تأخر ولادة الامام الجواد علیه السلام
  • عنوان المقال: تأخر ولادة الامام الجواد علیه السلام
  • الکاتب:
  • مصدر: کتاب حکایة الشمس
  • تاريخ النشر: 6:4:31 2-10-1403

من بین الامتحانات الصعبة التی مرت على أتباع أهل البیت علیهم السلام هی مسألة تأخر ولادة الامام الجواد علیه السلام . حیث حاولت کثیر من الفرق المنحرفة عن خط أهل البیت علیهم السلام وعلى رأسهم الواقفیة إستغلال هذا الأمر وخاصة أن ولادة الامام الجواد علیه السلام کانت فی العشرة الاخیرة من عمر الامام الرضا علیه السلام حیث کان عمره الشریف آن ذاک أکثر من أربعین سنة أی بعد عشرة سنوات على إمامته (ع) التی بدأت فی سن الخامسة والثلاثین .

وهذا ما دعى الکثیرین الى التجرأ على ساحة الامام الرضا علیه السلام المقدسة وأن یشککوا بإمامته وخاصة أنه لا خلیفة ولا وریث ولا وصی له . لکن الامام الرضا علیه السلام فی المقابل کان یؤکد لهؤلاء أن الله عز وجل سیرزقه ولد یکون خلیفته ووریثه وله کنیته .

فعن کلیم بن عمران قال: قلت للرضا علیه السلام: ادع الله أن یرزقک ولدا، فقال: إنما ارزق ولدا واحدا وهو یرثنی.[1]


 وعن البزنطی قال: قال لی ابن النجاشی: من الامام بعد صاحبک ؟ فاحب أن تسأله حتى أعلم، فدخلت على الرضا علیه السلام فأخبرته، قال: فقال لی: الامام ابنی، ثم قال: هل یجترئ أحد أن یقول ابنی ولیس له ولد ؟ ولم یکن ولد أبو جعفر علیه السلام فلم تمض الایام حتى ولد علیه السلام.[2]

 عن عقبة بن جعفر قال: قلت لابی الحسن الرضا علیه السلام: قد بلغت ما بلغت ولیس لک ولد، فقال: یا عقبة إن صاحب هذا الامر لا یموت حتى یرى خلفه من بعده.[3]

 وعن ابن بزیع، عن أبی الحسن الرضا علیه السلام أنه سئل أو قیل له أتکون الامامة فی عم أو خال ؟ فقال: لا فقال: فی أخ ؟ قال: لا، قال: ففی من ؟ قال: فی ولدی وهو یومئذ لاولد له.[4]

 و مکرّر از حضرت در این مورد مى‏پرسیدند و ایشان مى‏فرمود: خداوند به من پسرى عنایت خواهد کرد.[5]

 عن ابن أبى نجران وصفوان قالا: حدثنا الحسین بن قیاما، وکان من رؤساء الواقفة، فسألنا أن نستأذن له على الرضا علیه السلام ففعلنا فلما صار بین یدیه قال له: أنت إمام ؟ قال: نعم، قال: إنی اشهد الله أنک لست بإمام، قال: فنکت طویلا فی الارض منکس الرأس ثم رفع رأسه إلیه، فقال له: ما علمک أنی لست بامام ؟ قال: لانا روینا عن أبی عبد الله علیه السلام أن الامام لا یکون عقیما، وأنت قد بلغت هذا السن ولیس لک ولد، قال: فنکس رأسه أطول من المرة الاولى ثم رفع رأسه فقال: اشهد الله أنه لا تمضی الایام واللیالی حتى یرزقنی الله ولدا منی، قال عبد الرحمن بن أبی نجران: فعددنا الشهور من الوقت الذی قال فوهب الله له أبا جعفر علیه السلام فی أقل من سنة.[6]

فبعد ولادة الامام الجواد علیه السلام وتحقق ما مأخبر به الامام الرضا علیه السلام  قیل لابن قیاما: ألا تقنعک هذه الآیة ؟ فقال: اما والله إنها لآیة عظیمة، ولکن کیف أصنع بما قال أبو عبد الله علیه السلام فی ابنه.[7]

 ولذلک فإن ولادة الامام الجواد سلام الله علیه على درجة من الاهمیة بالنسبة لمدرسة أهل البیت علیهم السلام وأتباعها وهذا ما دعى الامام الرضا علیه السلام الى وصف الامام الجواد (ع) بالمبارک .

 عن یحیى الصنعانی  دخلت على أبی الحسن الرضا علیه السلام وهو بمکة وهو یقشر موزا ویطعم أبا جعفر علیه السلام فقلت له: جعلت فداک هو المولود المبارک ؟ قال: نعم، یا یحیى هذا المولود الذی لم یولد فی الاسلام مثله مولود أعظم برکة على شیعتنا منه.[8]

یقول المؤلف : من خلال قرائتی للأسئلة والاشکالات المرتبطة بولادة الامام الجواد علیه السلام تبین أن هؤلاء الاشخاص لا یوجد لدیهم معرفة کاملة بالامامة والبرنامج الالهی المرسوم لهذا الخط  لکن الشائعات التی کانت تنشر فی ذلک الزمان لها تأثیر کبیر فی هذا الجهل بفهرس عمل الامامة والائمة (ع) وذلک لان برنامج وخط هذا الفکر الالهی وأسماء الائمة علیهم السلام نقلها رسول الله صلى الله علیه واله عن الباری عز وجل فهم منصوبون من عند الله فعن أبی عبد الله الصادق علیه السلام قال: إن الله عزوجل أنزل على نبیه کتابا قبل أن یأتیه الموت، فقال: یا محمد هذا الکتابوصیتک إلى النجیب من أهل بیتک، فقال: ومن النجیب من أهلی  یا جبرئیل ؟

فقال: علی بن أبی طالب علیه السلام وکان على الکتاب خواتیم من ذهب، فدفعه النبی صلى الله علیه وآله إلى علی علیه السلام وأمره أن یفک خاتما منها ویعمل بما فیه، ففک علیه السلام خاتما وعمل بما فیه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن علیه السلام ففک خاتما وعمل بما فیه، ثم دفعه إلى الحسین علیه السلام ففک خاتما فوجد فیه أن اخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلا معک، واشر نفسک  لله عزوجل، ففعل، ثم دفعه إلى علی بن الحسین علیه السلام ففک خاتما فوجد فیه: اصمت والزم منزلک واعبد ربک حتى یأتیک الیقین، ففعل، ثم دفعه إلى محمد بن علی علیه السلام ففک خاتما فوجد فیه: حدث الناس وأفتهم، ولا تخافن إلا الله فإنه لاسبیل لاحد علیک، ثم دفعه إلی ففککت خاتما فوجدت فیه: حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بیتک، و صدق آباءک الصالحین، ولا تخافن أحدا إلا الله ، وأنت فی حرز وأمان، ففعلت، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر، وکذلک یدفعه موسى إلى الذی من بعده ، ثم کذلک أبدا إلى قیام المهدی علیه السلام.[9]

---------

[1]  -  البحار، ج 50، ص 15.

[2]  - المصدر السابق ، ص 21 المصدر السابق ، ص 22 من الکافی و الارشاد للمفید.

[3]  -  المصدر السابق ، ص 35.

[4]  - البحار، ج 50، ص 21.

[5] - المصدر السابق ، ص 35.

[6]  - البحار، ج 49، ص 34.

[7]  - المصدر السابق ، ص 68.

[8]  - البحار، ج 50، ص 35.

[9]  - اصول الکافی، کتاب الحجة، ج 2، ص 28 و البحار، ج 36، ص 192،مع القلیل من التصرف .