الأخوة في القرآن الكريم
  • عنوان المقال: الأخوة في القرآن الكريم
  • الکاتب: سماحة الشيخ عبدالجليل المكراني
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 15:12:25 3-10-1403

شبكة الحسنين عليهما السلام الثقافيةتمهيد

إنّ من بين أهم المبادئ والقيم الإنسانية التي أكّد عليها القرآن الكريم في العديد من آياته الكريمة، والتي جاء التأكيد عليها من قبل النبي الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام) ثم الأئمة(عليهم السلام) من بعدهما هو مبدأ الأخوة في الدين، فإن لم يتحقق الاتحاد فيه فالأخوة في الخلق والإنسانية. وهذا إنّ دلَّ على شيء فإنّما يدلّ على عظم مكانة وأهمية هذا المبدأ في السير التكاملي للإنسان في الحياة الدنيا، والذي تنعكس آثاره في الحياة الدنيوية والأخروية، فإنّ الإنسان دائماً وأبداً بحاجة إلى أبناء نوعه في البناء والإرشاد والتوجيه والتعاون، سواء قلنا بالنظرية المشهورة (الإنسان مدني بالطبع)، أم بنظرية العلامة الطباطبائي(رحمه الله) القائلة: (الإنسان مستخدم بالطبع)، فإنّ كلا النظريتين يوضّحان لنا بشكل جلي مدى حاجة الإنسان إلى أبناء نوعه في الإعمار ومواصلة الحياة في الدنيا واستمراها.
ولكن ما بيّنه القرآن الكريم حول هذا المبدأ الفطري عند الإنسان يكمن في دوره الكبير في التكامل ووصول الإنسان إلى سعادته الكبرى في الدارين، وعليه فينبغي على الإنسان الواعي أن يسعى لتحقيق كل ما به كماله وسعادته، وأن يكافح ويجاهد لدفع كل ما من شأنه أن يحدّ من حركته التي توصله إلى كماله المطلوب. وبما أنّ الفرقة والاختلاف من القيود والموانع التي تحول دون وصول الإنسان إلى هدفه في سيره التكاملي، فنجد القرآن الكريم يدعو دائماً إلى الإسراع في حلّ النزاعات والخلافات المؤدية إلى زرع الفتنة والفرقة بين المؤمنين، وهو بدعوته هذه يكون داعياً إلى إيجاد حياة سعيدة وهنئية يسودها الأمن والاستقرار والطمأنينة والمحبّة والأخوة في الدين والخلقة.
وهذا ما سنتعرض له من خلال جولتنا السريعة في مطالعة ما جاء في ذلك من آيات الذكر الحكيم، علّنا نقتبس منها نوراً لأنفسنا، ورشاداً لعقولنا، وفائدةً لأبناء جلدتنا وإخواننا في الدين. وقد كان من بين تلك الآيات الداعية إلى تفعيل هذا المعنى، قوله تعالى: {إِنّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ}(1) .
وقبل التعرّض إلى ذكر معاني الأخوة في القرآن ـ موضوع البحث ـ نشير بصورة موجزة ومختصرة إلى أصل لفظة (الأخ) ومعانيها الحقيقية والمجازية في اللغة:
جاء في اللغة بأنّ الأخ هو المشارك لك في الولادة من طرفي الأب والأم، أو من أحدهما أو من الإرضاع، بل كل مشارك لك في العشيرة، أو في الدين، أو العقيدة، من الكفر والإيمان، والحقّ والباطل، والهدى والضلالة.

معاني الأخوة في القرآن الكريم

تكررت كلمة الأخوة واشتقاقاتها في القرآن الكريم ست وتسعين مرّة، في ثلاث سور من سوره الشريفة، لكنّها تحمل معاني مختلفة، منها:
المعنى الأول: أخوة النسب
وتطلق على الأخوين أو الإخوة الذين ولدوا من أب واحد وأم واحدة، كقوله تعالى: {فَطَوّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ}(2) . أو من أب  واحد دون الأم، وكذا العكس أي من أم واحدة دون الأب، والأول من قبيل قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ * وَلَمّا جَهّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لّكُم مِنْ أَبِيكُمْ}(3).
المعنى الثاني: أخوة الرضاعة
من قبيل قوله تعالى: {وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرّضَاعَةِ}(4)، إذ الآية الكريمة صريحة في دلالتها على تحقيق مبدأ الأخوّة الذي يدعو إليه الدين الإسلامي، لذلك ترتّب عليه مجموعة من الأحكام الشرعية ذكرت في محلّها.
المعنى الثالث: أخوة الدين والعقيدة وهذا المعنى من الأخوّة هو الميزان في الأخوّة الحقيقية؛ فإنّ أخوّة النسب ربما تنقطع بمخالفة الدين، بينما أخوّة الدين لا تنقطع وإن لم يكن هناك نسب.
وهذا المعنى ـ الثالث ـ من الأخوّة يحمل أنواعاً متعددة تربط الإنسان بالآخرين بنوع من الأخوّة المترتب على مجموعة القيم والمفاهيم التي تحتم عليها العقيدة والدين، والآيات الكريمات تشير إلى كثرة هذه المفاهيم.
* قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}(5)، بمعنى أنّه تعالى ألّف بينهم بأخوّة الإيمان والإسلام التي هي إحدى نعمه جلّ وعلا.
* وقال تعالى: {إِنّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(6)، إذ في الآية إشارة إلى اجتماع المؤمنين على الحقّ وتشاركهم في الصفة المقتضية له.
* وقال تعالى: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَآتَوُا الزّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّينِ}(7)، وهذا المقطع من الآية الكريمة صريح في تحقيق معنى أخوة الدين عند تححق ما يقتضي ذلك.
* وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (8)، فقد جعلت الآية الكريمة اشتراكهم في مذهب الكفر والشرك أخوة بينهم وإن اجتمعوا على غير الحق.
* وقال تعالى: {وَإِلَى‏ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً}(9)، وكذلك قوله تعالى: {وَإِلَى‏ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً}(10)، و: {وَإِلَى‏ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً}(11)، فإنّ في جميع هذه الآيات جاءت الأخوّة حاملة لمفهوم الأخ بكونه أحد أفراد قومه وعشيرته، فإنّ هوداً وصالحاً وشعيباً كانوا إخواناً لأبناء أقوامهم وعشائرهم، كما ورد ذلك عن الإمام علي بن الحسين في (تفسير العياشي)(12).
* قال تعالى: {يا أخْتَ هَارونَ}(13)، وفي الآية إشارة إلى مفهوم الأخوة المبتني على المودة والصلاح بين الناس.
* قال تعالى:  {وَمَا نُرِيهِم مِنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا}(14)، فقد أشارت الآية الكريمة إلى الأخوّة في الصحة والإبانة والصدق، وإنّما سمّاها أختاً لاشتراكها في الصحة والدلالة.
* قال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}(15)، إذ قد أوضحت الآية مفهوم الأخوّة المبتني على التشابه في العمل القبيح من قبيل أخ الشيطان كفعل ما يقدم به الشيطان من عمل.
وبالجملة: إنّ المستفاد من الآيات الكريمة كون الأخ هو المشارك لغيره؛ إمّا تكوينياً في الولادة، وإمّا تشريعاً كالأخ من الرضاعة، وإمّا لسنّة اجتماعية ككونه من العشيرة أو البلد.
ولقد كان العرب يسمّون الملازم للشيء أخاً له، فيقال: أخو العرب، وأخو يثرب، وهكذا. وإمّا للمشاركة والمشاكلة في مفاهيم أخرى كالمودة والصلاح وتشابه الأعمال.
وهناك الأخوّة بين الأرواح قبل الأبدان، كما ورد في (الكافي) بإسناده عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): (إنّما المؤمنون إخوة بنو أب وأم، وإذا ضُرب منهم عرق سهر له الآخرون)(16)، أي إنّهم إخوة في الفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللّهِ الّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ ذلِكَ الدّينُ القَيّمُ}(17).
وممّا يدلّ على هذا المعنى أيضاً، ما نقله سليمان الجعفري عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: (يا سليمان، إنّ الله خلق المؤمنين من نوره، وصبغهم برحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمّه، أبوه النور وأمّه الرحمة) (18).
وفي رواية أخرى: (لم تتواخوا على هذا الأمر، ولكن تعارفتهم عليه)(19)، أي أنّ الأخوّة كانت بينكم منذ القديم والأزل وليست هي صنيعة اليوم، وإنّما تعارف المؤمن على الآخرين هو الذي يكون جديداً.
وما يدلل على ذلك أيضاً قوله(عليه السلام): (إنّ المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله)(20).
وفي (نوادر الراوندي) بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الضمآن إلى الماء البارد)(21).
وكذا ما ورد في الدلالة على الصحبة غير الاختيارية كما في قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): (الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)(22). فالتناكر نتيجة التباين والاختلاف، والائتلاف نتيجة التناسب الذي عبّر عنه بالتعارف.
وقوله (صلى الله عليه وآله): (إنّ أرواح المؤمنين لتلتقيان على مسيرة يوم وليلة، وما رأى واحد منها صاحبه)(23)، الدال على الأخوّة في عالم الذر المبتنية على الإيمان.
نماذج من الأخوّة في العقيدة والدين
قال إمام الموحدين علي بن أبي طالب(عليه السلام): (الناس إخوان، فمن كانت أخوّته في غير ذات الله فهي عداوة؛ وذلك قوله تعالى: {الأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلاّ المُتّقِينَ}(24))(25).
إنّ أخوّة العقيدة هي الأخوّة التي أمرنا بها؛ لأنّها خالصة لذات الله عزّ وجل، فهي ليست كأخوّة النسب والعشيرة أو العائلة التي يتفاخر بها الناس بعضهم على بعض. وكل أخوّة أو علاقة ووشيجة لم تبنى على أساس العقيدة فإنّ مصيرها الزوال والانقطاع، لذلك أثبت رسول الله(صلى الله عليه وآله) لسلمان المحمدي رابطة لا تنطقع حينما قال: (سلمان منا أهل البيت)؛ لأنّه قصد أهل بيت العقيدة الحقة، فصار مرتبطاً بأهل هذا البيت بهذه الرابطة.
ألا تلاحظ أنّ الله جاء بالبشر متفرقين في الأنساب والألوان والأوطان، ولكنّ الدين والعقيدة هما اللذان جمعا الناس في أخوّة واحدة رفعت هذه التفرقة والاختلاف، فالناس في العقيدة إخوة، وهذا ما دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف من جعل الوحدة والائتلاف اجتماعاً على العقيدة، وبذلك قد ألغى جميع الفوارق من علو النسب أو البلد، وغير ذلك، بل قال: {إِنّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
فالحب والتآخي في العقيدة ليس لأجل المصالح الدنيوية التي تتصرم مع زوال المصلحة. وهذا ما أكده أمير المؤمنين (عليه السلام) في (نهج البلاغة) حيث يقول: (لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني)(26).
ولعلنا ندرك من هذا الكلام أنّ مقياس الحبّ الإلهي متجسد في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وهو الذي جعله النبي مقياس العقيدة في الأخوّة والحب بقوله (صلى الله عليه وآله): (يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبّك منافق)(27) .
فكلّما زاد حبّ المؤمن لأمير المؤمنين (عليه السلام) كثر إيمانه وقوي، وهذا الحب هو الرابطة التي توصل المؤمن بطاعة ربّه، فمن لا حبّ له لعلي لا إيمان له، ومن لا إيمان له ليس له طاعة لله تعالى ولا لرسوله(صلى الله عليه وآله).
إذاً لابد أن تكون الأخوّة مبتنية على هذا المبدأ الذي جعله الرسول مقياساً للعقيدة، وهي لا تتحقق إلاّ في المؤاخاة، ولنِعمَ من قال:
مَا ضَاعَ مَن كانَ لَه صاحبٌ *** يُقدر أن يُصلحَ مِن شأنِه
فإنّما الدارُ بسكّانها *** وإّنما المرءُ بإخوانِه
نعم، إنّ رابطة أخوة العقيدة رابطة قوية مستمرة لا تنقطع إلى يوم القيامة، لذلك أكد على هذا المعنى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقوله: «كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي» (28)، وإنّما قصد بالسبب الإيمان، والنسب الانتساب إلى الدين، لا سبب الأب والأم.
إذاً فلا شيء أفضل وأعلى من الأخوّة في العقيدة؛ إذ فيها لا يتقدم بعض على بعض، ولا يتقدم نسب أو غيره على أخ العقيدة، والشاهد على ذلك تقديم محبّة سلمان وأخوّته عند النبي (صلى الله عليه وآله) على قرابة أبي لهب عمّ النبي(صلى الله عليه وآله).
وإنّما تقدمت أخوّة العقيدة وفضلت على غيرها لأجل ما فيها من الميزات والصفات التي لم تتوفر في غيرها من أواصر وروابط، إذ أخوّة العقيدة هي العون عند العوز، وصد العدو ودفع الحاجة. وهذا ما أكدته رواية حفص البختري، قال: كنت عند أبي عبدالله(عليه السلام) فدخل عليه رجل، فقال لي: «تحبه؟». فقلت: نعم، فقال لي: «ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك، وعونك على عدوك، ورزقه على غيرك»(29) .
وسائل ‌تقوية الأخوّة الحقة
الوسيلة الأولى: المواساة
وهي إحدى الخصال التي تحقق معنى الأخوّة في العقيدة، وقد أكدتها الأحاديث المروية عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين، فقد قال الإمام زين العابدين(عليه السلام) لأحد أصحابه: (هل يدخل أحدكم يده في كُمّ أخيه وكيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟)، قال: لا، قال: (لستم بإخوان)(30).
إنّ من نتاجات الإيمان والإخوة الصادقة في العقيدة وثمراتها المواساة والمعاونة، أي مساندة المؤمنين بعضهم بعضاً. ولهذه المواساة درجات:
أدناها أن ينزّل المؤمن أخاه المؤمن منزلة عبده أو خادمه، فيقوم بحاجته من فضلة ماله دون سؤاله منه.
وأوسطها أن ينزّل المؤمن أخاه منزلة نفسه، ويرضى بمشاركته إيّاه في ماله ونزول منزله، حتى يسمح له بمشاطرته في الحال.
وأعلاها أن يقدّم المؤمن أخاه المؤمن على نفسه، ويقدّم حاجة أخيه على حاجته، وهذه رتبة الصدّيقين ومنتهى درجات المتحابّين: {وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَى‏ حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً}(31).

الوسيلة الثانية: الإيثار وبذل النفيس

إنّ الدين الإسلامي هو الدين القيّم الذي بني على روح الإنسانية والتعاطف والمواساة والتحابب والتواصل، حتى بذل الغالي والنفيس من أجل العقيدة وإحياء أخوّتها، ولذلك يقول صادق أهل البيت(عليهم السلام): «اتقوا الله وكونوا  إخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا، وتذاكروا وأحيوا أمرنا»(32).
ومن إحدى وسائل تثبيت وتحقيق هذه الأخوّة بذل النفس والإيثار بها، كما هو فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) حين آثر على نفسه وبات في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة خروجه من مكة، ولقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله: {وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ}(33). وسوف نتطرق لهذا الأمر لاحقاً ـ إن شاء ـ عند الحديث من مؤاخاة رسول الله وأمير المؤمنين(عليه السلام).

الوسيلة الثالثة: مرآتية المؤمن لأخيه المؤمن

إنّ من الأمور التي تُعدّ من ثمرات هذه الأخوّة أن يكون المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، كما ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله) في (نوادر الراوندي)، بإسناده عن موسى بن جعفر(عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، ينصحه إذا غاب عنه، ويميط عنه ما يكره إذا شهد، ويوسع له في المجلس»(34).
أيّ أنّ المؤمن كالمرآة التي يرى فيها الإنسان ما لا يمكن أن يراه لو خلّي هو ونفسه؛ إذ لا يستطيع أن يرى صورة نفسه بدونها، فيستفيد المرء من أخيه بمعرفة عيوب نفسه، بخلاف ما لو انفرد فإنّه لا يستطيع اكتشاف تلك العيوب، فلذلك جعل المؤمن مرآة لأخيه المؤمن كي يرى كلاهما عيوب نفسه من خلال النظر إلى أخيه المؤمن.

الوسيلة الرابعة: الاستفادة المتبادلة والمزاورة بين المؤمنين

إنّ من ثمرات الأخوّة الاستفادة والاستعانة، فإنّ كسب أخ العقيدة معناه الاستعانة به في الحياة، وهذا ما أكدته روايات أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم، فعن محمد بن زيد، قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: (من استفاد أخاً في الله استفاد بيتاً في الجنة)(35).
وفي الواقع ما هذه إلاّ فيوضات إلهية أكرم بها الله تعالى خلقه المؤمنين، فهي رحمة من الله ساقها لهم، بأن جعل المؤمنين يخدم بعضهم بعضاً، وذلك من خلال إفادة بعضهم بعضاً، كما عن جميل بن دراج عن الصادق (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «المؤمنون خدم بعضهم لبعض» . قلت: وكيف يكونون خدماً بعضهم لبعض؟ قال: (يفيد بعضهم بعضاً) (36).
ولا شك أنّ مثل هذه الاستفادة وحصول التعاون وإفادة البعض للآخر يرتكز على أساس ومبدأ تحقق فضل هذه الأخوّة السامية، وهو الزيارة بين المؤمنين، فقد ورد عن الكاظم(عليه السلام): (من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره، يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده الله، وكّل الله به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه، ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنّة، تبوّأت من الجنّة منزلاً) (37).
وورد عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: (إنّ المؤمن ليخرج إلى أخيه يزروه فيوكل الله عزّ وجلّ به ملكاً فيضع جناحاً في الأرض وجناحاً في السماء يظله، فإذا دخل نادى الجبّار تبارك وتعالى: أيّها العبد المعظِّم لحقّي، المتبع لآثار نبيي، حق عليَّ إعظامك، سلني أعطك، ادعني أجبك، اسكت أبتدئك. فإذا انصرف شيّعه الملك حتى يدخل إلى منزله، ثم يناديه تبارك وتعالى: أيها العبد المعظِّم لحقّي، حقّ عليَّ إكرامك، قد أوجبت لك جنّتي وشفّعتك في عبادي) (38).
الوسيلة الخامسة: العفو والصفح
إنّ العفو عن زلاّت الإخوان وهفواتهم والصفح عن الإساءة غير المقصودة، لهو خلق رفيع، فالمؤمن الذي يكظم غيظه، وينتحل الأعذار لإخوانه، ويحسن الظنّ بهم، ويختار من الكلمات ما يستلّ السخيمة والضغائن من قلوبهم، لهو مؤمن حقّ الإيمان.
ومن جميل ما ينقل في هذا المجال في التاريخ من القصص ما ورد في ابن السماك مع أخ له في الله، بأن قال لابن السماك: (الميعاد بيني و بينك غداً نتعاتب)، فرد عليه ابن السماك: (بل الميعاد غداً بيني وبينك نتغافر)، وهذا مصداق قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(39)
ثمار الأخوة الحقة
لا شك إنّ كل شجرة تغرس في الوقت والمكان المناسبين، وتسقى بالطريقة الملائمة، تنمو وتترعرع شيئاً فشيئاً حتى تورق وتزهر وتثمر، وهكذا هي شجرة الأخوّة الحقة إذا ما زرعت وسيقت من خالص العقيدة الحقة للمؤمنين، فإنّها لابد أن تنمو وتزدهر وتعطي أطيب الثمار، وهي ثمار الأخوّة سواء مجتمعين أم منفردين. ويمكن تلخيص هذه الثمار بما يلي:
1ـ المساهمة في تحقيق أهداف الأسرة المؤمنة، وبالتالي بناء مجتمع مؤمن متراحم يكمّل بعضه بعضاً.
2ـ تذوّق حلاوة الإيمان.
3ـ التلذذ بالحياة السعيدة الهنيئة.
4ـ نيل الأمن والسرور في الدارين.
5ـ تحصيل التجارب المتنوعة التي يمكن الاستفادة منها في تحقيق الأهداف المرجوة.
قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (أخوك في الله مَن هداك إلى الرشاد، ونهاك عن الفساد، وأعانك على إصلاح المعاد) (40).
أبرز مصاديق الأخوة في العقيدة
إنّ من أبرز مصاديق الأخوّة في العقيدة ما أمر به الله تعالى نبيّه باتخاذ الإمام علي أخاً له في الله؛ فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوحي من الله عزّ وجلّ قد آخى بين أصحابه مرتين، وهذا ما رواه الطرفين بسند معتبر:
الأولى: المؤاخاة بين المهاجرين أنفسهم خاصة في مكة المكرمة قبل الهجرة.
الثانية: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة بعد الهجرة بخمسة أشهر.
وقد كانت المؤاخاة في كلتا المرتين على أساس المشاكلة والمجانسة والمماثلة بين كل اثنين من المسلمين في الدرجات النفسانية والكمالات الروحية.
ووفقاً لهذه النظرية اختار رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ بوحي من الله تعالى في كلتيهما ـ أميرَ المؤمنين علي بن أبي طالب أخاً لنفسه في الدنيا والآخرة.
روي عن جابر الأنصاري أنّه قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا جابر، أي الأخوة أفضل؟)، قال: قلت: البنون من الأب والأمّ، فقال: (إنّا معاشر الأنبياء إخوة وأنا أفضلهم، ولأحب الإخوة إليّ علي بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء، فمن زعم أنّ الأنبياء أفضل منه فقد جعلني أقلّهم، ومن جعلني أقلّهم فقد كفر؛ لأنّي لم أتخذ علياً أخاً إلاّ لمّا علمت من فضله)(41).
فالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعدما كان له شرف نشوئه في حجر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وشرف تربية النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) إياه كولده، وبعد تشرّفه بسبقه في الإسلام بالصلاة والإيمان، وخلافته ووزارته له (صلى الله عليه وآله) يوم الإنذار، وبافتداء نفسه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة المبيت، وفي قضاء ديونه وأداء أماناته بمكة المكرمة، وغير ذلك من الفضائل الأخلاقية والكمالات النفسانية، التي لا يوازيه فيها أحد في شرف وكرامة، ولا يعادله أحد في مقام ومنزلة، ولا يقاس به رجل من هذه الأمّة، بعد كل هذا صار متشرفاً بأخوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) المختار من بين المهاجرين والأنصار.
ولقد مرّ بنا سابقاً أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين كل اثنين من أصحابه من المهاجرين والأنصار على المواساة، يتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام، وكانوا تسعين رجلاً غير النساء، خمسة وأربعين رجلاً من الأنصار، وخمسة وأربعين رجلاً من المهاجرين، وقيل: كانوا خمسين ومائة من الأنصار، ومثلهم من المهاجرين، وكان ذلك قبل بدر.
وقد ذكر ابن هشام في (السيرة) في باب المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: (قال ابن إسحاق: وآخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال فيما بلغنا ـ ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل ـ : (وتآخوا في الله أخوين)، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: (هذا أخي)، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول ربّ العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أخوين)(42).
وهذا ما أكد عليه أمير المؤمنين(عليه السلام) حين قال في (نهج البلاغة): (أنا من رسول الله(صلى الله عليه وآله) كالعضد من المنكب، وكالذراع من العضد، وكالكف من الذراع، ربّاني صغيراً، وآخاني كبيراً، ولقد علمتم أنّي كان لي منه مجلس سرّ لا يطلع عليه غيري، وأنّه أوصى إليّ دون أصحابه وأهل بيته، ولا أقولن ما لم أقله قبل هذا اليوم، سألته مرّة أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعل، ثم قام فصلّى، فلمّا رفع يده للدعاء استمعت إليه فإذا هو قائل: اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي، فقلت: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: أوَ أحد أكرم منك عليه فاستشفع به إليه؟)(43).
واعلم أنّ حديث المؤاخاة بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب متواتر عن طريق الفريقين، ينتهي سنده إلى أكثر من عشرين راوياً، منهم:

--------
1 ـ أبو ذر الغفاري.
2 ـ عبدالله ابن عباس.
3 ـ جابر بن عبدالله الأنصاري.
4 ـ أبو أمامة.
5 ـ أنس بن مالك.
6 ـ عمر بن الخطاب.
7 ـ عبدالله بن عمر .
8 ـ مخدوج بن زيد.
9 ـ سلمان المحمدي.
10 ـ حذيفة بن اليمان ، وغيرهم.
وقد ورد هذا الحدث العظيم في كتب العامة، وتناقله أعاظم مصنفيهم كابن ابن سعد في (الطبقات)(44)، وابن عبد البر في (الاستيعاب) (45)، وأحمد بن حنبل في (المسند) (46)، والترمذي في سننه(47)، والبغدادي في (تاريخ بغداد) (48)، وابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة)(49)، وغيرهم.
وفي ذلك يقول الشاعر:
مَا بَعدَ قولِ نبي الله أنتَ أخي ***  من مطلبٍ دونه مطلَ ولا عللُ
لقد أحلّك إذ آخاك منزلةً *** لا المشتري طامع فيها ولا زحل()
وهنا نقطة هامّة يجدر الإشارة لها، وهي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) بعدما أمر بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وجعل لكل شخص من المهاجرين أخاً له من الأنصار، حتى أتمّهم جميعاً، آخى هو بينه وبين الإمام علي بن أبي طالب؛ كي لا تقاس مؤاخاتهما ـ صلوات الله عليهما ـ بمؤاخاة غيرهما، فقد أخّرها لأهمّيتها وإعرابها عن المماثلة والمشاكلة في الفضيلة بينه (صلى الله عليه وآله) وبين الإمام علي(عليه السلام).
ذكر جمال الدين الشيرازي الهروي عن يعلى بن مرة، قال: آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين المسلمين، وجعل يخلّف علياً حتى بقي في آخرهم وليس معه أخ له، فقال: (آخيت بين المسلمين وتركتني؟)، فقال: (إنّما تركتك لنفسي، أنت عندي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي)، ثم تلا رسول الله هذه الآية، {عَلَى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}(51)(52).
كما وذكر ذلك أيضاً الحلبي في سيرته(53)، وقريب منه ما عن صاحب (كنز العمال)(54).
ومما يذكر في كتب التاريخ(55) عن المؤاخاة التي أمر بها رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما عن ابن عباس قوله: فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة الجراح وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري، وبين أبي ذر الغفاري وعبدالله بن مسعود، وسلمان وحذيفة، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وبين أبي الدرداء وبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار بن ياسر، وبين عائشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية. وبعضهم قال: بين عائشة وزوجة أبي أيوب.
النتيجة
ينبغي على كل فرد منّا أن يتمسّك بالأخوّة الحقّة تمسّكاً قوياً؛ لأنّه ربما يصعب علينا حفظ هذه الأخوّة الإيمانية وأداء حقّها تجاه إخواننا، وفي الوقت نفسه قد نُهينا عن المقاطعة؛ لأنّها تجعل حجاباً بين الإنسان وربّه، بل بينه وبين الجنة، حتى قيل: (إنّه يجعل سبعين ألف سور، غلظ كل سور مسيرة ألف عام، ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام) (56).
هكذا شدّد الله تعالى على المحافظة على هذه الأخوّة، وبيّن عظمتها ومقدار فضلها ونهى عن التفريط فيها، فما علينا إلاّ التمسك بها، فهي المنقذ يوم الملتقى.
وأخيراً نختم الحديث عن الأخوّة في القرآن الكريم بباقة معطرة من الأحاديث عن أهل بيت العصمة والطهارة في بيان فضل الأخوّة.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه، فإنّه أبقى في الألفة، وأثبت في المودة) (57).
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) : (خير كل شيء جديده، وخير الإخوان قدمهم)(58).
وقال(صلى الله عليه وآله): (إنّ الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل)(59).
وقال(عليه السلام): (من شرائط الإيمان حسن مصاحبة الإخوان)(60).
وقال(عليه السلام): (نظام الدين خصلتان: إنصافك من نفسك، ومواساة إخوانك)(61).
وقال(عليه السلام): (إخوان الدين أبقى مودة)(62).
وقال(عليه السلام): (الإخوان في الله تعالى تدوم مؤدتهم لدوام سببها)(63).
وقال(عليه السلام): (أخوك في الله من هداك إلى الرشاد، ونهاك عن الفساد، وأعانك على إصلاح المعاد)(64).
وقال(عليه السلام): (مع الإنصاف تدوم الأخوّة)(65).
وقال(عليه السلام) : (الإخوان زينة الرخاء وعدة في البلاء)(66).
وقال(عليه السلام): (من اتخذ أخاه من غير اختبار ألجأه الاضطرار إلى مرافقة الأشرار)(67).
وقال (عليه السلام): (الأنس في ثلاثة: الزوجة الموافقة، والولد البار، والأخ الموافق)(68).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ثلاث لا يطيقهن الناس: الصفح عن الناس، ومواساة الأخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيراً)(69).
وقال علي (عليه السلام): (خير إخوانك من واسك)(70).
وقال (عليه السلام): (من عَذُب لسانه كثر إخوانه)(71).
وقال (عليه السلام): (الإخوان جلاء الهموم والأحزان)(72).
وقال الصادق (عليه السلام): (امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها من عدونا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها)(73).
ــــــــــــــــــ
(1) الحجرات : 10 .
(2) المائدة: 30 .
(3) يوسف : 58ـ59 .
(4) النساء:23 .
(5) النساء : 23  .
(6) آل عمران : 103 .
(7) الحجرات : 10 .
(8) آل عمران: 156.
(9) هود : 50 .
(10) هود : 61 .
(11) هود : 84 .
(12) تفسير العياشي 2: 20.
(13) مريم : 28 .
(14) الزخرف: 48 .
(15) الإسراء: 27.
(16) الكافي 2 : 165 / 1 .
(17) الروم: 30 .
(18) بحار الأنوار 64 : 73 .
(19) الكافي 2 : 168 / 1 .
(20) بحار الأنوار 71 : 274 .
(21) النوادر : 100 / 58 .
(22) بحار الأنوار 5 : 261 .
(23) مسند أحمد بن حنبل 2 : 220 .
(24) الزخرف : 67 .
(25) كنز الفوائد: 24.
(26) نهج البلاغة : 662 / الحكمة 45 .
(27) انظر: نهج البلاغة: 662 / الحكمة 45 .
(28) عوالي اللآلي 1 : 302 / 1 .
(29) الكافي 2 : 166 / 6 .
(30) التحفة السنية : 327. تفسير البحر المحيط 2: 172، وفيه أنّ الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(31) الإنسان : 7 ـ 8 .
(32) أمالي الطوسي : 60 / 87 .
(33) البقرة : 27 .
(34) النوادر : 99 / 56 .
(35) وسائل الشيعة 12 : 16 ، أبواب أحكام العشرة، ب7 ، ح1.
(36) الكافي 2 : 197 / 9 .
(37) الكافي 2 : 178 / 15 .
(38) الكافي 2 : 178 / 12 .
(39) الأعراف: 151.
(40) غرر الحكم ودرر الكلم : 105 / 1940 .
(41) تفسير البرهان 4 : 184. وانظر: الصراط المستقيم 1 : 211 .
(42) السيرة النبوية 2 : 118 ـ 119 . مناقب آل أبي طالب 2 : 32 . بحار الأنوار 38 : 366 . كنز العمّال 9 : 11 .
(43) شرح نهج البلاغة 20 : 315 ، الحكمة 625 .
(44) الطبقات الكبرى 3 : 22 .
(45) الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3 : 1098 ـ 1099 .
(46) مسند أحمد بن حنبل 1 : 230 .
(47) سنن الترمذي 5 : 300 / 3804 .
(48) تاريخ بغداد 12 : 6712، ترجمة عمران بن حصين بن سوار اللاحقي.
(49) شرح نهج البلاغة 6 : 167 .
(50) نظم درر السمطين: 96 .
(51) الحجر: 47 .
(52) الأربعون حديثاً : 43 .
(53) السيرة الحلبية 3 : 66.
(54) كنز العمال 6 : 154 ، 399 .
(55) انظر: مناقب آل أبي طالب 2 : 32 . بحار الأنوار 38 : 334. المستدرك (الحاكم) 3 : 14. فتح الباري 7 : 211. أسد الغابة 2 : 221 .
(56) الكافي 2 : 365 / 3 .
(57) الإخوان (ابن أبي الدنيا): 138. كنز العمّال 9 : 25 / 24747 .
(58) عيون الحكم والمواعظ: 240 / 4576 .
(59) وسائل الشيعة 5 : 11 ، أبواب أحكام الملابس، ب 4 ، ح2 ، مكارم الأخلاق : 35.
(60) غرر الحكم ودرر الكلم: 721 / 34 .
(61) غرر الحكم ودرر الكلم : 721 / 34 .
(62) غرر الحكم ودرر الكلم: 73 / 1405 .
(63) غرر الحكم ودرر الكلم : 96 / 1820 .
(64) غرر الحكم ودرر الكلم: 105 / 1940 .
(65) غرر الحكم ودرر الكلم: 703 / 24 .
(66) غرر الحكم ودرر الكلم: 82 / 1564 .
(67) غرر الحكم ودرر الكلم 648 / 1267 .
(68) غرر الحكم ودرر الكلم : 120 / 2130 .
(69) بحار الأنوار 66 : 382 .
(70) غرر الحكم ودرر الكلم : 359 / 87 .
(71) غرر الحكم ودرر الكلم : 578 / 119 .
(72) غرر الحكم ودرر الكلم : 121 / 2141 .
(73) بحار الأنوار 65 : 149 .