سخاء وكرم الإمام الجواد ( عليه
السلام )
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) من أندى الناس كفّاً ، وأكثرهم سخاءً ، وقد
لُقِّب بـ ( الجواد ) لكثرة كرمه ومعروفه وإحسانه إلى الناس .
وقد ذكر المُؤَرِّخون بوادر كثيرة من كرمه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي :
الأولى :
روى المؤرخون أن أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه إلى الحج ، فهجم عليهم
جماعة من السُرَّاق ونهبوا ما عندهم من أموال ومتاع .
ولما انتهوا إلى يثرب انطلق أحمد إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) وأخبره بما جرى
عليهم ، فأمر الإمام ( عليه السلام ) له بكسوة ، وأعطاه دنانير ليفرقها على جماعته
، وكانت بقدر ما نهب منهم .
الثانية :
روى العتبي عن بعض العلويين إنه كان يهوى جارية في يثرب ، وكانت يده قاصرة عن ثمنها
، فشكا ذلك إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) فسأله عن صاحبها فأخبره عنه .
ولما كان بعد أيام سأل العلوي عن الجارية فقيل له : قد بيعت وسأل عن المشتري لها ،
فقالوا له : لا ندري ، وكان الإمام قد اشتراها سِراً .
ففزع العلوي نحو الإمام ( عليه السلام ) وقد رفع صوته : بِيعَت !! ، بِيعَت !!
.
فقابله الإمام ( عليه السلام ) ببسمات فَيَّاضة بالبِشرِ قائلاً : هل تدري من
اشتراها ؟ .
فقال العلوي : لا .
وانطق معه الإمام إلى الضيعة التي فيها الجارية ، فانتهى إلى البيت الذي فيه
الجارية ، فأمره ( عليه السلام ) بالدخول إلى الدار ، فأبى العلوي لأنها دار الغير
، ولم يعلم أن الإمام ( عليه السلام ) قد اشتراها .
ثم إنه دخل الدار مع الإمام ( عليه السلام ) فلما رأى الجارية التي يهواها قال (
عليه السلام ) له : أتعرفها ؟
فقال العلوي : نعم .
فقال الإمام ( عليه السلام ) هي لك ، والقصر والضيعة ، والغلة وجميع ما في القصر ،
فَأَقِمْ مع الجارية .
فَمَلأَ الفرحُ قلب العلوي وحار في شكر الإمام ( عليه السلام ) .