الدعاء آخر ليلة من شعبان لدخول شهر رمضان
  • عنوان المقال: الدعاء آخر ليلة من شعبان لدخول شهر رمضان
  • الکاتب: مقتبس من كتاب إقبال الأعمال
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:30:30 1-9-1403

الدعاء آخر ليلة من شعبان لدخول شهر رمضان(*)

روي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه كان يقول في آخر ليلة من شعبان , وأوّل ليلة من شهر رمضان : (( اللهمَّ إنّ هذا الشهر المبارك الذي أنزلت فيه القرآن , وجعلته هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان , قد حضر ، فسلّمنا فيه وسلّمنا منه ، وسلّمه لنا وتسلّمه منّا في يسر منك وعافية . يا مَن أخذ القليل وشكره ، وستر الكثير وغفره ، اغفر لي الكثير من معصيتك , واقبل مني اليسير من طاعتك .

اللهمَّ إني أسألك أن تجعل لي إلى كلِّ خير سبيلاً ، ومن كلِّ ما لا تحب مانعاً يا أرحم الراحمين .

يا مَن عفا عنّي وعمّا خلوت به من السيئات ، يا مَن لم يؤاخذني بارتكاب المعاصي ، عفوك عفوك عفوك يا كريم .

إلهي وعظتني فلم اتّعظ ، وزجرتني عن المعاصي فلم انزجر ، فما عذري ؟! فاعفُ عنّي يا كريم , عفوك عفوك .

اللهمَّ إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب . عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، عفوك عفوك .

اللهمَّ إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ضعيف فقير إلى رحمتك ، وأنت منزل الغنى والبركة على العباد ، قاهر قادر مقتدر ، أحصيت أعمالهم وقسمت أرزاقهم ، وجعلتهم مختلفة ألسنتهم وألوانهم ، خلقاً من بعد خلق ، لا يعلم العباد علمك ، ولا يقدر العباد قدرك ، وكلّنا فقير إلى رحمتك ، فلا تصرف وجهك عنّي ، واجعلني من صالح خلقك في العمل والأمل , والقضاء والقدر .

اللهمَّ أبقني خير البقاء ، وأفنني خير الفناء على موالاة أوليائك ومعاداة أعدائك ، والرغبة إليك والرهبة منك ، والخشوع والوقار ، والتسليم لك والتصديق بكتابك ، واتّباع سنة رسولك (صلواتك عليه وآله) .

اللهمَّ ما كان في قلبي من شكٍّ أو ريبة ، أو جحود أو قنوط ، أو فرح أو مرح ، أو بذخ أو بطر ، أو فخر أو خيلاء ، أو رياء أو سمعة ، أو شقاق أو نفاق ، أو كبر أو فسوق ، أو عصيان أو عظمة ، أو شيء لا تحب , فأسألك يا ربِّ أن تبدلني مكانه إيماناً بوعدك ، ووفاءً بعهدك , ورضاً بقضائك ، وزهداً في الدنيا , ورغبة فيما عندك ، وأثرة وطمأنينة وتوبة نصوحاً ، أسألك ذلك يا ربِّ بمنّك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا ربَّ العالمين .

إلهي أنت من حلمك تُعصى ، فكأنك لم ترَ ، ومن كرمك وجودك تطاع ، فكأنك لم تُعصَ ، وأنا ومَن لم يعصك سكّان أرضك ، فكن علينا بالفضل جواداً , وبالخير عوّاداً يا أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وآله صلاة دائمة لا تُحصى ولا تعد ، ولا يُقدّر قدرها غيرك يا أرحم الراحمين ))(1) .

ـــــــــــــــ
(*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال مقتبس من كتاب إقبال الأعمال ـ للسيد ابن طاووس , مع مراجعة وضبط النص (موقع معهد الإمامين الحسنين) .
(1) رواه الشيخ في مصباحه / 850 ، والكفعمي في بلد الأمين / 192 .