حدثنا أبوجعفر محمد بن عيسى بن أحمد الزرجي قال: رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد، في شارع السوق، و ذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبوجعفر اسمه، وكنت اصلي فلما سلمت قال لي: أنت قمي أوزائر؟ (1) قلت: أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: تعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة؟
فقلت: نعم؟ فقال: أنا من ولده.
قال: كان لي أب وله أخوان، وكان أكبر الاخوين ذامال، ولم يكن للصغير مال، فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ست مائة دينار فقال الاخ الكبير: أدخل على الحسن بن علي بن محمد الرضا (عليهم السلام) وأسأله أن يلطف للصغير لعله أن يرد مالي فانه حلو الكلام فلما كان وقت السحر بدالي عن الدخول على الحسن ابن علي (عليهما السلام) وقلت: أدخل على أسباس التركي صاحب السلطان و أشكو إليه.
قال: فدخلت على أسباس التركي وبين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاءني رسول الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: أجب ! فقام معه فلما دخل على الحسن قال له: كان لك إلينا أول الليل حاجة ثم بدالك عنها وقت السحر، اذهب فان الكيس الذي اخذ من مالك رد، ولا تشك أخاك وأحسن إليه وأعطه، فان لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلامه يخبره بوجود الكيس.
قال أبوجعفر الزرجي: فلما كان من الغد، حملني الهاشمي إلى منزله و أضافني ثم صاح بجارية وقال: يا غزال أو يازلال، فاذا أنا بجارية مسنة فقال لها:
يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل والمولود، فقالت: كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي: ادخلي إلى دار الحسن بن علي (عليهما السلام) فقولي لحكيمة تعطينا شيئا يستشفي به مولودنا.
فدخلت عليها فسألتها ذلك: فقالت حكيمة: ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي (عليه السلام) فاتيت بالميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي وكحلت به المولود، فعوفي وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه.
قال أبوجعفر الزرجي: فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن يرهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن الهاشمي فقال: قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان (2).
بيان: قوله " أوزائر " لعل الهمزة للاستفهام دخلت على واو العاطفة أي أو أنت جئت للزيارة أو كلمة " أو " للاضراب بمعنى بل، قوله " فلما كان وقت السحر بدالي " هذا كلام الرواي، وقوله " فقام " رجوع إلى سياق أول الكلام.
2 ـ قب (3) يج (4) غط: عمرو بن محمد بن ريان (5) الصيمري قال:
دخلت على أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر وبين يديه رقعة أبي محمد (عليه السلام) فيها " إني نازلت الله في هذا الطاغي يعني المستعين (6) وهو آخذه بعد ثلاث " فلما كان اليوم الثالث خلع، وكان من أمره ماكان إلى أن قتل (7).
توضيح قال الجزري: فيه نازلت ربي في كذا أي راجعته وسألته مرة بعد مرة، وهو مفاعلة من النزول عن الامر، أو من النزال في الحرب، وهو تقابل القرنين.
سعد، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي محمد (عليه السلام) فقال: إذا قام القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي: لاي معنى هذا؟ فأقبل علي فقال: معنى هذا أنها محدثة مبتدعة، لم يبنها نبي ولا حجة (8).
من كتاب أحمد بن محمد بن عياش، عن العطار، عن سعد والحميري معا عن الجعفري مثله (9).
سعد عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: من الذنوب التي لاتغفر قول الرجل ليتني لا اؤ اخذ إلا بهذا، فقلت في نفسي: إن هذا لهوالدفيق، ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شئ فأقبل علي أبومحمد (عليه السلام) فقال: يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا، في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الاسود (10)
5 ـ غط: سعد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد قال:
أخبرني أبوالهيثم بن سبانه أنه كتب إليه لما أمر المعتز بدفعه إلى سعيد الحاجب عند مضيه إلى الكوفة وأن يحدث فيه ما يحدث به الناس بقصر ابن هبيرة " جعلني " الله فداك، بلغنا خبر قد أقلقنا وأبلغ منا " فكتب إليه (عليه السلام) بعد ثالث يأتيكم الفرج فخلع المعتز اليوم الثالث (11).
عن التلعكبري رحمه الله قال: كنت في دهليز أبي علي محمد بن همام رحمه الله على دكة إذمر بناشيخ كبير عليه دارعة، فسلم على أبي علي ابن همام فرد (عليه السلام) ومضى، فقال لي: أتدري من هو هذا؟ فقلت: لافقال لي: هذا شاكرى لسيدنا أبي محمد (عليه السلام) أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا؟
قلت: نعم، فقال لي: معك شئ تعطيه؟ فقلت له: معي درهمان صحيحان، فقال:هما يكفيانه.
فمضيت خلفه فلحقته فقلت له: أبوعلي يقول لك تنشط للمصير إلينا؟ فقال:
نعم، فجئنا إلى أبي علي بن همام فجلس إليه فغمزني أبوعلي أن أسلم إليه الدرهمين فقال لي: ما يحتاج إلى هذا، ثم أخذهما فقال له أبوعلي بن همام يا باعبدالله محمد ! حدثنا عن أبي محمد بما رأيت.
فقال: كان استاذي صالحا من بين العلويين لم أرقط مثله، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكي وأزرق، قال: وكان يركب إلى دار الخلافه بسر من رأى في كل اثنين وخميس قال: وكان يوم النوبة يحضر من الناس شئ عظيم، و يغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة، فلا يكون لاحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم.
قال: فاذا جاء استاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لايحتاج أن يتوقى من الدواب نحفه ليز حمها ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فاذا أراد الخروج و صاح البوابون: هاتوا دابة أبي محمد، سكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.
وقال الشاكري: واستدعاه يوما الخليفة وشق ذلك عليه وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده على مرتبته، من العلويين والهاشميين، فركب ومضى إليه، فلما حصل في الدار قيل له: إن الخليفة قد قام ولكن اجلس في مرتبتك أو انصرف قال: فانصرف وجاء إلى سوق الدواب وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير.
فلما دخل إليها سكن الناس، وهدأت الدواب قال: وجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب قال: فجئ له بفرس كبوس لايقدر أحد أن يدنومنه قال:
فباعوه إياه بوكس، فقال لي: يا محمد قم فأطرح السرج عليه قال: فقلت: إنه لايقول لي ما يؤذيني، فحللت الحزام، وطرحت السرج فهدأ ولم يتحرك وجئت به لامضي به فجاء النخاس فقال لي: ليس يباع، فقال لي: سلمه إليهم، قال:
فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتة ذهب منه منهمزما.
قال: وركب ومضينا فلحقنا النخاس فقال: صاحبه يقول أشفقت أن يرد فان كان علم ما فيه من الكبس فليشتره فقال له استاذي قد علمت، فقال: قد بعتك فقال لي: خذه فأخذته فجئت به إلى الاصطبل فما تحرك ولا آذاني ببركة استاذي.
فلما نزل جاء إليه وأخذ اذنه اليمنى فرقاه ثم أخذ اذنه اليسرى فرقاه فوالله لقد كنت أطرح الشعير له فأفرقه بين يديه، فلا يتحرك، هذا ببركة استاذي.
قال أبومحمد: قال أبوعلي بن همام: هذا الفرس يقال له الصؤل (12) قال:
يرجم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ويقوم على رجليه ويلطم صاحبه.
قال محمد الشاكري: كان استاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ما كان يشرب هذا النبيذ، كان يجلس في المحراب ويسجد فأنام وأنتبه وأنام وهو ساجد، وكان قليل الاكل، كان يحضره التين والعنب والخوخ وماشا كله، فيأكل منه الواحدة والثنتين ويقول: شل هذا يا محمد إلى صبيانك، فأقول هذاكله؟ فيقول خذه ما رأيت قط أسدى منه (13).
بيان: قال الفيروز آبادي صفة الدار والسرج معروف (14) وقال البزيون كجرد حل وعصفور السندس، وقوله " نحفه ليزحمها " لعله بيان للتوقي أي كان لا يحتاج إلى ذلك، والاحتمال الاخر ظاهر " والكبوس " لعله معرب جموش ولم أظفرله في اللغة على معنى يناسب المقام (15) ويحتمل أن يكون كيوس بالياء المثناة من الكيس خلاف الحمق فان الصعوبة وقلة الانقياد يكون غالبا في الانسان مع الكياسة، وأبومحمد كنية للتلعكبري قوله " شل هذا " أي ارفعه ويقال: أسدى إليه أي أحسن.
الفزاري عن محمد بن جعفر بن عبدالله، عن محمد بن أحمد الانصاري قال: وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبرهيم المدني إلى أبي محمد (عليه السلام) قال كامل: فقلت في نفسي أسأله لايدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي؟
قال: فلما دخلت على سيدي أبي محمد، نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب؟ ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله، فقال متبسما: يا كامل وحسر ذراعيه فاذا مسح أسود خشن على جلده، فقال: هذا لله وهذا لكم، تمام الخبر.
8 ـ قب، يج: قال أبوهاشم: ما دخلت قط على أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام) إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا، فدخلت على أبي محمد وأنا اريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به، فجلست وأنسيت ما جئت له، فلما أردت النهوض رمى إلي بخاتم، وقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما وربحت الفص والكرى، هناك الله (16).
عم: من كتاب ابن عياش بالاسناد المتقدم مثله (17).
9 ـ يج: قال أبوهاشم قلت في نفسي: أشتهي أن أعلم مايقول أبومحمد في القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوق؟ فأقبل علي فقال: أما بلغك ما روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) لما نزلت قل هوالله أحد خلق لها أربعة ألف جناح، فما كانت تمر بملاء من الملائكة إلا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى (18).
10 ـ قب، يج: عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت في الحبس مع جماعة فحبس أبومحمد (عليه السلام) وأخوه جعفر فخففنا له وقبلت وجه الحسن، وأجلسته على مضربة كات عندي، وجلس جعفر قريبا منه فقال جعفر: واشيطناه، بأعلى صوته يعني جارية له، فضجره أبومحمد وقال له: اسكت وإنهم رأوا فيه أثر السكر (19)
وكان المتولي حبسه صالح بن وصيف وكان معنا في الحبس رجل جمحي يدعي أنه علوي فالتفت أبومحمد وقال: لولا أن فيكم من ليس منكم لا علمتكم متى يفرج الله عنكم وأومأ إلى الجمحي فخرج، فقال أبومحمد هذا الرجل ليس منكم فاحذروه فان في ثيابه قصة قد كتبهاإلى السلطان يخبره بماتقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة، ويعلمه أنا نريد أن ننقب الحبس ونهرب (20).
وقال أبوهاشم: كان الحسن يصوم فاذا أفطر أكلنا معه وما كان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة، فضعفت يوما عن الصوم فأفطرت في بيت آخر على كعكة، وما شعربي أحد، ثم جئت فجلست معه، فقال لغلامه: أطعم أباهاشم شيئا فانه مفطر فتبسمت، فقال: مماتضحك يا أبا هاشم إذا أردت القوة فكل اللحم فان الكعك لاقوة فيه، فقلت: صدق الله ورسوله وأنتم عليكم السلام فأكلت فقال: أفطر ثلاثا فان له المنة لاترجع لمن أنهكه الصوم في أقل من ثلاث.
فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال: ياسيدي أحمل فطورك، قال: احمل وما أحسبنا نأكل منه، فحمل الطعام الظهر، وأطلق عنه العصر، وهوصائم، فقالوا: كلوا هداكم (21) الله (22).
عم: من كتاب أحمد بن محمد بن عياش، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم، عن أبي هاشم الجعفري مثله (23).
بيان: " فخففناله " أي أسرعنا إلى خدمته، وفي بعض النسخ " فحففنا به " بالحاء المهملة من قولهم حفه أي أطاف به، " والجونة " الخابية مطلية بالقار، و " المنة " بالضم القوة.
11 ـ قب (24) يج: قال أبوهاشم سأله الفهفكي ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخد الرجل سهمين؟ قال: لان المرأة ليس لها جهاد ولانفقة.
ولاعليها معقلة (25) إنما ذلك على الرجال فقلت في نفسي: قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجا سأل أبا عبدالله (عليه السلام) عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب.
فأقبل (عليه السلام) علي فقال: نعم هذه مسألة ابن أبي العوجا (26) والجواب منا واحد إذا كان معنى المسألة واحدا، جرى لاخرنا ما جرى لاولنا، وأولنا وآخرنا في العلم والامر سواء، ولرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (27).
كشف: من دلائل الحميري، عن الجعفري مثله (27)
عم: من كتاب ابن عياش بالاسناد المذكور مثله (28).
12 ـ يج: قال أبوهاشم: سمعت أبا محمد يقول: إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لا] يحيط على العباد حتى يقول أهل الشرك " والله ربنا ما كنا مشركين " (29)
فذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرأ " إن الله يغفر الذنوب جميعا " (31) فقال الرجل ومن أشرك، فأنكرت ذلك، وتنمرت للرجل، فأنا أقول في نفسي إذا أقبل علي (عليه السلام) فقال: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرما دون ذلك لمن يشاء " (32) بئسما قال هذا، وبئسما روى (33)
13 ـ قب (34) يج: قال أبوهاشم: سأل محمد بن صالح أبا محمد (عليه السلام) عن قوله تعالى: " لله الامر من قبل ومن بعد " (35) فقال (عليه السلام): له الامر من قبل أن يأمربه، وله الامر من بعد أن يأمر به بما يشاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله " ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين " (36) فأقبل علي فقال: هوكما أسررت في نفسك " ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين " قلت: أشهد أنك حجة الله وابن حجته في خلقه (37)
14 ـ يج: قال أبوهاشم: سأله محمد بن صالح عن قوله تعالى " يمحوالله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " (38) فقال: هل يمحو إلا ماكان؟ وهل يثبت إلا مالم يكن؟ فقلت في نفسي هذاخلاف قول هشام بن الحكم إنه لايعلم بالشئ حتى يكون، فنظر إلي فقال: تعالى الجبار الحاكم العالم بالاشياء قبل كونها قلت: أشهد أنك حجة الله (39).
15 ـ قب: قال أبوهاشم: خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟
فقال أبومحمد (عليه السلام): يا أبا هاشم الله خالق كل شي ء وما سواه مخلوق (40).
16 ـ قب (41) يج: قال أبوهاشم رحمه الله: سمعته يقول إن في الجنة بابا يقال له المعروف، لايدخله إلا أهل المعروف، فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس، فنظر إلي وقال: نعم، فدم على ما أنت عليه، فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الاخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم و رحمك (42).
كشف: من دلائل الحميري عن الجعفري مثله (43).
عم: من كتاب ابن عياش بالاسناد المتقدم مثله (44).
17 ـ يج: قال أبوهاشم: أدخلت الحجاج بن سفيان العبدي على أبي محمد (عليه السلام) فسأله المبايعة، قال: ربما بايعت الناس فتواضعتهم المواضعة إلى الاصل، قال: لابأس، الدينار بالد ينارين، معها خرزة، فقلت في نفسي: هذا شبه ما يفعله المربيون فالتفت إلي فقال: إنما الربا الحرام ما قصدته، فاذا جاوز حدود الربا وزوي عنه فلا بأس، الدينار بالد ينارين، يدا بيد، ويكره أن لايكون بينهما شئ يوقع عليه البيع (45)
18 ـ يج: روي عن أبي هاشم أنه سأله عن قوله تعالى: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات باذن الله " (46) قال: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذين لايقر بالامام، المقتصد العارف بالامام، والسابق بالخيرات الامام، فجعلت افكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد (صلى الله عليه وآله) وبكيت فنظر إلى وقال: الامر أعظم مما حدثت به نفسك، من عظم شأن آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذ ادعى كل اناس بامامهم إنك على خير (47).
كشف: من دلائل الحميري عن الجعفري مثله (48).
19 ـ يج: عن أبي هاشم الجعفري قال: لمامضى أبوالحسن (عليه السلام) صاحب العسكر اشتغل أبو محمد ابنه بغسله وشأنه وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرهما، فلما فرغ أبومحمد من شأنه صار إلى مجلسه، فجلس، ثم دعا اولئك الخدم، فقال: إن صدقتموني فيما أسألكم عنه، فأنتم آمنون من عقوبتي وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم و عاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه مني.
ثم قال: يافلان أخذت كذاوكذا وأنت يافلان أخذت كذاوكذا، قالوا:
نعم، قالوا فردوه، فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه، حتى رد واجميع ما أخذوه (49).
20 ـ يج: روى أبوهاشم أنه ركب أبومحمد (عليه السلام) يوما إلى الصحراء فركبت معه، فبينما يسير قدامي، وأنا خلفه، إذ عرض لي فكر في دين كان علي قد حان أجله فجعلت افكر في أي وجه قضاؤه، فالتفت إلي وقال: الله يقضيه ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الارض فقال: يا أبا هاشم انزل فخذ واكتم فنزلت وإذا سبيكة ذهب، قال: فوضعتها في خفي وسرنا.
فعرض لي الفكر فقلت: إن كان فيها تمام الدين وإلا فاني ارضي صاحبه بها، ويجب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها فالتفت إلي ثم انحنى ثانية فخط بسوطه مثل الاولى ثم قال: انزل وخذ واكتم قال: فنزلت فاذا بسبيكة (50) فجعلتها في الخف الاخر وسرنا يسيرا ثم انصرف إلى منزله وانصرف إلى منزلي.
فجلست وحسبت ذلك الدين، وعرفت مبلغه، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ثم نظرت مانحتاج إليه لشتوتي من كل وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدمنه على الاقتصاد بالانقتير ولا إسراف ثم وزنت سبيكة الفضة فخرجت على ما قدرته ما زادت ولانقصت.
21 ـ يج: حدث بطريق متطبب بالري (51) قد أتى عليه مائة سنة ونيف وقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل، وكان يصطفيني فبعث إليه الحسن ابن علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام) أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده فاختارني وقال: قد طلب مني ابن الرضا من يفصده، فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء، فاحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به.
فمضيت إليه فأمرني إلى حجرة وقال: كن إلى أن أطلبك، قال: وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد، فدعاني في وقت غير محمود له، و أحضر طستا عظيما ففصدت الاكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلا الطست، ثم قال لي: اقطع فقطعت وغسل يده وشدها، وردني إلى الحجرة، وقدم من الطعام الحار والبارد شئ كثير، وبقيت إلى العصر ثم دعاني فقال: سرح ! ودعا بذلك الطست فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلا الطست فقال: اقطع فقطعت وشديده وردني إلى الحجرة، فبت فيها.
فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطست، وقال: سرح فسرحت، فخرج مثل اللبن الحليب إلى أن امتلا الطست، فقال: اقطع فقطعت فشديده، وقدم لي بتخت ثياب وخمسين دينارا، وقال: خذ هذا وأعذر وانصرف فأخذت وقلت: يأمرني السيد بخدمة؟ قال نعم، تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول ! فصرت إلى بختيشوع، وقلت له القصة فقال: اجتمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الانسان سبعة أمناء من الدم (52) وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا، وأعجب ما فيه اللبن، ففكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرء الكتب على أن نجد لهذه القصة ذكرا في العالم، فلم نجد ثم قال: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول، فكتب إليه كتابا يذكرفيه ماجرى.
فخرجت وناديته فأشرف علي وقال: من أنت؟ قلت: صاحب بختيشوع، قال:
معك كتابة؟ قلت: نعم فأرخى لي زنبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته فقال: أنت الرجل الذي فصدت؟ قلت: نعم، قال: طوبى لامك وركب بغلا ومر.
فوافينا سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه قلت: أين تحب؟ دار استاذنا أو دار الرجل، فصرنا إلى بابه، قبل الاذان، ففتح الباب وخرج إلينا غلام أسود وقال: أيكما راهب دير العاقول؟ فقال: أنا جعلت فداك، فقال: انزل، وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلتين وأخذ بيده ودخلا.
فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ثم خرج الراهب، وقد رمى بثياب الرهبانية، ولبس ثيابا بيضا وقد أسلم، فقال: خذبي الان إلى دار استاذك فصرنا إلى دار بختيشوع فلما رآه بادر يعدو إليه ثم قال: ما الذين أزالك عن دينك؟ قال:
وجدت المسيح، فأسلمت على يده، قال: وجدت المسيح؟ ! قال: أو نظيره فان
هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح، وهذا نظيره في آياته وبراهينه ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلى أن مات (53).
22 ـ يج: روى أحمد بن محمد، عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال:
حججت سنة فدخلت على أبي محمد (عليه السلام) بسرمن رأى، وقد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال، فأردت أن أسأله إلى من أدفعه؟ فقال قبل أن أقول ذلك:
ادفع مامعك إلى المبارك خادمي.
قال: ففعلت وخرجت وقلت: إن شيعتك بجرجان يقرءون عليك السلام قال: أو لست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلى قال: فانك تصير إلى جرجان من يومك هذا إلى مائة وسبعين يوما وتدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الاخر في أول النهار فأعلمهم أني اوافيهم في ذلك اليوم في آخر النهار وامض راشدا فان الله سيسلمك ويسلم مامعك، فتقدم على أهلك وولدك، ويولد لولدك الشريف ابن فسمه الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف وسيبلغ الله به ويكون من أوليائنا.
فقلت: يا ابن رسول الله إن إبراهيم بن إسماعيل الجرحاني هومن شيعتك كثير المعروف إلى أوليائك يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم، وهو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان، فقال: شكر لله لابي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صنيعه إلى شيعتنا، وغفرله ذنوبه، ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد فانصرفت من عنده وحججت فسلمني الله حتى وافيت جرحان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الاخر على ماذكره (عليه السلام) وجاءني أصحابنا يهنؤني فوعدتهم أن الامام (عليه السلام) وعدني أن يوافيكم في آخر هذااليوم فتأهبوا لما تحتا جون إليه، واغدوا في مسائلكم وحوائجكم كلها.
فلما صلوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في داري، فوالله ما شعرنا إلا وقد وافانا أبومحمد (عليه السلام) فدخل إلينا ونحن مجتمعون فسلم هو أو لا علينا، فاستقبلناه وقبلنا يده، ثم قال: إني كنت وعدت كنت وعدت جعفر بن الشريف أن اوافيكم في آخر هذا اليوم، فصليت الظهر والعصر بسر من رأى، وصرت إليكم لاجدد بكم عهدا وها وأنا قد جئتكم الان، فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها.
فأول من ابتدأ المسألة النضر بن جابر قال: يا ابن رسول الله إن ابني جابرا اصيب ببصره منذ شهر فادع الله له أن يرد إليه عينيه، قال: فهاته فمسح بيده على عينيه فعاد بصيرا ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم وأجابهم إلى كل ما سألوه حتى قضى حوائج الجميع، ودعالهم بخير، فانصرف من يومه ذلك (54).
23 ـ قب (55) يج: روي عن علي (56) بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال: صحبت أبا محمد من دار العامة إلى منزله، فلما صار إلى الدار وأردت الانصراف، قال: أمهل، فدخل ثم أذن لي فدخلت فأعطاني مائتي دينار، وقال:
اصرفها في ثمن جارية فان جاريتك فلانة قد ماتت وكنت خرجت من المنزل و عهدي بهاأنشط ما كانت فمضيت فاذا الغلام قال: ماتت جاريتك فلانة الساعة، قلت:
ما حالها؟ قيل: شربت ماء فشرقت فماتت (57)
24 ـ قب (58) يج: روى الحسن بن ظريف أنه قال اختلج في صدري مسألتان وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد (عليه السلام) فكتبت أسأله عن القائم بم يقضي وأين مجلسه وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع، فأغفلت ذكر الحمى، فجاء الجواب:
سألت عن القائم إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليه السلام) ولايسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع فأنسيت فاكتب ورقة وعلقها على المحموم يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " فكتبت وعلقت على المحموم فبرأ (59).
عم (60) شا: ابن قولويه، عن الكليني (61) عن علي بن محمد، عن الحسن بن ظريف مثله (62).
25 ـ قب (63) يج: روي عن أحمد بن الحارث القزويني قال: كنت مع أبي بسر من رأى وكان أبي يتعاطى البيطرة في مربط أبي محمد، وكان عند المستعين بغل لم يرمثله حسنا وكبرا، وكان يمنع ظهره واللجام، وجمع الرواض فلم تكن لهم حيلة في ركوبه.
فقال له بعض ندمائه: ألا تبعث إلى الحسن بن الرضا حتى يجئ فإما أن يركبه وإما يقتله فبعث إلى أبي محمد (عليه السلام) ومضى معه أبي.
فلما دخل الدار نظر أبومحمد (عليه السلام) إلى البغل واقفا في صحن الدار، فوضع يده على كتفه، فعرق البغل ثم صار إلى المستعين فرحب به وقال: الجم هذا البغل فقال أبومحمد (عليه السلام) لابي: ألجمه فقال المستعين ألجمه أنت يا أبا محمد فقام أبومحمد فوضع طيلسانه فألجمه ثم رجع إلى مجلسه، فقال يا أبا محمد أسرجه، فقال أبومحمد لابي أسرجه، فقال المستعين: أسرجه أنت يا أبا محمد؟ فقام أبومحمد (عليه السلام) ثانية فأسرجه ورجع.
فقال: ترى أن تركبه؟ قال: نعم فركبه أبومحمد (عليه السلام) من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله عليه الهملجة (64) فمشى أحسن مشي، ثم نزل فرجع إليه فقال المستعين: قد حملك عليه أمير المؤمنين فقال أبومحمد لابي: خذه فأخذه وقاده (65).
شا: ابن قولويه، عن الكليني (66) عن علي بن محمد، عن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن الحارث مثله (67).
26 ـ قب (68) يج: روي عن علي بن زيد بن [علي بن] الحسين بن زيد ابن علي قال: كان لي فرس وكنت به معجبا اكثر ذكره في المجالس، فدخلت على أبي محمد (عليه السلام) يوما فقال: ما فعل فرسك؟ قلت: هوذا على بابك الان (69) فقال:
استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر لاتؤخر ذلك.
ودخل [علينا] داخل فانقطع الكلام، قال: فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي بذلك، فقال: لاأدري ما أقول في هذا؟ وشححت به (70).
فلما صليت العتمة جاءني السائس وقال: نفق فرسك الساعة، فاغتممت و علمت أنه عنى هذا بذلك القول.
ثم دخلت على أبى محمد (عليه السلام) [من الغد] وأقول في نفسي: ليته أخلف علي دابة (71) فقال قبل أن أتحدث بشئ: نعم نخلف عليك، يا غلام أعطه برذوني الكميت ثم قال: هذا أخير من فرسك وأطول عمرا وأوطأ (72).
عم (73) شا: ابن قولويه عن الكليني (74) عن علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد عن علي بن زيد بن علي بن الحسين مثله (75).
بيان: لعل أمره (عليه السلام) بالا ستبدال لمحض إظهار الاعجاز لعلمه بأنه لايفعل ذلك أو يقال لعله لم يكن يموت عند المشتري، أو أنه علم أن المشتري يكون من المخالفين.
27 ـ قب (76) يج: روى أبوهاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد (عليه السلام) ضيق الحبس وشدة القيد، فكتب إلي أنت تصلي الظهر في منزلك، فاخرجت عن السجن وقت الظهر، فصليت في منزلي (77).
وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار، وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي واطلبها تأتيك على ماتحب أن تأتيك (78)
عم (79) شا: روى إسحاق بن محمد النخعي، عن أبي هاشم مثله (80).
28 ـ قب (81) يج: روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) غير مرة يكلم غلمانه وغيرهم بلغاتهم وفيهم روم وترك وصقالبة، فتعجبت من ذلك وقلت هذا ولد بالمدينة، ولم يظهر لاحد حتى قضى أبوالحسن ولا رآه أحد فكيف هذا؟ احدث بهذا نفسي فأقبل علي وقال: إن الله بين حجته من بين سائر خلقه وأعطاه معرفة كل شئ فهو يعرف اللغات، والانساب والحوادث ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق (82).
عم (83) شا: ابن قولويه، عن الكليني (84) عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد الاقرع، عن أبي حمزة نصير الخادم مثله (85).
29 ـ يج: روي أن أبا محمد (عليه السلام) سلم إلى نحرير فقالت له امرأته: اتق الله فانك لاتدري من في منزلك؟ ـ وذكرت عبادته وصلاحه وإني أخاف عليك منه، فقال: لا رمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فاذن له، فرمي به إليها ولم يشكوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه قائما يصلي وهي حوله فأمر باخراجه (86).
30 ـ يج: روى أبوسليمان داود بن عبدالله قال: حدثنا المالكي عن ابن الفرات قال: كنت بالعسكر قاعدا في الشارع وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة فأقبل أبومحمد فارسا فقلت: تراني ارزق ولدا؟ فقال برأسه: نعم، فقلت: ذكرا؟ فقال برأسه: لا فولدت لي ابنة (87) كشف: من دلائل الحميري، عن جعفر بن محمد قال: كنت قاعدا وذكر نحوه (88).
31 ـ يج: روي أبوسليمان، عن علي بن يزيد المعروف بابن رمش قال:
اعتل ابني أحمد وركبت بالعسكر وهو ببغداد فكتبت إلى أبي محمد أسأله الدعاء فخرج توقيعه: أو ما علم أن لكل أجل كتابا؟ فمات الابن (89).
32 ـ يج: روى أبوسليمان المحمودي قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء بأن ارزق ولدا فوقع: رزقك الله ولدا وأصبرك عليه، فولد لي ابن ومات (90).
33 ـ يج: روي عن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله التبرك بأن يدعو أن ارزق ولدا من بنت عم لي، فوقع: رزقك الله ذكرانا فولد لي أربعة (91).
34 ـ يج: روي عن علي بن جعفر، عن حلبى (92) قال: اجتمعنا بالعسكر وترصدنا لابي محمد (عليه السلام) يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن علي أحد، ولا يشير إلي بيده ولا يومئ فانكم لاتؤمنون على أنفسكم، قال: وإلى جانبي شاب فقلت: من أين أنت؟ قال من المدينة، قلت: ما تصنع ههنا؟ قال: اختلفوا عندنا في أبي محمد (عليه السلام) فجئت لا راه وأسمع منه أو أرى منه دلالة ليسكن قلبي وإني لولد أبي ذر الغفاري.
فبينما نحن كذلك إذ خرج أبومحمد (عليه السلام) مع خادم له فلما حاذانا نظر إلى الشاب الذي بجنبي، فقال: أغفاري أنت؟ قال: نعم، قال: ما فعلت امك حمدوية، فقال: صالحة، ومر. فقلت للشاب: أكنت رأيته قط وعرفته بوجهه قبل اليوم؟ قال: لا، قلت: فينفعك هذا؟ قال: ودون هذا.
25 ـ يج: روى يحيى بن المر زبان قال: التقيت مع رجل من أهل السيب سيماه الخير (93) فأخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الامامة والقول في أبي محمد (عليه السلام) وغيره فقلت: لا أقول به أو أرى منه علامة، فوردت العسكر في حاجة فأقبل أبو محمد (عليه السلام) فقلت في نفسي متعنتا: إن مديده إلى رأسه، فكشفه ثم نظر ورده قلت به.
فلما حاذاني مد يده إلى رأسه فكشفه، ثم برق عينيه في ثم ردهما ثم قال: يايحيى ما فعل ابن عمك الذي تنازعه في الامامة؟ قلت: خلفته صالحا قال:
لا تنازعه ثم مضى.
36 ـ يج: روي عن ابن الفرات قال: كان لي على ابن عمي عشرة آلاف درهم فكتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لذلك فكتب إلى أنه راد عليك ما لك و هو ميت بعد جمعة قال: فرد علي ابن عمي مالي، فقلت: ما بدالك في رده وقد منعتنيه؟ قال: رأيت أبا محمد (عليه السلام) في النوم فقال: إن أجلك قددنا فرد على ابن عمك ماله (94).
37 ـ قب (95) يج: روي عن علي بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس بسرمن رأى في زمن الحسن الاخير (عليه السلام) فأمر الخليفة الحاجب، وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى ويدعون فما سقوا.
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب فلما مديده هطلت السماء بالمطر فشك أكثر الناس، وتعجبوا وصبوا إلى دين النصرانية، فأنفذ الخليفة إلى الحسن (عليه السلام) وكان محبوسا فاستخرجه من محبسه وقال: الحق امة جدك فقد هلكت فقال: إني خارج في الغد ومزيل الشك إنشاء الله تعالى.
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه وخرج الحسن (عليه السلام) (عليه السلام) في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب وقد مديده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعيه ففعل وأخذ من بين سبابتيه عظما أسود، فأخذه الحسن (عليه السلام) بيده ثم قال له: استسق الان، فاستسقى وكان السماء متغيما فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء.
فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ قال (عليه السلام): هذا رجل مربقبرنبي من الانبياء فوقع إلى يده هذا العظم، وما كشف من عظم نبي إلا وهطلت السماء بالمطر (96)
بيان: صبا إلى الشئ مال.
38 ـ يج: روى أبوسليمان قال: حدثنا أبوالقاسم الحبشي قال: كنت أزور العسكر في شعبان في أوله ثم أزور الحسين (عليه السلام) في النصف، فلما كان في سنة من السنين، وردت العسكر قبل شعبان، ظننت أني لا أزوره في شعبان.
فلما دخل شعبان قلت: لا أدع زيارة كنت أزورها، خرجت إلى العسكر وكنت إذا وافيت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة فلما كان في هذه المرة قلت:
أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها، وقلت لصاحب المنزل: احب أن لا تعلمهم بقدومي.
فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين وهو يتبسم متعجبا ويقول:
بعث إلي بهذين الدينار وقيل لي: ادفعهما إلى الحبشي وقل له: من كان في طاعة الله كان الله في حاجته (97)
39 ـ يج: روى إسحاق بن يعقوب، عن بذل مولى أبي محمد (عليه السلام) قال:
رأيت من رأس أبي محمد (عليه السلام) نورا ساطعا إلى السماء وهو نائم (98).
كشف: من كتاب الدلائل مثله (99).
40 ـ يج: روي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال: دخلت على أبي محمد (عليه السلام) يوما فاني جالس عنده إذا ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا، فتقلقلت لها، وما تكلمت بشئ ولا أظهرت ما خطر ببالي فقال أبومحمد:
محفوظة إنشاء الله فأتيت المنزل فردها إلي أخي (100).
كشف: من دلائل الحميري عن علي مثله (101).
41 ـ قب (102) يج: روي أبي العيناء محمد بن القاسم الهاشمي قال: كنت أدخل على أبي محمد (عليه السلام) فأعطش واجله أن أدعو بالماء فيقول: ياغلام اسقه، وربما حدثت نفسي بالنهوض فافكر في ذلك فيقول: ياغلام دابته (103).
42 ـ يج: روي عن أبي بكر الفهفكي قال: أردت الخروج بسر من رأى لبعض الاموروقد طال مقامي بها فغدوت يوم الموكب، وجلست في شارع أبي قطيعة ابن داود إذ طلع أبومحمد (عليه السلام) يريد دارالعامة فلما رأيته قلت في نفسي: أقول له: يا سيدي إن كان الخروج عن سرمن رأى خيرا فأظهر التبسم في وجهي.
فلما دنا مني تبسم تبسما جيدا فخرجت من يومي فأخبرني أصحابنا أن غريما كان له عندي مال قدم يطلبني ولو ظفر بي يهتكني لان ما له لم يكن عندي شاهدا. (104)
43 ـ يج: روي عن عمر بن أبي مسلم قال: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا ويبلغني عنه ما أكره، وكان ملاصقا لداري، فكتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء بالفرج منه، فرجع الجواب: أبشر بالفرج سريعا، ويقدم عليك مال من ناحية فارس، وكان لي بفارس ابن عم تاجر لم يكن له وارث غيري فجاءني ماله بعد مامات بأيام يسيرة.
ووقع في الكتاب: استغفر الله وتب إليه مما تكلمت به، وذلك أني كنت يوما مع جماعة من النصاب فذكروا أبا طالب حتى ذكروا مولاي فخضت معهم لتضعيفهم أمره، فتركت الجلوس مع القوم، وعلمت أنه أراد ذلك. (105)
44 ـ يج: روي عن الحجاج بن يوسف (106) العبدي قال: خلفت ابني بالبصرة عليلا وكتبت إلى أبي محمدا أسأله الدعاء لابني فكتب إلي: رحم الله ابنك إن كان مؤمنا قال الحجاج: فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب إلي أبومحمد بموته، وكان ابني شك في الامامة للاختلاف الذي جرى بين الشيعة (107).
كشف: من دلائل الحميري عن الحجاج مثله (108).
45 ـ يج: روي عن محمد بن عبدالله قال: وقع أبومحمد (عليه السلام) وهوصغير في بئر الماء وأبوالحسن (عليه السلام) في الصلاة، والنسوان يصرخن، فلما سلم قال: لابأس فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر وأبومحمد على رأس الماء يلعب بالماء.
46 ـ يج: روي عن أحمد بن محمد مطهرقال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد (عليه السلام) من أهل الجبل يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى أتوالاهم أم أتبر " منهم؟ فكتب: أتترحم على عمك؟ لارحم الله عمك، وتبرء منه أنا إلى الله منهم برئ، فلا تتوالاهم، ولا تعدمر ضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على أحد منهم مات أبدا.
سواء من جحد إماما من الله أوزاد إماما ليست إمامته من الله، وحجد أو قال ثالث ثلاثة (109) إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا، والزائد فينا كالنا قص الجاحد أمرنا، وكان هذا السائل لم يعلم أن عمه كان منهم فأعلمه ذلك (110).
47 ـ يج: من معجزاته أن قبور الخلفاء من بني العباس بسرمن رأى عليها من زرق الخفافيش والطيور مالا يحصى، وينقى منها كل يوم، ومن الغد تكون القبور مملوءة زرقا، ولايرى على رأس قبة العسكريين ولا على قباب مشاهد آبائهما (عليهم السلام) زرق طير، فضلا على قبور هم إلهاما للحيوانات إجلا لالهم. (111)
48 ـ يج: روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن جده، عن عيسى بن صبيح قال: دخل الحسن العسكري (عليه السلام) علينا الحبس وكنت به عارفا وقال: لك خمس وستون سنة وأشهرا ويوما، وكان معي كتاب دعاء وعليه تاريخ
مولدي وإنني نظرت فيه فكان كما قال وقال: هل رزقت من ولد؟ قلت: لا، قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذي ليست له عضد
قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون في ولد يملا الارض قسطا وعدلا فأما الان فلا، ثم تمثل:
لعلك يوما أن تراني كأنما * بني حوالي الاسود اللوابد
فان تميما قبل أن يلد الحصى (112) * أقام زمانا وهوفي الناس واحد بيان: اللبدة بالكسر الشعر المتراكب بين كتفيه، والاسد ذولبدة، و أبولبد كصرد وعنب الاسد، والحصى صغار الحجارة والعدد الكثير ويقال: نحن أكثر منهم حصى أي عددا. (113)
49 ـ يج: روي أن رجلا من موالي أبي محمد العسكري (عليه السلام) دخل عليه يوما وكان حكاك الفصوص، فقال: يا ابن رسول الله إن الخليفة دفع إلي فيروزجا أكبر ما يكون، وأحسن ما يكون، وقال: انقش عليه كذا وكذا، فلما وضعت عليه الحديد صارنصفين وفيه هلاكي، فادع الله لي، فقال: لاخوف عليك إنشاء الله.
قال: فخرجت إلى بيتي، فلما كان من الغد دعاني الخليفة وقال لي: إن حظيتين اختصمتا في ذلك الفص، ولم ترضيا إلا أن تجعل ذلك نصفين بينهما فاجعله وانصرفت وأخذت وقد صار قطعتين فأخذتهما ورجعت بهما إلى دار الخلافة فرضيتا بذلك، وأحسن الخليفة إلي بسبب ذلك فحمدت الله.