ماذا تريد مني ؟
  • عنوان المقال: ماذا تريد مني ؟
  • الکاتب: موقع الشيخ توفيق بوخضر
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:18:45 3-10-1403

من اغرب ما عايشته في حياتي هو تقلب الاحوال وتغيرها من حال الى حال فلا تجد اثنين على وفاق حتى يتحولا الى عداوة . ولا تعايش زوجين متحابين الا وسمعت ان الطلاق قد بلغ مبلغه منهما ، ولا ترى ابا مع ولده في وداد إلا جاءت قطيعة الرحم عنوانا لهما . ويكفي ان تنظر من حولك وتتصفح الوجوه التي تراها كل يوم لتسمع منهم قولا عجيبا وكلاما خطيرا لو سمعته في حالة غير حالته لم تر أي شيء من كلامه .لا خطيرا ولا عظيما ولكن يا للاسف . كثير منا يحمل في داخله شيطانا وقرين سوء يأزه أزا . يفسد عليه حياته يدمر مستقبله يقتل كل جميل في منظره . وللاسف أيضا أن هذا الشيطان والذي هو عدو مبين لنا كما يقول الله تعالى في كتابه إلا أننا أكثر ما نصادقه واقعا ونلعنه ظاهرا . وإلا لماذا نصغي لقوله ، ونفسد علاقاتنا التي بنيناها سنينا لمجرد موقف ما . ندمر كل الحياة . اخطأتُ في حقك .. غضبتُ عليك .. لم اعطك ما تستحق من المكانة .. لم .. لم افعل لك ما يجب . وإذا الدين قد هُدِم ، والكعبة قد دُكت ، والعروة الوثقى قد انفصلت … وايم الله ان هذا حال اكثرنا لما ؟ لاننا سمعنا قول الأنا ، والكبرياء .. والغرور الذاتي .. ألم تسمع من كثير من الناس أنا اعتذر منه .. اذل نفسي ؟! اجعله ينتصر علي ؟! وكأننا لم نسمع قول الله تعالى في وصفه للمؤمنين (اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين ) المؤمنون مع بعضهم البعض متواضعون متخاضعون. لا يجدون لانفسهم على الاخرين اي ترفع او كبرياء . فهم لين الجانب في وتواصلهم حتى عبر عنهم القران بإذلة ..وهو وصف مقابل الكبرياء والتكبر على المؤمنين . اذن حينما تعتذر من صديقك فانت تتصف بصفات المؤمنين ” اذلة على المؤمنين ” تتأسف من زوجك او زوجتك حيما تقبل يد ابيك ولو اخطأ في حقك حينما ترضخ لاخيك المؤمن في امر ما فانت من المؤمنين الذين ينطبق عليهم وصف الله ” اذلة على المؤمنين ” الا تحب ان تتصف بصفة مدحها الله لعباده ؟ لماذا يحب البعض ان يتصف بصفات الشيطان الذي يقول ” قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ” لسان الشيطان في الخلق . انا خير منه ولساننا في الصفات انا خير منه اذل نفسي له ؟ مستحيل ؟ كيف ارضى على نفسي ان اذل نفسي له ؟ انا خير منه .. اليس هذه صفة الشيطان ؟ انا خير منه إذن لنوجه صفعة للشيطان ونقول : كل من يقابلني قد يكون خيرا مني ، لأني لا أعلم ما بينه وبين الله ، واعلم من أنا من ارتكاب المعاصي والذنوب . فلعل الله يرفعه ويضعني ، ويكرمه في الجنان ويبعدني . لذلك استميح من الجميع ممن اخطأت في حقه ولم يصله عذري ، وممن جفيته وقد وصلني بره ودعاءه لي ” والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم “.