أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
  • عنوان المقال: أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
  • الکاتب: الشيخ باقر المقدسي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:24:43 2-9-1403

أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام

 الشيخ باقر المقدسي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال إمامنا وسيدنا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام: (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته).(1)

يؤكد الإمام أمير المؤمنين في كلامه هذا على أنّ الأرض منذ خلقها الله سبحانه وتعالى وجعل فيها خليفة (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً)(2) منذ ذلك الوقت الذي قضى فيه وقرّر سبحانه وتعالى أن يجعل في الأرض خليفة، ما ترك الأرض خالية من قائم لله بحجّة، لأنّه لله الحجّة على عباده بصورة عامة.

والرسل والأنبياء الذين يبعثهم الله سبحانه وتعالى، همم حجج الله على بريّته، ومعنى ذلك كما يقول الذكر الحكيم: (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)(3)

ما هو الهدف... (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاًحَكِيماً)(4)

ما كان الله سبحانه وتعالى يعذب الناس، ويحاسب الناس إلاّ بعد أن يقيم الحجّة عليهم. ومن جملة إقامة الحجة عليهم، إرسال الرسل والأنبياء وأوصياء الأنبياء. ويُعرَف هؤلاء جميعاً بالدرجة الأولى بماذا؟ بالعقل، لذلك يقول الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه: (إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجّة باطنة، أمّا الحجة الظاهرة فهي الرسل والأنبياء والأئمة، وأمّا الحجة الباطنة فالعقول)(5) الله تعالى يحاسب الناس على قدر عقولهم، لأنّ الله أول ما خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، قال له: أدبر فأدبر، فقال: (وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ منك. بك أثيب وبك أعاقب).(6)

هذا يعني أن العقل مطيع لله. الفطرة العقلية السليمة تأخذ بعنق الإنسان ليخضع لله تعالى ويعترف بوحدانيته وبصفاته. وفي نفس الوقت بواسطة العقل يعرف الإنسان نبيّه، يعرف رسوله، ثم يعرف الأوصياء الذين يأتون من بعد الرسل. هذا بواسطة العقل الذي هو حجة داخلية باطنية.

والحجّة الخارجية، نفس الأنبياء والرسل والأوصياء والأئمة، لأن هؤلاء حجج الله تعالى على بريّته.

إخواني الكرام: لما يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في حديثه هذا: (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة...) سواء أكان على مستوى رسول أو نبي أو وصي، إمّا ظاهراً مشهوراً إذا استتبت له الأمور وإما خائفاً مغموراً. لماذا؟

لئلا تبطل حجج الله وبيناته، لأن الله تعالى يحتج برسله وبأنبيائه، ومن بعد دور الأنبياء بالأوصياء على آياته وعلى بيناته، يحتج على العباد، حتى لا يقول العباد: (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(7)

أو أن يقولوا: (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)(8) لأن القانون الإلهي هو: (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(9)

والرسول يبلغ رسالة السماء إلى الناس، وله عمر طبيعي فإذا أراد أن يمضي، أي قربت وفاته يجب عليه أن يعيّن للناس خليفة، إماماً، وصياً، مرجعاً، لأن النبي أمين هذه الأمة.

يا إخوان أي إنسان أمين إذا كان أميناً على أغنام، إذا كان أميناً على أرض، إذا كان أميناً على مدرسة، إذا كان أميناً على بيت، إذا كان أميناً على رعية، لا يتركهم هملاً.

ومن قال هذا ونسب الترك لرسول الله، فقد كذب على رسول الله، وعمله يدل على كذبه. هل أنّ أبا بكر كان أكثر حرصاً على الإسلام ؟ إذ أنه ما ترك الأمة كما يقولون هملاً إلاّ وعيّن عمر؟ هل أنّ عمر أولى بالأمانة من رسول الله، بحيث تطلب منه عائشة أن يعيّن ويطلب منه عبد الله أن يعيّن ثم يعين بطريقة خاصة، طريقة الشورى؟ هل أن معاوية أكثر أمانة على الأمة من رسول الله؟ بحيث يعيّن ولي عهد (يزيد بن معاوية) نغله.

 قضية طبيعية جداً أن الرسول أمين (الرسول الأمين)، وأمين على التبليغ، تبليغ رسالة السماء، أمين على مستقبل الأمة، فلا بدّ أن يعيّن من بعده مرجعاً للناس، كفواً كريماً حتى لا يتشتت أمر الناس.

ثم إن النبي مسؤول عن مستقبل أمته، كما هو مسؤول في أيام حياته عن أمته.

ولذلك كان يقول صلى الله عليه وآله: (إئتوني بدواة وكتف كي أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً)(10) ولذلك كان يقول: (إني تركت فيكم ثقلين، أو مخلف فيكم، أو تارك فيكم _ حسب اختلاف الروايات _ ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً. وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفونني فيهما)(11) فالنبي مسؤول عن هذا الأمر الخطير ولا يمكن أن يغفل عنه أو يتغافل.

انظر إلى تأريخ الأنبياء السابقين، كل نبي كان يخبر عن الأنبياء الذين سيأتون بعد ذلك. في حديث إبراهيم، في أحاديث موسى، أحاديث عيسى، ومثلهم حبيب الله محمد صلى الله عليه وآله، هنا هل أخبر النبي صلى الله عليه وآله بالأئمة من بعده؟ هل أخبر عن الدور الذي يقوم به قادة الأمة وخلفاؤه الراشدون بالحق؟ نعم أخبر.

هذه عشرات الروايات تخبر عن هذا المعنى.

أولاً: رواية جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه، يقول: لما نزل قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ) يقول: سألت النبي صلى الله عليه وآله قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه عني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي وكنيّي _ يعني اسمه على اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيته أبو القاسم على كنية النبي _ حجّة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله _ تعالى ذكره _ على يديه مشارق الأرض ومغاربها.(12)

الروايات تقول أن المؤمنين يسلّمون على الإمام إذا ظهر،(13) يقولون: السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبقيته في عباده، فهذا يعني أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان مسؤولاً أمام الله وأمام أمته عن تشخيص أوليائه، وخصوصاً بالنسبة إلى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، باعتبار أنّ هناك حوادث تجري، تختلف عن حوادث بقية الأئمة، ولذلك أكّد على قضيته أكثر فأكثر، حتى يكون الناس على يقين من أمرهم.

(يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها) ذاك الذي يغيب، لأن القضية غير طبيعية. يعني لو كان الإمام سلام الله عليه مباشرة يأتي بعد والده الإمام الحسن العسكري فالقضية طبيعية، أمّا أنه يغيب هذه المدة الطويلة وإن لم تكن مستحيلة لا عقلاً ولا علمياً ولا عملياً، بل هناك وقائع حدثت وهذا التأريخ بين أيدينا يذكر المعمّرين وهناك السجستاني عنده كتاب المعمّرون. بالعشرات يذكر أعمارهم.

دع عنك هؤلاء جميعاً. نحن والقرآن الذي هو مسلّم به عند كل الفرق الإسلامية.

ونحن حديثنا مع المسلمين، لما يقول سبحانه وتعالى عن نبي الله نوح عليه السلام: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً)(14) معنى ذلك أن النبي مبعوث لجيل وليس مبعوثاً لعدة أجيال أي أن أعمار ذلك الزمان كانت بهذا الشكل _ هذا واحد _، ثم يقول: عمره خمسون سنة لما بعث، و950 سنة الدعوة إلى الطوفان، وبعده خمسين سنة بقي في الدنيا ثم مضى. يعني ألفاً وخمسين سنة. بعض الروايات تقول أكثر من هذا 1500 سنة وبعض الروايات تزيد عمره إلى 2500 سنة.

دع عنك هذا الزائد، لنفرض 1050 سنة فالذي يعيش 1050 سنة معناه ليس وحده يعيش هذه المدة، لا بدّ أن هناك عشرات مثله يعيشون.

ويقول سبحانه وتعالى عن يونس عليه السلام: (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ  لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(15) _ أي بطن الحوت _ يعني هل الحوت ميت وهو ميت؟ ما الفائدة إذا كان هكذا ؟ فالناس كلهم من آدم أعمارهم طويلة إلى الحشر. فإذن هو حي والسمكة أيضاً حيّة (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) فالله قادر أن يمدّ الحوت بهذا العمر المديد، ويمد يونس عليه السلام بهذا العمر المديد.

ثم عندنا إبليس عليه اللعنة (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)(16) يعني ممهلين إلى يوم الوقت.

نأتي إلى الفرق الإسلامية الأخرى تعترف الفرق الإسلامية بأنّ عيسى عليه السلام حي يزرق عند الله، وينزل إذا جاء الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه، وكذلك إدريس عليه السلام والخضر معروف أيضاً. وبعضهم يعتبر إلياس أيضاً من جملة الأنبياء الذين أطال الله أعمارهم وهؤلاء قبل الإمام المهدي قبل ولادة الإمام المهدي منذ آلاف السنين. فلماذا استنكر على الله أن يمد في عمر الإمام المهدي؟

والقضية طبعاً غير طبيعية ترجع إلى مصلحة يراها الله تعالى، ومصلحة يعرفها الله سبحانه وتعالى. ولكن ليس على الله بعزيز.

لهذا يقول النبي صلى الله عليه وآله في هذا الحديث الشريف: (ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان).(17)

إخواني هناك مقاطع في الحياة الناس يفتنون فيها، الناس يمتحنون. (الم أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(18) فإذن يمتحنون بأشكال متعددة.

امتحن الله عباده في قضية عيسى عليه السلام (خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا)(19) قضية طبيعية، لكن أراد الله أن يثبت شيئاً، وأراد أن يمتحن العباد بولادة عيسى من أمّ دون أب، (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(20) فالذي يؤمن بأن الله خلق آدم وحواء من تراب، يؤمن بأن الله تعالى خلق عيسى من أمّ دون أب. فصار الامتحان.

وبالنسبة إلى الإمام المهدي كذلك. هذا نوع من أنواع الامتحان. إذا كانت عشرات الأحاديث يرويها السنة والشيعة في وجود الإمام المهدي وفي حسبه ونسبه، وفي غيبته وطول عمره. فإذن هنا الامتحان، ليعرف المؤمن بالغيب، المؤمن بالله وبما جاء به رسول الله، من غير المؤمن.

ولذا يقول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟ _ لأن المتعارف أن الإمام أو النبي أو الرسول ظاهر للناس ينتفعون منه هذا إذا كان حاضراً أمّا إذا كان غائباً فهل ينتفع منه؟ _ فقال: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها السحاب).(21)

معنى ذلك أنّ القضية ليست منوطة بحضوره فقط، وإنما هو في غيبته، ووجوده بركة وخير، فإنّ الله سبحانه وتعالى يحفظ الأرض ومن عليها ببركة الإمام الحجة (لو خليت الأرض من حجة لساخت بأهلها)(22) ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله يقول: (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ما ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون).(23)

وهنا أودّ أن ألفت النظر إلى شيء مهم، وهو: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) مثال ذلك. كله يدل على انتهاء العالم، فالملائكة عندها علامة وهي أن هذه النجوم ما دامت مستقرّة فالحياة مستقرة، أما إذا تناثرت النجوم وإذا ذهبت الشمس والقمر وسيّرت الجبال، كل ذلك علامة على انتهاء العالم وقيام الساعة.

كذلك بالنسبة إلى الأرض (وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون).

لذلك: فإنّ القائلين برجعة المعصومين _ طبعاً بالجملة ليس بالتفصيل، كيف يرجعون؟ من يرجع ومن لا يرجع؟ مهما كان على كل حال _ بعد ظهور الإمام الحجة المنتظر يستندون إلى هذا لأنه لابد أن يكون.. فإنّ بعض الروايات تقول: (ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول)(24) ، فحتى الإمام المهدي عجل الله فرجه تكتب له الشهادة. يمنحه الله تعالى الشهادة، مع أنه يقضي على الظالمين، لكن لو بقي ظالم واحد أيضاً يفجع الأمة بقتل الإمام.

لكن هل تنتهي الدنيا؟ لا، فلابدّ من وجود معصوم حجّة لله تعالى على الخلق يقوم مقام الإمام المهدي، حتى يحكم في العباد، إلاّ أن يشاء الله سبحانه وتعالى للأرض وما عليها أن تنتهي، فينتهي أهل البيت ويأتي أهل الأرض ما يكرهون.

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما يتحدث عن انتفاع الناس بوجود الإمام يقول: (لو خليت الأرض من الحجة لساخت)، والأرض أو المنطقة التي عليها حجة سواء أكان رسولاً أو نبياً أو إماماً لا تعذّب. ولما أراد الله أن ينزل العذاب على قوم يونس، يونس انسحب من المنطقة. وإلاّ مع وجود يونس لا ينزل العذاب.

قضية لوط عليه السلام كذلك. إبراهيم يقول (إِنَّ فِيها لُوطاً)(25) يقول للملائكة الذين أخبروه بأنهم جاءوا ليعذبوا قوم لوط، ليقضوا عليهم، قال: إن فيها لوطاً.

يعني كيف ينزل العذاب ولوط نبي الله موجود. هناك حجة على الخلق. فأخبروه بأن يخرج بعائلته إلاّ امرأته، إذاً بالحجة استقرار الأرض والسماء بهذا المعنى.

ومن بركات وجوده صلوات الله وسلامه عليه: أنه واسطة الفيض الإلهي وبيمينه رزق الورى، أحاديث كثيرة تخبر وتؤكّد أنه في ليلة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ).(26) كيف ينزلون؟ بأمر ربهم. على من، على زيد على عمر ينزلون؟ على حجة الله في زمانه. وحجة الله في زماننا الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه. ومشيئة الله هكذا أن الملائكة إذا قررت شيئاً تستشير الإمام، تأخذ نظره بالنسبة للأعمار، وبالنسبة للأرزاق وما شابه ذلك، لأن ليلة القدر تعني: الليلة التي يعرف بها قدر الإنسان هل يرتفع أو ينخفض أو يبقى على ما هو عليه. كما هو الحال في الموظفين كل سنة وسنتين لابد أن يحاسبوا وينظر في عملهم أنهم في هذه المدّة ماذا عملوا، أدّوا الواجب بصورة صحيحة سليمة؟ يعطون ترفيعاً وأما إذا ظهروا مقصرين فينزلون من قدرهم.

 

البعض يفسرون القدر بهذا المعنى يعرف قدر الإنسان.

فلابد أنّ الإمام سلام الله عليه يعطي رأيه في هذه الأمور التي يجريها الله تعالى على العباد بمشيئته، عن طريق الإمام. مثلما يقبض الأرواح بواسطة ملك الموت وملك الموت بيد الله تعالى. فكل شيء ينسب إلى الله، حتى إذا كان الأمر يقوم به بعض عباده (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَْنْفُسَ حِينَ مَوْتِها)(27) ، (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)(28) فما دام الله تعالى عين ملك الموت ليقوم بهذا الأمر ففعله يرجع إلى الله سبحانه وتعالى.

والإمام من قبل الله معيّن ليعطي رأيه، فهو واسطة الفيض الإلهي، بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت السماء.

بالإضافة إلى هذا هو مرجع للأمة، مرجع للأحكام. لابدّ للعلماء أن يتوصّلوا إلى الإمام بالواسطة، أو بغير الواسطة عبر هذه السنوات العديدة التي مرّت على وجود الإمام صلوات الله وسلامه عليه.

وهناك قصص كثيرة، للسيد بحر العلوم رضوان الله عليه وغيره من العلماء والمراجع هي دليل على أن الإمام سلام الله عليه لا يتركهم أبداً.

ثم هو ملجأ العباد في المشاكل، في الصعوبات دائماً. العباد المؤمنون يلجؤون إليه. وهناك قصص متعدّدة حول تلقي الشيعة حلولاً لقضاياهم، في البحرين في العراق في أماكن متعددّة أخرى، على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة، وكيف أنّ الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه أنقذهم مما كانوا فيه. كثير من القصص موجودة في الكتب ويذكرها الأعلام.

فالإمام لم يترك أمته، ولم يترك رعيّته، فإنّ في غيبته خير وبركة كما في حضوره. لكن طبعاً في حضوره تكون البركة أكبر، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله: «إي والذي بعثني بالنبوة إنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب»، بمعنى أنّ الشمس إذا تجللّها السحاب في النهار منع ظهورها، فهل معنى هذا أنّ النهار يصير ليلاً؟

لا، هل معنى هذا أنّ أشعة الشمس لا تنفع البشر؟ بل تنفع، حتماً تنفع فالفرق واضح بين الليل الذي لا توجد فيه شمس وبين النهار الذي توجد فيه شمس لكن الشمس محجوبة، فلا بد أن تعطي ضوءها ولا بد أن تعطي إشعاعاتها وحرارتها والناس ينتفعون.

ولذلك يقول الشاعر:

يا غائباً لم تغب عنّا رعايته                 ولا يزال بعين اللّطف يرعانا

بظله وهو محجوب منافعه                  مثاله الشمس عند السحب تغشانا

فيقول النبي الكريم: ويستضيئون بنور ولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه _ يعني هو علم عن المستقبل بهذا التفصيل _ فاكتمه إلاّ عن أهله.(29)

لأن هذا الشخص الذي لا يؤمن بقول النبي في حق وصيّه علي عليه السلام ويخرج عليه ويحاربه، أو يعتقد بأعداء الله أنهم خلفاء على الحق، كيف يتوقع منه أن يتعرّف على قضية الإمام المهدي وما سيجري له في مستقبل الزمان؟

هناك حديث يلفت النظر يا إخوان، وعلينا أن نأخذ به وأن نؤكّد هذا الحديث على أعمالنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون مصداقاً أو مصاديق لهذا الحديث الشريف. الإمام زين العابدين عليه السلام يقول لأبي خالد الكابلي: (تمتد الغيبة لولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده. يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته _ أنا وأنت ومن سبقنا في أيام الغيبة ومن سيأتي بعدنا _ إن أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره، أفضل أهل كل زمان لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة).(30)

إقرأ قلبك أيها المؤمن. ما هي عقيدتك في الإمام المهدي؟ هل تؤمن بوجوده وتستنجد به وتندبه وتبكي وتطلب منه أن يعجّل في ظهوره وتدعو له وتطلب منه أن يدعو لك؟ كل هذه حقائق تدل على الإيمان الذي في قلبك أيها المؤمن.

ثم ولاية الفقيه ما معناها! نحن ملزمون أن نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله، وملزمون أن نطيع الأوصياء من بعده. ولما جاءتنا روايات عن الأئمة عليهم السلام تؤكد على لزوم طاعة واتباع العلماء مع الأوصاف الضرورية من علم وورع وتقوى ومخالفة للهوى..إلى آخره، و(الراد عليهم كالراد عليّ والراد عليّ كالراد على الله).(31)

فولاية الفقيه ما كانت إلى هذه الدرجة قبل عشرات السنين أصلاً. انظر أيها الأخ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (لو وجدت أربعين ذوي عزم لنهضت).(32)

الحسين عليه السلام على عظمته ابن رسول الله، قرّة عين النبي، قرّة عين الزهراء، صحابي، وفي نفس الوقت هو من أقرب الأقربين إلى رسول الله، مع هذا لما استنجد الناس واستنصرهم حصل على (72) ناصراً.

كذلك الأئمة الباقون كانوا في قلّة من الأنصار.

ويأتي رجل من تلامذة الأئمة يحمل شيئاً من علم الأئمة. يأتي رجل يمثّل المرجعية، فيأتي بولاية الفقيه والناس تطيعه وتقتل بين يديه، وتتعشّقه وتفدي نفسها لما يقول، معنى هذا أنّ هناك تطوّراً في العالم، وأنّ هناك تغيّراً في فكر الناس.

فإذن هذا هو الذي يقوله الإمام زين العابدين عليه السلام: «إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة».

فإذا كان نائب الإمام هكذا يطاع فإذا ظهر الإمام الحجة المنتظر كيف يطيعه الناس؟ وقد جعلتهم الرواية في ذلك الزمان، بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف. «أولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً».. اللهم اجعلنا منهم.

نعم أيها الأخ الكريم قضية الإمام الحجة المنتظر قضية واقعيّة. وإنّ الإمام المنتظر حق كما أنّ الجنة حق والنار حق والموت حق. كل هذه الأشياء حق. كما أن الإسلام حق (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) .(33)

في فرائد السمطين يقول شيخ الإسلام الجويني عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد)(34). لماذا كفر؟

لأن من جملة الأشياء التي تثبت صحة قول الرسول، الروايات الصحيحة التي تصل إلينا. فإذا وصلتنا رواية أخبرنا بها ثقة، أو كتبها عالم ثقة عن علماء إلى النبي، نأخذ بقوله. إذا كان الحديث متواتراً، إذا الأخبار متواترة، أي أنّ عشرات من الصحابة، عشرات من العلماء، عشرات الكتب تذكر قضية الإمام المهدي عجل الله فرجه بالتفصيل: شكله، طوله، أسنانه، عيونه، شعر رأسه، حواجبه، حركاته، عمره، أيام حكومته، قبل ظهوره، ماذا يجري بعد ظهوره، في أيام ظهوره. معالم حكومته، حتى الراية والسيف وما شابه ذلك.. إذا كان أحد ينكر هذا فمعناه أنه منكر لنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله، يعني يكذّب رسول الله والمكذّب لرسول الله فيما قال كافر.

إخواني: ما أكّد النبي على شيء كتأكيده على شيئين: قضية الحسين بالتفصيل، وقضية الإمام المهدي المنتظر. كل ذلك حتى تكون الحجة له علينا فلا نقول: لم نسمع، لم نعرف، هذا شيء مستبعد، غير ممكن. هذا كله تهرب من الواقع، لأن الله ألزمنا الحجة وعلينا أن نعترف مذعنين.

هناك بعض الأشياء يجب الاعتقاد بها بصورة إجمالية وليس من الضرورة التفصيل كإجمالية عذاب القبر، إجمالي المعراج، وغيره. هناك آيات وهناك أحاديث تؤكد وجود الإمام المهدي واستمرار وجوده كما في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)(35) من جملة الافتراق ماذا؟ افتراق الزمان، أي أنّه إذا كان في زمانٍ ما القرآن موجود، والحمد لله القرآن لم يهمل ولم يترك، لم يأتِ زمان لا وجود للقرآن فيه، من يوم بعثة النبي وإلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(36) والذكر هو القرآن. فإذاً القرآن موجود في كل زمان. فإذا قال القائل: ما ولد الإمام في زمن العسكري، ولا يوجد إمام إلى آخر الزمان، إذا شاء الله تعالى يولد الحجة ثم يظهر. معناه في هذه الفترة من الزمان الذي مضى وهو مئات السنين، لا وجود لعِدل القرآن، فكيف تفسّر كلام النبي الذي أكد بضرس قاطع أنهما لن يفترقا، ومن جملة الافتراق، الافتراق الزماني وقد وقع الافتراق حسب ادعاء القائل، وهو عين ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وهذا يدل على أنهم عليهم السلام لا يفترقون عن القرآن الكريم. وما دام للقرآن وجود فلابدّ لله من حجة.

بالإضافة إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية)(37) ولا يمكن أن يكلّف النبي الناس بما لا يطيقون، فلابد من وجود إمام في كل زمان تجتمع فيه صفات العصمة والعلم وغير ذلك. وليس الإمام أيّاً كان يأتي ويصير إماماً، لا، وإنما إمام معصوم فيه كل شرائط العصمة، وكل شرائط الإمامة. فهو مرجع الناس وهو السبب بين السماء والأرض، وهو واسطة الفيض الإلهي. والله سبحانه وتعالى به يحفظ العباد والبلاد.

على كل حال نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل في فرج إمامنا، لأنّ الأحاديث التي تتحدث عن مقدمات ظهور الإمام عليه السلام كثير من هذه الأحاديث طبّقت، وتحققت كثير من التنبؤات، وكثير من الأخبار. ومن غير الممكن أن ينهض الإمام الحجة المنتظر ولم تكن هناك قاعدة شعبية مؤمنة تتعاون معه.

فمع كثرة الظلم والجور في العالم، لكن مع هذا كله لا بد من قاعدة شعبية، لا بد من قاعدة مؤمنة تتعاون مع الإمام حتى يظهر عليه السلام.

وهذه الظاهرة التي ترونها في انبثاق فجر الدولة الإسلامية الفتية، وفي ظهور المؤمنين الذين يدعون إلى الإسلام عالمياً. وفي الحديث عن أهل البيت: (لتعطفنّ الدنيا عطف الناقة الضروس على أهلها)(38) وهذه العلامات ظاهرة.

واعتقد أن لا وقت لي حتى أتحدّث عن هذا الموضوع. ولكن انظروا اليوم وارجعوا إلى الوراء، إلى قبل مئة سنة أو قبل خمسين سنة هل في أوربا، في أمريكا، في أفريقيا، في استراليا، كانت مجالس حسينية ومجالس يذكر فيها أهل البيت عليهم السلام؟ هل كان الناس يتحدّثون عن حق أهل البيت كما يتحدث اليوم؟ حتى بعض من كان عدوّاً لأهل البيت قبل حين؟ إقرأ كتب التيجاني واقرأ كتاب إدريس الحسيني ( لقد شيعني الحسين) واقرأ كتب أحمد يعقوب وغيرها.

لقد انتبه الناس إلى حق أهل البيت عليهم السلام وأخذوا يكتبون عنهم. وفي لندن إذاعة خاصّة هناك، اسمها إذاعة كل العرب. جاءتني من هذه الإذاعة مجموعة من محاضرات ألقاها الدكتور التيجاني وغيره. وبكل صراحة يحملون على أعداء أهل البيت بشكل صريح.

حتى أن الإمام الصادق عليه السلام ما كان يستطيع أن يتحدث بهذه الصراحة على مستوى إذاعة وعلى مستوى جمهور، يتحدّث عن ظلامة أهل البيت.

واليوم أيها الإخوة الكرام نرى شراسة الوهابيين، وشراسة الاستعمار، وأذناب الاستعمار، كل ذلك بسبب قوتنا. لو أنّ العدو رأى فينا ضعفاً لأهملنا.

ولكنه يرى فينا قوّة وتحركاً، بعد أن مددنا أيدينا إلى السيوف، إلى السلاح، وإذا بالإمام الخميني رضوان الله عليه ينهض فيعطينا عزة، ويعطي الإسلام عزة وكرامة، ويأمرنا بالجهاد والفداء والشهادة لإعلاء كلمة الحق. وقام المسلمون في العراق وفي إيران وفي لبنان وفي مناطق أخرى من العالم يهتفون باسم الإسلام. وكثير منهم يهتف باسم علي وأبنائه الطاهرين، ويعترف بالإمام المهدي المنتظر. هذه بادرة طيبة يا إخواني.

إقرأ ما تنشره الصحف عن الكتب الإسلامية التي تباع في معارض الكتب في العالم _ من باب المثال لا الإحصاء والاستقراء _ في العام الماضي في تونس أقيم معرض للكتاب هناك وقد نشرت الجرائد بعد ذلك أن أول كتاب ضرب الرقم القياسي في البيع هو كتاب آية الله العظمى الشهيد الصدر «فلسفتنا» ثم «اقتصادنا» ثم «البنك اللاّربوي» معنى هذا أن الناس تتعشق العلم، وأن الناس أخذت تتعرّف على علماء الشيعة بعدما كانوا يكفّرونهم. وأن الناس أخذت تفتح أبواب عقولها وقلوبها على أهل البيت، وشيعة أهل البيت، ليأخذوا منهم المعين الصافي والمعدن النقي. وكل هذه مقدمات حتى يتعرّف العالم على الإمام المنتظر عجل الله فرجه.

أخي أسألك كيف تفسر هذا الحديث القائل: بأن الإمام الحجة المنتظر، إذا ظهر نادى منادٍ من السماء: قد ظهر المهدي والناس تقام عليهم الحجة.(39) قبل خمسين سنة كيف كان الناس يفسّرون هذا الحديث؟ فلو نادى مليون مرّة، من أين يفهم الأوربيون والأمريكيون من هو المهدي؟ ومن أين يعرف باقي سكاّن العالم؟

ولكن بعد هذا المخاض، بعد هذه الحرب، بعد هذه الانتفاضة، بعد هذه الصحوة، بعد هذه النهضة الإسلامية العظيمة، والتقارير التي تصل إلى القوم، فأخذوا يتحدثون عن الشيعة: من هم الشيعة؟ وما هي معتقداتها؟ إنهم يكتبون الآن أطروحات دكتوراه، أذكر امرأة إيطالية كتبت أطروحة وأخذت دكتوراه في أدعية الإمام الصادق عليه السلام ، ما أظن أحداً من الشيعة كتب عن أدعية الإمام الصادق.

وأخذ دكتوراه.

تعرف الآن البحوث عن الشيعة وبحوث عن معتقداتهم على قدمٍ وساق في العالم.

وأن بعض الجرائد تتحدث عن علماء الشيعة وترسم صورة لآية الله العظمى فلان، ثم آية الله فلان ثم حجة الإسلام، وهكذا تتبنى صحيفة يابانية وصحف متعددة دراسة معمّقة عن الشيعة.

فعلى كل حال إخواني الكرام إنها نعمة من الله. وعلينا أن نستجيب لنعمة الله ونشكر الله تعالى، ونقرأ معاً: اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الهوامش:

 (1) نهج البلاغة ج4: 37.

(2) البقرة، الآية: 30.

(3) النساء، الآية: 163.

(4) النساء، الآية: 165.

(5) الكافي للكليني ج1: 16.

(6) عوالي اللئالي لابن أبي جمهور ج4: 100. وبحار الانوار  ج1: 97.

(7) القصص، الآية: 47.

(8) طه، الآية: 134.

(9) الإسراء، الآية: 15.

(10) المستدرك للحاكم ج3: 477.

(11) البداية والنهاية لابن كثير ج5: 228 وج7: 386.

(12) كمال الدين وتمام النعمه للصدوق، ص253.

(13) كمال الدين وتمام النعمة، ص331.

(14) العنكبوت، الآية: 14.

(15) الصافات، الآية: 144.

(16) الحجر، الآية 36 _ 37.

(17) ينابيع المودة للقندوزى ج3: 238 و399، كمال الدين للصدوق ص253.

(18) العنكبوت، الآية: 2.

(19) الحجرات، الآية: 13.

(20) آل عمران، الآية: 59.

(21) كمال الدين للصدوق ص253.

(22) بصائر الدرجات للصفار ص508.

(23) مقتضب الأثر للجوهري ص15.

(24) كفاية الأثر للخزاز القمي ص227.

(25) العنكبوت، الآية: 32.

(26) القدر، الآية: 4.

(27) الزمر، الآية: 42.

(28) السجدة، الآية: 11.

(29) إكمال الدين وإتمام النعمة: 253.

(30) اعلام الورى للطبرسي ج2: 196، وكمال الدين للصدوق ص320.

(31) راجع مستند الشيعة للنراقي ج17، 52 والخرائج والجرائح للراوندي ج1: 174، وغيرها....

(32) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2: 47.

(33) التوبة، الآية: 33.

(34) فرائد السمطين ج2: 334 ح585.

(35) مسند احمد ج3: 14، 26، 59... وسنن الترمذي ج5: 329، والمستدرك للحاكم ج1: 93، ج3: 109.

(36) الحجر (15): الآية 9.

(37) الكافي للكليني ج1: 377، المحاسن للبرقي ج1: 92، وكمال الدين للصدوق ص409.

(38) نهج البلاغة ج4: 47، ولفظه:"لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها".

(39) راجع ينابيع المودة للقندوزى ج3: 221 ولفظه: ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عج) مناد ينادي ألا إن صاحب الزمان قد ظهر... فلا يبقي راقد إلاّ قام... وأيضاً ص297، وفيه: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه...