القيام لله
  • عنوان المقال: القيام لله
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 21:1:27 2-10-1403

إنني أقدّم لكم موعظة واحدة وهي أن قوموا لله… وليكن قيامكم لله إذا أردتم أن يكون قيامكم قياماً مثمراً.

 

القيام لحفظ الإسلام‏

يقول الله تبارك وتعالى إنّ لي موعظة واحدة فقط. فالله هو الواعظ والشعب هو المتَّعظ، والرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) هو الوسيط. ليست أكثر من موعظة واحدة، هي ﴿إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ(سبأ:۴۶). قوموا لله عندما تشاهدون الخطر يحدق بدين الله. قام أمير المؤمنين(عليه السلام) لله عندما شاهد دين الله في خطر، وأنّ معاوية يحرّف دين الله. نفس الشيء بالنسبة لسيِّد الشهداء فقد قام لله، وهذا أمر لا يختص بزمن معيّن.‏ إنّ موعظة الله دائمية، فكلما شاهدتم أنّ الأمور ضدّ الإسلام وضدّ النظام الإنساني والإسلامي والإلهي، ومتى ما شاهدتم أنّهم يريدون باسم الإسلام القضاء عليه وتحريفه، فإنّه يجب حينئذ القيام لله. ولا تخافوا من جهة أنَّنا قد لا نستطيع، لعلنا نفشل، لأنّه لا فشل في ذلك.‏

 

جهاد الأنبياء والأئمة‏

هذه هي سيرة الأنبياء. فلو وجدتم سلطاناً جائراً يريد التسلّط على الناس قفوا بوجهه مهما كانت النتائج. فلا نبالي إن قُتلنا، ويجب طبعاً أن نقدِّم القتلى.‏ لو كان الأمر غير ذلك لجلس الرسول(صلى الله عليه وآله) في مسجده وانشغل بصلاته. لماذا تحمل المشاق من بداية عمره وحتى النهاية، فقاتل وحارب وانتصر وخسر وعمل بالمسائل بمقدار قدرته؟ وكان أمير المؤمنين(عليه السلام) والآخرون والصلحاء على هذه الشاكلة، وذوو الضمائر المتيقِّظة هكذا. فلم يجلسوا في المساجد ويتركوا هذه الأمور. ولم يجلسوا في بيوتهم ويتركوا كلَّ شيء. فهذا ليس منطق الأنبياء. إنَّ منطقهم هو أن يكونوا «أشداء» على الكفَّار وعلى من هم ضدَّ البشرية، ورحماء فيما بينهم، وإنَّ تلك الشدَّة رحمة على أولئك أيضاً.‏

 

ثورة الحق‏

أيها المستضعفون في العالم، ويا أيتها البلدان الإسلامية ومسلمي العالم انهضوا وخذوا الحق بالأظافر والأسنان، ولا تهابوا الصخب الإعلامي للقوى العظمى وعملائهم، واطردوا الحكام المجرمين الذين يقدِّمون ثمرة أتعابكم إلى أعدائكم وأعداء الإسلام، واجتمعوا جميعاً تحت لواء الإسلام العزيز، ودافعوا عن محرومي العالم والإسلام، وتقدَّموا نحو الأمام لتشكيل دولة إسلامية وجمهوريَّات حرّة ومستقلَّة.‏

 

الاستقامة في الجهاد‏

كان الأنبياء في دعوتهم في البداية بمفردهم. وعندما وقع التكليف في البداية على الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) فإنَّه أُمر بمفرده ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ(المدثر:۲) فبدأت الدعوة في البداية من الرسول نفسه، وآمنت به امرأة واحدة وطفل واحد(۱) عندما أعلن عن نبوَّته. لكن الاستقامة التي هي لازمة لقيادة الأنبياء موجودة بشكل كامل لدى النبي الأكرم ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ(هود:۱۱۲). فهاتان الصفتان: القيام والاستقامة ساهمتا في تحقيق الأهداف العليا لنبي الإسلام. وهذه الاستقامة جعلته لا يشعر باليأس أبداً رغم عدم تمكُّنه من الدعوة العلنية في مكَّة لأنَّه كان أعزل وجميع القوى ضدَّه. ثمَّ كُلِّفَ بدعوة الناس إلى القيام عندما ذهب إلى المدينة ﴿إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ﴾. إنَّ الدعوة هنا للقيام هي دعوة لقيام الجميع، والمهم هو القيام لله ولأجل الله.‏

 

البداية من الصفر‏

إنَّنا بدأنا من الصفر اتّباعاً لسيرة الأنبياء العظام سلام الله عليهم. ودعونا الناس دعوة إسلامية.‏

 

الشهادة سرّ النصر‏

في البداية استيقظت الجماهير. وبعد أن استيقظوا أرادوا، وحصل القيام بعد هذه الإرادة، ورأيتم كيف تحقَّق ما كانت تريده الجماهير.‏ إنَّ انتصار الشعب كان بسبب حبِّه للشهادة، فقد كانت هدفه وأمله. إنَّه الإسلام الذي يرغب أبناؤه بالشهادة. إنَّها قوة الإيمان وقوة الإسلام والقوة المعنوية للشعب التي أهدت إلينا النصر.‏

________________________
(۱) المقصود هو إيمان خديجة زوجة النبي(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) ابن عم النبي(صلى الله عليه وآله) وأخيه.