رمضان بين السلوكيات الحسنة و الخاطئة
  • عنوان المقال: رمضان بين السلوكيات الحسنة و الخاطئة
  • الکاتب: لسماحة الشيخ عبد الله اليوسف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 16:20:43 4-9-1403

رمضان بين السلوكيات الحسنة و الخاطئة
إن شهر رمضان المبارك هو أفضل الشهور ، كما عَبَّرَ عن ذلك النبي ( صلى الله عليه و آله ) بقوله : " شهر هو عند الله أفضل الشهور ، و أيامه أفضل الأيام ، و لياليه أفضل الليالي ، و ساعاته أفضل الساعات " و لذلك فهو فرصة ثمينة لمن يريد اغتنام هذا الشهر المبارك الذي لا يتكرر في السنة إلا مرة واحدة ، و لا يضمن فيه أحد نفسه أنه ستتاح له الفرصة في العام القادم ، إذ قد ينتقل إلى الدار الآخرة قبل ذلك !
و شهر رمضان المبارك يجب أن يُحيى بالأعمال الصالحة ، و اجتناب كل ما يسيء إلى مكانته و فضله مما يخدش في مفهوم الصيام الكامل ، و هو اجتناب كل المفطرات المادية و المعنوية و السلوكية .
و في مجتمعنا ـ كما في الكثير من المجتمعات الإسلامية الأخرى ـ توجد بعض العادات و السلوكيات الحسنة التي يجب أن تُنَمَّى وتُقَوَّى ، كما توجد في المقابل بعض العادات و السلوكيات الخاطئة التي ينبغي التخلص منها ، و إحلال السلوكيات الحسنة مكانها .

السلوكيات الحسنة :

توجد في مجتمعنا الكثير من العادات و السلوكيات الحسنة التي يجب أن نسعى لتنميتها ، و العمل على الإكثار منها ، و استثمارها في خلق جو إيماني و روحي يساعد على تنمية التدين في المجتمع . . . و يمكن الإشارة إلى بعض هذه السلوكيات و العادات الحسنة في النقاط التالية :

1 ـ تلاوة القرآن الكريم :
ورد التأكيد على فضل تلاوة القرآن الكريم في كل وقت و زمن ، و لكنه في شهر رمضان أكثر تأكيداً ، و أعظم ثواباً و أجراً ، فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قوله : " من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور " ، و قال الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) : " لكل شيء ربيع ، و ربيع القرآن شهر رمضان " .
و في مجتمعنا نرى في كل منزل و مكان هناك من يتلو القرآن الكريم ، إذ عادة ما يلتزم الجميع بقراءة جزء من القرآن ليلياً على الأقل . و هذه عادة حسنة يجب التشجيع عليها ، و في نفس الوقت ينبغي التأكيد على أهمية فهم القرآن ، و الاهتمام بتجويده و تفسيره ، و الاطلاع على علوم القرآن حتى يتسنى لقارئ القرآن الكريم معرفة الآيات الشريفة ، و إدراك أبعادها و غاياتها و تفسيرها .

2 ـ الاهتمام بالفقراء و المساكين :
من العادات و السلوكيات الحسنة في مجتمعنا خلال شهر رمضان الكريم هو الاهتمام بالفقراء و المساكين؛ فعادة ما يهتم الناس في شهر رمضان أكثر من باقي الشهور الأخرى بالفقراء و المساكين ممن هم حولهم ، سواء كانوا من ذوي الأرحام ، أو من قاطني نفس الحي ، أو من أهل المدينة أو القرية مما يضفي جواً من التكافل الاجتماعي العام .
و قد حًثًّ نبينا ( صلى الله عليه و آله ) الأغنياء في هذا الشهر الفضيل على الإنفاق على المحتاجين من الفقراء و المساكين ، إذ يقول ( صلى الله عليه و آله ) : " و تصدقوا على فقرائكم و مساكينكم ، و وقروا كباركم ، و ارحموا صغاركم ، و صلوا أرحامكم ، و تحننوا على أيتام الناس يُتحنَّن على أيتامكم " .
و هذه العادة الحسنة يجب أن توظف في دفع عجلة العمل الخيري و التطوعي في مجتمعنا بما يساهم في الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها الجمعيات الخيرية و كافة المناشط التطوعية .

3 ـ تنشيط الزيارات :
و من العادات و السلوكيات الحسنة في شهر رمضان ما نلاحظه في مجتمعنا من الاهتمام بزيارة الأرحام ، و صلة الأصدقاء ، و تبادل الزيارات لمجالس الذكر و الدعاء ، و اجتماع الناس في المجالس ، مما يضفي أجواءً من الحيوية و التفاعل بين مختلف الشرائح الاجتماعية .
و قد حث النبي ( صلى الله عليه و آله ) على زيارة الأرحام في هذا الشهر المبارك ، إذ يقول ( صلى الله عليه و آله ) : " من وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، و من قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه " .
كما ورد الحث على زيارة المؤمنين و الأصدقاء ، فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قوله : " من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله ، و كان حقيقاً على الله أن يُكرم زواره " ، و قال ( صلى الله عليه و آله ) أيضاً : " الزيارة تنبت المودة " ، و قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " ما زار مسلم أخاه المسلم في الله ولله إلا ناداه الله عَزَّ و جَلَّ أيها الزائر طبت و طابت لك الجنة " .
فزيارة المؤمنين و الأصدقاء و الأرحام لها فوائد عظيمة ، لَعًلَّ من أهمها : تقوية العلاقات الاجتماعية ، و إشاعة الأخوة بين المؤمنين ، و إزالة الضغائن و التشنجات من النفوس ، و تثبيت المودة و المحبة بين أفراد المجتمع . و لذلك كله ، ينبغي تنمية عادة التزاور بين الناس و خصوصاً في شهر الله ( شهر رمضان ) حيث تكون النفوس مهيأة لتبادل الزيارات ، و نسيان ما قد يَعْلق بين بعض أفراد المجتمع طوال السنة من سوء فهم ، أو حدوث توتر لأي سبب كان .

4 ـ الإقبال على صلاة الجماعة :
من العادات و السلوكيات الحسنة في شهر رمضان المبارك أيضاً الإقبال الشديد على المشاركة في صلاة الجماعة ، خصوصاً في صلاتي المغرب و العشاء ، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين جماعة ، و هي عادة حسنة ، بل إن صلاة الجماعة مستحبة مؤكدة في كل وقت ، و لكن في شهر رمضان يتضاعف الأجر فيها ، فقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قوله : " قد أظلكم شهر رمضان ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، و قيامه لله عَزَّ و جَلَّ تطوعاً ، من تَقَرَّبَ فيه بخصلة من خير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه ، و من أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه " .
و هذا الإقبال على صلاة الجماعة في شهر رمضان من السلوكيات الحسنة ، و يجب أن يعاهد فيه الإنسان نفسه على الالتزام بإتيان صلاة الجماعة في كل أيام السنة لما في ذلك من تقوية للحالة الدينية في المجتمع ، و تنمية أواصر الأخوة بين المؤمنين ، و خلق الأجواء الإيمانية و الروحية في الفضاء الاجتماعي العام .

5 ـ تبادل أطباق الطعام :
و هي من السلوكيات الحسنة أيضاً ، حيث يتبادل الناس في شهر رمضان المبارك ، و خصوصاً بين الأرحام و الجيران و الأصدقاء ، أطباق الطعام ، مما ينمي المحبة بين أفراد المجتمع ، و يساهم في خلق أجواء من الصفاء النفسي الذي يذيب مشاعر الكراهية التي قد توجد بين بعض الناس لأسباب مختلفة .
و هذه العادة الحسنة تعطي انطباعاً بتماسك المجتمع و ترابطه ، و تساهم في تقوية النسيج الاجتماعي مما ينعكس أثره على التعامل الإيجابي بين الناس .
و إذا كان الإنسان يتبادل الطعام بعنوان ( إفطار صائم ) فإن له أجراً و ثواباً عظيماً كما ورد عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) حيث قال : " أيها الناس : من فَطَّرَ منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، و مغفرة لما مضى من ذنوبه .
قيل : يارسول الله ! و ليس كلنا يقدر على ذلك .
فقال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار و لو بشربة ماء " .
فلنجعل من تبادل أطباق الطعام بهدف الحصول على الثواب الكبير أيضاً من خلال عقد النية على تفطير الصائمين ، و بذلك يحصل الإنسان على الثواب و الأجر الجزيل ، بالإضافة لما في ذلك من فوائد كثيرة في صناعة التقارب و التواصل بين أفراد المجتمع .

السلوكيات الخاطئة :
و بالرغم من السلوكيات الحسنة الكثيرة الموجودة في مجتمعنا أيام شهر رمضان المبارك ، إلا أنه في المقابل توجد بعض السلوكيات السيئة ، و العادات الخاطئة ، التي يمارسها بعض الناس في شهر رمضان الكريم ، مما ينعكس سلباً على الأجواء الإيمانية التي يخلقها هذا الشهر الشريف ، كما يؤدي إلى ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم و فلسفته .
و يمكن الإشارة إلى بعض هذه السلوكيات الخاطئة ضمن النقاط التالية :

1 ـ قلة الفاعلية :
اعتاد الكثير من الناس في مجتمعنا على قلة الفاعلية ، و انعدام النشاط ، و عدم الإنجاز في شهر رمضان الكريم ، فنجد أن الكثيرين يتضاعف نومهم في شهر رمضان الكريم عما في غيره من الشهور ، و يصاب العديد من الناس بحالة من الكسل و الخمول و الملل مما يؤدي إلى تدني إنتاج ما يقوم به الموظف أو العامل أو الطالب عما تعود إنتاجه خلال الشهور الأخرى .
و بنظرة سريعة للتعاليم الدينية نلحظ التأكيد الشديد على أهمية إحياء أيام و ليالي شهر رمضان الكريم في العبادة و الذكر و الدعاء ، و مضاعفة الأعمال الصالحة ، فشهر رمضان الأعمال فيه مقبولة كما ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) حيث يقول : " و عملكم فيه مقبول ، و دعاؤكم فيه مستجاب " و مادام الأمر كذلك ، فيجب على كل واحد منا أن يضاعف فيه العمل الصالح ، و أن يحيي شهر رمضان بالعبادة ، و الدعاء ، و الاستغفار ، و التوبة النصوح .

2 ـ الإسراف في الطعام :
من السلوكيات الخاطئة أيضاً أيام شهر رمضان المبارك هو الإسراف و الإفراط في تناول الطعام و كأنه يريد تعويض ما فاته وقت النهار مما يضيع على نفسه الفوائد الصحية من الصيام .
و القرآن الكريم يشير إلى حقيقة مهمة و هي أهمية الاعتدال في الأكل و الشرب ، يقول تعالى : ﴿ ... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 1 و يقول الرسول العظيم ( صلى الله عليه و آله ) : " إياكم و فضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة ، و يبطئ بالجوارح عن الطاعة ، و يصمّ ُالهمم عن سماع الموعظة " و يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : " من كثر أكله قلت صحته ، و ثقلت على نفسه مؤونته " و قال الإمام علي ( عليه السلام ) أيضاً : " كثرة الأكل و النوم يفسدان النفس ، و يجلبان المضرة " و قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " ليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل ، و هي مورثة لشيئين : قسوة القلب ، و هيجان الشهوة " .
لقد أصبح الكثير من الناس يصرفون على أكلهم و شربهم في شهر رمضان الكريم أضعاف ما يصرفونه في غيره من الشهور ، و هي نتيجة للإسراف الذي قد يصل أحياناً لدرجة التحريم ، و الطريف في الأمر أن بعض الناس قد يأكل من الطعام في شهر رمضان أضعاف ما يأكله في غيره من الشهور! كل ما في الأمر تغير أوقات تناول الطعام ، فبدلاً من تناوله نهاراً ، و النوم ليلاً في الشهور الأخرى ، ينام في شهر رمضان نهاراً ، و يأكل ليلاً بشراهة أكبر!!
و هذا النوع من السلوك الخاطئ ، قد يؤدي إلى انعدام الفوائد الصحية من الصيام ، و الوقوع في شباك الأمراض المختلفة الناتجة من عدم الوعي الغذائي ، و تناول الأطعمة و الأشربة بإفراط ، و غياب الاعتدال و الاقتصاد في المأكل و المشرب .
و ما انتشار الأمراض الخطيرة في مجتمعنا كأمراض السكري ، و ارتفاع ضغط الدم ، و تصلب الشرايين ، و أمراض القلب ... إلخ إلا نتيجة ـ في أحد أسبابها ـ للإفراط في تناول الطعام ، و عدم الوعي الغذائي فيما يجب تناوله يومياً .
و كمثال على خطورة انتشار هذه الأمراض المزمنة ، نذكر بعض الأرقام حول انتشار مرض السكري في مجتمعنا ، فقد أعلن في مؤتمر السكر العالمي الذي انعقد مؤخراً بالقاهرة ، عن تصدر المملكة العربية السعودية لقائمة الدول التي ينتشر بها مرض السكري ، بعد أن تم تشخيص 900 ألف حالة سكري بالمملكة أي ما يعادل 17 % من جملة السكان .
كما عقد أخيراً المجمع الطبي بالظهران مؤتمراً بعنوان " السكري . . آفاق مستقبلية " ، أشارت بحوثه إلى مضاعفات مشاكل السكري الخطيرة كالفشل الكلوي و النوبات القلبية و بتر الأطراف .
ففي عام واحد حصلت 13 ألف عملية بتر أعضاء في المملكة بسبب السكري ، و في الرياض وحدها تجري 36 عملية بتر أعضاء يومياً !! و هي نسب أعلى من المعدلات العالمية .
و يشير التقرير السنوي الذي تصدره منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الزيادة السنوية لمرض السكري في المملكة نسبتها 4 % أي أن 36 ألف شخص جديد كل عام يصابون بالسكري في المملكة !! و المنطقة الشرقية قد تكون هي الأولى في زيادة الإصابة بهذا المرض .
و لذلك ، يجب أن يكون شهر رمضان محطة للتأمل و التفكر في طريقة تناولنا للطعام ، و التدرب على الانضباط في المأكل و المشرب ، و الاعتدال دائماً في تناول الأغذية ، و بذلك يتحقق لنا الفوائد الصحية من الالتزام بفريضة الصيام ، و كما قال الرسول ( صلى الله عليه و آله ) : " صوموا تصحوا " .

3 ـ الإدمان على مشاهدة التلفاز :
يُعَدُّ الإدمان على مشاهدة التلفاز في شهر رمضان المبارك من السلوكيات الخاطئة ، إذ يقضي الكثير من الناس أوقاتهم في مشاهدة برامج التلفاز ، خصوصاً وأن بمقدور أي واحد منا أن يشاهد مئات القنوات المختلفة ، و تتفنن هذه القنوات الفضائية في تقديم الأفلام و الفوازير و البرامج التي يغلب عليها عدم الفائدة و بعضها يدخل في قائمة ( ما يحرم مشاهدته ) .
و من المؤسف حقاً أن يقضي الإنسان الصائم أغلب وقته و هو ينتقل من فيلم لفيلم ، و من برنامج إلى برنامج ، و من قناة لأخرى ، و هكذا يحاول البعض أن يقضي على وقته في الإدمان على مشاهدة التلفاز بدلاً من إحياء ليالي و أيام شهر رمضان الفضيل بالعبادة و الذكر و الدعاء .
و بالطبع لا نقصد من ذلك أنه يمنع على الصائم مشاهدة التلفاز ، و لكن المقصود هو أن لا يُسرف في مشاهدة التلفاز ، و أيضاً أن يشاهد المفيد من البرامج ، كما ينبغي أن يقضي الإنسان الصائم جُلَّ أوقاته في الإتيان بالمستحبات ، و تلاوة الأوراد و الأذكار و الأدعية الوارد قراءتها في شهر رمضان الكريم .
إن علينا أن نتوجه إلى الله تعالى في شهر الله ، شهر رمضان ، الذي " هو شهر أوله رحمة ، و أوسطه مغفرة ، و آخره عتق من النار " .
أما الشقي حقاً فهو من يرتكب المحارم تلو المحارم و خصوصاً في شهر رمضان ، و كما قال الرسول ( صلى الله عليه و آله ) : " إن الشقي حق الشقي من خرج منه هذا الشهر و لم يغفر ذنوبه " و عنه ( صلى الله عليه و آله ) أيضاً قوله : " فمن لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له ؟! " .
فلنضاعف أعمالنا الصالحة في هذا الشهر المبارك ، عسى أن نفوز برضا الله تعالى و مغفرته و رحمته و رضوانه ، و هو منتهى غايات المؤمنين .

الخلاصة :
و بعد أن ذكرنا بعض الأمثلة على السلوكيات و العادات الحسنة في مجتمعنا ، و كذلك بعض الأمثلة على السلوكيات و العادات الخاطئة ، من المفيد لكل واحد منا أن يتساءل مع نفسه ! إن كان يمارس السلوكيات الحسنة أم السيئة ؟ أم يخلط بينهما ؟!
إن شهر رمضان المبارك فرصة لنتدرب في أجوائه الإيمانية على الصبر ، و قوة الإرادة ، و الانضباط في كل شيء ، و الالتزام بالضوابط الشرعية و الأخلاقية .
ليكن شهر رمضان الفضيل محطة لمجاهدة النفس ، و ممارسة الرياضة الروحية ، و الارتقاء إلى معالي الكمال المعنوي ، و التخلص من الانشداد إلى الماديات في هذه الحياة الفانية .
إننا بحاجة لاستثمار أجواء رمضان الإيمانية في تكريس السلوكيات و العادات الحسنة ، و التخلص من السلوكيات و العادات الخاطئة ، و تجذير القيم الأخلاقية في البنية الاجتماعية ، و إشاعة السلوكيات الحسنة في الفضاء الإجتماعي العام ، و بذلك تتحقق الغايات النبيلة من فلسفة الصيام .