سؤال: قد يخفى على البعض المعنى الصحيح لرواية « يُصلحه الله في ليلة »، فيتساءل: ما معنى « يُصلحه » ؟ وهل المصلح المنتظَر بحاجة إلى إصلاح ؟
جواب: روى علماء عامة المسلمين عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال « المهديّ منّا أهلَ البيت، يُصلحه الله في ليلة »(1)، وروي عن طريق الشيعة عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: « المهدي منّا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة »، وفي رواية أخرى: « يُصلحه اللهُ في ليلة »(2).
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: كُن لما لا ترجو أرجى منكَ لما ترجو؛ فإنّ موسى عليه السّلام خرج يقتبس لأهله ناراً، فرجع إليهم وهو رسولٌ نبيّ، فأصلح اللهُ تبارك وتعالى أمرَ عبدِه ونبيّه موسى عليه السّلام في ليلة؛ وهكذا يفعل... بالقائم عليه السّلام... يُصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيّه موسى عليه السّلام، ويُخرجه من الحَيرة والغَيبة إلى نور الفَرَج والظهور(3).
وقد أدرك هذا التفسير طائفةٌ كبيرة من علماء أهل السنّة، فقد قال عليّ بن سلطان محمد القاري الهَروي الحنفي ـ مثلاً ـ في مرقاة المفاتيح بعد نقله الحديث: أي يُصلح أمره ويرفع قَدْره في ليلة واحدة أو في ساعة واحدة من الليل، حيث يتّفق على خلافته أهلُ الحلّ والعَقْد فيها(4).
وقد ورد في روايات أخرى أنّ الإمام المهدي عليه السّلام يُقبِل كالشهاب الثاقب، ولعلّ سرعة تحرّك الإمام المهدي عليه السّلام تستند إلى أنّ الله تعالى يُهيّئ له أمره ومستلزمات نجاح حركته التغييرية العظمى بسرعة مدهشة ( في ليلة )، ولا يخفى ما ينطوي عليه عامل السرعة مِن أخذ زِمام المبادرة، وصولاً إلى تحقيق هدفه الكبير.
--------
1 ـ مسند أحمد 84:1. سنن ابن ماجة 1367:2، حديث 4085.
2 ـ كمال الدين، للصدوق 152:1، حديث 15.
3 ـ كمال الدين 152:1، حديث 15.
4 ـ مرقاة المفاتيح، للقاري 180:5.