مِن رواة وأصحاب الإمام العسكري عليه السّلام
مقدّمة
إنّه من الضرورة بمكان، أن نعرّف جماعةً من أصحاب الأئمّة عليهم السّلام ورُواتهم،
الذين نقلوا جملةً وافرةً من الروايات والأخبار الشريفة عنهم في مجالات العقيدة
والمعرفة والشريعة والأخلاق.. وغيرها.
وهنا أحببنا ـ أيّها الإخوة الأكارم ـ أن نذكر مجموعةً من أصحاب الإمام الحسن
العسكريّ عليه السّلام ورواته الذين روَوْا: مشافهةً، أو مكاتبةً، أو كانوا معه في
مجلسٍ وحديث وهو عليه السّلام يتكلّم مع حاكمٍ أو أميرٍ أو شخصيّة اجتماعيّة أو
محدِّث.. فنقَلَ هؤلاء الرواة ما سمعوه من الإمام العسكريّ عليه السّلام، ثمّ روى
عنهم أهلُ الحديث وأثبتوا ذلك في كتبهم.
وقد بلغ عدد الرواة عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام تسعةً وأربعين ومئة
رجلٍ، حدّثوا عنه أحاديثَ بلا واسطة، وأثبتَها المحدّثون، منهم: ابن شُعبة
الحرّانيّ في ( تحف العقول عن آل الرسول )، والحسن بن الفضل الطبرسيّ في ( مكارم
الأخلاق )، والفتّال النيسابوريّ في ( روضة الواعظين )، وابن شهرآشوب في ( مناقب آل
أبي طالب )، والراونديّ في نوادره، والسيّد ابن طاووس في مؤلّفاته.. وغيرهم.
وها نحن مع اختيارات مِن ذِكْر أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام ورواته، مع
جملةٍ من أخبارهم.
إبراهيم بن سعد الأشعريّ
يروي روايةً واحدة أنّه سأل الإمامَ العسكريّ عليه السّلام عن الثوب الإبريسم، هل
يصلّي فيه الرجل ؟ فأجابه قائلاً: لا (1).
إبراهيم بن عبده النيسابوريّ
محدّث إماميّ ثقة مأمون، وممدوح. صحب الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام،
وكانت له مكاتبات مع الإمام العسكريّ عليه السّلام، وصار موضع اعتماده وأحد وكلائه
الثقات.
وقد ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله أنّه من رُواة الإمام العسكريّ عليه السّلام،
وأورده الكشّيّ في رجاله أيضاً في ترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوريّ أنّه قال:
كتب أبو محمّد ( العسكريّ ) عليه السّلام إليه رسالةً قال فيها:
أنت رسولي ـ يا إسحاق ـ إلى إبراهيم بن عبده وفّقه الله أن يعمل بما ورد عليه في
كتابي مع محمّد بن موسى النيسابوريّ. يقرأ إبراهيم بن عبده كتابي هذا على مَن خلفه
ببلده؛ حتّى لا يسألوني، وبطاعة الله يعتصمون، والشيطانَ ـ بالله ـ عن أنفسهم
يجتنبون ولا يطيعون. وعلى إبراهيم بن عبده سلام الله ورحمته، وعليك ـ يا إسحاق ـ
وعلى جميع مَواليّي السلام كثيراً.. (2).
إبراهيم بن مهزيار الأهوازيّ
هو أبو إسحاق الأهوازيّ، محدّث ثقة مأمون جليل القدر له كتاب ( البشارات )، وكان
مأموناً على الحديث ومن الفقهاء. صحب الإمامين: الجواد والهادي عليهما السّلام،
وتشرّف بلقاء الإمام المهديّ عليه السّلام. جاء اسمه في أكثر من 50 مورداً في أسناد
الروايات. قال ابنه محمّد بن إبراهيم بن مهزيار:
إنّ أبي لمّا حضرَتْه الوفاة دفع إليّ مالاً، وأعطاني علامةً ـ ولم يَعْلم بتلك
العلامة أحدٌ إلاّ الله عزّوجلّ ـ وقال: مَن أتاك بهذه العلامة فادفعْ إليه المال.
قال: فخرجتُ إلى بغداد ونزلتُ في خان، فلمّا كان في اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودقّ
الباب، فقلت للغلام: انظرْ مَن هذا، قال: شيخ بالباب، قلت: ادخل. فدخل وجلس فقال:
أنا العَمْريّ، هاتِ المالَ الذي عندك وهو ـ كذا وكذا ـ ومعه العلامة. قال: فدفعت
إليه المال وإلى حفص بن عمرو وكان وكيلَ أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه
السّلام.
إبراهيم بن هاشم القمّيّ
محدّث جليل القدر مشهور، روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم
السّلام. أصله من الكوفة، وانتقل إلى قمّ، وقيل: هو أوّل مَن نشر حديث الكوفيّين
بقم. والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله. سافر إلى خراسان لطلب الحديث، وجمع
أخبار الإمام الرضا عليه السّلام. ذكره علماء الرجال وأثنوا عليه في كتبهم.
ابن الكرديّ
يروي عن الإمام العسكريّ عليه السّلام روايةً واحدة، يذكرها ابن شهرآشوب على هذا
النحو:
قال محمّد بن إبراهيم لابن الكرديّ: ضاق بنا الأمر، فقال: امضِ بنا إلى هذا الرجل (
يعني أبا محمّد العسكريّ عليه السّلام )؛ فإنّه قد وُصِف عنه سماحة، فقلت: تعرفُه ؟
قال: ما رأيته قطّ.
فقصداه.. فقال أبوه في طريقنا: ما أحوجَنا أن يأمر لنا الخمسمائة درهم: مائتا درهم
للكسوة، ومائتا درهم للرقيق، ومئة درهم للنفقة. وقال محمّد في نفسه: ليته أمَرَ لي
بثلاثمائة درهم: مئة أشتري بها حماراً، ومئة للنفقة، ومئة للكسوة فأخرج إلى الجبل.
فلمّا وافيا البابَ خرج إليه غلام الإمام فقال: يدخل عليُّ بن إبراهيم ومحمّدٌ
ابنه. فدخلا وجلسا، فلّما خرجا من عنده أتاهما غلامه فناول أباه صرّةً فيها خمسمائة
درهم وقال: مائتان للكسوة ومائتان للرقيق ومئة للنفقة. وأعطى محمّداً صرّةً فيها
ثلاثمائة درهم وقال: مئةٌ في ثمن الحمار ومئة للكسوة ومئة للنفقة، ولا تخرجْ إلى
الجبل وصِرْ إلى سوراء.
قال: فصار إلى سوراء، وتزوّج بامرأةٍ منها، فدخله ألف دينار (3).
أبو الأديان الخادم
كان يخدم الإمامَ العسكريّ عليه السّلام، ويحمل كتبه ورسائله إلى الأمصار والبلاد.
وهو يروي روايةً واحدة طويلة في باب وفاة الإمام العسكريّ عليه السّلام وصلاة ولده
الإمام المهديّ عليه السّلام عليه (4).
أبو بكر الفهفكيّ
ذكره الأدربيليّ في ( جامع الرواة ) أنّه من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام،
ويروي أيضاً عن الإمام العسكريّ سلام الله عليه.. قال:
أردتُ الخروج بسُرّ مَن رأى لبعض الأمور وقد طال مُقامي بها، فغدوت يوم الموكب
وجلست في شارع أبي قطيعة بن داود، إذ طلع أبو محمّد عليه السّلام يريد دار العامّة،
فلمّا رأيته قلت في نفسي: أقول له: يا سيّدي، إن كان الخروج عن سرّ من رأى خيراً
فأظْهِر التبسّمَ في وجهي. فلمّا دنا منّي تبسّم تبسّماً جيّداً، فخرجتُ من يومي،
فأخبرني أصحابنا أنّ غريماً كان له عندي مالٌ قَدِم يطلبني، ولو ظفر بي يهتكني؛
لأنّ ماله لم يكن عندي شاهداً (5).
أبو حمزة نصير الخادم
هذا الاسم مشترك بين جماعةٍ من المحدّثين المعاصرين للأئمّة: الرضا والجواد والهادي
والعسكريّ عليهم السّلام. وقد ورد اسمه في بعض النسخ: نصر الخادم، وقصر الخادم..
وهو يروي هذه الدلالة في الإمامة، قائلاً:
سمعتُ أبا محمّد ( الحسن العسكريّ عليه السّلام ) غير مرّةٍ يكلّم غلمانه بلغاتهم:
تُرْك وروم وصقالبة.. فتعجّبتُ من ذلك وقلت: هذا وُلِد بالمدينة، ولم يظهر لأحدٍ
حتّى مضى أبو الحسن ( الهادي ) عليه السّلام، ولا رآه أحد، فكيف هذا ؟! أُحدّث نفسي
بذلك، فأقبل علَيّ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى بيّن حُجّته من سائر خَلْقه بكلّ
شيء، ويعطيه اللّغات ومعرفة الأنساب والآجال والحوادث، ولولا ذلك لم يكن بين
الحُجّة والمحجوج فَرْق (6).
أبو سليمان المحموديّ
الظاهر أنّه الجبليّ الذي روى عنه البرقي في ( المحاسن )، وذكره الشيخ الطوسيّ في (
الفهرست ) وقال: له كتاب، وروى له القطب الراونديّ في ( الخرائج والجرائح ) أنّه
قال:
كتبتُ إلى أبي محمّد ( العسكريّ ) عليه السّلام أسأله الدعاءَ بأن أُرزقَ وَلَداً،
فوقّع: رزَقَك اللهُ وَلَداً وأصبرك عليه. قال: فوُلِد لي ابنٌ ومات (7).
أبو عليّ المطهَّر
روى فتح مولى الزراريّ قائلاً: سمعتُ أبا عليّ بن مطهّر يذكر أنه رآه ( أي رأى
الإمام المهديّ عليه السّلام )، ووصَفَ له قدَّه ـ كما في ( الكافي ) ـ باب تسمية
مَن رآه عليه السّلام.
وروى له ابن شهرآشوب أنّه كتب إلى الإمام العسكريّ عليه السّلام من القادسيّة
يُعْلمه انصرافَ الناس عن المضيّ إلى الحج، وأنّه يخاف العطش إن مضى، فكتب عليه
السّلام: امضوا، فلا خوف عليكم إن شاء الله. فمَضَوا ولم يجدوا عطشاً (8).
أبو هاشم العسكريّ
في ( جامع الرواة ) أنّه من أصحاب الإمام الرضا والعسكريّ عليهما السّلام، وهو
القائل: سألتُ صاحب العسكر عليه السّلام: لِمَ سُمّيتْ فاطمة بـ « الزهراء » ؟
فقال: كان وجهُها يزهر لأمير المؤمنين عليه السّلام: من أوّل النهار كالشمس
الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند الغروب غروب الشمس كالكوكب الدرّيّ (9).
أحمد بن إسحاق بن سعد
الأشعريّ القمّيّ، أبو عليّ، ثقة كبير القدر، محدّث صالح، ومؤلف. روى عن الأئمّة:
الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وصَحِبهم. وكان من خواصّ الإمام الحسن
العسكريّ عليه السّلام، وقد رأى صاحب الزمان الإمامَ المهديّ عجّل الله تعالى
فرَجَه الشريف. وهو شيخ القمّيّين ووافدهم إلى الأئمّة عليهم السّلام، وله كتب
منها: كتاب علل الصلاة ـ كبير، ومسائل الرجال للإمام الهادي عليه السّلام، وذكر له
النجاشيّ كتاب علل الصوم.
توفي بعد سنة 260هـ بمدينة حلوان ودُفن بها، وقيل: تُوفّي بقمّ ودُفن بها.
روى عنه الشهيد الأوّل في ( الدرر الباهرة ) أنّ أبا محمّد العسكريّ عليه السّلام
قال: أضعفُ الأعداء كيداً مَن أظهر عداوته.
أحمد بن إسحاق بن مصقلة
قد يكون هو الرازي الثقة الذي ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله أنّه من أصحاب الإمام
الهادي عليه السّلام، وهو من ثقات محدّثي الإماميّة، وأحد وكلاء الإمام المهديّ
عليه السّلام. وقد جاء اسمه ضمن رسالة الإمام العسكريّ عليه السّلام إلى إسحاق بن
إسماعيل النيسابوريّ.
وقد روى في واقعة وفاة الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام ما نصُّه:
دخلتُ على أبي محمّد عليه السّلام فقال لي: يا أحمد، ما كان حالكم فيما كان الناسُ
فيه من الشك والارتياب ؟ قلت: لمّا ورد الكتاب بخبر مولد سيّدنا ( أي المهديّ )
عليه السّلام، لم يبقَ منّا رجلٌ ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلاّ قال بالحقّ.
قال عليه السّلام: أما علمتم أنّ الأرض لا تخلو مِن حُجّة الله تعالى.
ثمّ أمر أبو محمّد عليه السّلام والدته بالحجّ في سنة 259 وعرّفها ما يناله في سنة
ستّين، ثمّ سلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إلى القائم الصاحب عليه السّلام.
وقُبض عليه السّلام سنة ستّين ومئتين ودُفن بسُرّ من رأى إلى جانب أبيه صلوات الله
عليهما، وكان من مولده إلى وقت مضيّه تسع وعشرون سنة (10).
أحمد بن عبيدالله بن خاقان
كان من رجال الدولة العبّاسيّة، وكان جدّه وزيراً للمتوكّل، وأحمد هذا كان والياً
في قمّ ونواحيها. وله رواية طويلة مع الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، وكان
شديد النصب لأهل البيت عليهم السّلام، إلاّ أنّه عَرَف بعد ذلك قَدْرَهم من خلال
أبيه، فقال في مجلسٍ ذُكر فيه العلويّة ومذاهبهم:
ما رأيت ولا عرفتُ بسرّ من رأى رجلاً من العلويّة مِثْلَ الحسن بن عليّ بن محمّد بن
الرضا.. في هَدْيه وسكونه وعفافه ونُبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم، وتقديمهم
إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر، وكذلك القوّاد والوزراء وعامّة الناس.. (11).
أحمد بن محمّد
هذا الاسم مشترك بين جماعة من أهل الحديث المعاصرين للإمامين: الهادي والعسكريّ
عليهما السّلام، وقد روى الكلينيّ عنه أنه قال:
كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام ـ حين أخذ المهتدي العبّاسيّ في قتل الموالي: يا
سيّدي، الحمد لله الذي شغله عنّا، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول: واللهِ لأُجلينّهم
عن جديد الأرض!
فوقّع أبو محمّد عليه السّلام بخطّه: ذاك أقصرُ لعمره. عُدَّ مِن يومك هذا خمسة
أيّام، ويُقتَل في اليوم السادس بعد هوانٍ واستخفافٍ يمرّ به. قال أحمد: فكان كما
قال عليه السّلام (12).
إسحاق بن إسماعيل النيسابوريّ
عبّر عنه الشيخ الطوسيّ في رجاله، والعلاّمة الحليّ في الخلاصة.. بأنّه ثقة. وقال
الكشّي: حكى بعض الثقات بنيسابور أنّه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمّد عليه
السّلام توقيع:
يا إسحاق بن إسماعيل، ستَرَنا اللهُ وإيّاك بستره، وتولاّك في جميع أمورك بصُنعه،
قد فهمتُ كتابك ـ يرحمك الله ـ ونحن ـ بحمد الله ونعمته أهلَ البيت ـ نرقّ على
مَوالينا، ونُسَرّ بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم.. إلى آخر الرسالة (13).
وممّا رواه عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام أنّه كتب إليه:
... فرَضَ عليكم الحجَّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصومَ والولاية، وجعل
لكم باباً لتفتحوا به أبوابَ الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله، ولولا محمّدٌ صلّى الله
عليه وآله والأوصياء مِن وُلْده، كنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضاً من الفرائض،
وهل تُدخَل قريةٌ إلاّ مِن بابها، فلمّا مَنّ الله عليكم بإقامة الأولياء بعد
نبيّكم صلّى الله عليه وآله.. قال الله عزّوجلّ: اليومَ
أكملتُ لكمُ دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلامَ ديناً ،
وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً فأمركم بأدائها إليهم.. (14)
جعفر بن محمّد القلانسيّ
يروي هذه الرواية قائلاً: كتب محمّدٌ أخي إلى أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) وامرأة
أخي حاملٌ تسأل الدعاء بخلاصها وأن يرزقها اللهُ ذَكَراً وتسأل أن يُسمّيَه، فكتب
إليه: رزقك الله ذكَراً سويّاً، ونِعمَ الاسم محمّد وعبدالرحمان. فولدت ابنين
توأماً، فسمّى أحدَهما محمّداً والآخرَ عبدالرحمان (15).
حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السّلام
كانت من الروايات، تروي عن ابن أخيها الإمام العسكريّ سلام الله عليه، ولها روايتان
في ولادة الإمام المهديّ عليه السّلام على وجهٍ من التفصيل، نقلها الصدوق في ( كمال
الدين 424، 426 / ح 1 ، 2 ).. وكان محمّد بن عبدالله الطهويّ قد سألها عن الحجّة
وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي كانوا فيها، فقالت له:
يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى لا يخلّي الأرضَ من حجّة ناطقةٍ أو صامتة، ولم
يجعلها في أخوينِ بعد الحسن والحسين عليهما السّلام؛ تفضيلاً للحسن والحسين
وتنزيهاً لهما أن يكون في الأرض عديلُهما..
ثمّ سألها: يا مولاتي، هل كان للحسن ( العسكريّ ) عليه السّلام ولد ؟ فتبسّمتْ ثمّ
قالت: إذا لم يكن للحسن عليه السّلام عَقِب، فمَن الحجّة مِن بعده ؟!
ثمّ ذكرَتْ قصّة مبيتها ليلة الخامس عشر من شعبان سنة 255 هجريّة في بيت ابن أخيها
الإمام العسكريّ عليه السّلام، وكيف أشرفت على ولادة نرجس للإمام المهديّ عليه
السّلام، وما ظهر له من معجزات وكرامات عند مولده المبارك الأغر صلوات الله عليه
وعجّل فرجَه الشريف.
حمزة بن سروري
كانت له رواية واحدة عن الإمام العسكريّ عليه السّلام، قال فيها:
أملقتُ ( أي افتقرت )، وعزمتُ على الخروج إلى يحيى بن محمّد ابن عمّي بِحَرّان،
وكتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام أسأله أن يدعوَ لي، فجاء الجواب: لا تبرحْ؛ فإنّ
الله يكشف ما بك، وابنُ عمّك قد مات.
قال حمزة: وكان كما قال عليه السّلام، ووصلَتْ إليّ تَرِكتُه (16).
حمزة بن محمّد
ذكره الاردبيليّ في ( جامع الرواة ) أنّه من أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام،
ولحمزة هذا رواية واحدة يقول فيها:
كتبتُ إلى أبي محمّد ( العسكريّ ) عليه السّلام: لِمَ فرَضَ اللهُ الصوم ؟ فورد
الجواب: لِيجدَ الغنيُّ مَضضَ الجوع، فيحنّ على الفقير (17).
داود بن القاسم الجعفريّ
في رجال الشيخ الطوسيّ عبّر عنه: ثقة، يُكنّى أبا هاشم. وفي فهرسته قال: من أهل
بغداد، جليل القَدْر، عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهم السّلام، وقد شاهد: الرضا
والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وله كتاب.
ويظهر من الروايات أنّ أبا هاشم الجعفري كان حُبِس مع الإمام الحسن العسكريّ عليه
السّلام مراراً، وله عنه أخبار كثيرة، منها:
• قال:
دخلتُ على أبي محمّد عليه السّلام يوماً وأنا أُريد أن أسأله ما أصوغ به خاتَماً
أتبرّك به، فجلستُ وأُنسيت ما جئت له، فلمّا ودّعتُ ونهضت رمى إليَّ بالخاتم قال:
أردتَ فضّةً فأعطيناك خاتماً، ربحتَ الفصَّ والكراء، هنّاك الله يا أبا هاشم.
فقلت: يا سيّدي، أشهد أنّك وليّ الله، وإماميَ الذي أَدين اللهَ بطاعته. فقال:
غفَرَ الله لك يا أبا هاشم(18).
• وذكر
أبو هاشم أنّه سمع الإمامَ العسكريّ عليه السّلام يقول:
إنّ في الجنّة باباً يُقال له: « المعروف »، لا يدخله إلاّ أهل بيت المعروف. قال
أبو هاشم: فحَمِدتُ اللهَ تعالى في نفسي، وفرحتُ ممّا أتكلّفُه من حوائج الناس.
فنظر إليّ أبو محمّد عليه السّلام فقال: نعم، قد علمتُ ما أنتَ عليه، وإنّ أهل
المعروف في الدنيا أهلُ المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم ـ يا أبا هاشم ـ ورحمك (19).
• ويروي
أيضاً، قائلاً: كنتُ مضعَفاً، فأردتُ أن أطلب منه دنانيرَ في كتابي ( أي رسالتي
إليه ) فاستَحْييت، فلمّا صرتُ في منزلي وَجَّه لي مئة دينارٍ وكتب إليّ: إذا كانت
لك حاجةٌ فلا تستحي ولا تحتشم، واطلبْها؛ فإنّك ترى ما تُحبّ إن شاء الله تعالى (20).
• وعنه
أيضاً قال: كنتُ محبوساً عند أبي محمّد ( العسكريّ ) عليه السّلام في حبس المهديّ (
العبّاسيّ )، فقال لي: يا أبا هاشم، إنّ هذا الطاغية يريد أن يعبث بأمر الله
عزّوجلّ في هذه اللّيلة، وقد بتر الله عمره وجعله للمتولّي بعده، وليس لي ولد
وسيرزقني الله وَلَداً بمَنّه ولطفه.
قال أبو هاشم: فلمّا أصبحنا شغبتِ الأتراك على المهديّ، وأعانهم العامّة لِما
عَرَفوا من قوله بالاعتزال والقَدْر، فقتلوه ونصبوا مكانه المعتمد وبايعوا له، وكان
المهديّ قد صحّح العزمَ على قتل الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السّلام،
فشغله الله بنفسه حتّى قُتل ومضى إلى إليمِ عذاب الله(21).
الريّان بن الصَّلْت
عرّفه النجاشيّ بقوله: ريّان بن الصلت الأشعريّ القمّيّ الخراسانيّ البغداديّ، أبو
عليّ. روى عن الإمام الرضا عليه السّلام، كان ثقةً صدوقاً، وذُكِر أنّ له كتاباً
جمع فيه كلامَ الرضا عليه السّلام في الفَرْق بين الآل والأُمّة (22).
سفيان بن محمّد الضَّبْعيّ
من رواة الإمام العسكريّ عليه السّلام، وقد روى عنه إسحاق بن محمّد النخعيّ.
وكان سفيان هذا يقول: كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام أسأله عن الوليجة، وهو قول
الله عزّوجلّ: ولَم
يتّخِذوا مِن دُونِ اللهِ ولا رسولهِ ولا المؤمنينَ وليجةً (23)،
وقلتُ في نفسي: لا في كتاب الله، مَن يُرى المؤمن ها هنا! فرجع الجواب:
الوليجة التي تُقام دون وليّ الأمر، وحدّثَتْك نفسُك عن المؤمنين مَن هُم في هذا
الموضع ؟ فَهُمُ الأئمّة الذين يؤمنون على الله، فنحن إيّاهم (24).
سَهْل بن زياد الآدميّ
هو أبو سعيد الرازي، صحب الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام. جاء
اسمه في 2300 مورد من أسناد الروايات. تُوفّي سنة 255هـ، له كتاب التوحيد،
والنوادر. وقد كاتَبَ الإمامَ الحسن العسكريّ عليه السّلام على يد محمّد بن
عبدالحميد العطّار، وإن ضعّفه البعض، إلاّ أن الشيخ الكلينيّ يروي عنه أنّه قال:
كتبتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام سنة 255: قد اختلف ـ يا سيّدي
ـ أصحابُنا في التوحيد، منهم مَن يقول: هو جسم، ومنهم مَن يقول: هو صورة، فإن رأيتَ
ـ يا سيّدي ـ أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه وأُجوّزه فعلتَ متطوِّلاً على عبدك (
أي خادمك ـ يعني نفسَه ).
فوقّع عليه السّلام بخطّه: سألتَ عن التوحيد، وهذا عنكم معزول.
اللهُ واحدٌ أحد، لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كُفُواً أحد، خالقٌ وليس بمخلوق،
يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغيرَ ذلك وليس بجسم، ويصوّر ما يشاء وليس
بصورة، جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه، أن يكونَ له شبه، هو لا غيرُه، ليس كمِثْلِه
شيءٌ وهو السميع البصير (25).
شاهَوَيه بن عبدربّه ( أو عبدالله )
الجلاّب، وقيل: الحلاّل. كان من أصحاب الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام،
وقد روى من دلالات الإمامة هذه الرواية، يقول فيها:
كان أخي صالح محبوساً، فكتبت إلى سيّدي أبي محمّد عليه السّلام أسأله عن أشياء،
فأجابني عنها وكتب:
إنّ أخاك يخرج من الحبس يوم يصلك كتابي هذا. وقد كنتَ أردتَ أن تسألني عن أمره
فأُنسِيت.
قال شاهويه: فبينا أنا أقرأ كتابه، إذا أُناس جاؤوني يبشّرونني بتخلية أخي،
فتلقّيتُه وقرأت عليه الكتاب(26).
صالح بن وصيف
كان من رجال الأتراك ومن أمراء الدولة العبّاسيّة، وله ذِكْر في أخبار الإمام
الهادي عليه السّلام، كما له روايةٌ خاصّة مع الإمام العسكريّ عليه السّلام، حيث
دخل العباسيّون عليه عندما حُبِس الإمام العسكريّ عليه السّلام عنده.. فما قالوا له
؟
قالوا: ضيّقْ عليه. فقال صالح بن وصيف: وكّلتُ به رجلَينِ مِن شرّ مَن قدرتُ عليه:
عليَّ بن بارمش واقتامش.. فقد صارا من العبادة والصلاح إلى أمرٍ عظيم، يَضَعانِ
خدَّيهما له.
ثمّ أمر صالح بإحضارهما فقال لهما: وَيْحكُما! ما شأنكما في شأن هذا الرجل ؟! ( أي
الإمام العسكريّ عليه السّلام )، فقالا له: ما تقول في رجلٍ.. يقوم الليلَ كلّه،
ويصوم النهار، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا
وداخَلَنا ما لا نملكه من أنفسِنا! (27)
عبدالله بن جعفر الحِمْيَريّ
كان على قيد الحياة سنة 297هـ، صحب الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام.
قميّ ثقة من أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام ـ كما قال الطوسيّ في رجاله ـ
وأضاف في ( الفهرست ): يكنّى أبا العبّاس، له كتب منها: كتاب الدلائل، وكتاب الطبّ،
وكتاب الإمامة، وكتاب التوحيد والبَداء، وكتاب قُرب الإسناد، وكتاب المسائل
والتوقيعات، وكتاب الغَيبة ومسائلها. شارك في كثير من العلوم، وكان من وجوه أهل قم
وشيوخهم. جاء اسمه في 75 مورداً في أسناد الروايات.
له روايات عديدة، منها: قوله: كتبت إلى أبي محمّد عليه السّلام: امرأة أرضعَتْ
وَلَدَ رجل، هل يحلّ لذلك الرجل أن يتزوّج ابنتها ؟
فوقّع عليه السلام: لا، لا تحلّ له (28).
وقوله: كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام: امرأةٌ ماتت وتركت زوجَها وأبوَيها، أو
جَدَّها أو جَدّتَها، كيف يُقسَّم ميراثها ؟ فوقّع عليه السّلام: للزوج النصف، وما
بقيَ فلأبوَين.. وقد رُوي أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أطعم الجَدَّ
والجَدّةَ السدس (29).
عثمان بن سعيد العَمْريّ
يكنّى أبا عَمْرو السمّان، وهو من ثقات المحدّثين، عُرف بحسن السيرة والعدالة
والأمانة مع جلالة القدر وعظيم المنزلة، وكان ممدوحاً وموضع اعتماد الأئمّة عليهم
السّلام ومن أبوابهم. صحب الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وكان
وابنه محمّد وكيلَين للإمامين العسكريَّين عليهم السّلام، ثم للإمام المهديّ عليه
السّلام في الغَيبة الصغرى، ولهما منزلة جليلة ومقام رفيع. توفّي عثمان بن سعيد في
بغداد حوالي سنة 257هـ وقبره معروف فيها تزوره الخاصّة والعامة، وهو أحد النوّاب
الأربعة الذين كانوا بين الشيعة وصاحب الأمر عليه السّلام في الحوادث الواقعة.
روى ابنه محمّد قائلاً: سمعتُ أبي ( أي عثمان ) يقول: سُئل أبو محمّدٍ الحسنُ بن
عليّ عليهما السّلام ـ وأنا عنده ـ عن الخبر الذي رُويَ عن آبائه عليهم السّلام،
أنّ الأرض لا تخلو مِن حُجّة الله على خَلْقه إلى يوم القيامة، وأنّ مَن مات ولم
يعرف إمام زمانه مات مِيْتةً جاهليّة.
فقال عليه السّلام: إنّ هذا حقّ، كما أنّ النهار حقّ. فقيل له: يا ابنَ رسول الله،
فمَن الحجّة والإمام بعدك ؟ فقال: ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي، مَن مات ولم
يعرفه مات مِيتةً جاهليّة. أما إنّ له غَيبةً يَحارُ فيها الجاهلون، ويَهلَكُ فيها
المبطلون، ويُكذَّب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج.. فكأني انظر إلى الأعلام البِيض تخفق
فوق رأسه بنجف الكوفة (30).
عليّ بن بلال البغداديّ
أبو الحسن المهلّبيّ الأزْديّ، ثقة من ثقات المحدّثين، سمع الحديث فأكثر، وصنّف:
كتاب المتعة، وكتاب المسح على الرِّجْلَين، وكتاب البيان في خيرة الرحمان ـ في
إيمان أبي طالب وآباء النبيّ صلّى الله عليه وآله.
روى عن الأئمّة: الرضا والجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام، وجاء اسمه في 19
مورداً في أسناد الروايات.
ومن رواياته: كتبتُ إلى الطيّب العسكريّ عليه السّلام: هل يجوز أن يُعطيَ الرجلُ
الفِطْرة ( أي زكاة الفطرة ) عن عيال الرجال ـ وهم عشرة أو أقل أو أكثر ـ رجلاً
محتاجاً موافقاً ؟ فكتب عليه السّلام: نعم، إفعلْ ذلك (31).
عليّ بن الحسين بن بابوَيه
القمّي والد الشيخ الصدوق، كان فقيهاً جليلاً ثقة، وله كتب كثيرة، منها: التوحيد،
والوضوء، والصلاة، والجنائرة، والإمامة والبصيرة من الحيرة، الإملاء، النطق، وكتاب
الإخوان.. وغيرها.
قَدِم العراق، واجتمع مع الحسين بن روح وسأله مسائل، ثمّ كاتَبَه يسأله أن يوصل له
رقعةً إلى الإمام المهديّ عليه السّلام يسأله فيها الولَد. فكتب عليه السّلام إليه:
قد دَعْونا اللهَ لك بذلك، وستُرزق وَلَدينِ ذكرين خيّرين.
تُوفّي سنة 329 هجريّة. وكان من رواياته أنّ الإمام الحسن العسكريّ سلام الله عليه
كتب إليه:
اعتصمتُ بحبل الله، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة
للمتّقين، والجنّة للموحّدين، والنار للملحدين، ولا عدوانَ إلاّ على الظالمين، ولا
إله إلاّ الله أحسنُ الخالقين، والصلاة على خير خَلْقه محمّدٍ وعترته الطاهرين..
عليك بالصبر وانتظارِ الفَرَج، قال النبيّ صلٍّى الله عليه وآله: أفضل أعمال أُمّتي
انتظار الفرج. ولا يزال شيعتنا في حزنٍ حتّى يَظهرَ وَلَدي الذي بَشّر به النبيّ،
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئتْ جَوراً وظلماً.
فاصبرْ ـ يا شيخي يا أبا الحسن ـ علَيّ، وأْمُرْ جميع شيعتي بالصبر؛ فإنّ الأرض لله
يُورثها مَن يشاء مِن عباده، والعاقبة للمتّقين. والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا،
ورحمة الله وبركاته، وصلّى الله على محمّدٍ وآله (32).
عليّ بن زيد بن عليّ
علويّ من أصحاب الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، يروي عنه عدّة أحاديث في دلائل
إمامته، منها:
دخلتُ على أبي محمّد عليه السّلام يوماً، فإنّي جالسٌ عنده إذ ذكرتُ منديلاً كان
معي فيه خمسون ديناراً، فتقلقلتُ لها، وما تكلّمتُ بشيء ولا أظهرتُ ما خطر ببالي.
فقال أبو محمّد لي: محفوظةٌ إن شاء الله. فأتيت المنزل فردَّها إليّ أخي (33).
عليّ بن محمّد الصيمريّ
محدّث إماميّ ثقة، عالم فاضل لغويّ أديب كاتب، معتمد عليه.
خدم الإمامين: الهادي والعسكريَّ عليهما السّلام وحدّث عنهما، وجرت له معهما
مكاتبات، ووقّعا له توقيعاتٍ عديدة. ألّف كتاب ( الأوصياء ).
ذكره الطوسيّ في رجاله أنّه من أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام، وروى عنه ابن
طاووس دعاء الإمام العسكريّ عليه السّلام عند الصباح، وفيه:
يا كبيرَ كلِّ كبير، يا مَن لا شريك له ولا وزير، يا خالقَ الشمس والقمر المنير، يا
عصمة الخائف المستجير، يا مُطْلِق المكبَّل الأسير، يا رازقَ الطفل الصغير، يا جابر
العظم الكسير، يا راحمَ الشيخ الكبير، يا نور النور، يا مدبِّر الأمور، يا باعثَ
مَن في القبور، يا شافيَ الصدور، يا جاعل الظِّلِّ والحَرور، يا عالماً بما في
الصدور، يا منزلَ الكتاب والنور، والفرقانِ والزَّبور، يا مَن يسبّح له الملائكةُ
بالإبكار والظهور...
اللهمّ فصَلِّ على محمّدٍ وآله، وعجّل فَرَجي، وأقِلْ عثرتي، وارحم عَبرتي، وارددني
إلى أفضل عاداتك عندي، واستقبلْ بي صحّةً من سقمي، وسَعَةً من عدمي، وسلامةً شاملة
في بدني، وبصيرةً نافذة في دِيني، ومهّدني وأعنّي على استغفارك واستقالتك قبل أن
يَفنى الأجَل، وينقطعَ الأمل، وأعنّي على الموت وكُربته، وعلى القبر ووحشته، وعلى
الميزان وخِفّته، وعلى الصراط وزلّته، وعلى يوم القيامة ورَوعته.
وأسألك نجاح العمل، قبل انقطاع الأجل، وقوّةً في سمعي وبصري، واستعمال العمل الصالح
ممّا علّمَتني وفهّمتَني، إنّك أنت الربُّ الجليل، وأنا العبد الضعيف، وشتّانَ ما
بيننا.. يا حنّانُ يا مَنّان، يا ذا الجلال والإكرام، صَلِّ على مَن فهّمتَنا، وهو
أقربُ وسائلنا إليك ربَّنا، محمّدٍ وآله وعترته الطاهرين(34).
عليّ بن محمّد بن سيّار
روى عدّة رواياتٍ عن الإمام العسكريّ عليه السّلام في أبواب عديدة: العلم، والقرآن،
والاحتجاجات، منها:
في قول الله عزّوجلّ: بسم
الله الرحمن الرحيم ،
أنّ الإمام عليه السّلام قال:
الله هو الذي يَتألّه عند الحوائج والشدائد كلُّ مخلوقٍ عند انقطاع الرجاء مِن كلّ
مَن هو دونه، وتَقطُّعِ الأسباب من جميع ما سواه. يقول: « بسم الله »، أي أستعين
على أُموري كلِّها بالله الذي لا تحقّ العبادة إلاّ له، المغيث إذا استُغيث،
والمجيب إذا دُعي.. (35).
عيسى بن صبيح
له رواية في أمر سجنه، يقول فيها: دخل الحسن العسكريّ عليه السّلام علينا الحبس،
وكنت به عارفاً، فقال لي: لك خمسٌ وستّون سنة وأشهراً ويوماً ( أي هذا عمرك ). قال
عيسى: وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، فنظرت فيه فكان كما قال.
ثمّ قال لي: هل رُزقتَ مِن ولد ؟ قلت: لا. قال: اللهمّ ارزقه وَلَداً يكون له
عَضُداً، فنِعمَ العَضدُ الولد. ثمّ تمثّل:
منَ كانَ ذا عَضُدٍ يُدركْ ظُلامتَهُ |
|
إنّ الذليل الـذي ليست له عَضُدُ |
قلت له: ألك ولد ؟ قال: إي والله، سيكون لي ولدٌ يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً، فأمّا
الآن فلا.. (36)
القاسم بن العلاء الهمدانيّ
من أهل آذربيجان. قال ابن طاووس: إنّه من وكلاء الناحية، روى عنه الكلينيّ.. وكذا
الطوسيّ أنّه خرج إليه ـ وهو وكيل أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السّلام:
أنّ مولانا الحسين عليه السّلام وُلد يوم الخميس لثلاثٍ خلون مِن شعبان، فصُمْه
وادْعُ بهذا الدعاء:
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعودِ بشهادتهِ، قبل استهلاله
ووِلادته، بكَتْه السماء ومَن فيها، والأرضُ ومَن عليها، ولمّا يَطأُ لابتَيها،
قتيلِ العَبْرة، وسيّدِ الأُسرة، الممدودِ بالنُّصرة يومَ الكَرّة، المُعَوَّضِ مِن
قَتْلِه، أنّ الأئمّة مِن نَسْله، والشفاءَ في تُربته، والفوزَ معه في أوبته،
والأوصياء مِن عترته، بعد قائمِهم وغَيبتهِ... اللهمّ وكما أكرمتَنا بمعرفته،
فأكرِمْنا بِزُلفتِه، وارزقنا مرافقته وسابقتَه، واجعلْنا ممّن يُسلِّم لأمره،
ويُكثر الصلاة عليه عند ذِكْرِه، وعلى جميع أوصيائهِ، وأهلِ أصفيائهِ، الممدودينَ
منك بالعَدَد الاثنَي عشر، النجومِ الزُّهَر، والحُجَجِ على جميع البشر.. (37).
محمّد بن إسماعيل العلويّ
وهو الذي روى هذه الرواية، قائلاً:
حُبِس أبو محمّد ( الحسن العسكريّ عليه السّلام ) عند عليّ بن نارمش، وهو أنصبُ
الناس وأشدُّهم على آل أبي طالب، وقيل لعليّ بن نارمش: افعلْ به وافعل ( أي أجهِدْ
نفسَك في إيذائه كيفما تشاء ). فما قام عنده أبو محمّد عليه السّلام إلاّ يوماً..
حتّى وضع ابن نارمش خدَّيه للإمام، وكان لا يرفع بصره إليه؛ إجلالاً وإعظاماً له،
فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرةً وأحسنهم فيه قولاً (38).
محمّد بن الحسن
وهو الذي يروي عن الإمام العسكريّ عليه السّلام روايتين، كلتاهما في دلائل إمامته
المباركة، وهما:
الأولى ـ قال فيها: لقيتُ مِن علّة عيني، فكتبتُ إلى أبي محمّدٍ عليه السّلام أسأله
أن يدعوَ لي، فلمّا نفذتُ الكتابَ إليه قلت في نفسي: ليتني كتبتُ إليه أن يصفَ لي
كُحلاً أكحلها.
فوقّع بخطّه يدعو لي سلامةَ عيني، إذْ كانت إحداهما ذاهبة، وكتب بعد دعائه: أردتَ
أن أصفَ لك كحلاً، عليك أن تصيّر مع الأثمد كافوراً وتوتيا؛ فإنّه يجلو ما فيها من
الغشاء ويُيبس من الرطوبة.
قال محمّد بن الحسن: فاستعملتُ ما أمرني به، فصَحَّت عيني (39).
الثانية ـ قال: كتبتُ إليه عليه السّلام أشكو إليه الفقر، ثمّ قلت في نفسي: أليس قد
قال أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: الفقر معنا خيرٌ من الغِنى مع عدوّنا،
والقتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا.
فرجع الجواب: إنّ الله عزّوجلّ يخصّ أولياءَنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو
عن كثيرٍ منها، وهو كما حدّثَتْك نفسك، الفقر معنا خير من الغنى مع عدوّنا، ونحن
كهف مَنِ آلتجأ الينا، ونورٌ لمَنِ استضاء بنا، وعصمةٌ لمن اعتصم بنا، مَن أحبَّنا
كان معنا في السنام الأعلى، ومَن انحرف عنّا مال فإلى النار (40).
محمّد بن الحسن الصفّار القمّي
صاحب كتاب ( بصائر الدرجات )، كان من أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام وله إليه
مسائل. قال النجاشيّ: كان وجهاً في أصحابنا القمّيين، ثقةً عظيم القَدْر راجحاً،
قليل السَّقْط في الرواية. له كتبٌ منها: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز،
كتاب الصيام.. تُوفّي بقمّ سنة 290 هجريّة.
ومن رواياته الوافرة العديدة، أنّه كتب إلى أبي محمّد العسكريّ عليه السّلام: رجلٌ
أوصى إلى وُلْده، وفيهم كبارٌ قد أدركوا وفيهم صِغار، أيجوز للكبار أن ينفّذوا
وصيّتَه ويقضُوا دَينَه لمَن صحّ على الميّت بشهودٍ عدولٍ قبل أن يُدركَ الأوصياء
الصغار ؟
فوقّع عليه السّلام: نعم، على الأكابر من الوِلْدانِ أن يقضوا دينَ أبيهم، ولا
يَحبِسوه بذلك (41).
محمّد بن الحسين الهمدانيّ الزيّات
الظاهر هو حفيد أبي الخطّاب، كوفيّ ثقة ـ كما ذكر الطوسيّ في فهرسته ـ له كتاب:
اللؤلؤة، والنوادر. ومدحه النجاشيّ بقوله: جليلٌ من أصحابنا عظيم القَدْر، كثير
الرواية ثقة، عينٌ حسن التصانيف، مسكونٌ إلى روايته، له كتاب: التوحيد، والمعرفة
والبَداء، والردّ على أهل القَدْر، وكتاب الإمامة، وكتاب وصايا الأئمّة عليهم
السّلام.. تُوفيّ سنة 262 هجريّة.
وهو من ثقات محدّثي الإماميّة، كان فقيهاً فاضلاً، وعالماً عظيم المنزلة، ومتكلّماً
كثير الرواية، وقد صحب الأئمّة: الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السّلام.
جاء اسمه في 189 مورداً في أسناد الروايات.
له روايتان: الأولى ـ قال: كتبتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكريّ عليه السّلام ):
رجلٌ دفع إلى رجلٍ وديعةً فوضعها في منزل جاره، فضاعت، فهل يجب عليه إذا خالفَ
أمرَه وأخرجها من ملكه ؟ ( أي هل يجب أن يعوّضها ؟ ). فوقّع عليه السّلام: هو ضامنٌ
لها إنْ شاء الله (42).
الثانية ـ قال: كتبتُ إلى أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام: رجلٌ كانت له
قناةٌ في قرية، فأراد رجلٌ أن يحفر قناةً أُخرى إلى قريةٍ له، كم يكون بينهم في
البُعد حتّى لا يَضرَّ بالأُخرى في الأرض إذا كانت صلبةً أو رخوة ؟ فوقّع عليه
السّلام: على حسبِ ألاّ يَضرَّ إحداهما بالأُخرى إن شاء الله (43).
محمّد بن الحسين بن عبّاد
له رواية واحدة في باب وفاة الإمام العسكريّ عليه السّلام، يقول فيها: مات أبو
محمّد عليه السّلام يوم الجمعة مع صلاة الغداة، وكان في تلك الليلة قد كتب بيده
كتباً كثيرة ( أي رسائل كثيرة ) إلى المدينة، وذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون
سنة ستّين ومئةٍ للهجرة، ولم يحضر في ذلك الوقت إلاّ صقيل الجارية وعقيد الخادم،
ومَن عَلِم اللهُ غيرَهما.
قال عقيد: فدعا بماءٍ قد أُغليَ بالمصطكيّ، فجئنا به إليه فقال: أبدأُ بالصلاة،
جيئوني. فجئنا به وبسَطْنا في حِجْره المنديل، وأخذ من صقيل الماءَ فغسل به وجهه
وذراعَيهِ مرّةً مرّة، ومسح على رأسه وقدميه مسحاً، وصلّى صلاةَ الصبح على فراشه،
وأخذ القدح ليشرب، فأقبل القدح يضرب ثناياه ويدُه ترعد ( أي من حالة المرض على أثر
السُّمّ الذي سُقِيه ). فأخذت صقيل القدحَ من يده.. ومضى من ساعته صلّى الله عليه،
ودُفن بسُرّ مَن رأى إلى جانب أبيه ( الهادي ) عليه السّلام، وصار إلى كرامة الله
جلّ جلاله، وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة.. (44).
محمّد بن صالح الهمدانيّ
من أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام ووكيل الناحية المقدّسة، له ورايتانِ في باب
دلالة إمامة الحسن العسكريّ عليه السّلام، إحداهما:
أنّه سأل أبا محمّدٍ عليه السّلام عن قوله تعالى: « للهِ الأمرُ مِن قبلُ ومِن
بعدُ.. » (45) فأجابه
عليه السّلام قائلاً:
له الأمرُ مِن قبلِ أن يأمرَ به، وله الأمر مِن بعدِ أن يأمرَ به بما يشاء.
قال محمّد بن صالح: فقلت في نفسي: هذا قول الله: ألاَ
له الخَلْقُ والأمرُ تبارك اللهُ ربُّ العالمين (46)!
فأقبل عليه السلام علَيّ فقال: هو كما أسررتَ في نفسِك: ألاَ
له الخَلْقُ والأمرُ تبارك اللهُ ربُّ العالمين .
قلت: أشهد أنّك حجّة الله وابن حجّته في خَلْقه (47).
محمّد بن صالح الأرمنيّ
له روايات عديدة عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، منها ـ في باب القرآن..
قال أبو هاشم الجعفريّ:
كنت عند أبي محمّدٍ عليه السّلام، فسأله محمّد بن صالح الأرمنيّ عن قول الله تعالى: وإذْ
أخَذ ربُّك مِن بني آدمَ مِن ظُهورِهم ذُرّيَّتَهمُ وأشهَدَهم على أنفسِهم: ألَسْتُ
بِربِّكُم ؟! قالوا: بلى شهِدْنا.. (48).
فقال أبو محمّد عليه السّلام: ثَبتَتِ المعرفةُ ونَسُوا الموقف، وسيذكرونه، ولولا
ذلك لم يَدْرِ أحدٌ مَن خالقُه، ولا مَن رازقُه! (49)
محمّد بن عبدالعزيز البلخيّ
رُويت عنه رواية واحدة، هي في باب دلالة إمامة الحسن العسكريّ عليه السّلام، قال
فيها:
أصبحتُ يوماً وجلستُ في شارع سوق الغنم، فإذا أنا بأبي محمّدٍ قد أقبل يريد باب
العامّة بسُرّ مَن رأى، فقلت في نفسي: تراني إنْ صِحْتُ: يا أيُّها الناس، هذا
حُجّة الله عليكم فاعرفوه! يقتلوني ؟! فلمّا دنا ( عليه السّلام ) منيّ ونظرتُ
إليه، أومأ إليّ بإصبعه السبّابة ووضَعَها على فيه أنِ آسْكُتْ، فأسرعتُ إليه حتّى
قبّلت رِجلَه، فقال لي: أما إنّك لو أذَعْتَ لَهلكْت. ورأيته تلك الليلةَ يقول:
إنّما هو الكتمان، أو القتل! فأبْقُوا على أنفسكم (50).
محمّد بن عليّ بن إبراهيم الهمدانيّ
أكثر ما عُرِف هو صلة أبيه بالإمام الهادي عليه السّلام، وكانت لمحمّد هذا رواية عن
الإمام العسكريّ عليه السّلام، قال فيها:
كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام أسأله التبرّك بأن يدعوَ لي أن أُرزقَ وَلَداً
مِن بنتِ عمٍّ لي. فوقّع: رزقَك اللهُ ذُكْراناً. فوُلِد لي أربعة (51).
محمّد بن عيّاش
هو غير محمّد بن عياش بن عروة العامريّ الكوفيّ الراوي عن الإمام الصادق عليه
السّلام، فهذا يروي عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام روايةً واحدة، قال فيها:
تذاكَرْنا آيات الإمام ( أي علاماته ودلائله )، فقال ناصبيّ: إنْ أجابَ عن كتابٍ
بلا مِداد ( أي بدون أن نكتب له بحبر ) علمتُ أنّه حقّ.
قال ابن عيّاش: فكتبنا مسائلَ، وكتب الرجلُ الناصبيُّ بلا مِداد على ورق ( أي كان
مرّر قصبتَه فكتب سؤالاً بلا أن يستعمل حبراً ) وجعل ( سؤاله أو ورقتَه ) في الكتب،
وبعثنا إليه، فأجاب ( العسكريّ عليه السّلام ) عن مسائلنا وكتب على ورقةِ الرجل
الناصبيّ اسمَه واسمَ أبويه، فدُهِش الرجل، فلمّا أفاق اعتقد الحقّ (52).
محمّد بن القاسم
هو مشترك بين عدّةٍ من الرواة، منهم: أبو بكر البغداديّ المتكلّم، ومحمّد بن القاسم
بن بشّار، ومحمّد بن القاسم البوشنجانيّ. وأمّا الرواية عنه بعنوان: أبي العبّاس
محمّد بن القاسم، ففيها يقول:
عطشتُ عند أبي محمّد، ولم تَطِبْ نفسي أن يفوتني حديثُه، وصبرتُ على العطش وهو
يتحدّث.. فقطع عليه السّلام الكلامَ وقال: يا غلام، إسْقِ أبا العبّاس ماءا (53).
المحموديّ أبو عليّ محمّد بن أحمد بن
حمّاد المروزيّ
محدّث إماميّ ثقة، كان من الممدوحين، روى عن الإمام الجواد عليه السّلام، وصحب
الإمامين: الهادي والعسكريَّ عليهما السّلام.
ذكره أبو عبدالله الشاذانيّ بما أثنى عليه من كثرة حجّه، وما ينوب به بعد حَجّة
الإسلام عن رسول الله صلٍّى الله عليه وآله ولأولياء الله، واهباً ثواب ذلك
للمؤمنين والمؤمنات، قائلاً: اللهمّ إنّي أهللتُ لرسولك محمّدٍ صلّى الله عليه
وآله، وجعلتُ جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين عليهم السّلام، ووهبتُ ثوابي عنهم
لعبادك المؤمنين والمؤمنات، بكتابك وسنّة نبيّك..
وممّا رواه هذا الرجل، قوله: رأيتُ خطَّ أبي محمّد ( الحسن العسكريّ عليه السّلام )
لمّا خرج من حبس المعتمد: يُريدُونَ
لِيُطْفئُوا نُورَ اللهِ بأفواهِهِم واللهُ مُتِمُّ نُورِه ولو كَرِهَ الكافُرون (54).
يعقوب بن إسحاق
البرقيّ، روى عن الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام، وهو من أصحاب الإمام
العسكريّ عليه السّلام، راوياً عنه، قال: كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السّلام أسأله:
كيف يَعبُد العبدُ ربَّه وهو لا يراه ؟! فوقّع عليه السّلام: يا أبا يوسُف، جَلّ
سيّدي ومولايَ والمنعم علَيّ وعلى آبائي، أن يُرى.
وسألته: هل رأى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ربَّه ؟ فوقّع عليه السّلام: إنّ
الله تبارك وتعالى أرى رسولَه بقلبه مِن نور عظمته ما أحبّ (55).
يعقوب بن منقوش
روى عن الإمامين الهادي والعسكريّ عليهما السّلام، وهو من أصحاب الحسن العسكريّ
سلام الله عليه، وقد سأله يوماً:
سيّدي، مَن صاحبُ هذا الأمر ؟ يعني الإمامةَ مِن بعدك. فقال عليه السّلام: إرفعِ
الستر. قال: فرفعتُه.. فخرج إلينا غلامٌ خُماسيٌّ، واضح الجبين، أبيض الوجه، دُرّيّ
المقلتين، شثن الكفَّين، معطوف الرُّكبتين، في خَدّه الأيمن خال، وفي رأسه ذُؤابة.
فجلس على فَخِذ ( أبيه ) أبي محمّد عليه السّلام. ثمّ قال ( العسكريّ عليه السّلام
) لي: هذا صاحبكم. ثمّ وثب، فقال له: يا بُنيّ ادخلْ إلى الوقت المعلوم. فدخل
البيتَ وأنا أنظرُ إليه.. (56)
يوسف بن محمّد بن زياد
روى عن الإمام العسكريّ عليه السّلام رواياتٍ عديدة، منها في باب العلم.. أنّه عليه
السّلام قال: حدّثني أبي ( أي الهادي ) عن آبائه عليهم السّلام، عن رسول الله صلّى
الله عليه وآله أنّه قال:
أشدُّ مِن يُتْم اليتيمِ الذي انقطع مِن أُمّه وأبيه، يُتْمُ يتيمٍ انقطع عن إمامه،
ولا يَقْدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمُه فيما يُبتلى به من شرائع دينه. ألا
فمَن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا، المنقطع عن مشاهدتنا
يتيمٌ في حِجْره، ألا فمَن هداه وأرشده وعلّمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى (57).
1 ـ الاستبصار، للطوسيّ 385:1.
2 ـ يراجع: رجال الكشّي 485.
3 ـ مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب 468:2.
4 ـ كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق 149:2 ـ 150.
5 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 273:50 / ح 42 ـ عن مختار الخرائج 215.
6 ـ الكافي، للكلينيّ 509:1.
7 ـ أخرجه الإربليّ في: كشف الغمّة 310:3.
8 ـ مناقب آل أبي طالب 464:2.
9 ـ مناقب آل أبي طالب 93:2.
10 ـ بحار الأنوار 335:50 / ح 13.
11 ـ الكافي 503:1. كمال الدين 40. الإرشاد، للمفيد 318.
12 ـ الكافي 510:1.
13 ـ يراجع: رجال الكشيّ 481.
14 ـ علل الشرائع، للشيخ الصدوق 247:1.
15 ـ إثبات الوصيّة، للمسعوديّ 241.
16 ـ مناقب آل أبي طالب 462:2.
17 ـ الكافي 181:4.
18 ـ الكافي 513:1.
19 ـ مناقب آل أبي طالب 464:2.
20 ـ الثاقب في المناقب، لابن حمزة المشهديّ 226.
21 ـ إثبات الوصيّة 244.
22 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للشيخ الصدوق 228:1 ـ 240 / ح 1 من الباب 23
).
23 ـ سورة التوبة:16.
24 ـ مناقب آل أبي طالب 464:2.
25 ـ الكافي 103:1. التوحيد، للصدوق 101.
26 ـ مناقب آل أبي طالب 469:2.
27 ـ مناقب آل أبي طالب 462:2.
28 ـ الكافي 447:5. مَن لا يحضره الفقيه، للصدوق 476:3.
29 ـ الكافي 114:7. تهذيب الأحكام، للطوسيّ 310:9. الاستبصار، للطوسيّ 161:4.
30 ـ كمال الدين 409.
31 ـ مَن لا يحضره الفقيه 179:4.
32 ـ مناقب آل أبي طالب 460:2.
33 ـ كشف الغمّة 305:3.
34 ـ مهج الدعوات، لابن طاووس 277.
35 ـ التوحيد، للصدوق 23.
36 ـ بحار الأنوار 275:50 / ح 48 ـ عن الخرائج والجرائح.
37 ـ مصباح المتجهدّ، للطوسيّ 574.
38 ـ الكافي 508:1.
39 ـ مناقب آل أبي طالب 466:2.
40 ـ مناقب آل أبي طالب 467:2.
41 ـ الكافي 46:7. من لا يحضره الفقيه 209:4.
42 ـ الكافي 239:5.
43 ـ الكافي 293:5.
44 ـ كمال الدين 149:2 ـ 150.
45 ـ سورة الروم:4.
46 ـ سورة الأعراف:54.
47 ـ بحار الأنوار 257:50 / ح 13 ـ عن مناقب آل أبي طالب 436:4.
48 ـ سورة الأعراف:172.
49 ـ إثبات الوصيّة 241.
50 ـ إثبات الوصيّة 243.
51 ـ كشف الغمّة 310:3.
52 ـ مناقب آل أبي طالب 470:2.
53 ـ مناقب آل أبي طالب 469:2.
54 ـ سورة الصفّ:8، إثبات الوصيّة 247.
55 ـ التوحيد، للصدوق 108. الكافي 95:1.
56 ـ كمال الدين 407 / ح 2.
57 ـ الاحتجاج، لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ 16.