بنات جواد الأئمّة عليه السّلام
  • عنوان المقال: بنات جواد الأئمّة عليه السّلام
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:26:41 2-10-1403

بنات جواد الأئمّة عليه السّلام

 

تضاربت آراء العلماء في عدد وأسماء بنات الإمام محمّد بن عليّ الجواد عليه السّلام، فبينما يقول الشيخ المفيد في الإرشاد(1) وعبدالله الحارثي(2): إن الإمام الجواد عليه السّلام خلّف من البنات فاطمة وأُمامة، يقول ابن بابويه(3) وابن شهرآشوب في المناقب(4) والطبرسيّ في إعلام الورى(5): إن الإمام الجواد عليه السّلام خلّف ثلاث بنات، هُنّ: حكيمة وخديجة وأمّ كلثوم.

أمّا الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير فيقول في كتابه « الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة »: أمّا أبو جعفر التقيّ فله من الأبناء ثلاثة: أبو الحسن عليّ النقيّ الإمام، وموسى، ويحيى وولده بقم؛ وله من البنات خمسة: فاطمة، وبهجة صاحبة الرواية، وبُريهة، وحكيمة، وخديجة، ولا عقب للبنات ولا ليحيى(6).

أمّا النسّابة عليّ بن محمّد العمريّ فيقول: فوَلَد الإمام التقيّ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى الكاظم: محمّداً وعليّاً وموسى والحسن وحكيمة وبريهة وأُمامة وفاطمة(7). ويقول محمّد بن جعفر العُبَيدَليّ: والعَقِب من أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الرضا في رجلَين: عليّ بن محمّد الزكيّ، وموسى بن محمد(8).

وذكر ابن الخشاب أنّ الإمام الجواد عليه السّلام كان له من الولد:

عليّ النقيّ وموسى، ومن البنات فاطمة وأُمامة(9).

وذكر صاحب ( تاج الواليد ) أنّ بنات الإمام الجواد عليه السّلام هنّ: حكيمة، وخديجة، وأمّ كلثوم ـ وعلى قول: أُمامة وفاطمة(10).

ويقول السيّد ضامن بن شَدقَم الحسينيّ المدنيّ: إنّ الإمام الجواد عليه السّلام خلّف أربعة أولاد، هم: أبو الحسن عليّ النقيّ، أبو أحمد موسى المبرقع، أبو أحمد الحسين، وأبو موسى عمران؛ وأربعة بنات هنّ: فاطمة، وخديجة، وأم كلثوم، وحكيمة، وأمهنّ أمّ ولد تُدعى سُمانة المَغربية(11).

وبناءً على ما سبق، ذكر أصحاب التراجم والأنساب أنّ بنات الإمام الجواد عليه السّلام هُنّ: فاطمة، أُمامة، أمّ كلثوم، حكيمة، خديجة، بُريهة، بهجة، زينب، أم محمّد، وميمونة. وسنتحدّث بقدرٍ من التفصيل عن كلّ واحدة من هؤلاء السيّدات الجليلات:

 

1 ـ حكيمة خاتون

من أبرز السيّدات اللاتي ينتمين إلى الإمام التاسع من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، وقد عاصرت هذه السيّدة الجليلة فترةً زمنيّة مهمّة امتدّت من أيّام الإمام الجواد عليه السّلام، ولعلّ ولادتها ـ إذا اعتبرناها أكبر وُلد الإمام الجواد عليه السّلام ـ كانت بين سنة 214 ـ 216 هـ.

وُلِدت هذه السيّدة في مدينة الرسول صلّى الله عليه وآله، وعاصرت ثلاثة من الأئمّة عليهم السّلام، هم: والدها الإمام الجواد عليه السّلام، ثمّ الإمام عليّ الهادي، ثمّ الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام وكان لها دور كبير في حادثة ولادة الإمام الثاني عشر آخر أئمّة أهل البيت عليهم السّلام: الحجّة ابن الحسن العسكريّ عليه السّلام.

امّا أمّ السيّدة حكيمة فلم يحدّثنا التاريخ عنها شيئاً، وقد ذكر السيّد ضامن شدقم أنّ أمّ السيّد حكيمة هي السيّدة سُمانة المغربيّة أمّ الإمام الهادي عليه السّلام(12).

وكانت السيّدة حكيمة من الصالحات القانتات، ورد في أخبار كثيرة أنّها ساهمت مساهمة كبيرة في أمر تزويج الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام من ( نرجس ) أمّ الإمام المهديّ عليه السّلام وأنّ لها دوراً كبيراً في ولادة الإمام المهديّ عليه السّلام. روى الشيخ الصدوق في ( إكمال الدين ) روايةً مفصّلة بإسناده عن أبي الحسين محمّد بن بحر الشيبانيّ ذكر فيها قصّة إرسال الإمام الهادي عليه السّلام بِشرَ بن سليمان النخّاس لشراء روميّة وصفها له، وتطرّق إلى تفاصيل شراء تلك الجارية التي وقعت في أسر المسلمين وكانت تُتقن اللغة العربيّة، ثمّ قال ( نقلاً عن بشر النخّاس ): فلمّا انكفأتُ بها ( أي بالجارية ) إلى سُرَّ مَن رأى(13)، دخلتُ على مولانا أبي الحسن(عليّ الهادي) العسكريّ عليه السّلام، فقال لها: كيف أراكِ اللهُ عِزَّ الإسلامِ وذلّ النصرانيّة وشرفَ أهل بيت محمّد صلّى الله عليه وآله ؟ قالت: كيف أصِفُ لك يا ابنَ رسولِ الله ما أنتَ أعلَمُ به منّي ؟

قال عليه السّلام: فإنّي أريد أن أُكرِمَكِ، فأيُّما أحبّ إليك: عشرة آلاف درهم، أم بُشرى لكِ فيها شرفُ الأبد ؟

قالت: بل البُشرى.

قال عليه السّلام: فالبُشرى بولدٍ يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

قالت: ممّن ؟

... ثمّ قال أبو الحسن عليه السّلام ( لخادمه ): يا كافور، ادعُ لي أختي حكيمة! فلمّا دَخَلَت عليه قال عليه السّلام لها: ها هِيَ! فاعتَنَقَتْها طويلاً وسُرَّت بها كثيراً، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله، أخرجيها إلى منزلكِ وعلِّميها الفرائض والسُّنن، فإنّها زوجةُ أبي محمّد وأمُّ القائم عليهما السّلام(14).

ونلاحظ في هذه الرواية المقامَ الكبير للسيّدة حكيمة، فقد أخبرها الإمام الهادي عليه السّلام عن قصّة الجارية قبلاً، ثمّ استدعاها لمّا قُدِم بتلك الجارية التي يُنتظر أن تكون زوجةً للإمام العسكري عليه السّلام وأمّاً لخاتم الأوصياء: الإمام المهديّ عليه السّلام، وأنّ السيّدة حكيمة فرحت بتلك الجارية حين بشّرها الإمام الهادي عليه السّلام بقدومها وقال لها: « ها هيَ »، وهي عبارة موجزة تحمل الكثير من المعاني والدلالات. كما نلاحظ أنّ الإمام الهادي عليه السّلام يوكل أمر تربية وتعليم هذه السيّدة الجليلة الوافدة، التي يُنتظر لها أن تكون وعاءً لقائدٍ ذَخَره الله تعالى لليوم الموعود، الذي سيمكّن فيه للمؤمنين المستضَعفين دينهم، ويستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم.

ويروي الشيخ المفيد في ( الإرشاد ) بإسناده عن حكيمة بنت محمّد بن علي الجواد عليه السّلام ـ وهي عمّة الحسن العسكريّ عليه السّلام ـ أنّها رأت القائم عليه السّلام ليلة مولده وبعد ذلك(15).

السيّدة حكيمة تصف ولادة الإمام الحجّة عليه السّلام

روى الشيخ الصدوق بإسناده عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، قالت:

بَعَث إلَيّ أبو محمّد الحسنُ بنُ عليّ عليهما السّلام فقال: يا عمّة، إجعَلي إفطارَكِ الليلةَ عندنا؛ فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ الله تبارك وتعالى سيُظهِر في هذه الليلة الحجّةَ في أرضه.

قالت: فقلت له: ومَن أُمُّه ؟

قال لي: نرجس.

قلتُ له: جَعَلني الله فِداك، ما بها أثر!( أي مابها أثر للحمل ).

فقال: هو ما أقولُ لكِ.

قالت: فجِئتُ، فلمّا سلّمتُ وجلستُ جاءت تنزع خُفّي وقالت لي: يا سيّدتي، كيف أمسيتِ ؟

فقلتُ: بل أنتِ سيّدتي وسيّدة أهلي.

قالت: فأنكَرَتْ قولي، وقالت: ما هذا يا عمّة ؟!

قالت: فقلتُ لها: يا بُنيّة، إنّ الله تعالى سيَهَبُ لكِ في ليلتكِ هذه غُلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة.

قالت: فخَجِلَت واستَحْيَت.

فلمّا أن فرغتُ من صلاةِ العشاء الآخرة أفطَرتُ وأخذتُ مضجعي فرقدتُ، فلمّا أن كان في جوف الليل قمتُ إلى الصلاة، ففرغتُ من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثمّ جلستُ مُعَقّبة، ثمّ اضطجعتُ ثمّ انتهبتُ فَزِعةً وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت ونامت.

قالت حكيمة: وخرجتُ أتفقّد الفجرَ، فإذا أنا بالفجر الأوّل كذَنَب السِّرْحان(16) وهي نائمة، فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد( العسكريّ ) عليه السّلام من المجلس فقال: لا تَعجلَي يا عمّة، فهاكِ الأمر قد قَرُب.

قالت: فجلستُ وقرأتُ « الم السجدة » و « يس »، فبينما أنا كذلك إذ انتَبهَتْ فَزِعةً، فوَثَبتُ إليها فقلت: اسمُ الله عليك. ثمّ قلتُ لها: أتُحسّين شيئاً ؟

قالت: نعم يا عمّة. فقلتُ لها: إجمَعي نفسَكِ واجمعي قلبَك، فهو ما قلتُ لك.

قالت: فأخذتني فترةٌ وأخذتها فترة، فانتبهتُ بحِسّ سيّدي ( اي الحجّة عليه السلام )، فكشَفتُ الثوبَ عنه، فإذا أنا به عليه السّلام ساجداً يتلقّى الأرض بمساجده، فضَمَمتُه إليّ فإذا أنا به نظيف، فصاح بي أبو محمّد عليه السّلام: هَلُمّي إلَيّ ابني يا عمّة! فجِئتُ به إليه ـ الحديث بطوله(17).

ونلاحظ في هذه الرواية ملامحَ من عظمة السيّدة حكيمة وتقواها، فقد بعث إليها حجّة زمانها: الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام لتشهد ولادة المنقذ المنتظر عليه السّلام الذي سيملأ الله تعالى به أرضه قسطاً وعدلاً، ورأيناها ـ وقد عَرَفت أنّ الإمام المهديّ عليه السّلام سيُولد من نرجس ـ تُجِلّ هذه المرأةَ الكريمة وتردّ عليها تحيّتها وتقول لها « أنتِ سيّدتي وسيّدة أهلي »، وفي ذلك دلالة على معرفة هذه السيّدة الجليلة بحقّ الإمام المنتظر عليه السّلام من خلال إكرامها أمَّه التي ستلده.

ونرى السيّدة حكيمة تتقلّب في مضجعها، ثمّ يتجافى جَنباها عن المضجع فتقوم لتصلّي نافلةَ الليل التي وَعَد الربُّ الودودُ نبيَّه الكريم صلّى الله عليه وآله أن يبعثه لأجل هذه النافلة في مقام محمود، وأن يمنحه الشفاعة في أمّته. ونراها وهي تتلو آيات القرآن عند الفجر، تتقرّب بتلاوته إلى مُنزّله على صدر النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله.

السيّدة حكيمة المحدِّثة

روى الشيخ الصدوق بإسناده عن محمّد بن عبدالله الطَّهَويّ، قال: قَصَدتُ حكيمة بنت محمّد ( الجواد) عليه السّلام بعد مُضيّ أبي محمّد ( العسكريّ ) عليه السّلام أسألها عن الحجّة وما قد اختلف فيه الناس من الحَيرة التي هم فيها، فقالت لي: إجلس! فجلستُ، ثمّ قالت: يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُخْلي الأرضَ من حجّةٍ ناطقةٍ أو صامتة، ولم يجعله في أخوَين بعد الحسن والحسين عليهما السّلام تفضيلاً للحسن والحسين، وتنزيهاً لهما أن يكون في الأرض عَديلَهما؛ إلاّ أنّ الله تبارك وتعالى خصّ وُلد الحسين عليه السّلام بالفضل على وُلد الحسن عليه السّلام كما خصّ ولد هارون على وُلد موسى عليهما السّلام، وإن كان موسى حجّةً على هارون؛ والفضل لوُلده إلى يوم القيامة.

ولابدّ للأمّة من حَيرةٍ يَرتابُ فيها المُبطِلون، ويخلص فيها المحقّون، كيلا يكون للخلق على الله حُجّة. وإنّ الحيرة لابدّ واقعة بعد مُضيّ أبي محمّد الحسن عليه السّلام.

فقلتُ: يا مولاتي، هل كان للحسن عليه السّلام ( اي العسكريّ ) وَلَد ؟

فتبسّمت ثمّ قالت: إذا لم يكن للحسن عليه السّلام عَقِب، فمَنِ الحجّةُ مِن بعده؟! وقد أخبرتُك أنّه لا إمامة لأخوَين بعد الحسن والحسين عليهما السّلام.

فقلتُ: يا سيّدتي، حدّثيني بولادة مولاي وغيبته عليه السّلام.

قالت: نعم ـ الحديث بطوله(18).

ونلاحظ في هذا الحديث أنّ السيّدة حكيمة نَفَت إمامةَ جعفر بن عليّ الذي ادّعى الإمامة بعد وفاة أخيه الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليه السّلام، حيث نفت أن يكون الله تعالى قد جعل الإمامةَ في أخوَين بعد الحسن والحسين عليهما السّلام. كما نلاحظ تأكيد السيّدة حكيمة على أمر التمحيص في الغيبة، نتيجة للحيرة التي تقع بعد الغيبة، فيرتاب المبطلون، ويخلص المحقّون.

هذا وقد روى الشيخ الطوسيّ عدّة روايات في كتابه ( الغَيبة ) تدلّ على حضور السيّدة حكيمة ولادة الإمام الحجّة عليه السّلام(19).

وروى الكُلَيني في ( الكافي ) عن الحسين بن رزق الله، قال: حدثني موسى بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، قال: حدّثتني حكيمة ابنة محمّد بن علي عليهما السّلام ـ وهي عمّة أبيه ـ أنّها رأته عليه السّلام ليلة مولده وبعد ذلك(20).

السيّدة حكيمة تروي قصّة محاولةٍ لاغتيال الإمام الجواد عليه السّلام

روى ابنُ شَهرآشُوب في ( المناقب ) عن حكيمة بنت محمّد التقيّ بن عليّ بن موسى عليه السّلام، قالت: دخلتُ على أمّ الفضل بنت المأمون يوم السابع من وفاة النقيّ ( الهادي ) عليه السّلام، فوجدتُها جَزِعة، وكان الناس يُعزّونها ويذكرون مناقبه، فدعت ياسر الخادم وجواريَ كثيرة، وقالت: كنتُ أغار على محمّد التقيّ وكان يشدّد علَيّ القول، وكنت أشكو ذلك إلى والدي( اي المأمون )، فيقول والدي: يا بُنيّة، احتمليه فإنّه بضعة من رسول الله.

فبينا أنا جالسة يوماً إذ دَخَلَت امرأة من أحسن الناس وسلَّمتْ عليّ، فسألتُها: مَن أنتِ ؟

قالت: أنا من أولاد عمّار بن ياسر؛ فأجلستُها لحُرمته، فقالت: أنا زوجة محمّد التقيّ؛ فوسوس إليّ الشيطان بقتلها، ثمّ احتملتُ ورحّبت بها وأعطيتُها، فلمّا خرجت دخلتُ على والدي وقَصَصتُ عليه وهو سكران لا يَعقِل، فقال: علَيَّ بالسيف، واللهِ لأقتلنّه! ودخل عليه وضربه حتّى قَطَّعه، وانصرف فنام، فلمّا انتبه رآني فقال: ما تصنعين ها هنا ؟ قلتُ: قد قتلتَ البارحة ابنَ الرضا! فبَرِقَت عيناه وغُشِيَ عليه، فلمّا أفاق قال: ويلَكِ! ما تقولين ؟! قلتُ: نعم يا أبَه، دخلتَ عليه ولم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلتَه. فاضطرب من ذلك اضطراباً شديداً، ثمّ قال: علَيَّ بياسر الخادم، فلمّا حضر قال: ويلَكَ ما هذا الذي تقوله هذه ؟ فقال: صَدَقَت يا أمير المؤمنين. فضرب ( المأمون ) نفسه وحَوقَل(21) وقال: هَلَكْنا واللهِ وعَطبنا وافتُضِحنا إلى آخر الأبد، ويلَكَ فانظر ما القصّة ؟ فخرج ( ياسر ) وانصرف وهو يقول: البُشرى يا أمير المؤمنين! قال ( المأمون ): فما عندك ؟ قال: رأيتُه يَسْتاك ـ الحديث بطوله، وفيه أنّ الله تعالى حفظ الإمام الجواد عليه السّلام من مكر المأمون وبطشه(22).

قبر السيّدة حكيمة

قال الشيخ المجلسيّ في بحار الأنوار:

إنّ في القبّة الشريفة [ بسامرّاء ] ـ يعني قبّة العسكريّين عليهما السلام ـ قبراً منسوباً إلى الكريمة النجيبة العالمة الفاضلة التقيّة الرضيّة: حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليه السّلام، ولا أدري لِمَ لَم يتعرّضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها وأنّها كانت مخصوصة بالأئمّة عليهم السّلام ومُودَعة أسرارهم، وكانت أمّ القائم عليه السّلام عندها، وكانت حاضرة عند ولادته، وكانت تراه حيناً بعد حين في حياة أبي محمّد العسكريّ عليه السّلام، وكانت من السُّفَراء والأبواب بعد وفاته، فينبغي زيارتها بما أجرى اللهُ اللسانَ بما يناسب فضلها وشأنها، والله الموفّق(23).

 

2 ـ خديجة بنت الإمام الجواد عليه السّلام

امرأة عارفة جليلة القدر عالمة بالأخبار، ذكرها الفخر الرازي وابن الخشّاب وضامن بن شَدقَم في ضمن بنات الإمام الجواد عليه السّلام.

روى الشيخ الطوسيّ في كتابه ( الغَيبة ) بإسناده عن أحمد بن إبراهيم، قال: دخلتُ على خديجة بنت محمّد بن عليّ الجواد عليه السّلام سنة 262 هـ فكلّمتُها من وراء حجاب، وسألتُها عن دينها، فسمّت لي مَن تأتمّ بهم، ثمّ قالت: فلان بن الحسن، فسمّته.

فقلت لها: جَعَلني اللهُ فِداك، مُعايَنةً أو خَبَراً ؟

فقالت: خَبَراً عن أبي محمّد عليه السّلام كتَبَ به إلى أمّه.

قلتُ: فأين الولد ؟

قالت: مستور.

فقلتُ: إلى مَن تفزع الشيعة ؟

قالت: إلى الجدّة أم أبي محمّد عليه السّلام.

قلتُ: أقتدي بمن وصيّتة إلى امرأة ؟!

فقالت: اقتداءً بالحسين بن علي عليه السّلام، أوصى إلى أخته زينب بنت عليّ عليها السّلام في الظاهر، وكان ما يخرج من عليّ بن الحسين عليه السّلام من عِلم يُنسب إلى زينب، سَتراً على عليّ بن الحسين عليه السّلام.

ثمّ قالت: إنّكم قوم أصحابُ أخبار؛ أما رَوَيتُم أنّ التاسع من ولد الحسين عليه السّلام يُقَسَّم ميراثُه وهو في الحياة(24) ؟

وروى الشيخ الصدوق هذا الخبر في كتابه ( كمال الدين ) بلفظ « حكيمة »(25).

 

3 ـ ميمونة بنت الإمام الجواد عليه السّلام

ذكرها الشيخ حسن القمّي ( ت 385 هـ ) في كتابه ( تاريخ قم ) في بنات الإمام الجواد عليه السّلام، وقال: قال صاحب الرضائية ابن عليّ حسين بن محمد بن نصر بن سالم: إنّ أوّل السادات الرضويّة الذين قَدِموا إلى قم هو أبو جعفر موسى بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر عليه السّلام، فقد جاء سنة 256 هـ من الكوفة إلى قم، فحطّ رحالَه فيها وارتدى البُرقُع ( فسُمّي موسى المُبَرقَع )، ثمّ لَحِقَته أخواتُه زينب وأمّ محمّد وميمونة بنات محمّد بن عليّ عليه السّلام من الكوفة إلى قم، وتبعتهنّ بُرَيهة بنت موسى(26).

توفيّت ميمونة في قم، ودفُنت إلى جوار السيّدة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليها السّلام.

 

4 ـ بُرَيهة بنت الإمام الجواد عليه السّلام

ذكرها الفخرالرازي ومحمد بن محمد العمريّ في عداد بنات الإمام الجواد عليه السّلام(27). وجاء في حاشية ( عمدة الطالب ) لابن عنبة النسّابة أنّ الإمام محمّد الجواد عليه السّلام وَلَد محمّداً وعليّاً وموسى والحسن وحكيمة وبُريهة وأُمامة وفاطمة(28). أمّا في النصوص الأخرى فقد ورد ذِكر بُرَيهة على أنّها بنت الإمام عليّ الهادي عليه السّلام، وذُكر أنّها زوجة موسى المبرقع، وأنّها عاشت في مدينة قم مبجّلة مكرمة، ثمّ دُفنت بعد وفاتها في محلة الموسويّة في قم قرب مقبرة حمزة بن موسى بن جعفر.

أمّا الشيخ حسن القمّي فقد صرّح في كتابه ( تاريخ قم ) بأنّها من بنات الإمام الكاظم عليه السّلام(29).

 

5 ـ أمّ كلثوم بنت الإمام الجواد عليه السّلام

ذكرها السيّد ضامن بن شَدقَم والطبرسيّ وصاحب ( تاج المواليد ) في عداد بنات الإمام الجواد عليه السّلام(30)، بَيْد أنّنا لا نملك اطّلاعاً دقيقاً عن حياتها. وقد اكتفى ابن شهرآشوب بذكرها في عداد بنات الإمام الجواد عليه السّلام ولم يتعرّض لتفاصيل حياتها(31).

 

6 ـ فاطمة بنت الإمام الجواد عليه السّلام

ذكرها العمريّ والفخرالرازي وابن الخشّاب وضامن بن شدقم وابن شهرآشوب(32) في عداد بنات الإمام الجواد عليه السّلام، وذكرها الفخر الرازيّ وعدّها في النساء الراويات(33).

 

7 ـ أُمامة بنت الإمام الجواد عليه السّلام

ورد ذكرها في أغلب النصوص الرجالية وكتب الأنساب في عداد بنات الإمام الجواد عليه السّلام، وذكر ابن شهرآشوب نقلاً عن أبي عبدالله الحارثيّ أنّ الإمام الجواد عليه السّلام خلّف من البنات فاطمة وأُمامة فقط(34).

ـــــــــــــــــ

1 ـ الإرشاد 295:2.

2 ـ نقله عنه ابن شهرآشوب في المناقب 380:4.

3 ـ نقله عنه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 380:4.

4 ـ المناقب لابن شهرآشوب 380:4.

5 ـ إعلام الورى 106:2.

6 ـ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة ( مخطوط ).

7 ـ المجدي في الأنساب 128.

8 ـ تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ( مخطوط ).

9 ـ مواليد الأئمّة ووفياتهم 16 ( مطبوع ضمن « مجموعة نفيسة » ص 506 ).

10 ـ تاج المواليد 54 ( ضمن مجموعة نفيسة ص 130 ).

11 ـ منتهى الآمال للشيخ عباس القمّي 366:2.

12 ـ منتهى الآمال للمحدّث القمّي 366:2.

13 ـ تُدعى حالياً بـ « سامرّاء »، وتقع إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد.

14 ـ كمال الدين للصدوق 384:2 ـ 389 / ح 1، الباب41.

15 ـ الإرشاد للمفيد 351:2.

16 ـ السِّرْحان: الذئب. وذَنَب السِّرْحان: الفجر الكاذب، ومنه قول الحريري « إذ لأْلأَ ذَنَبُ السِّرْحان »؛ وسُمّي الفجر الأوّل بالكاذب لأنّه لا يبقى ولا يثبت، بل يعقبه الظلام.

17 ـ كمال الدين للصدوق 389:2 ـ 391 / ح 1، الباب 42.

18 ـ كمال الدين للصدوق 391:2 ـ 395 / ح 2، الباب 42.

19 ـ انظر: الغيبة للطوسيّ 141.

20 ـ الكافي 266:1 / ح 3.

21 ـ أي قال: « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ».

22 ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 394:4 ـ 395.

23 ـ بحار الأنوار 79:99.

24 ـ الغيبة للطوسيّ 138؛ أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين 313:3.

25 ـ كمال الدين 459:2 / ح 36، الباب 45.

26 ـ گنجينه آثارهم 394:1.

27 ـ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة للفخرالرازي؛ المجدي في الأنساب 128.

28 ـ عمدة الطالب لابن عنبة 179.

29 ـ تاريخ قم ( بالفارسيّة ) للشيخ حسن القمّي 218.

30 ـ منتهى الآمال للمحدّث القمّي 366:2؛ مسند الإمام الجواد عليه السّلام 9؛ تاج المواليد 54.

31 ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 380:4.

32 ـ المجدي في أنساب الطالبيّين للعمري 128؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة للفخرالرازي؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 380:4.

33 ـ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة ( مخطوطة ).

34 ـ مناقب آل أبي طالب 380:4.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام