الامام الكاظم عليه السلام
  • عنوان المقال: الامام الكاظم عليه السلام
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:54:20 1-9-1403

ولد بالأبواء موضع بين مكة والمدينة في السابع من صفر سنة 128 هجري. استمرت إمامته 35 عاماً من سنة 148 هجري إلى 183 هجري، بذل فيها مختلف الجهود في الحفاظ على الإسلام الأصيل ونشره وعدم الاستسلام لحكام عهده، لذلك زج في السجون مرات عديدة على ايد خلفاء بني العباس حتى امر هارون العباسي بقتله على يد سجانه القاسي المتجبر السندي بن شاهك بعد أن قضى سنين طويلة متنقلا ما بين سجون بني العباس. وبذلك استشهد الامام موسى بن جعفر المعذب في قعر السجون وظلم المطامير.

حياته
وواصل الإمام سيرة أبيه في نشر العلم وتوعية الأمة وهدايتها. ونشأ على يديه الكثير من التلاميذ من العلماء والرواة. وقد حبس فترة طويلة من حياته.. روى الخطيب البغدادي قال: "بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت ((أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون)).[1]
من آثاره وصيته لهشام بن الحكم وهي وصية طويلة ذكرت في كتاب تحف العقول. تعتبر فترة الإمام الكاظم طويلة نسبياً إلا أن الملاحظ أنه تحرّك فكرياً وعلمياً في ظل ظروف قاسية، وبالرغم من ذلك فقد وصلتنا من الإمام نصوص متنوعة في مختلف ميادين المعرفة من الفقه والعقائد والأخلاق، والآداب، والتفسير، وغيرها.
ألقابه
لقب بكاظم الغيظ وباب الحوائج.
حكام عصره
عاصر من الحكام العباسيين
أبو جعفر المنصور
المهدي العباسي
الهادي العباسي
هارون الرشيد
أولاده
1- الامام علي الرضا عليه السلام 2- إبراهيم 3- هارون 4- عبد الله 5- جعفر 6- اسحاق 7- العباس 8- عبيد الله 9- الحسن 10- إسماعيل 11- الحسين 12- حمزه 13- عيسى 14-أبوبكر 15-عمر 16- عائشة
مناظرة بين الرشيد و الكاظم
قال الرشيد للكاظم : ادن مني ! فدنوت منه ، فأخذ بيدي ثمّ جذبني إلى نفسه وعانقني طويلاً ثمّ تركني وقال : اجلس يا موسى ! فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فإذا به قد دمعت عيناه ، فرجعت إليَّ نفسي ، فقال : صدقت وصدق جدّك صلى الله عليه وآله لقد تحرك دمي واضطربت عروقي حتى غلبت عليَّ الرقة وفاضت عيناي ، وأنا أريد أن اسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحداً ، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني عنك أنّك لم تكذب قطّ ، فأصدقني فيما أسألك ممّا في قلبي . فقال الكاظم : ما كان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت أمنتني . قال الرشيد : لك الاَمان إن أصدقتني ، وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة. فقال الكاظم : ليسأل أمير المؤمنين عمّا يشاء . قال الرشيد: أخبرني لِمَ فُضّلتم علينا ، ونحن وأنتم من شجرة واحدة ، وبنو عبد المطّلب ونحن وأنت واحد ، إنّا بنو عبّاس وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله صلى الله عليه وآله وقرابتهما منه سواء ؟ فقال الكاظم : نحن أقرب . قال الرشيد: وكيف ذلك ؟ قال الكاظم : لاَنّ عبدالله وأبا طالب لاَب واُمّ ، وأبوكم العباس ليس هو من اُم عبدالله ولا من اُمّ أبي طالب . قال الرشيد: فلم ادّعيتم أنّكم ورثتم النبي صلى الله عليه وآله والعم يحجب ابن العم وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد توفي أبو طالب قبله والعباس عمّه حي ؟ فقال الكاظم : إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني عن هذه المسألة ، ويسألني عن كل باب سواه يريده . فقال الرشيد : لا ، أو تجيب . فقال الكاظم : فآمني . قال الرشيد : قد آمنتك قبل الكلام . فقال الرضا : إنَّ في قول عليّ بن أبي طالب عليه السلام : إنّه ليس مع ولد الصلب ذكراً كان أو اُنثى لاَحد سهم إلاّ الاَبوين والزوج والزوجة ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث ، ولم ينطق به الكتاب العزيز والسنّة ، إلاّ أنّ تيماً وعدياً وبني اُميّة قالوا : العم والدٌ ، رأياً منهم بلا حقيقة ولا أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن قال بقول علي عليه السلام من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء ، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي عليه السلام ، وقد حكم به ، وقد ولاّه أمير المؤمنين فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله ، منهم : سفيان الثوري ، وإبراهيم المدني ، والفضيل بن عياض ، فشهدوا أنّه قول علي عليه السلام في هذه المسألة ، فقال لهم فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز : لم لا تفتون وقد قضى به نوح بن دراج ؟ فقالوا : جسر وجبنّا ، وقد أمضى أمير المؤمنين عليه السلام قضيته بقول قدماء العامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال : أقضاكم علي وكذلك عمر بن الخطاب قال : عليّ أقضانا وهو اسم جامع ، لاَنّ جميع ما مدح به النبي صلى الله عليه وآله أصحابه من القرابة والفرائض والعلم داخل في القضاء . قال الرشيد : زدني يا موسى ! فقال الكاظم : المجالس بالاَمانات وخاصة مجلسك ؟ فقال الرشسد : لا بأس به . فقال الكاظم : إنَّ النبي صلى الله عليه وآله لم يورث من لم يهاجر ، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر. فقال الرشيد: ما حجّتك فيه ؟ قال الكاظم : قول الله تبارك وتعالى : ( وَالّذين آمنُوا وَلَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِنْ ولايَتِهِم مِن شيءٍ حتى يُهاجِرُوا ) وإنّ عمّي العباس لم يهاجر . فقال الرشيد : إنّي أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحداً من أعدائنا ، أم أخبرت أحداً من الفقهاء في هذه المسألة بشيء ؟ فقال الكاظم : اللّهم لا ، وما سألني عنها إلاّ أمير المؤمنين . ثمّ قال الرشيد: لِمَ جوّزتم للعامّة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولوا لكم : يا بني رسول الله ! وأنتم بنو علي ، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنّما هي وعاء ، والنبي صلى الله عليه وآله جدّكم من قبل اُمّكم؟ فقال الكاظم: يا أمير المؤمنين ! لو أنَّ النبي صلى الله عليه وآله نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال الرشيد : سبحان الله ! ولِمَ لا اُجيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك . فقال الكاظم : لكنّه لا يخطب إليَّ ولا أُزوجه . فقال الرشيد : ولِمَ ؟ فقلت : لاَنّه ولدني ولم يلدك . قال الرشيد : أحسنت يا موسى ! ثمّ قال : كيف قلتم إنّا ذرّية النبي صلى الله عليه وآله والنبي لم يعقب ، وإنّما العقب للذكر لا للاُنثى ، وأنت ولد الابنة ولا يكون لها عقب له . فقال الكاظم: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه ، إلاّ أعفيتني عن هذه المسألة . قال الرشيد : لا ، أو تخبرني بحجّتكم فيه يا ولد علي ! وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ، كذا اُنهي إليَّ ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب الله ، وأنتم تدعون معشر ولد عليّ أنّه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلاّ تأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزّ وجلّ : ( ما فَرَّطنا في الكتاب مِن شيءٍ ) واستغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم . فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ قال الرشيد: هات . فقال الكاظم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمِن ذُريَّتهِ داوُد وسُليمان وأيُّوبَ وَموسى وَهارُون وَكذلِكَ نَجزِي المُحسنينَ وَزَكريا وَيحيى وَعيسى وإلياس كُلُّ مِنَ الصالحينَ ) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟ قال الرشيد : ليس لعيسى أب . فقال الكاظم : إنّما ألحقناه بذراري الاَنبياء : من طريق مريم عليها السلام ، وكذلك اُلحقنا بذراري النبي عليهم السلام من قبل اُمنا فاطمة عليها السلام ، أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال الرشيد : هات . فقال الكاظم : قول الله عزّ وجلّ : ( فَمن حاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العلم فقُل تَعالُوا نَدعُ أبناءَنا وَأَبناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنفُسنا وأنفُسكُم ثُمَّ نَبتَهِلُ فَنجعل لَعنةَ اللهِ عَلى الكاذبين ) ولم يدّع أحد أنّه أدخل النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، فأبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا عليّ بن أبي طالب: ، على أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ جبرئيل قال يوم أحد : يا محمد ! إنَّ هذه لهي المواساة من علي قال : لاَنّه مني وأنا منه . فقال جبرئيل : «وأنا منكما يا رسول الله» ثمّ قال : لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاّ علي فكان كما مدح الله عزّ وجلّ به خليله عليه السلام إذ يقول : ( قالُوا سَمِعنا فَتىً يَذكُرُهُم يُقال لَهُ إبراهيمُ ) إنّا نفتخر بقول جبرئيل أنّه منّا . قال الرشيد : أحسنت يا موسى ! إرفع إلينا حوائجك . فقال الكاظم : إنَّ أول حاجة لي أن تأذن لابن عمّك أن يرجع إلى حرم جده صلى الله عليه وآله وإلى عياله . قال الرشيد : ننظر إن شاء الله.
من أقوال الكاظم
فمن وصية يوجهها إلى تلميذه هشام بن الحكم يقول: "يا هشام: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع... ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجّه، ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنّه. يا هشام: إياك ومخالطة الناس والأنس بهم، إلا أن تجد عاقلاً مأموناً فأنس به، واهرب من سائرهم كهربك من السباع".
ومن كلماته وحكمه قوله: "تعجّب الجاهل من العاقل أكثر من تعجّب العاقل من الجاهل". "المؤمن مثل كفتي ميزان: كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه". "زكاة الجسد صيام النوافل".
دعاء موسى بن جعفر الكاظم  :
بسم الله الرحمن الرحيم، يا خالق الخلق ويا باسط الرزق، ويا فالق الحب، ويا بارئ النسم، ومحيي الموتى ومميت والأحياء، ودائم الثبات ومخرج النبات، افعل بي ما انت اهله فانك اهل التقوى واهل المغفرة.
التواضع هو في أن تسير مع الناس بنفس السيرة التي تحب ان يعاملوك بها
ان أفضل وسيلة للتقرب إلى الله بعد معرفته هي الصلاة، والاحسان للوالدين، وترك الحسد وحب الذات والتفاخر والتعالي
انّ من يرتكب الخيانة ويخفي عيب شيء على مسلم، أو يتحايل عليه بطريق آخر ويمكر به ويخدعه فهو مستحق لان تنصبّ عليه لعنة الله
ان العبد السيء جداً لله هو من كان له وجهان ولسانان. فهو إمام أخيه في الدين يثني عليه، وبمجرّد ان يغيب عنه يقذع في هجائه، أو إذا مُنح اخوه المسلم نعمة حسده عليها وان تعرّض لمشكلة تخلّى عن نصرته
كل من عشق الدنيا فانّ الخوف من الاخرة يغادر قلبه
خير الامور اوسطها
حصنوا أموالكم بالزكاة