في تحية الإمام الرضا عليه السلام
لدكتور محمّد حسين الصغير
إستجار به من مرض القلب، ووجَّهَ إليه بهذه القصيدة وهو راقد في مدينة الحسين الطبيّة بقسم جراحة القلب في عَمّان، فأجاره وكتب له الشفاء 15 / 9 / 1998 م.
( أبا الجوادِ ) أعِرْني مِن نَداك يَدا |
|
تَستأصِلُ الداءَ.. أو تَستنقِذُ الجَسَدا |
وهَبْتُكم عاطفاتِ القلـبِ صادقـةً |
|
وعُدتُ فيها هَزاراً صادحاً غَـرِدا |
وقد فدَيتُكُـمُ فـي كُـلِّ مُعتَـرَكٍ |
|
النفسَ والمالَ والأهليـنَ والولَـدا |
ثَبَتُّ حين فرار الناسِ من جَـزَعٍ |
|
علـى ولايتِكُـم رأيـاً ومُعتَقَـدا |
وسِرْتُ في خُطُواتٍ كُلُّهـا مَهَـلٌ |
|
بمنهجِ الحقِّ.. لا زَيغاً، ولا فَنَـدا |
وما يَزالُ لساني في الدفاع لكُـم |
|
يجتاحُ مُنحرِفـاً عنكُـم ومُبتَعِـدا |
وما تَزالُ القوافي فـي محبَّتِكُـم |
|
تَتلُـو فضائِلَكـم كالفجـرِ مُتَّقِـدا |
وقد غَدا القلبُ منها يشتكي الكَبَدا |
|
فزايِِلُوا الألـمَ الفتّـاكَ والكَمَـدا |
وأبْرِئُوه مِن الأعـراضِ هاجمـةً |
|
عليهِ لا أمَـلاً تُبقـي.. ولا أمَـدا |
* * *
ويا رجالاً على ( الأعرافِ ) قد وقَفُوا |
|
اليومَ قـد تَعرفُونـي عبدكُـم وغَـدا |
فأنتُـمُ يـا دُعـاةَ الحـقِّ مُـدَّخَـري |
|
لَدَى الشدائـدِ كنـزاً طائـلاً صَمَـدا |
وأنتُمُ الغايةُ القُصـوَى التـي طَلبَـتْ |
|
بُلوغَها النفسُ فازدادَتْ هَوىً وهُـدى |
وأنتُمُ العروةُ الوثقـى ومَـن مَسكَـتْ |
|
بِها يَـداهُ.. فَلَـن يَخشـى أذًى ورَدى |
ها عبدُكُم بيـنَ فَكَّـي ضَيْغَـمٍ أسَـدٍ |
|
فاستَنقِـذوه ضعيفـاً يَرهَـبُ الأسَـدا |
فرُؤيةٌ ( للرضا ) تُنْجيهِ مِن مَـرَضٍ |
|
ونَظْـرةٌ بالرضـا تَكفيـهِ مُعتَـمَـدا |
إرادةُ اللهِ أعـطـتْـهُ كَـرامـتَـهـا |
|
فضـاءَ نـورُ سَناهـا منـه واتَّقَـدا |
وما يَزال ( الرضا ) رمـزاً تُقدِّسُـهُ |
|
أعماقُنا.. وهو في ساحاتِهـا انْفَـردا |
حَقيقـةٌ بـفَـمِ الأجـيـالِ ناطـقـةٌ |
|
تَستلهِـمُ النَّظَـرَ الخَـلاّقَ والرَّصَـدا |
أبا الجوادِ عَـلا مجـدٌ خُلِقـتَ لَـهُ |
|
هامَ الثُّريـا، وقـد جاوَزتَهـا صُعُـدا |
وَفَيـتَ لـي بشفـاءٍ عاجـلٍ عَجـبٍ |
|
أحنى له الطِّبُ رأساً، واستَـردَّ يَـدا |
شَكـراً لِسَدَّتِـك العصمـاءِ فارهـةً |
|
فقد أَفَضـتَ علَـيَّ الخيـرَ مُحتَشِـدا |
قَلَعتَ كَلَّ جُذُورِ الدَّاءِ مِـن جَسَـدي |
|
فعـادَ فيـك سليمـاً ناعمـاً رَغَــدا |
سَيَّرتَ تَكْرُمـةً، أجرَيـتَ مَحْمَـدةً، |
|
أنقَذْتَ مُحتَسِبـاً فـي اللهِ مُضْطَهَـدا |
بقيّـةَ اللهِ.. قـد أبقَـيـتَ معـجـزةً |
|
مَدَى الزمانِ، وقـد أبلَيـتَ مُجتَهِـدا |
( من ديوانه: ديوان أهل البيت عليهم السلام، ص 241 ـ 243 )