مِن معاجز الإمام الحسن العسكري عليه السّلام
  • عنوان المقال: مِن معاجز الإمام الحسن العسكري عليه السّلام
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 12:33:51 2-10-1403

مِن معاجز الإمام الحسن العسكري عليه السّلام

الولاية التكوينيّة

• عن ابن عيّاش قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار وأبو جعفر محمّد بن أحمد مَصقَلة القُميّان قالا: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف قال: حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ ( أبو هاشم ) قال:

كنت عند أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام فاستُؤذِن لرجلٍ من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جَسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول وأمَرَه بالجلوس فجلس إلى جَنْبي، فقلت في نفسي: ليت شعري، مَن هذا ؟! فقال أبو محمّد : هذا مِن وُلْد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طَبَع آبائي فيها. ثمّ قال له: هاتِها.

فأخرج الرجلُ الحصاةَ وفي جانبٍ منها موضعٌ أملَس، فأخذها عليه السّلام وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأنّي أقرأ الخاتمَ الساعة: الحسن بن عليّ.

فقلت لليمانيّ: رأيتَه قطّ قبل هذا ؟ قال: لا والله، وإنّي منذ دهرٍ لَحريص على رؤيته، حتّى كأنّي الساعة أتاني شابّ لست أراه فقال: قُم فادخُل، فدخلت.

ثمّ نهض وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهلَ البيت، ذريّةً بعضُها من بعض، أشهد أنّ حقّك لَواجب كوجوب حقِّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين، وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وإنّك وليّ الله الذي لا عذر لأحدٍ في الجهل به.

قال أبو هاشم: فسألت عن اسمه، فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أمّ غانم، وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السّلام.

قال أبو هاشم الجعفريّ رحمه الله في ذلك:

بدربِ الحصا مولىً لنا يختم الحصا              لـه الله أصفى بالـدليل وأخلَصـا

وأعطاه آيـاتِ الإمـامـةِ كلَّـها                كموسى وفَلْقَ البحرِ واليدَ والعصا

ومـا قمّص اللهُ النبيّـينَ حُجّــة               ومعجـزةً.. إلاّ الوصيّين قَمّـصا

فمَـن كان مُرتـاباً بذاك فقصـرُه               من الأمر أن يبلو الدليلَ ويَفحصا..

 

( الكافي للكليني 426:1 / ح 10. الإرشاد للشيخ المفيد 330:2. إثبات الوصيّة للمسعودي 211 و 213. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراونديّ 435:1 / ح 13. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 432:4 و 439. الثاقب في المناقب لابن حمزة 566 / ح 505 و 576 / ح 525 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 435:1 / ح 13. وأورده: الإربليّ في كشف الغمّة 431:2 ـ 432، وعنه: بحار الأنوار 302:50 / ح 78. وأخرجه: الشيخ الطوسي في الغَيبة 203 / ح 171، والطبرسي في إعلام الورى 138:2، والبياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 206:2 / ح 5 ـ باختصار ).

 

الإخبار بالمغيَّبات

• روى كثير من علماء أهل السنّة: كابن الصباغ المالكي والشبلنجي الشافعي وابن حجر الهيتمي والسمهودي والبدخشي والقندوزي الحنفي.. وغيرهم هذه الرواية:

قال أبو هاشم ( الجعفري ): لم تَطُل مدّة أبي محمّد الحسن ( العسكري ) في الحبس، إلا أنْ قحطَ الناس بسُرّ مَن رأى قحطاً شديداً، فأمر المعتمد على الله ( العبّاسي ) ابن المتوكّل بخروج الناس إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويَدْعون.. فلم يُسقَوا، فخرج الجاثليق ( من علماء النصارى ) في اليوم الرابع إلى الصحراء، وخرج معه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر. ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم، فهطلت السماء بالمطر وسُقُوا سَقْياً شديداً حتّى استعفَوا، فعَجِب الناس من ذلك وداخَلَهم الشكّ وصغا بعضهم إلى دين النصرانيّة، فشقّ ذلك على الحاكم، فأنفد إلى صالح بن وصيف ( سجّانه ) أن أخرِج أبا محمّد الحسنَ بن عليّ ( العسكري ) من السجن وائْتِني به.

فلمّا حضر أبو محمّد الحسن عند المعتمد قال له: أدرِكْ أمّةَ محمّد فيما لَحِق بعضَهم في هذه النازلة! فقال أبو محمّد: دَعْهُم يخرجون غداً اليوم الثالث. قال: قد استعفى الناس من المطر واستكفوا، فما فائدة خروجهم ؟! قال: لأُزيل الشكَّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفة. فأمر المعتمدُ الجاثليقَ والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث على جاري عادتهم، وأن يُخرِجوا الناس.. فخرج النصارى، وخرج لهم أبو محمّد الحسن ( العسكري ) ومعه خَلْق كثير، فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون، إلاّ ذلك الراهب، مدّ يديه رافعاً لهما إلى السماء، ورفعت النصارى والرهبانُ أيديهم على جاري عادتهم، فغيّمت السماء في الوقت ونزل المطر، فأمر أبو محمّد الحسن القبضَ على يد الراهب وأخْذِ ما فيها، فإذا بين أصابعه عَظْمُ آدميّ، فأخذه أبو محمّد الحسنُ ولفّه في خُرقة وقال: استسقِ! فانكشف الحجاب، وانقشع الغيم وطلعت الشمس.. فعجب الناس من ذلك.

وقال المعتمد: ما هذا يا أبا محمّد ؟! فقال: عظمُ نبيٍّ من أنبياء الله عزّوجلّ، ظفَرَ به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء، وما كُشِف عظمُ نبيٍّ تحت السماء إلاّ هطلت بالمطر. واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال: فرجع أبو محمّد الحسن إلى داره بسُرّ مَن رأى وقد أزال عن الناس هذه الشبهة، وقد سُرّ المعتمد والمسلمون بذلك، وكلّم أبو محمّد الحسن المعتمدَ في إخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن فأخرجهم وأطلقهم، وأقام أبو محمّد الحسن بسُرّ مَن رأى بمنزله معظّماً مكرَّماً مبجّلا.

( الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي 269 ـ طبعة الغري. نور الأبصار للشبلنجي الشافعي 225 ـ طبع العثمانيّة بمصر. جواهر العقدَين للسمهودي ـ على ما في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي 396 ـ طبعة إسلامبول. الصواعق المحرقة لابن حجر المكي الهيتمي 124 ـ طبعة البابي بحلب. مفتاح النجا في مناقب آل العبا للبدخشي 189 ـ من المخطوطة. رشفة الصادي لأبي بكر بن شهاب الدين الحضرمي الشافعي 196 ـ طبعة مصر. ومن مصادر الشيعة: الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 441:1 / ح 23، والثاقب في المناقب لابن حمزة 575 / ح 7، وكشف الغمّة للإربلي 429:2، ومناقب آل أبي طالب 425:4. وعن الخرائج: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحرّ العاملي 419:3 / ح 68، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 270:50 / ح 37 ).

• عن إسماعيل بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطّلب قال: قعدتُ لأبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام على ظهر الطريق.. فلمّا مرّ بي شكوتُ إليه الحاجة وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقه، ولا غَداء ولا عَشاء. فقال: تحلف بالله كاذباً! وقد دفنتَ مِئتَي دينار، وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطيّة، أعطِه يا غلام ما معك. فأعطاني غلامه مئة دينار، ثمّ أقبل علَيّ فقال لي: إنك تُحرَمُها أحوجَ ما تكون إليها ـ يعني الدنانير التي دفنت.

وصدق عليه السّلام، وكان كما قال، دفنتُ مئتَي دينار وقلت: تكون ظَهراً وكهفاً لنا، فاضطُرِرتُ ضرورةً شديدة إلى شيء أُنفقه، وانغلقت علَيّ أبواب الرزق، فنبشتُ عنها، فإذا ابنٌ لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب! فما قدرتُ منها على شيء.

( الكافي للكليني 509:1 / ح 14 ـ وعنه: إثبات الهداة للحر العاملي 403:3 / ح 16، وعن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 427:1 / ح 6. ونحوه: الإرشاد للشيخ المفيد 343، وإعلام الورى للطبرسي 137:2، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 432:4، والثاقب في المناقب لابن حمزة 578/ح 527، وكشف الغمّة للإربلي 413:2، وإثبات الوصيّة للمسعودي 214. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 280:50 / ح 56 عن الإرشاد والخرائج ).

• روى أبو سليمان داود بن عبدالله قال: حدّثنا المالكي عن ابن الفرات قال: كنت بالعسكر قاعداً مفكِّراً في الشارع، وكنت اشتهي أن أُرزَق الولد اشتهاءً شديداً، فأقبل أبو محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام فارساً، فقلت: تَرى أنّي أُرزق ولداً ؟ فقال برأسه نعم، فقلت: ذَكَراً ؟ فقال برأسه لا. فرُزِقتُ ابنة.

( الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم للنباطي البياضي 207:2 / ح 11. إثبات الوصيّة للمسعودي 217. الهداية الكبرى للخصيبي 96 ـ من المخطوطة. كشف الغمّة للأربلي 426:2. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 438:1 / ح 16 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 268:50 / ح 30 ).

• عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال: دخلت يوماً على أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام.. وإنّي جالس عنده إذ ذكرتُ منديلاً كان معي فيه خمسون ديناراً، فقَلِقتُ لها، وما تكلّمتُ بشيء ولا أظهرتُ ما خطر ببالي، فقال أبو محمّد عليه السّلام: لا بأس، هي مع أخيك الكبير، سَقَطَت منك حين نهضتَ فأخذها، وهي محفوظة معه إن شاء الله. فأتيتُ المنزل فردَّها إليّ أخي. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 444:1 / ح 27 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 420:3 / ح 71، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 272:50 / ح 40، وعن كشف الغمّة 425:2. وأورده البياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 208:2 / ح 17 ).

• عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن عيسى بن صبيح قال: دخل الحسن العسكري عليه السّلام علينا الحبس، وكنتُ به عارفاً، فقال لي: لك خمس وستّون سنةً وشهرٌ ويومان. وكان معي كتاب دعاء وعليه تاريخ مولدي، فنظرت فيه فكان كما قال.. ثمّ قال: هل رُزِقتَ مِن ولد ؟ قلت: لا، فقال: اللهمّ ارزقه ولداً يكون له عَضُداً، فنِعمَ الولد العضد. ثمّ تمثّل عليه السّلام وقال:

مَن كان ذا عَضُدٍ يُدركْ ظُلامتَهُ          إنّ الذليلَ الذي ليست له عَضُدُ

 

فقلت له: ألك ولد ؟ قال: إي ـ واللهِ ـ سيكون لي ولدٌ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فأمّا الآنَ فلا. ثمّ تمثّل وقال:

لعلّك يومـاً أن تراني كـأنّـما          بَنـيّ حَوالَيّ الأُسـودُ اللَّوابِـدُ

فـإن تَميماً قبل أن يَلِدَ الحصى           أقام زماناً وهو في الناس واحدُ

 

( الخرائج والجرائح للراوندي 478:1 / ح 19 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 422:3 / ح 78، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 275:50 / ح 48 و 162:51 / ح 15، ووسائل الشيعة للحرّ العاملي 99:15 / ح 2 ).

• روى ابن شهرآشوب عن حمزة بن محمّد السَّرَوي قال:

أملَقتُ ( أي افتقرت ) وعزمت على الخروج إلى يحيى بن محمّد ابن عمّي بحَرّان، وكتبت إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام أسأله أن يدعوَ لي، فجاء الجواب: لا تبرح؛ فإنّ الله يكشف ما بك، وابن عمّك قد مات. وكان كما قال، ووصلت إليَّ تركته. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 429:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للمجلسي 284:50 ).

• عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ قال: صَحِبتُ أبا محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام من دار العامّة إلى منزله.. فلمّا صار إلى الدار وأراد الانصراف قال: أمهل. فدخل ثمّ أذن لي، فدخلت فأعطاني مئة دينار وقال: اصرفها في ثمن جارية؛ فإنّ جاريتك فلانة ماتت.

وكنت خرجت من المنزل وعهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت.. فإذا الغلام قال: ماتت جاريتك فلانةُ الساعة! قلت: ما حالها ؟!

قال: شربت ماءً فشَرِقت، فماتت. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 426:1 / ح 5 ـ وعنه: كشف الغمّة للإربلي 428:2، وإثبات الهداة للحرّ العاملي 419:3 / ح 65، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 264:50 / ح 23 عنه وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 431:4 ـ مختصراً. وأورده: ابن حمزة في الثاقب في المناقب 216 / ح 19 ).

• عن عمر بن أبي مسلم قال: قدم علينا بسُرّ من رأى رجل من أهل مصر يقال له سيف بن الليث يتظلّم إلى المهتدي في ضيعة ( بستان ) له قد غصبها إيّاه الخادم وأخرجه منها، فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام يسأله تسهيل أمرها، فكتب إليه أبو محمّد: لا بأس عليك، ضيعتك تُرَدّ عليك، فلا تتقدّم إلى السلطان، والْقَ الوكيل الذي في يده الضيعة بالسلطانِ الأعظم اللهِ ربِّ العالمين.

فلقيه، فقال له الوكيل الذي في يده: قد كُتب إليّ عند خروجك من مصر أن أطلبك وأردّ الضيعةَ عليك. فردّها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب وشهادة الشهود، ولم يَحتَجْ إلى أن يتقدّم إلى المهتدي، فصارت الضيعة له وفي يده. ( الكافي للكليني 511:1 / ح 18 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 404:3 / ح 21. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 285:50 ـ 286 عن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 432:4 ـ 433 ).

• روى الطبري الإمامي قال: قال عليّ بن محمّد الصيمري: دخلت على أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر وبين يديه رقعة، قال: هذه رقعة أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام فيها: إنّي نازلتُ الله عزّوجلّ في هذا الطاغي ( يعني الزبير بن جعفر ) وهو آخِذهُ بعد ثلاث.

فلمّا كان اليوم الثالث قُتل! ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 225. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 297:50 / ح 72 عن كشف الغمّة للإربلي 417:2، والحرّ العامليّ في إثبات الهداة 412:3 / ح 25 عن الغَيبة للطوسي 204 / ح 172 ).

• عن عمر بن أبي أسلم قال: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيراً ويبلغني عنه ما أكره، وكان ملاصقاً لداري، فكتب إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام أسأله الدعاء بالفَرَج منه، فرجع الجواب: الفَرَج قريب، يَقْدِم عليك مال من ناحية فارس.

وكان لي بفارس ابن عمّ تاجر لم يكن له وارث غيري، فجاءني ماله بعدما مات بأيّام يسيرة.. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 447:1 / ح 33 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 421:3 / ح 74، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 273:50 / ح 43. وأخرجه: الحرّ العاملي في إثبات الهداة 426:3 / ح 98 عن كشف الغمّة للإربلي 422:2 ـ مختصراً ).

• روى جملة من علماء أهل السنّة هذه الكرامة للإمام الحسن العسكريّ سلام الله عليه.. منهم: ابن الصبّاغ المالكي حيث كتب:

عن محمّد بن حمزة الدوري قال: كتبت على يَدَي أبي هاشم داود بن القاسم ( الجعفري ) ـ وكان لي مؤاخياً ـ إلى أبي محمّد الحسن ( العسكري ) أسأله أن يدعوَ اللهَ لي بالغنى، وكنت قد بلغت وقلّت ذاتُ يدي وخفتُ الفضيحة، فخرج الجواب على يده: أبْشِر؛ فقد أتاك الغنى غنى الله تعالى، مات ابن عمّك يحيى بن حمزة وخلّف مئةَ ألف درهم ولم يترك وارثاً سواك، وهي واردة ( عليك ). عليك بالاقتصاد، وإيّاك والإسراف.

فورد علَيّ المال والخبر بموت ابن عمّي، كما قال، عن أيّام قلائل، وزال عنّي الفقر، فأدّيتُ حقَّ الله تعالى، وبَرَرتُ إخواني، وتماسكتُ بعد ذلك وكنت مبذّراً.

( الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي 267 ـ طبعة الغري. أخبار الدول وآثار الأُوَل للقرماني 117 ـ طبعة بغداد. نور الأبصار للشبلنجي الشافعي 226 ـ طبعة العثمانية بمصر ).

• عن إسحاق قال: حدّثني أبو هاشم الجعفري قال: شكوتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام ضيقَ الحبس وكُتَلَ القيد، فكتب إليّ: أنت تصلّي اليومَ الظهرَ في منزلك.

فأٌخرِجتُ في وقت الظهر، فصلّيتُ في منزلي كما قال عليه السّلام. ( الكافي للكليني 508:1 / ح 10 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 402:3 / ح 11 وعن الإرشاد للشيخ المفيد 342 والخرائج والجرائح للراوندي 435:1 / ح 13. وأورده: الإربليّ في كشف الغمة 412:2 ـ نقلاً عن الإرشاد، وعنه أيضاً: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 267:50 / ح 27. ورواه: المسعوديّ في إثبات الوصيّة 211، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 576/ح 10، والطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 140:2، والشريف المرتضى في عيون المعجزات 135 ).

• عن محمّد بن إبراهيم المعروف بـ « ابن الكردي »، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي: امضِ بنا حتّى نصير إلى هذا الرجل ـ يعني أبا محمّد الحسن العسكري عليه السّلام ـ فإنّه وُصِف عنه سماحة، فقلت: تعرفه ؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قطّ.

قال: فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجَنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم: مئتا درهم للكسوة، ومئتا درهم للدقيق ( الطحين )، ومئة درهم للنفقة. فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم: مئة أشتري بها حماراً، ومئة للنفقة، ومئة للكسوة وأخرج إلى الجبل! قال: فلمّا وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال: يدخل عليُّ بن إبراهيم ومحمّد ابنه. فلمّا دخلنا عليه وسلّمنا قال لأبي: يا عليّ، ما خلّفك عنّا إلى هذا الوقت ؟! فقال: يا سيّدي استحييتُ أن ألقاك على هذا الحال.

فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامه ( أي خادمه ) فناول أبي صُرّة وقال: هذه خمسمائة درهم: مئتانِ للكسوة، ومئتان للدقيق، ومئة للنفقة. وأعطاني صرّةً وقال: هذه ثلاثمائة درهم، اجعل مئةً في ثمن حمار، ومئة للكسوة، ومئة للنفقة، ولا تخرج إلى الجبل وصِرْ إلى سَوْراء ( موضع بالعراق قريب من الحلّة ).

فصار إلى سوراء.. وتزوّج بامرأة، فدَخْلُه اليوم ألف دينار، ومع هذا يقول بالوقف! فقال محمّد بن إبراهيم: فقلت له: وَيْلَك! أتريد أمراً أبْينَ مِن هذا ؟! فقال: هذا أمرٌ قد جرينا عليه.

( الكافي للكليني 506:1 / ح 3 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 400:3 / ح 4، وعن الإرشاد للشيخ المفيد 341 وكشف الغمّة للإربلي 410:2 ).

• عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر قالا: حدّثنا أبو هاشم الجعفري قال: كنت مضيَّقاً فأردتُ أن أطلب منه دنانير في كتابي، فاستحيَيت، فلمّا صرتُ إلى منزلي وجّه ( الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ) مئةَ دينار وكتب إليّ: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم، واطلُبْها؛ فإنّك ترى ما تحبّ إن شاء الله. ( إعلام الورى للطبرسي 140:2. الكافي للكليني 508:1 / ح 10. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 213، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 439:4، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 566/ح5، والسيّد الشريف المرتضى في عيون المعجزات 135 ).

• عن إسحاق عن الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام أسأله عن الإمام: هل يحتلم ؟ وقلت في نفسي بعدما فُصل الكتاب: الاحتلام شيطنة، وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك.

فورد الجواب: حال الأئمّة في المنام حالهم في اليَقَظة، لا يغيّر النومُ منهم شيئاً، وقد أعاذ الله أولياءه من لَمّة الشيطان ـ كما حدّثَتْك نفسُك ـ. ( الكافي 509:1 / ح 12 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 403:3 / ح 14 وعن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 446:1 / ح 31، وكشف الغمّة للإربلي 423:2. وأخرجه: البياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 208:2 / ح 20 عن الخرائج. وفي بحار الأنوار للشيخ المجلسي 157:25 / ح 28 وج 290:50 / ح 64 عن كشف الغمّة والخرائج. ورواه: المسعودي في إثبات الوصية 214، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 570/ح 15، والشريف المرتضى في عيون المعجزات 136 ).

• عن الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسألتان أردتُ الكتابة فيهما إلى أبي محمد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام، فكتبتُ أسأله عن القائم عليه السّلام إذا قام بما يقضي، وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحُمّى الربع فأغفلت خبر الحمّى، فجاء الجواب:

سألتَ عن القائم وإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السّلام لا يسأله البيّنة، وكنتَ أردتَ أن تسأل لحمّى الربع فأُنسِيت، فاكتبْ في ورقةٍ وعلّقه على المحموم؛ فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله: يا نارُ كوني بَرْداً وسلاماً على إبراهيم .

قال: فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد عليه السّلام فأفاق.

( الكافي للكليني 509:1 / ح 13 ـ عنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 403:3 / ح 15 وعن الإرشاد للشيخ المفيد 343. وأورده: الطبرسي في إعلام الورى 145:2 ـ 146، والإربلي في كشف الغمّة 413:2. وأخرجه: المجلسي في بحار الأنوار 280:50 / ح 56 عن الإرشاد والخرائج. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 214، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 578/ح 12 ).

• عن عليّ بن زيد بن علي بن الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال: كان لي فَرَس وكنت به معجباً أُكثِر ذِكرَه في المحالّ، فدخلتُ على أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام يوماً فقال لي: ما فعَلَ فرسُك ؟ فقلت: هو عندي وهو ذا هو على بابك وعنه نزلت، فقال لي: استَبدِلْ به قبل المساء إن قَدَرتَ على مُشترٍ ولا تؤخّر ذلك.

ودخل علينا داخل وانقطع الكلام، فقمت متفكّراً ومضيتُ إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر، فقال: ما أدري ما أقول في هذا. وشححتُ به ونَفِستُ على الناس ببيعه، وأمسينا.. فأتانا السائس وقد صلّينا العُتمة فقال: يا مولاي، نفق فرسك! ( أي مات ). فاغتممتُ وعلمتُ أنّه عنى هذا بذلك القول.

ثمّ دخلتُ على أبي محمّد عليه السّلام بعد أيّام وأنا أقول في نفسي: ليتَه أخلَفَ علَيّ دابّة! إذ كنتُ اغتممتُ بقوله، فلمّا جلست قال: نعم، نُخْلِف عليك دابة.. يا غلام، أعطهِ بِرْذَوني، هذا خير من فرسك وأوطأُ وأطول عُمراً.

( الكافي للكليني 510:1 / ح 15 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 404:3 / ح 17 و 18، وعن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 434:1 / ح 12، والإرشاد للشيخ المفيد 343 ـ 344، وإعلام الورى 137:2، وكشف الغمّة للإربلي 413:2 ـ 414. وعن الإرشاد وإعلام الورى والخرائج ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 430:4 ـ 431: أخرجه المجلسيّ في بحار الأنوار 266:50 / ح 26. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 215، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 572 / ح 1 ).

• عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام يوماً وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتَماً أتبرّك به، فجلستُ وأُنسِيتُ ما جئتُ به، فلمّا ودّعته ونهضت.. رمى إليّ بالخاتم وقال: أردتَ فضّة فأعطيناك خاتماً، فربحتَ الفصَّ والكراء، هنّأك الله يا أبا هاشم.

فقلت: يا سيّدي، أشهدُ أنّك وليُّ الله، وإمامي الذي أَدينُ اللهَ بطاعته، فقال: غفر الله لك يا أبا هاشم.

( الكافي للكليني 512:1 / ح 21 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 405:3 / ح 25. وأورده: الإربلي في كشف الغمّة 421:2 ـ 422، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 565/ح3، والطبرسي في إعلام الورى 144:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 437:4. وعن إعلام الورى: أورده الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 254:50 / ح 8 ).

• عن محمّد بن القاسم أبي العيناء الهاشمي قال: كنتُ أدخل على أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام فأعطش وأنا عنده، فأُجلّه أن أدعوَ بالماء، فيقول: يا غلام اسْقِه. وربّما حدّثت نفسي بالنهوض فأفكّر في ذلك فيقول: يا غلام، دابّتَه.

( الكافي للكليني 512:1 / ح 22 ـ وعنه: إثبات الهداة 406:3 / ح 26.

وأخرجه: النباطي البياضي في الصراط المستقيم إلى مستحقيّ التقديم 208:2 / ح 19 عن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 445:1 / ح 29 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 272:50 / ح 41. وأورده: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 433:4 ).

• عن أبي هاشم الجعفري قال: سأل الفَهْفَكيّ أبا محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام: ما بالُ المرأة المسكينة تأخذ سهماً واحداً ويأخذ الرجل سهمَين ؟ فقال: إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة، ولا عليها مَعْقُلَة ( أي دية )، إنّما ذلك على الرجال.

فقلت في نفسي: قد كان قيل لي: إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام عن هذه المسألة، فأجابه بمِثل هذا الجواب. فأقبل أبو محمّد عليه السّلام علَيّ فقال: نعم، هذه مسألة ابن أبي العوجاء، والجواب مِنّا واحد إذا كان معنى المسألة واحداً، جرى لأوّلنا ما جرى لآخِرِنا، وأوّلُنا وآخِرُنا في العلم والأمر سواء، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلُهما.

( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 142:2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 407:3 / ح 32، وعن الكافي للكليني 85:7 / ح 2، وكشف الغمة للإربلي 420:2 ـ 421، والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 685:2 / ح5 ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 437:4. وعن بعض هذه المصادر: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 255:50 / ح 11. وأخرجه: الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 437:17 وعن الكافي وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 274:9 ).

• عن أبي هاشم الجعفري قال: كَتبَ إليه ( أي إلى الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السّلام ) بعضُ مَواليه يسأله أن يعلّمه دعاءً، فكتب إليه: أُدْعُ بهذا الدعاء:

« يا أسمعَ السامعين، ويا أبصرَ المبصرين، ويا أنظرَ الناظرين، ويا أسرعَ الحاسبين، ويا أرحمَ الراحمين، ويا أحكمَ الحاكمين، صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، وأوسِعْ لي في رزقي، ومُدّ لي في عمري، وامنُنْ علَيّ برحمتك، واجعلني ممّن تنتصر به لدِينك ولا تَستَبدِلْ بي غيري ».

قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: اَللّهمّ اجعلني في حزبِك وفي رمزتك. فأقبل علَيّ أبو محمّد عليه السّلام فقال: أنت في حزبه وفي زمرته؛ إذ كنتَ بالله مؤمناً ولرسوله مصدّقاً وبأوليائه عارفاً ولهم تابعاً، فأبشِر ثمّ أبشِر. ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 142:2 ـ 143. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 439:4. كشف الغمّة للإربلي 421:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 298:50 و ج 359:95 / ح 14 ).

• عن أبي هاشم الجعفريّ أيضاً قال: سمعتُ أبا محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام يقول: من الذنوب التي لا تُغفَر قولُ الرجل: ليتني لا أُؤاخذ إلاّ بهذا! فقلت في نفسي: إنّ هذا لَهُو الدقيق! وقد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلَّ شيء. فأقبل علَيّ أبو محمّد عليه السّلام فقال: صدقت يا أبا هاشم، الزمْ ما حدّثتْك به نفسُك؛ فإنّ الإشراك في الناس أخفى مِن دبيب الذَّرّ على الصفا ( أي الصخر الأملس ) في الليلة الظلماء، ومن دبيب الذرّ على المِسْح الأسوَد ( الكساء من الشَّعر ). ( إعلام الورى للطبرسي 143:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 250:50 / ح 4. والغيبة للطوسي 206/ح 175، وإثبات الوصيّة للمسعودي 212، والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 688:2 / ح 11، ومناقب آل أبي طالب 439:4، وكشف الغمّة للإربلي 420:2، والثاقب في المناقب لابن حمزة 567/ح 509. وعن إعلام الورى: إثبات الهداة للحرّ العاملي 412:3 / ح 49 ).

• حدّث محمّد بن الحسن بن شمّون أنّه قال: كتبتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام أشكو إليه الفقر، ثمّ قلت في نفسي: أليس قال أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: الفقر معنا خيرٌ من الغِنى مع عدوّنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا ؟! فرجع الجواب:

« إنّ الله عزّوجلّ يمحّص أولياءَنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير، وهو كما حدّثَتْك نفسُك، الفقر معنا خيرٌ من الغنى مع عدوّنا، ونحن كهف لمَن التجأ إلينا، ونور لمن استضاء بنا، وعصمة لمن اعتصم بنا، مَن أحبّنا كان معنا في السَّنام الأعلى، ومَن انحرف عنّا فإلى النّار ».

( اختيار معرفة الرجال للطوسي 533/ الرقم 1018 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 299:50 / ح 72 و 73، وعن كشف الغمّة للإربلي 421:2 والخرائج والجرائح 739/ح 53. وأورده ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 435:4 ).

• عن أبي عبدالله المطهَّري، عن حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد عليه السّلام قالت: بعث إليّ أبو محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام سنة خمس وخمسين ومئتين في النصف من شعبان، وقال: يا عمّة، إجعلي الليلة إفطاركِ عندي؛ فإنّ الله عزّوجلّ سيَسُرّكِ بوليّه وحُجّته على خَلْقه، خليفتي مِن بعدي.

قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد، وأخذتُ ثيابي علَيّ وخرجتُ من ساعتي حتّى انتهيتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام وهو جالس في صحن داره، فقلت له: جُعِلتُ فداك يا سيّدي، الخَلَفُ مِمّن هو ؟ قال: من سوسن.. ( أي نرجس ).

قالت: فلمّا أن صلّيت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة فأفطرتُ أنا وسوسن وبايَتُّها في بيت واحد ( أي في الغرفة نفسها ).. فغفوتُ غفوة ثمّ استيقظت، فلم أزل متفكّرةً فيما وعدني أبو محمّد عليه السّلام من أمر وليّ الله عليه السّلام، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كلّ ليلة للصلاة، فصلّيتُ صلاة الليل حتّى بلغتُ الوتر، فوَثَبَت سوسن فَزِعةً وخرجت فزعة وأسبغت الوضوء، ثمّ عادت فصلّت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قَرُب، فقمتُ لأنظر.. فإذا بالفجر الأوّل قد طلع، فتداخل قلبي الشكُّ مِن وعد أبي محمّد عليه السّلام، فناداني من حُجرته: لا تشكّي! فإنّك بالأمر الساعةَ قد رأيتهِ إن شاء الله تعالى.

قالت حكيمة: فاستحييتُ من أبي محمّد عليه السّلام وممّا وقع في قلبي، ورجعتُ إلى البيت ( الغرفة ) وأنا خَجِلة... ( الغَيبة للطوسي 234 / ح 204 ).

• رُوي عن محمّد بن عبدالعزيز قال: أصبحتُ يوماً فجلستُ في شارع الغنم، فإذا بأبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام قد أقبل من منزله يريد دار العامّة، فقلت في نفسي: إن صِحْتُ: يا أيُّها الناس، هذا حُجّة الله عليكم فاعرفوه، يقتلوني.

فلمّا دنا منّي أومأ إليّ بإصبعه السبّابة على فيه ( أي فمه الشريف ) أن اسكُتْ! ورأيته تلك الليلة يقول: إنّما هو الكتمان أو القتل، فاتّقِ الله على نفسك. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 447:1 / ح 32 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 421:3 / ح 73 وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 290:50 / ح 63 وعن كشف الغمّة للإربلي 422:2. وأخرجه: الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 72:9 / ح 8 عن إثبات الوصيّة للمسعودي 213 ـ 214 ).

• روى الراونديّ قال: قال أبو هاشم الجعفري: سأل محمّدُ بن صالح الأرمني أبا محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام عن قوله تعالى: « للهِ الأمرُ مِن قبلُ ومِن بَعدُ » ( سورة الرّوم:4 )، فقال عليه السّلام: له الأمرُ مِن قبلِ أن يأمر به، وله الأمرُ مِن بعدِ أن يأمر به بما يشاء.

فقلت في نفسي: هذا قول الله: ألاَ له الخَلْقُ والأمرُ تبارك اللهُ ربُّ العالمين ( سورة الأعراف:54 )، فأقبل علَيّ فقال: هو كما أسررتَ في نفسك: ألاَ له الخَلْقُ والأمرُ تبارك اللهُ ربُّ العالمين . قلت: أشهد أنّك حُجّة الله وابن حجّته في خَلْقه. ( وفي رواية: وابن حججه على عباده ). ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 686:1 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 257:50 / ح 13. ورواه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 436:4، والإربلي في كشف الغمة 420:2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 422:3 / ح 22، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 115:4 / ح 41 ).

• عن محمّد بن صالح الخثعمي قال: عزمت أن أسأل في كتابي إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام عن أكل البِطّيخ على الرِّيق، وعن صاحب الزَّنج فنسيتُ، فورد علَيّ جوابه: لا تأكل البِطّيخ على الريق؛ فإنّه يُورِث الفالج. وصاحب الزنج ليس مِنّا أهل البيت. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 428:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 293:50 / ح 66، و ج 197:66 / ح 17، وعن كشف الغمّة للإربلي 424:2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 427:3 / ح 102 ).

• عن عمر بن أبي مسلم قال: حدّثني سيف بن الليث قال: خلّفتُ ابناً لي عليلاً بمصر عند خروجي عنها، وابناً لي آخر أسنَّ منه كان وصيّي وقيّمي على عيالي وفي ضياعي، فكتبتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام أسأله الدعاء لابني العليل، فكتب إليّ: قد عُوفيَ ابنُك المعتلّ ومات الكبير وصيُّك وقيّمك، فاحمَدِ الله ولا تَجزَع فيَحبَط أجرُك.

فورد علَيّ الخبر أن ابني عُوفيَ من علّته ومات الكبير يومَ ورَدَ علَيّ جواب أبي محمّد عليه السّلام. ( الكافي للكليني 511:1 / ح 18 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 405:3 / ح 22 وعن كشف الغمّة للإربلي 424:2. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 292:50 / ح 65 عن كشف الغمّة ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 433:4 ).

• قال المعلّى بن محمّد: أخبرني محمّد بن عبدالله قال: لمّا أُمر سعيد بحمل أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام إلى الكوفة كتب أبو الهيثم إليه: جُعلتُ فداك، بَلَغَنا خبرٌ أقلَقَنا وبلغ منّا كلَّ مَبلَغ! فكتب عليه السّلام: بعد ثلاثٍ يأتيكم الفَرَج.

فقُتل الزبير يوم الثالث. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 225. وأخرجه: الشيخ المجلسيّ في بحار الأنوار 295:50 والحرّ العاملي في إثبات الهداة 325:3 / ح 90 عن كشف الغمّة للإربلي 416:2. وأورده: السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات 274، والشيخ الطوسي في الغَيبة 208/ ح 177 باختلاف ).

• عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: كتب أبو محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتزّ بنحو عشرين يوماً: الزَمْ بيتك حتّى يَحدُث الحادث. فلمّا قُتل بُرَيحة كتب محمّد بن إسماعيل إليه: قد حدث الحادث، فما تأمرني ؟ فكتب عليه السّلام: ليس هذا الحادث، هو الحادث الآخر. فكان مِن أمر المعتزّ ما كان. ( الكافي للكليني 506:1 / ح 2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 400:3 / ح 2، وعن الإرشاد للشيخ المفيد 340 وكشف الغمة للإربليّ 410:2. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 278:50 / ح 51، كما أورده ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 437:4 ).

• عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: حدّثني أحمد بن محمّد قال: كتبت إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيّدي، الحمد لله الذي شغله عنّا، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول: واللهِ لأجْليَنّهم عن جديد الأرض.

فوقّع أبو محمّد عليه السّلام بخطّه: ذلك أقصَرُ لعمره، عُدَّ من يومك هذا خمسة أيّام ويُقتل في اليوم السادس بعد هوانٍ واستخفاف يمرّ به. فكان كما قال عليه السّلام. ( الكافي للكليني 510:1 / ح 16 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 404:3 / ح 19. وأورده: الشيخ المفيد في الإرشاد 344، والشيخ الطبرسي في إعلام الورى 144:2، والإربلي في كشف الغمّة 414:2، وعنهم: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 308:50 / ح 5. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 212 ـ 213 ).

• عن عليّ بن محمّد الصيمري قال: كتب إليّ أبو محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام: « فتنة تُظِلُّكم، فكونوا على أُهْبةٍ منها ». قال: فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام وقع بين بني هاشم ما وقع، فكتبت إليه: أهذه هي ؟ فكتب: « لا، ولكن غير هذه، فاحترسوا ». فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام كان من أمر المعتزّ ما كان. ( دلائل الإمامة للطبري الإمامي 225. كشف الغمّة للإربلي 417:2 ـ وعنه: بحار الأنوار 198:50 وإثبات الهداة للحرّ العاملي 425:3 / ح 93 ).

• روى الشيخ الطوسي أنّ أبا هاشم الجعفري قال: كنت محبوساً مع الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام في حبس المهتدي بن الواثق، فقال لي: في هذه الليلة يبتر اللهُ عمرَه.

فلمّا أصبحنا شَغَبَ الأتراك، وقُتل المهتدي ووَلِيَ المعتمد مكانه. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 430:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 303:50 / ح 79، وعن الغَيبة للشيخ الطوسي 205/ح 173 وص 223 / ح 187. وأخرجه: الحرّ العاملي في إثبات الهداة 412:3 / ح 46 عن غيبة الطوسي. وأورده المسعودي في إثبات الوصيّة 215 ).

• عن محمّد بن بلبل: تقدّم المعتز إلى سعيد الحاجب أن أخرِجْ أبا محمّد ( أي الحسن العسكريّ عليه السّلام ) إلى الكوفة، ثمّ اضرِبْ عنقَه في الطريق. فجاء توقيعه عليه السّلام إلينا: الذي سمعتموه تُكْفَونه. فخُلع المعتزّ بعد ثلاث وقُتل! ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 431:4 ـ 432 ).

• عن أبي الأديان قال: كنتُ أخدم الحسن بن عليّ ( العسكريّ عليه السّلام ) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علّته التي تُوفّي فيها صلوات الله عليه، فكتب معي كتباً وقال: إمضِ بها إلى المدائن؛ فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سُرَّ مَن رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.

قال أبو الأديان: فقلت: يا سيّدي، فإذا كان ذلك فمَن ؟ قال: مَن طالَبَك بجوابات كتبي فهو القائم مِن بعدي، فقلت: زِدني، فقال: مَن يصلّي علَيّ فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال: مَن أخبرك بما في الهِمْيان فهو القائم بعدي. ثمّ منعتني هيبته أن أسأله عمّا في الهميان.

وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلتُ إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر ـ كما ذكر عليه السّلام لي ـ فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسَل... ( كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق 475 ـ وعنه: الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 1101:3 / ح 23، وإثبات الهداة للحرّ العاملي 411:3 / ح 42 و 485 / ح 206 و 672 / ح 42، وبحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 332:50 / ح 4 و ج 67:52 / ح 53. وأورده: ابن حمزة في الثاقب في المناقب 607/ ح 2 ).

 

استجابة دعائه

• روى الشيخ الطوسي في ( رجال الكشي ) قال: كانت لأبي محمّد ( الحسن العسكري عليه السّلام ) خزانة، وكان يَليها أبو عليّ بن راشد رضي الله عنه، فسُلِّمت إلى عروة بن يحيى، فأخذ منها لنفسه ثمّ أحرق باقي ما فيها، يُغايِظ بذلك أبا محمّد عليه السّلام.

فلعَنَه وبرئ منه، ودعا عليه، فما أمهل يومَه ذلك وليلته حتّى قبضه الله إلى النار. ( رجال الكشي للشيخ الطوسي 480 ).

• عن جعفر بن محمّد القلانسي قال: كتب محمّد أخي إلى أبي محمّد ( الحسن العسكري عليه السّلام )، وامرأته حامل يسأله الدعاء بخلاصها وأن يرزقه اللهُ ذَكَراً، وسأله أن يُسمّيَه، فكتب عليه السّلام: «.. ونِعْمَ الاسم: محمّد، وعبدالرحمان ».

فولدت له اثنين توأمين، فسمّى أحدَهما محمّداً والآخر عبدالرحمان ( عيون المعجزات للشريف المرتضى 135. إثبات الوصيّة للمسعودي 211. كشف الغمّة 418:2 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 426:3 / ح 94، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 298:50 ).

• عن هارون بن موسى قال: قال أبو عليّ محمّد بن همام: كتب أبي إلى أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السّلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حملٌ بولد، ويعرّفه أنّ له حملاً، ويسأله أن يدعوَ اللهَ في تصحيحه وسلامته، وأن يجعله ذكَرَاً نجيباً من مُواليهم.

فوقّع عليه السّلام على رأس الرقعة بخطّ يده: « قد فعَلَ اللهُ ذلك »، وصحّ الحمل ذكراً. قال هارون بن موسى: أراني أبو عليّ بن همام الرقعة والخطّ، وكان محقّقاً. ( رجال النجاشي 380 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 301:50 / ح 77 ).

 

كرامات باهرة

• عن عليّ بن عبدالغفّار قال: دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف ( السجّان )، ودخل صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام، فقال لهم صالح: وما أصنع ؟! قد وكّلتُ به رجلَينِ مِن أشرّ مَن قَدَرتُ عليه، فقد صارا في العبادة والصلاة والصيام إلى أمرٍ عظيم! فقلت لهما ما فيه، فقالا: ما تقول في رجلٍ يصوم النهار ويقوم الليل كلَّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصُنا وتداخَلَنا ما لا نملكه من أنفسنا.

فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا خائبين! ( الكافي للكليني 512:1 / ح 23 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 406:3 / ح 27. ورواه: الشيخ المفيد في الإرشاد 344، والطبرسي في إعلام الورى 150:2، والإربليّ في كشف الغمّة 414:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 429:4. وعن إعلام الورى والإرشاد أخرجه الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 308:50 / ح 6 ).

• روى الكلينيّ عن عليّ بن محمّد، عن بعض الأصحاب قال: سُلِّم أبو محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام إلى نحرير، ( وهو خادم من خواصّ خدّام بني العبّاس )، فكان يضيّق عليه ويؤذيه، فقالت امرأته له: وَيْلَك آتقِّ الله، لا تدري مَن في منزلك! وعَرّفَتْه صلاحه وقالت: إنّي أخاف عليك منه. فقال نحرير: لأرمينّه بين السِّباع!

ثمّ فعل ذلك نحرير بالإمام عليه السّلام، فرُئيَ عليه السّلام قائماً يصلّي والسباع حوله!

( الكافي للكليني 513:1 / ح 26 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 406:3 / ح 29. ورواه: الشيخ المفيد في الإرشاد 344 ـ 345، والشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 151:2.. وفيه:

ثمّ استأذن نحرير في ذلك فأُذن له، فرمى به إلى السباع، ولم يشكّوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع فوجدوه عليه السّلام قائماً يصلّي والسباع حوله، فأمر بإخراجه إلى داره.

ورواه: ابن حمزة في الثاقب في المناقب 580/ح 530 ـ ونقله المجلسي في بحار الأنوار 309:50 / ح 7 ـ عن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 437:1 / ح 15، وص 268/ح 39، وعن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 430:4 ).

• عن أحمد بن محمّد بن الأقرع قال: حدّثني أبو حمزة نصير الخادم قال: سمعت أبا محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام غير مرّة يكلّم غِلمانه بلغاتهم: تُرك وروم وصَقالبة.. فتعجّبتُ من ذلك وقلت: هذا وُلِد بالمدينة، ولم يظهر لأحدٍ حتّى مضى أبو الحسن ( الهادي أبوه )، ولا رآه أحد.. فكيف هذا ؟! أُحدّث نفسي بذلك.. فأقبل علَيّ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى بيّن حجّته من سائر خَلْقه بكلّ شيء، ويُعطيه اللغات ومعرفة الأنساب والآجال والحوادث، ولولا ذلك لم يكن بين الحُجّة والمحجوج فَرْق!

( الكافي للكليني 509:1 / ح 11 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 402:3 / ح 13، وعن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 436:1 / ح 14، والإرشاد للشيخ المفيد 343، وكشف الغمّة للإربلي 412:2، وإعلام الورى للطبرسي 145:2. وعن هذه المصادر: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 268:50 / ح 28. ورواه: المسعودي في إثبات الوصيّة 214، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين 248 ).

• عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلتُ على أبي محمّد ( الحسن العسكري ) عليه السّلام وكان يكتب كتاباً، فحان وقت الصلاة الأُولى، فوضع الكتاب من يده وقام عليه السّلام إلى الصلاة، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب.. حتّى انتهى إلى آخره، فخررتُ له ساجداً، فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذِن للناس. ( عيون المعجزات للشريف الرضيّ 134 ـ 135، وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 430:3 / ح 117، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 304:50 / ح 80 ).

• عن محمّد بن عيّاش قال: تذاكرنا آياتِ الإمام ( أي دلائل الإمامة )، فقال ناصبيّ: إن أجاب عن كتاب أكتبه بلا مداد علمتُ أنّه حقّ. فكتبنا مسائلَ وكتب الرجل بلا مداد على ورقٍ وجعله في الكتب، وبعثناها إليه ( أي إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام )، فأجاب عن مسائلنا، وكتب على ورقة الناصبي اسمه واسم أبيه، فدُهش الرجل.. فلمّا أفاق اعتقد الحقّ. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 440:4 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 288:50 ـ 289 ).

• قال الراوندي: ومن معجزاته عليه السّلام أن قبور الحكّام مِن بني العبّاس بسُرّ مَن رأى عليها مِن ذَرَق الخفافيش والطيور ما لا يُحصى فيه، وتُنقّى منها كلَّ يوم.. ومن الغد تعود القبور مملوءةً ذَرقاً، ولا يُرى على رأس قبّة العسكريَّين ولا على بابها ذرق طير، فضلاً عن قبورهم، إلهاماً للحيوانات إجلالاً لهم صلوات الله عليهم أجمعين. ( الخرائج والجرائح للراوندي قطب الدين 453:1 / ذيل الحديث 40 ـ وعنه: إثبات الهداة للحرّ العاملي 422:3 / ح 77، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 275:50 / ح 47 ).

• ويكفي أن يكتب العالم السنيّ المالكيّ المذهب عليّ بن محمّد الشهير بـ « ابن الصبّاغ » في كتابه ( الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ص 290 ): مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكريّ دالّة على أنّه السَّرِيُّ ابن السَّرِي، فلا يَشُكّ في إمامته أحدٌ ولا يمتري، واحدُ زمانه مِن غير مُدافِع، ونسيج وحده مِن غير مُنازِع، وسيّد أهل عصره، وإمامُ أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة.. فارس العلوم الذي لا يُجارى، ومبيّن غوامضها فلا يُحاوَل ولا يُمارى، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مُظهِر الدقائق بفكره الثاقب، المحدِّث في سرّه بالأمور الخفيّات، الكريم الأصل والنفس والذات، تغمّده الله برحمته، وأسكنه فسيحَ جنّاته، بمحمّد صلّى الله عليه وآله.. آمين.

وختاماً.. قال كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ ( وهو أحد أعلام علماء أهل السنّة ) في كتابه الشهير ( مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول ص 244 ):

اعلَم أنّ المنقبة العليا والمزيّة الكبرى التي خصّه الله جلّ وعلا بها فقلّده فريدَها، ومنحه تقليدها، وجعَلَها صفةً دائمةً لا يُبلي الدهرُ جديدَها، ولا تَنسى الألسنُ تلاوتَها وتريدَها، أنّ المهديَّ محمّداً عليه السّلام نسلُه المخلوق منه، وولدُه المنتسب إليه، والبضعة المنفصلة عنه.. وكفى أبا محمّدٍ الحسنَ تشريفُه مِن ربّه أن جعَلَ محمّداً المهديَّ ممّن أخرَجَه مِن صُلبه، وجعله معدوداً مِن حِزبه، ولم يكن لأبي محمّد ولدٌ ذَكَرٌ سواه، وحَسْبُه ذلك منقبةً كفاه.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام