الاستظهار لشهر الصيام
بتقديم التوبة والاستغفار(*)
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) ، فقال بإسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) في آخر جمعة من شهر شعبان ، فقال لي : (( يا أبا الصلت , إنّ شعبان قد مضى أكثره ، وهذا آخر جمعة فيه ، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه . وعليك بالإقبال على ما يعنيك ، وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن ، وتب إلى الله من ذنوبك ؛ ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله (عزّ وجلّ) .
ولا تدعنّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها ، وفي قلبك حقداً على مؤمن إلاّ نزعته ، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه . واتّق الله وتوكّل عليه في سرِّ أمرك وعلانيتك ، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)(1) .
وأكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر : اللهمَّ إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه . فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار ؛ لحرمة شهر رمضان ))(2) .
فيما نذكره من صوم ثلاثة أيام قبله ؛ لزيادة فضل الصيام
قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( مَن صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين ))(3) .
وفي روايات أنّه يفرّق بين شعبان وشهر رمضان بإفطار يوم أو يومين(4) .
فلعل المراد بذلك أنّ مَن صام شعبان جميعه , يراد منه الإفطار بينه وبين شهر رمضان يوماً أو يومين ؛ لئلاّ يضعف بالمندوب عن الواجب . ومن لم يصم شهر شعبان فيراد منه أن يصوم أياماً من آخر شعبان يصلها بشهر رمضان ؛ ليكون الأيام المندوبة مطهّرة للإنسان من العصيان ، وممهّدة لكمال الدخول في شهر رمضان .