الذنوب الكبيرة (5)
  • عنوان المقال: الذنوب الكبيرة (5)
  • الکاتب: سيد مرتضي محمدي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 10:39:58 3-10-1403

السحر

وقد ورد أن حرمته كحرمة الكفر ، كما ذكر سبحانه وتعالى بقوله : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان (أي لم يستعمل السحر) ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر (أي لا تستعمل السحر) فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون * ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ) (البقرة / 102 - 103 ) .

روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، ومدمن السحر ، وقاطع الرحم " .

وروي عن أمير المۆمنين ( عليه السلام ) : " من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر وكان آخر عهده بربه أن يقتل إلا أن يتوب " .

وروي عنه ( عليه السلام ) أيضا : " الساحر كالكافر في النار . . . " .

وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب يصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله في كتابه " .

وهناك أحاديث وروايات في السحر يعسر حصرها .

 

اليمين الكاذب " الغموس "

قالوا في تحديدها - كما هو مفاد الروايات - أنها الحلف بالله تعالى كذبا على وقوع أمر ، والحلف على استحلال مال الغيرظلما وعدوانا ، أو الحلف لمنع حق الغير ظلما ، وروي عن الأئمة ( عليهم السلام ) في سبب تسميتها بالغموس أنها ( تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار " وليس فيها كفارة لعظم الذنب كما قال سبحانه :( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظرإليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) (آل عمران / 77 ) .

واليمين الغموس الكاذبة يعني : أنها تغمس صاحبها في المعصية ، أو في جهنم ، فقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) : " من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله عز وجل " .

وروي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تذران الديار بلاقع من أهلها وتنفل في الرحم " .

وهناك أحاديث وروايات كثيرة لا مجال لذكرها جميعا .

 

منع الزكاة

هي من المهلكات ، وهي شاملة للحقوق المفروضة الواجبة كما عبر سبحانه وتعالى بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) (البقرة / 254 ) .

وقوله أيضا :( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحباروالرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) (التوبة / 34 - 35 ) .

وقوله تعالى : ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ) (آل عمران / 180 ) .

كما أن حبس الحقوق من غير عسر ولا عذر وتأخيرها يعد أيضا من الكبائر ، أي أن الحقوق الواجبة عند تحققها وحلول موعدها يجب المبادرة إلى دفعها ولا يجوز التصرف بها ، لأنه لا يملكها ، وتصرفه بها كتصرف الغاصب فيعدمانعا لها في مدة تأخيرها ، وفي جريمة منع الزكاة أحاديث

وروايات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " إن الله قرن الزكاة بالصلاة ، فقال سبحانه : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) (البقرة / 43 ، 83 ، 110 . النساء / 77 . النور / 56 . المزمل / 20 ) فمن أقام الصلاة ولم يۆت الزكاة فكأنه لم يقم الصلاة " .

وقوله ( عليه السلام ) : " ما من عبد منع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب ، وهو قول الله : ( سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ) " (وسائل الشيعة : ص 11 . آل عمران / 180  ) .

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ) (البقرة / 167 ) قال : هوالرجل يدع ماله ولا ينفقه في طاعة الله بخلا [ أو تهاونا ] ثم يموت . . . إلى آخر الرواية كما جاء في باب الزكاة من وسائل الشيعة (ج 6 ، ص 21) .