من معاجز الإمام الجواد عليه السّلام
الولاية التكوينية
• قال الشّيخ محمود الشّيخانيّ القادريّ الشّافعي: ومن
كراماته ( أي الإمام الجواد عليه السّلام ) أنّه كان تُطوى له الأرض، فيصلّي في
يومٍ واحدٍ بمكّة والمدينة والشّام والعراق. ( الصّراط السَّويّ في مناقب آل النبيّ
للشيخانيّ الشّافعي ص 404 ـ من المخطوطة ).
• روى ابن الصبّاغ المالكيّ عن أبي خالد قال: كنت بالعسكر (
وهو محلة في سامراء )، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من الشام مُكبَّلاً
بالحديد وقالوا: إنّه تنبّأ! فأتيتُ باب السجن ودفعت شيئاً إلى السجّان حتّى دخلتُ
عليه، فإذا برجلٍ ذي فَهمٍ وعقل ولُبّ، فقلت له: يا هذا، ما قصّتك ؟
قال: إنّي كنتُ رجلاً بالشام أعبُد اللهَ تعالى في الموضع الذي يُقال إنّه نُصِب
فيه رأسُ الحسين عليه السّلام.. فبينما أنا ذاتَ يومٍ في موضعي مُقْبِل على المحراب
أذكر الله، إذ رأيتُ شخصاً بين يَدَيّ، فنظرت إليه فقال لي: قُم. فقمتُ معه، فمشى
قليلاً.. فإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد ؟ قلت: نعم، هذا مسجد
الكوفة. فصلّى فصلّيتُ معه، ثمّ خرج فخرجت معه، فمشى قليلاً.. فإذا نحن بمكّة
المشرّفة، فطاف بالبيت فطفتُ معه، ثم خرج فخرجت معه، فمشى قليلاً.. فإذا أنا بموضعي
الذي كنت فيه بالشام.. ثمّ غاب عنّي، فبقيتُ متعجّباً ممّا رأيت.
فلمّا كان العام المقبل، فإذا بذلك الشخص قد أقبل علَيّ، فاستبشرت به فدعاني
فأجبتُه، ففعل بي كما فعل بي بالعام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي قلتُ له: سألتك
بحقِّ الذي أقدَرَك على ما رأيتُ منك، إلاّ ما أخبرتَني مَن أنت، فقال: أنا محمّد
بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
فحدّثت بعضَ مَن كان يجتمع لي بذلك، فرفع ذلك إلى [ الوزير العباسي ] محمّد بن
عبدالملك الزيّان، فبعث إليّ مَن أخذني في موضعي وكبّلني في الحديد، وحملني إلى
العراق وحبسني كما ترى، وادّعى علَيّ بالمُحال.
قال أبو خالد: قلتُ له: فأرفعُ عنك قصّةً [ أي ورقة فيها شرح حالك ] إلى محمّد بن
عبدالملك الزيّان ؟
قال: إفعَلْ. قال: فكتبتُ عنه قصّةً وشرحتُ فيها أمره ورفعتُها إلى محمّد بن
عبدالملك، فوقّع على ظهرها: قُلْ للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي
ذكرتَها، يُخرِجك من السجن الذي أنت فيه!
فقال أبو خالد: فاغتَمَمتُ لذلك وسُقط في يدي، وقلت: إلى غدٍ آتيه ( أي هذا السجين
) وآمرُه بالصبر وأعِده من الله بالفَرَج، وأُخبره بمقالة هذا الرجل المتجبّر ( أي
الزيّات ). فلمّا كان من الغد باكرت السجن.. فإذا أنا بالحرسِ والجندِ وأصحابِ
السجن وناسٍ كثيرين في هَرَج! فسألتُ: ما الخبر ؟! فقيل لي: إنّ الرجل المتنبّئ
المحمول من الشام فُقِد البارحةَ من السجن، لا ندري كيف خَلَص منها، وطُلِب فلم
يُوجد له أثرٌ ولا خبر، ولا يدرون.. أغُمِس في الماء، أم عُرِج به إلى السماء!
فتعجّبتُ من ذلك وقلت: استخفافُ ابن الزيّات بأمره، واستهزاؤه بما وقّع به على
قصّته، خلّصه من السجن. ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي
271، أو 253 ـ طبعة الغري، ونور الأبصار في مناقب آل النبي المختار للشبلنجي
الشافعي 328 ـ 329.
وأورده: الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 96:2 ـ 97 وفي آخره: وكان عليُّ بن
خالد هذا زيديّاً، فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك وحَسُن اعتقاده. ورواه: الكليني في
الكافي 411:1 / ح 1، والصفّار القمّي في بصائر الدرجات 422/ح 1، والشيخ المفيد في
الإرشاد 289:2، وفي الاختصاص 320. ونحوه في: دلائل الإمامة للطبري الإمامي 214،
وروضة الواعظين للفتّال النيسابوري 242، والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي
380:1 / ح 10، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 393:4، ونقله الشيخ المجلسي في
البحار 40:50 / ح 3 ـ عن بصائر الدرجات. كذا رواه: ابن حمزة في الثاقب في المناقب
510/ح 2، والبياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 200:2 / ح 6 ـ
باختصار، والإربلّي في كشف الغمّة 359:2 ).
• حدّث أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي قال: حدّثنا أبو
النصر أحمد بن سعيد قال: قال لي منحل بن علي: لقيتُ محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه
السّلام بـ « سُرّ مَن رأى » فسألته عن النفقة إلى بيت المَقدِس، فأعطاني مئة
دينارٍ ثمّ قال لي: أغمِضْ عينَيك. فغمضتها، ثمّ قال لي: افتح.. فإذا أنا ببيت
المقدس تحت القبّة، فتحيّرتُ في ذلك! ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 211، وعنه:
إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحرّ العاملي 345:3 / ح 60 ).
• عن محّمد بن قتيبة، عن معلِّم كان لأبي جعفر عليه السّلام
قال:
إنّه كان بين يديّ يوماً يقرأ في اللَّوح.. إذ رمى اللَّوح من يده وقام فَزِعاً وهو
يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! مضى ـ واللهِ ـ أبي عليه السّلام. فقلت: مِن أين
علمتَ هذا ؟ فقال: دَخَلَني مِن إجلالِ الله وعظمته شيء لا أعهَدُه. فقلت: وقد مضى
؟! قال: دَعْ عنك هذا، إئذنْ لي أن أدخل البيت وأخرج إليك، واستَعرِضْني بآي
القرآنِ إن شئت سأفسّر لك وتحفَظُه.
ودخل هذا البيت ( أي الحُجرة ) ورَدَّ البابَ دونه وقال: لا تُؤذِنوا علَيّ أحداً
حتّى أخرج إليكم. فخرج علَيّ متغيّراً وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! مضى ـ
واللهِ ـ أبي. فقلت: جعلتُ فداك، قد مضى ؟! قال: نعم، وتولّيتُ غُسلَه وتكفينه، وما
كان ذلك لِيَليَ منه غيري. ثمّ قال لي: دَعْ عنك واستَعرِضني آيَ القرآنِ إن شئت
أُفسِّرْ لك تحفَظْه. فقلت: الأعراف. فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثمّ قرأ:
بسم الله الرحمن الرحيم:
وإذ نَتَقْنا الجبلَ فوقَهُم كأنَّه ظُلّةٌ وظَنُّوا أنّه واقِعٌ بهم
(
الأعراف:171 )، فقلت: « آلمص » ؟ فقال: هذا أوّل السورة، وهذا ناسخٌ وهذا منسوخ،
وهذا محكَمٌ وهذا متشابه، وهذا خاصّ وهذا عامّ، وهذا ما غَلَط به الكُتّاب، وهذا ما
اشتبه على الناس.
قال ابن حمزة: قال المصنّف: إنّ الإمام الجواد عليه السّلام كان بالمدينة، وأبوه
الرضا عليه السّلام كان بطُوس. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 509 / ح 1، وإثبات
الوصيّة للمسعودي 194 ).
• حدّث عمارة بن زيد قال: قال إبراهيم بن سعيد: رأيت محمّد
بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفّه وَرِقاً
( أي دراهم منقوشة )، فأخذتُ منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغيّر! ( دلائل
الإمامة للطبري الإمامي 210 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 57،
ونوادر المعجزات للطبري الإمامي 180 / ح 4 ).
• عن إبراهيم بن سعيد أيضاً:
رأيتُ محمّد ( الجواد ) بن عليٍّ الرضا عليه السّلام له شَعرة، أو قال: وفرة، فمسح
يده عليها فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت، ثمّ مسح عليها بباطنها فعادت
سوداء كما كانت. فقال لي: يا ابن سعيد، هكذا تكون آيات الإمام ( أي دلائله وعلاماته
)، فقلت: رأيت أباك على ما لا أشكّ يضرب بيد إلى التراب فيجعله دنانير ودراهم،
فقال: في مِصْرِك قوم يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب ( أي الإمام الرضا
عليه السّلام ) بيده لهم ليبلغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام. ( دلائل الإمامة
للطبري الإمامي 210 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 54 ).
• عن أحمد بن محمّد الحضرميّ قال: حجّ أبو جعفر ( الجواد )
عليه السّلام، فلمّا نزل ( منطقة ) « زُبالة » فإذا هو بامرأة ضعيفة تبكي على بقرةٍ
مطروحةٍ على قارعة الطريق، فسألها عن علّة بكائها، فقامت المرأة إلى الإمام الجواد
عليه السّلام وقالت: يا ابنَ رسول الله، إنّي امرأة ضعيفة لا أقدِر على شيء، وكانت
هذه البقرة كلَّ مالٍ أملكه. فقال لها أبو جعفر عليه السّلام: إنْ أحياها الله
تبارك وتعالى لكِ ما تفعلين ؟ قالت: يا ابنَ رسول الله، لأُجدِّدنّ لله شكراً.
فصلّى أبو جعفر عليه السّلام ركعتين ودعا بدعوات، ثمّ ركض ( أي حرّك ) برِجْله
البقرةَ فقامت البقرة، وصاحت المرأة: عيسى ابن مريم! فقال أبو جعفر عليه السّلام:
لا تقولي هذا، بل نحن عِبادٌ مُكرَمون، أوصياء الأنبياء. ( الثاقب في المناقب لابن
حمزة 503 / ح 1 ).
• حدّث أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: قال لي عمارة بن
زيد:
رأيت امرأةً قد حملت ابناً لها مكفوفاً إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه
السّلام، فمسح يدَه عليه فاستوى قائماً يعدو كأن لم يكن في عينه ضرر! ( دلائل
الإمامة للطبري الإمامي 211 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 346:3 / ح 64 ).
• عن أبي سَلَمة قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام وكان
بي صَمَمٌ شديد، فخُبِّر بذلك لمّا أن دخلتُ عليه، فدعاني إليه فمسح يده على أُذُني
ورأسي ثمّ قال: « اسمَعْ وعِهْ ». [ قال أبو سلمة ] فوَ اللهِ إنّي لأسمعُ الشيءَ
الخفيّ عن أسماع الناس مِن بعد دعوته. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 387:4 ـ
388، وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 55:50 / ح 31 ).
• عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت
الهروي قال: أمر المأمون بحبسي بعد دفن الرضا عليه السّلام، فحُبِست سنةً.. فضاق
علَيّ السجن، وسَهِرتُ الليلة ودعوتُ الله تبارك وتعالى بدعاءٍ ذكرتُ فيه محمّداً
وآل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم، وسألت الله تعالى بحقّهم أن يفرّج عني. فلم
أستَتمَّ الدعاء حتّى دخل علَيّ أبو جعفر محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليهما السّلام،
فقال لي:
ـ يا أبا الصلت، ضاق صدرُك ؟!
فقلت: إي والله.
قال: قُمْ فاخرُجْ.
ثمّ ضرب بيده إلى القيود التي كانت علَيّ ففكّها، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار،
والحَرَسةُ والغِلمان يَرَونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، وخرجت من باب الدار. ثمّ
قال لي: امضِ في ودائع الله تعالى؛ فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبداً.
قال أبو الصلت: فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت! ( عيون أخبار الرضا عليه
السّلام للشيخ الصدوق 242:2 / ح 1. ورواه الصدوق كذلك في أماليه أيضاً ص 526 / ح 17
ـ وعنهما: وسائل الشيعة للحرّ العاملي 837:2 / ح 4، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي
300:49 / ح 10، وج 46:82 / ح 35 ).
• عن محمّد بن الريّان قال: احتال المأمون على أبي جعفر (
الجواد ) عليه السّلام بكلّ حيلة فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ وأراد أن يبني
عليه ابنته ( أي يزفّ ابنتَه إلى الإمام الجواد عليه السّلام ) دَفَع إلى مئتَي
وصيفة من أجمل ما يكون.. إلى كلّ واحدة منهنّ جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه
السّلام إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت عليه السّلام إليهنّ.
وكان رجلٌ يُقال له « مُخارِق » صاحب صوتٍ وعُودٍ وضرب، طويل اللّحية، فدعاه
المأمون فقال مخارق له: يا أمير المؤمنين، إن كان في شيءٍ من أمر الدنيا فأنا أكفيك
أمره.
فقعد مخارق بين يدي أبي جعفر عليه السّلام فشهق شهقةً اجتمع عليه أهل الدار، وجعل
يضرب بعوده ويغنّي، فلمّا فعل ساعةً وإذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه لا
يميناً ولا شمالاً، ثمّ رفع عليه السّلام إليه رأسه فقال: اتّقِ اللهَ يا ذا
العُثْنُون! ( وهو ما فضل من اللّحية بعد العارضَين، أو شُعَيرات تحت حنك البعير ).
قال الراوي: فسقط المِضراب مِن يد مخارق والعود، ولم ينتفع بيديه إلى أن مات، فسأله
المأمون عن حاله، فقال: لمّا صاح بي أبو جعفر فزعتُ فزعةً لا أفيقُ منها أبداً. (
الكافي للكليني 494:1 / ح 4 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 332:3 / ح 7، وبحار
الأنوار للشيخ المجلسي 61:50 / ح 37، وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 396:4 ).
الإخبار بالمغيَّبات
• عن داود بن محمّد النهديّ عن عمران بن محمّد الأشعري قال:
دخلتُ على أبي جعفر الثاني ( الجواد ) عليه السّلام وقضيت حوائجي، وقلت له: إنّ أمّ
الحسن ( زوجة عمران بن محمّد ) تُقرئك السّلام وتسألك ثوباً من ثيابك تجعلُه كفناً
لها. قال: قد استَغنَتْ عن ذلك.
فخرجتُ ولستُ أدري ما معنى ذلك! فأتاني الخبر بأنّها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر
يوماً أو أربعة عشر يوماً. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 667:2 / ح 9،
وعيون المعجزات للشريف المرتضى 124 ).
• عن محمّد بن سهل بن يَسَع قال: كنتُ مجاوراً بمكّة فصِرتُ
إلى المدينة، فدخلتُ على أبي جعفر الثاني ( الجواد ) عليه السّلام وأردتُ الخروج..
فقلت أكتب إليه وأسأله ( أي أطلب منه ذلك )، فكتبت إليه كتاباً وصرت إلى المسجد على
أن أُصلّيَ ركعتين وأستخير اللهَ مئة مرة، فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب
بعثتُ به وإلاّ خرّقته، ففعلت فوقع في قلبي أن لا أبعث، فخرّقت الكتاب وخرجت من
المدينة.
فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولاً ومعه ثياب في منديل وهو يتخلّل القطار ( أي قافلة
الأباعر والنوق ) ويسأل عن محمّد بن سهل القمّي، حتّى انتهى إليّ فقال: مولاك بعث
إليك بهذا. وإذا ملاءتان!
قال أحمد بن محمّد: فقضى الله أنّي غسّلته حين مات فكفّنته فيهما. ( الخرائج
والجرائح؛ لقطب الدين الراونديّ 668:2 / ح 10 ـ وعنه: إثبات الهداة للحر العاملي
331:3 / ح 31، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 44:50 / ح 12 ).
• عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن أسباط
قال:
خرج عليه السّلام علَيّ فنظرتُ إلى رأسه ورِجلَيه لأصفَ قامته لأصحابنا بمصر، فبينا
أنا كذلك حتّى قعد وقال: يا عليّ، إنّ الله احتجّ في الإمامة بمِثل ما احتجّ به في
النبوّة.. فقال:
وآتَيناهُ الحُكْمَ صبيّاً
(
سورة مريم:12 )، وقال:
ولمّا بلَغَ أَشُدَّه
(
سورة يوسف:22، وسورة القصص 14 )،
وبَلَغَ أربعينَ سنةً
(
سورة الأحقاف:15 ).. فقد يجوز أن يُؤتى الحكمةَ صبيّاً، ويجوز أن يُعطاها وهو ابنُ
أربعين سنة. ( الكافي للكليني 494:1 / ح 54، و 384:1 / ح 7 ـ وعنه: بحار الأنوار
100:25 / ح 1، وعن بصائر الدرجات للصفّار القمّي 238/ح10 ـ وعنه: بحار الأنوار
37:50 / ح 1. وأخرجه: الشيخ المفيد في الإرشاد 293:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي
طالب 389:4، وقطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 384:1 / ح 4، والإربلّي في
كشف الغمّة 360:2، والطبرسي في مجمع البيان 506:6، والأسترآبادي في تأويل الآيات
الظاهرة 303:1 / ح 7، والمسعودي في إثبات الوصيّة، وابن حمزة في الثاقب في المناقب
513/ح 2، والطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 99:2 )..
• عن محمّد بن أبي العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم ـ قاضي
سامرّاء ـ بعدما جهدتُ به وناظرتُه وحاورته وواصلته، وسألته عن علوم آل محمّد صلّى
الله عليه وآله فقال: بينا أنا ذات يوم دخلتُ أطوف بقبر رسول الله، فرأيت محمّد (
الجواد ) بنَ عليّ الرضا يطوف به، فناظرتُه في مسائل عندي، فأخرجها إليّ، فقلت له:
واللهِ إنّي أريد أن أسألك مسألةً وإنّي لأستحيي من ذلك. فقال: أنا أُخبرك قبل أن
تسألني، تسألني عن الإمام ؟ فقلت: هو ـ واللهِ ـ هذا. فقال: أنا هو. فقلت: علامة ؟
فكان في يده عصاً فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمامُ هذا الزمان، وهو الحجّة. ( الكافي
للكليني 353:1 / ح 9 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 329:3 / ح 3، ووسائل
الشيعة للحرّ العاملي 450:10 / ح 3، والوافي للفيض الكاشاني 178:2 / ح 21، ومرآة
العقول للشيخ المجلسي 99:4 / ح 9 ـ وعنه: بحار الأنوار 68:50 / ح 46 وعن مناقب آل
أبي طالب لابن شهرآشوب 393:4. وأخرجه: ابن حمزة في الثاقب في المناقب 508/ ح 1 ـ
وفيه: وهو الحجّة عليهم ).
• عن محمّد بن عليّ الهاشمي قال: دخلت على أبي جعفر (
الجواد ) عليه السّلام صبيحةَ عُرسه حيث بنى بابنة المأمون، وكنتُ تناولت من الليل
دواءً، فأوّل مَن دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهتُ أن أدعوَ بالماء،
فنظر أبو جعفر عليه السّلام في وجهي وقال: أظنُّك عطشان! فقلت: أجل. فقال: يا غلام،
إسقِنا ماءً. فقلت في نفسي: الساعةَ يأتونه بماء يَسمّونه به، فاغتممتُ لذلك، فأقبل
الغلام ومعه الماء، فتبسّم عليه السّلام في وجهي ثمّ قال: يا غلام ناوِلْني الماء.
فتناول الماء فشرب، ثمّ ناولني فشربت.. وأطلتُ عنده فدعا بالماء، ثمّ عطشت أيضاً
وكرهتُ أن أدعوَ بالماء، ففعل ما فعل في الأُولى، فلمّا جاء الغلام ومعه القدح قلت
في نفسي مثل ما قلتُ في الأُولى، فتناول القدحَ ثم شرب ثمّ ناولني وتبسّم.
قال محمّد بن حمزة: فقال لي هذا الهاشميّ: وأنا أظنّه كما يقولون ( أي أنّه إمام ).
( الكافي للكليني 495:1 / ح 6، ودلائل الإمامة للطبري الإمامي 215، ومناقب آل أبي
طالب لابن شهرآشوب 390:4 ـ 391. وأخرجه عن الكافي: الحرّ العاملي في إثبات الهداة
333:3 / ح 12، والشيخ المفيد في الإرشاد 325، وفيه: قال محمّد بن حمزة: فقال لي
محمّد بن عليّ الهاشمي: واللهِ إنّي أظنّ أنّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول
الرفَضة!
والإربلّي في كشف الغمّة 360:2، والشيخ المجلسي في بحار الأنوار 54:50 / ح 28 ).
• رُوي عن محمّد بن أُرومة، عن الحسين المكاري قال:
دخلتُ على أبي جعفر عليه السّلام ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي: هذا
الرجل لا يرجع إلى موطنه أبداً وأنا أعرف مَطعَمَه! ( أي هو هانئ هنا ). قال: فأطرق
عليه السّلام برأسه ثمّ رفعه وقد اصفرّ لونه فقال: يا حسين، خبزُ الشعير وملحٌ
جَريش في حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله أحبُّ إليّ ممّا تراني فيه. ( الخرائج
والجرائح لقطب الدين الراوندي 383:1 / ح 11 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي
328:3 / ح 26، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 48:50 / ح 25. وعنه مختصراً: الصراط
المستقيم إلى مستحقّي التقديم للنباطي البياضي 200:2 / ح 7 ).
• عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كلّمني جَمّال أن أُكلّمَه (
أي أُكلّم الإمامَ الجواد عليه السّلام ) ليدخله في بعض أموره، فدخلت عليه لأكلّمه
فوجدته يأكل مع جماعة، فلم يُمكنّي كلامه، فقال: يا أبا هاشم كُلْ. ووضع بين
يَدَيّ.. ثمّ قال ابتداءً منه مِن غير مسألة: يا غلام، انظر الجمّالَ الذي أتانا به
أبو هاشم فضُمَّه إليك. ( إعلام الورى للطبرسي 98:2، والكافي للكليني 514:1 / ح 5،
والإرشاد للشيخ المفيد 293:2، والخرائج والجرائح؛ 644:2 ـ 645 / ح 1 و 2 و 3 و 4،
ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 390:4، وكشف الغمّة للإربلّي 361:2، ونقله المجلسي
في بحار الأنوار 41:50 / ح 6 و 7 ).
• حدّث أبو تراب عبيدالله بن موسى الرويانيّ قال: حدّثنا
عبدالعظيم بن عبدالله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن بن الإمام عليّ بن
أبي طالب الحسنيّ قال:
دخلت على سيّدي محمّد بن عليّ بن موسى ( الجواد ) وأنا أريد أن أسأله عن القائم،
أهو المهديّ أو غيره ؟ فابتدأني فقال لي: يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو
المهديّ ( عليه السّلام ) الذي يجب أن يُنتظَرَ في غَيبته، ويُطاعَ في ظهوره، وهو
الثالث من وُلْدي. والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالنبوّة، وخصّنا
بالإمامة، إنّه لو لم يَبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لَطوَّل اللهُ ذلك اليومَ حتّى
يَخرُج فيه، فيملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ جوراً وظلماً، وإنّ الله تبارك
وتعالى لَيُصلِح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب
ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ. ثمّ قال عليه السّلام: أفضل أعمال شيعتنا
انتظارُ الفَرَج. ( كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق 377 / ح 1، وإعلام الورى
للطبرسي 408 ـ الطبعة القديمة. وعنهما أخرج: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 156:51
/ ح 1، والحرّ العاملي في إثبات الهداة 478:3 / ح 174. ورواه: الخزّاز الرازي في
كفاية الأثر 276 ـ 277، وأورده: قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 171:3 / ح
66 ).
• حدّث حمدان بن سليمان قال: حدّثنا الصقر بن أبي دُلَف
قال:
سمعتُ أبا جعفر ( الجواد ) محمّدَ بن عليٍّ الرضا عليهما السّلام يقول:
إنّ الإمام بعدي ابني عليّ ( أي الهادي عليه السّلام ) أمره أمري وقوله قولي وطاعته
طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن ( أي العسكريّ عليه السّلام ) أمره أمر أبيه وقوله
قول أبيه وطاعته طاعة أبيه.. ثم سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمَن الإمامُ بعد
الحسن ؟ فبكى عليه السّلام بكاءً شديداً ثمّ قال: إنّ مِن بعد الحسن ابنَه القائم
بالحقّ المنتظَر، فقلت له: يا ابن رسول الله، ولِمَ سُمّيَ القائم ؟ قال: لأنّه
يقوم بعد موت ذِكْره وارتدادِ أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولِمَ سُمّيَ
المنتظَر ؟ قال: لأنّ له غَيبةً يكثر أيّامها ويطول أمَدُها، فيَنتظِر خروجَه
المخلصون، ويُنكره المرتابون، ويستهزئ بذِكرهِ الجاحدون، ويكذب فيه الوقّاتون،
ويَهلَك فيها ( أي في فترة غَيبته ) المستعجلون، وينجو فيها المسلِّمون. ( كمال
الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق 378 / ح 3، والصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم
للبياضي النباطي 230:2، وكفاية الأثر للخزّاز الرازي 279. وعن بعض هذه المصادر:
إثبات الهداة للحرّ العاملي 518:1 / ح 260، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 30:51 / ح
4 ).
• عن الحسن بن أبي عثمان الهَمدانيّ قال:
دخل أُناس من أصحابنا من أهل الدِّين ـ وفيهم رجلٌ من الزيديّة ـ على محمّد (
الجواد ) بن عليّ الرضا عليهما السّلام فسألوه، فقال أبو جعفر ( الجواد ) عليه
السّلام لغلامه: خُذْ بيد هذا الرجل فأخْرِجْه. فقال الزيديّ: أشهد أن لا إله إلاّ
الله، وأنّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله، تسليماً كثيراً طيّباً مباركاً،
وأنّك حُجّة الله بعد آبائك. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 213 ـ 214، والثاقب في
المناقب لابن حمزة 519 / ح 6، والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 669:2 / ح 12
ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 44:50 / ح 14. وأورده الحسين بن حمدان الخصيبي
في الهداية الكبرى 61 ـ من المخطوطة، وعنه: إثبات الهداة 344:3 / ح 48 وفيه: أنّ
الرجل قام على قدميه وقال: أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله،
وأنّ عليّاً أمير المؤمنين وأنّ آباءَك الأئمّة، وأنّك حجّة الله في هذا العصر.
فقال عليه السّلام له: اجلِسْ، قد استَحَقَقتَ بتركِ الضلال الذي كنتَ عليه،
وتسليمِك الأمرَ إلى مَن جعله الله له أن تسمع ولا تمنع، فقال له الرجل: واللهِ يا
سيّدي، إنّي لأَدينُ الله بإمامة زيد بن عليّ منذ أربعين سنةً ولا أُظهر للناس غيرَ
مذهب الإماميّة، فلمّا علمتَ منّي ما لم يعلمه إلاّ الله شهدتُ أنّك الإمامُ
والحُجّة ).
• رُوي عن ابن أُرومة أنّه قال: حَمَلَت إليّ امرأةٌ شيئاً
من حُليّ وشيئاً من دراهم وشيئاً من ثياب، فتوهّمتُ أنّ ذلك كلّه لها، ولم أسألها
إن [ كان ] لغيرها في ذلك شيء.. فحملت ذلك إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا، فوجّهت
ذلك كلّه إليه ( أي إلى الإمام الجواد عليه السّلام ) وكتبت في الكتاب أنّي قد بعثت
إليك مِن قِبل فلانة كذا ومِن قِبل فلانٍ كذا ومِن فلانٍ وفلانٍ بكذا. فخرج في
التوقيع: قد وصل ما بعثتَ مِن قِبل فلان وفلان ومن قِبَل المرأتين، تقبّل اللهُ منك
ورضي عنك، وجَعَلك معنا في الدنيا والآخرة.
فلمّا رأيت ذِكرَ المرأتينِ شككتُ في الكتاب أنّه غيرُ كتابه، وأنّه قد عُمِل علَيّ
دونه؛ لأنّي كنتُ في نفسي على يقينٍ أنّ الذي دفعتُ إلى المرأة كان كلّه لها وهي
مرأةٌ واحدة، فلمّا رأيت في التوقيع امرأتين اتَّهمت مُوصِلَ كتابي.
فلمّا انصرفتُ إلى البلاد جاءتني المرأة فقالت: هل أوصلتَ بضاعتي ؟ فقلت: نعم.
قالت: وبضاعة فلانة ؟ قلت: وكان فيها لغيرِكِ شيء ؟! قالت: نعم، كان لي فيها كذا
ولأُختي فلانة كذا. قلت: بلى، قد أوصلتُ ذلك. وزال ما كان عندي. ( الخرائج والجرائح
لقطب الدين الراوندي 386:1 / ح 15 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 338:3 / ح
28، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 52:50 / ح 26 ).
• حدّث عمارة بن زيد قال: قال إبراهيم بن سعيد:
كنتُ جالساً عند محمّد بن عليّ ( الجواد ) عليه السّلام إذ مَرَّت بنا فرسٌ أُنثى،
فقال: هذه تَلِد الليلةَ فِلْواً ( أي مُهراً ذَكَراً ) أبيض الناصية في وجهه
غُرّة. فقمتُ وانصرفت مع صاحبها.. فلم أزَل أُحدّثه إلى الليل حتّى أتت بفِلْو كما
وصف، فعدتُ إليه عليه السّلام فقال لي: يا ابن سعيد، شككتَ فيما قلتُ لك بالأمس ؟!
إنّ التي في منزلك حُبلى بابنٍ أعوَر. فوُلدِ لي ـ واللهِ ـ محمّد وكان أعور. (
دلائل الإمامة للطبري الإمامي 210 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 345:3 / ح 55
و 56، وعن فَرَج المهموم 232 ـ بحار الأنوار للشيخ المجلسي 58:50 / ح 32 ).
• حدّث بدر بن عمّار الطبرستاني قال: حدّثني أبو جعفر محمّد
بن عليّ الشلمغاني قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خَرَجَت الجماعةُ على
أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام، قال إسحاق: فأعدَدتُ له في رُقعةٍ عشرَ مسائل
لأسأله عنها، وكان لي حَمْل، فقلت ( أي في نفسه ): إذا أجابني عن مسائلي سألته أن
يدعوَ اللهَ لي أن يجعلَه ذَكَراً، فلمّا سأله الناس قمتُ والرقعةُ معي لأسأله عن
مسائلي، فلمّا نظر إليّ قال لي: يا إسحاق، سَمِّه « أحمد ». فوُلد لي ذكرٌ فسمّيته
« أحمد » فعاش مدّةً ومات.
وكان ممّن خرج مع الجماعة عليّ بن حسّان الواسطي المعروف بالعَمش، قال: حملتُ معي
إليه من الآلة التي للصبيان، بعضها من فضة، وقلتُ: أُتحفُ مولاي أبا جعفر عليه
السّلام بها، فلمّا تفرّق الناس عنه بعد جواب الجميع قام فمضى إلى ( صِرْيا )،
فاتّبعته فلقيتُ موفّقاً ( خادمه ) فقلت: إستأذِنْ لي على أبي جعفر عليه السّلام.
فدخلتُ وسلّمت فردّ علَيّ السّلام وفي وجهه الكراهة، ولم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه
وأفرغت ما كان في كُمّي بين يديه، فنظر إليّ نَظَرَ مُغضَب، ثمّ رمى يميناً وشمالاً
ثمّ قال: ما لهذا خلقني الله، ما أنا واللعب ؟! فاستعفيتُه فعفا عنّي، فأخذتها
وخرجت. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 212 ـ 213، وعنه: بحار الأنوار 58:50 / ح
34. وأخرجه: الحرّ العاملي في إثبات الهداة 343:3 / ح 47 ـ عن: عيون المعجزات
للشريف المرتضى 120 ـ 121 باختصار. كما رواه المسعودي في إثبات الوصية 188 ).
• عن صالح بن عطيّة الأضخم قال: حَجَجتُ فشكوت إلى أبي جعفر
( الجواد ) عليه السّلام الوحدةَ، فقال لي: إنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري
جاريةً تُرزَق منها ابناً. فقلت: تشير إليّ ؟! قال: نعم. وركب إلى النخّاس ونظر إلى
جارية فقال: اشتَرِها. فاشتريتُها فولدت محمّداً. ( الثاقب في المناقب لأبي حمزة
524 / ح 7. وأخرجه: المجلسي في بحار الأنوار 43:50 / ح 9 ـ عن الخرائج والجرائح
لقطب الدين الراوندي 666:2 / ح 7. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 191 ).
• قال أبو هاشم الجعفري: جاء رجل إلى محمّد ( الجواد ) بن
عليّ بن موسى عليهم السّلام فقال: يا ابن رسول الله، إنّ أبي مات وكان له مال،
ففاجأه الموت ولستُ أقف على ماله، ولي عيال كثيرون، وأنا من مُواليكم فأغِثْني.
فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيتَ العشاء الآخرة فصَلِّ على محمّدٍ وآل
محمّد، فإنّ أباك يأتيك في النوم ويُخبرك بأمر المال.
ففعل الرجل ذلك، فرأى أباه في النوم فقال: يا بُنيّ، مالي في موضع كذا، فخُذْه
وامضِ إلى ابن رسول الله فأخبره أنّي دللتك على المال.
فذهب الرجل وأخذ المال، وأخبر الإمام عليه السّلام بأمر المال، وقال: الحمد لله
الذي أكرمك واصطفاك. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 665:2 / ح 5 ـ وعنه:
بحار الأنوار للشيخ المجلسي 42:50 / ح 8. ورواه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب
391:4 ـ وفيه: وفي رواية ابن أسباط: وهو إذ ذاك خماسيّ.
وأخرجه: المجلسي في بحار الأنوار 220:76 / صدر الحديث 31 ـ عن دعوات الراوندي 57 /
ح 145 ).
• روى الطبرسي عن محمّد بن أحمد بن يحيى في كتاب ( نوادر
الحكمة ) عن موسى ابن جعفر، عن أميّة بن عليّ قال: كنتُ بالمدينة وكنت أختلف إلى
أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام ( أي أتردّد عليه )، وأبو الحسن ( الرضا ) عليه
السّلام بخراسان، وكان أهل بيته وعمومة من أبيه يأتونه ويسلّمون عليه، فدعا يوماً
الجارية فقال: قولي لهم يتهيّأون للمأتم.. فلمّا تفرّقوا قالوا: ألا سألناه مأتمُ
مَن ؟! فلمّا كان من الغد فعل مِثلَ ذلك، فقالوا: مأتمُ مَن ؟ قال: مأتمُ خيرِ مَن
على ظهرها.
فأتانا خبرُ أبي الحسن ( الرضا ) عليه السّلام بعد ذلك بأيّام، فإذا هو قد مات في
ذلك اليوم! ( إعلام الورى للطبرسي 100:2، وإثبات الوصيّة للمسعودي 188، ودلائل
الإمامة للطبري الإماميي 212، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 389:4، والثاقب في
المناقب 515 / ح 443، وكشف الغمّة للإربلّي 369:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 63:50 / ح 39 ).
• عن عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران
قال:
لمّا خرج أبو جعفر ( الجواد ) عليه السّلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى
مِن خَرجَتَيه، قلتُ له عند خروجه: جُعلت فداك، إنّي أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى
مَن الأمرُ بعدك ؟ فكرّ بو