجليه نعلان .
وأمسك الناس كلهم ، فقام صاحب المسألة ، فسأله عن مسائله .
فأجاب عنها بالحق ، ففرحوا ودعوا له ، وأثنوا عليه ، وقالوا له : إن عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت !
فقال : لا إله إلا الله ، يا عم ! إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يديه فيقول لك : لم تفتي عبادي بما لم تعلم ، وفي الأمة من هو أعلم منك ؟ ! ( 19 )
3ـ الشيخ المفيد رحمه الله : علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني أبي ، قال : لما مات أبو الحسن الرضا عليه السلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السلام وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السلام فدخل عمه عبد الله بن موسى ، وكان شيخا كبيرا نبيلا ، عليه ثياب خشنة ، وبين عينيه سجادة ، فجلس وخرج أبو جعفر عليه السلام من الحجرة ، وعليه قميص قصب ، ورداء قصب ، ونعل جدد ( 20 ) بيضاء .
فقام عبد الله ، فاستقبله وقبل بين عينيه ، وقام الشيعة ، وقعد أبو جعفر عليه السلام على كرسي ونظر الناس بعضهم إلى بعض وقد تحيروا لصغر سنه فابتدر رجل من القوم ، فقال لعمه : أصلحك الله ، ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ فقال : تقطع يمينه ويضرب الحد . فغضب أبو جعفر عليه السلام ثم نظر إليه ، فقال : يا عم ! اتق الله ! اتق الله ! ، إنه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فيقول لك : لم أفتيت الناس بما لاتعلم ؟
فقال له عمه : أستغفر الله يا سيدي ، أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه ؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها .
فقال أبي : تقطع يمينه للنبش ، ويضرب حد الزنا ، فإن حرمة الميتة كحرمة الحية .
فقال : صدقت يا سيدي ، وأنا أستغفر الله .
فتعجب الناس ، فقالوا : يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك ؟
فقال : نعم !
فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين ( 21 ) .
4ـ ابن شهرآشوب رحمه الله : الجلاء والشفاء في خبر أنه لما مضى الرضا عليه السلام جاء محمد بن جمهور العمي ( 22 ) ، والحسن بن راشد ، وعلي بن مدرك ، وعلي بن مهزيار ، وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السلام ؟
فقالوا : بصريا ، وهي قرية أسسها موسى بن جعفر عليهما السلام ، على ثلاثة أميال من المدينة .
فجئنا ودخلنا القصر ، فإذا الناس فيه متكابسون ( 23 ) فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبد الله بن موسى وهو شيخ ، فقال الناس : هذا صاحبنا ؟ !
فقال الفقهاء : قد روينا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام : أنه لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، وليس هذا صاحبنا . فجاء حتى جلس في صدر المجلس ، فقال رجل : ما تقول أعزك الله في رجل أتى حمارا ؟
فقال : تقطع يده ، ويضرب الحد ، وينفى من الأرض سنة .
ثم قام إليه آخر فقال : ما تقول أصلحك الله في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء ؟
قال : بانت منه بصدر الجوزاء والنسر الطائر والنسر الواقع ( 24 ) .
فتحيرنا في جرأته على الخطاء ، إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السلام وهو ابن ثمان سنين ، فقمنا إليه ، فسلم على الناس ، وقام عبد الله بن موسى من مجلسه ، فجلس بين يديه .
وجلس أبو جعفر عليه السلام في صدر المجلس ، ثم قال : سلوا ، رحمكم الله .
فقام إليه الرجل الأول ، وقال : ما تقول أصلحك الله في رجل أتى حمارة ؟
قال : يضرب دون الحد ، ويغرم ثمنها ، ويحرم ظهرها ونتاجها ، وتخرج إلى البرية ، حتى تأتي عليها منيتها ، سبع أكلها ، ذئب أكلها ثم قال بعد كلام : يا هذا !
ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها ، ويفجر بها ، يوجب عليه القطع بالسرق ، والحد بالزناء ، والنفي إذا كان عزبا ، فلو كان محصنا لوجب عليه القتل والرجم .
فقال الرجل الثاني : يا ابن رسول الله ! ما تقول في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء ؟
قال : تقرأ القرآن ؟ قال : نعم ! قال : إقرأ سورة الطلاق إلى قوله : ( وأقيموا الشهادة لله ) ( 25 ) يا هذا ! لا طلاق إلا بخمس : شهادة شاهدين عدلين ، في طهر ، من غير جماع ، بإرادة عزم .
ثم قال بعد كلام : يا هذا ! هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء ؟ قال : لا ! الخبر ( 26 ) .
الرابع في أحوال عم أبيه عليهما السلام علي بن جعفر :
1ـ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : الحسين بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن محمد بن خلاد الصيقل ، عن محمد بن الحسن بن عمار ( 27 ) ، قال : كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة ، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه يعني أبا الحسن عليه السلام إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوثب علي ابن جعفر بلا حذاء ولا رداء ، فقبل يده وعظمه .
فقال له أبو جعفر عليه السلام : يا عم ! اجلس رحمك الله !
فقال : يا سيدي ! كيف أجلس وأنت قائم ؟
فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه ، جعل أصحابه يوبخونه ، ويقولون : أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل ؟ ! فقال : اسكتوا ! إذ كان الله عز وجل وقبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة ، وأهل هذا الفتى ، ووضعه حيث وضعه ، أنكر فضله ! ؟ نعوذ بالله مما تقولون ، بل أنا له عبد ( 28 ) .
2ـ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله : . . . عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي ، قال : سمعت علي بن جعفر يحدث . . . ثم جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا : ليس له ههنا أب ، ولكن هذا عم أبيه ، وهذا عم أبيه ، وهذا عمه ، وهذه عمته ، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان ، فإن قدميه وقدميه واحدة .
فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا : هذا أبوه .
قال علي بن جعفر : فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام ثم قلت له : أشهد أنك إمامي عند الله . . . ( 29 ) .
3ـ أبو عمرو الكشي رحمه الله : حدثني نصر بن الصباح ، البلخي ، قال : حدثني إسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسن (30) بن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر ، وأعرابي من أهل المدينة جالس ، فقال لي الأعرابي : من هذا الفتى ! ؟ وأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام .
قلت : هذا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال : يا سبحان الله ! رسول الله قد كان منذ مائتي سنة ، وكذا وكذا سنة ، وهذا حدث كيف يكون ؟ !
قلت : هذا وصي علي بن موسى ، وعلي وصي موسى بن جعفر ، وموسى وصي جعفر بن محمد ، وجعفر وصي محمد بن علي ، ومحمد وصي علي بن الحسين ، وعلي وصي الحسين ، والحسين وصي الحسن ، والحسن وصي علي ابن أبي طالب ، وعلي وصي رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين .
قال : ودنا الطبيب ليقطع له العرق ، فقام علي بن جعفر ، فقال : يا سيدي ! يبدأ بي ليكون حدة الحديد بي قبلك . قال : قلت : يهنئك هذا عم أبيه .
قال : فقطع له العرق ، ثم أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض ، فقام علي بن جعفر عليه السلام فسوى له نعليه حتى لبسهما ( 31 ) .
4ـ أبو عمرو الكشي رحمه الله : حمدويه بن نصير ، قال حدثنا الحسين بن موسى الخشاب ، عن علي بن أسباط وغيره ، عن علي بن جعفر بن محمد ، قال : قال لي رجل أحسبه من الواقفة : ما فعل أخوك أبو الحسن ؟
قلت : قد مات .
قال : وما يدريك بذاك ؟
قلت : اقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ( 32 ) ونطق الناطق من بعده .
قال : ومن الناطق من بعده ؟
قلت : ابنه علي .
قال : فما فعل ؟
قلت : له مات .
قال : وما يدريك أنه مات ؟
قلت : قسمت أمواله ونكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده .
قال : ومن الناطق من بعده ؟
قلت : أبو جعفر ابنه .
قال : فقال له : أنت في سنك وقدرك وابن جعفر محمد تقول هذا القول في هذا الغلام !
قال : قلت : ما أراك إلا شيطانا .
قال : ثم أخذ بلحية فرفعها إلى السماء .
ثم قال : فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا ( 33 ) .
5ـ ابن عنبة الحسيني رحمه الله : وأما علي العريضي ( 34 ) ، ابن جعفر الصادق عليه السلام : ويكنى أبا الحسن وهو أصغر ولد أبيه مات أبوه وهو طفل .
وكان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عم أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد .
وعاش إلى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه السلام ومات في زمانه ، وخرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكة ثم رجع عن ذلك .
وكان يرى رأي الامامية فيروي : ان أبا جعفر الأخير وهو محمد بن علي ابن موسى الكاظم عليه السلام دخل على العريضي فقام له قائما واجلسه في موضعه ولم يتكلم حتى قام فقال له أصحاب مجلسه : أتفعل هذا مع أبي جعفر وأنت عم أبيه ؟
فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله هذه الشيبة أهلا للإمامة ، أراها أنا أهلا للنار .
ونسبته إلى العريض قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها ، وأمه أم ولد .
ويقال لولده العريضيون وهم كثير . فأعقب من أربعة رجال : محمد وأحمد الشعراني والحسن ، وجعفر الأصغر ( 35 ) .
6ـ القندوزي الحنفي رحمه الله : روي : أن محمد الجواد عليه السلام دخل على عم أبيه علي بن جعفر الصادق عليه السلام ، فقام واحترمه وعظمه ، فقالوا : إنك عم أبيه ، وأنت تعظمه ! ؟
فأخذ بيده لحيته ، وقال : إذا لم ير الله هذه الشيبة للإمامة ، أراها أهلا للنار ، إذا لم أقر بإمامته ( 36 ) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كشف الغمة : ج 2 ، ص 267 ، س 3 و 16 ، وص 284 ، س 17 .
عنه البحار : ج 49 ، ص 222 ، س 2 .
نور الأبصار : ص 325 ، س 7 .
أعيان الشيعة : ج 2 ، ص 13 ، س 15 .
( 2 ) تاريخ الأئمة عليهم السلام ، ضمن المجموعة النفيسة : ص 21 ، س 1 .
تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ص 109 ، س 2 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ، ص 70 ، ح 327 ، وص 71 ، ح 328 .
عنه البحار : ج 72 ، ص 147 ، ح 1 ، وص 388 ، ح 36 ، و ج 70 ، ص 263 ، ح 7 .
أعيان الشيعة : ج 2 ، ص 13 ، س 28 .
( 4 ) البحار : ج 65 ، ص 76 ، ح 136 ، نقلا عن كتاب المسلسلات .
( 5 ) العدد القوية : ص 294 ، ح 22 و 23 .
عنه البحار : ج 49 ، ص 222 ، ضمن ح 13 .
( 6 ) الخرائج والجرائح : ج 1 ، ص 372 ، ح 2 .
عنه البحار : ج 50 ، ص 69 ، ح 47 ، وكشف الغمة : ج 2 ، ص 365 ، س 16 .
( 7 ) الفصول المهمة : ص 264 ، س 10 .
( 8 ) الشجرة المباركة : ص 77 ، س 13 .
( 9 ) ينابيع المودة : ج 3 ، ص 124 ، س 4 ، وص 169 ، س 1 .
الصواعق المحرقة : ص 205 ، س 29 ، عن المسعودي .
( 10 ) إثبات الوصية : ص 229 ، س 10 .
يأتي الحديث بتمامه في ب 6 ، ( إخبار ابنه الهادي بشهادته عليهما السلام ) ، رقم 168 .
( 11 ) رجال الكشي : ص 484 ، ح 913 .
يأتي الحديث بتمامه في ف 3 ، ب 3 ، ( مدح يونس بن عبد الرحمان ) ، رقم 560 .
( 12 ) قرب الأسناد : ص 378 ، ح 1334 .
عنه البحار : ج 49 ، ص 219 ، ح 5 .
قطعة منه في ف 3 ، ب 3 ، ( الحسين بن محمد ، عمه عليه السلام ) .
( 13 ) في إثبات الوصية : نحو سبع سنين .
( 14 ) في إثبات الوصية : زلول : وهو بفتح أوله ، وتكرير اللام ، وهو فعول من الزلل : مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب ، كما في معجم البلدان : ج 3 ، ص 146 .
( 15 ) البقرة : 2 / 229 .
( 16 ) دلائل الإمامة : ص 388 ، ح 343 .
عنه مدينة المعاجز : ج 7 ، ص 285 ، ح 2328 وحلية الأبرار : ج 4 ، ص 549 .
إثبات الوصية : ص 220 ، س 8 ، مرسلا عن المحمودي بتغيير آخر لم نذكره .
عنه مستدرك الوسائل : ج 18 ، ص 136 ، ح 22309 وص 190 ، ح 22473 .
قطعة منه في ب 5 ، ( سنه حين شهادة أبيه عليهما السلام ) ، وف 2 ، ب 4 ، ( النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السلام ، وف 3 ، ب 3 ، ( ذم عمه عبد الله بن موسى ) ، وف 3 ، ب 1 ، ( لباسه عليه السلام ) ، وف 4 ، ب
4 ، ( سؤال يوم القيامة ) ، وف 5 ، ب 10 ، ( شرائط صحة الطلاق ) ، وب 23 ، ( حد من أتى بهيمة ) ،
وف 6 ، ب 1 ، ( البقرة : 2 / 229 ) ، وف 7 ، ب 1 ، ( موعظة في النهي عن القول بما لاتعلم ) ، وف 9 ، ب 4 ، ( ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السلام ) .
( 17 ) في مدينة المعاجز : زلزل .
( 18 ) في المصدر عبد الرحمان بن موسى وهو مصحف عبد الله بن موسى .
( 19 ) عيون المعجزات : ص 122 ، س 1 .
عنه مدينة المعاجز : ج 7 ص 288 ح 2329 ، والبحار : ج 50 ص 99 ح 12 ، وحلية الأبرار : ج 4 ص 546 ح 8 ، والأنوار البهية : ص 260 س 10 .
قطعة منه في ف 3 ، ب 1 ، ( لباسه عليه السلام ) ، وف 4 ، ب 4 ، ( سؤال يوم القيامة ) ، وف 7 ، ب 1 ، ( موعظة في النهي عن القول بما لاتعلم ) .
( 20 ) في البحار : حذو
( 21 ) الاختصاص : ص 102 ، س 4 .
عنه البحار : ج 50 ، ص 85 ، ح 1 ، ووسائل الشيعة : ج 28 ، ص 280 ، ح 34759 ، باختصار ، والأنوار البهية : ص 259 ، س 12 .
قطعة منه في : ف 2 ، ب 3 ، ( جوابه عليه السلام بثلاثين ألف مسألة ) ، وف 3 ، ب 1 ، ( لباسه عليه السلام ) ، ( تقبيل الناس بين عينيه عليه السلام ) ، وب 3 ، ( ذم عمه عبد الله بن موسى ) ، وف 4 ، ب 4 ، ( سؤال يوم القيامة ) ، وف 7 ، ب 1 ، ( موعظته في النهي عن القول بما لاتعلم ) ، وف 9 ، ب 4 ، ( ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السلام ) .
( 22 ) في المستدرك : محمد بن جمهور القمي .
( 23 ) ( تكبس ) الرجل : أدخل رأسه في جيب قميصه . أقرب الموارد : ج 2 ، ص 1062 ، ( كبس ) .
( 24 ) الجوزاء : برج في السماء . أقرب الموارد : ج 1 ، ص 150 ( جوز ) .
النسر ، كوكب ، وهما اثنان ، يقال لأحدهما النسر الواقع وللآخر النسر الطائر . أقرب الموارد : ج 2 ، ص 1295 ، ( نسر ) .
( 25 ) الطلاق : 65 / 2 .
( 26 ) المناقب لابن شهرآشوب : ج 4 ، ص 382 ، س 18 .
عنه البحار : ج 50 ، ص 89 ، ح 5 ، بتفاوت يسير ، ومستدرك الوسائل : ج 15 ، ص 291 ، ح 18281 ، باختصار .
قطعة منه في ف 3 ، ب 1 ، ( دخوله وجلوسه عليه السلام في المجالس ) ، وف 5 ، ب 1 ، ( شرائط صحة الطلاق ) ، وف 6 ، ب 1 ، ( الطلاق : 65 / 2 ) .
( 27 ) في البحار : محمد بن الحسن بن عماد ، وفي حلية الأبرار : محمد الحسن بن عمارة .
( 28 ) الكافي : ج 1 ، ص 322 ، ح 12 .
عنه مقدمة مسائل علي بن جعفر : ص 23 ، س 10 ، والوافي : ج 2 ، ص 381 ، ح 865 .
والبحار : ج 47 ، ص 266 ، ح 35 ، و ج 50 ، ص 36 ، ح 26 ، وحلية الأبرار : ج 4 ، ص 608 ، ح 12 ، ومدينة المعاجز : ج 7 ، ص 281 ، ح 2324 ، والأنوار البهية : ص 252 ، س 5 .
قطعة منه في : ف 2 ، ب 6 ، ( ما ورد عن علي بن جعفر في عظمته ) ، وف 3 ، ب 1 ، ( تقبيل الناس يده ورجله عليه السلام ) وب 3 ، ( مدح علي بن جعفر ) .
( 29 ) الكافي : ج 1 ، ص 322 ، ح 14 .
تقدم الحديث بتمامه في ب 2 ، ( نسبه عليه السلام في الأحاديث ) ، رقم 32 .
( 30 ) في البحار ومدينة المعاجز : الحسين بن موسى بن جعفر عليهما السلام .
( 31 ) رجال الكشي : ص 429 ، ح 804 .
عنه البحار : ج 47 ، ص 264 ، ح 32 ، و ج 50 ، ص 104 ، ح 19 ، ومدينة المعاجز : ج 7 ، ص 283 ، ح 2326 ، جميعا بتفاوت ، والأنوار البهية : ص 252 ، س 20 ، ومسائل علي بن جعفر : ص 25 ، س 2 وص 320 ، ح 803 .
قطعة منه في : ف 2 ، ب 1 ، ( النص على إمامته عن عمه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السلام ) ، وف 3 ، ب 1 ، ( فصده عليه السلام ) ، و ( تسوية الناس نعليه له عليه السلام ) .
( 32 ) في البحار : قسمت أمواله ونكحت نساؤه .
( 33 ) رجال الكشي : ص 429 ، ح 803 .
عنه البحار : ج 47 ، ص 263 ، ح 31 ، ومدينة المعاجز : ج 7 ، ص 282 ، ح 17 .
مسائل علي بن جعفر : ص 324 ، ح 809 .
( 34 ) عده الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا عليهم السلام ، ووصفه في ( الفهرست ) بأنه جليل القدر ، ثقة ، وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السلام سأله عنها ، رواها الحميري في ( قرب الإسناد ) وتوفى سنة 210 ه .
( 35 ) عمدة الطالب : ص 222 ، س 12 .
( 36 ) ينابيع المودة : ج 3 ، ص 170 ، س 15 ، عن فصل الخطاب .