إضاءاتٌ هادية مِن كلماتِ الإمام الكاظم عليه السّلام
قال عليه السّلام في وصيّته
لهشام بن الحكم:
• إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في
كتابه، فقال:
فبشِّرْ عبادِ * الذين يستمعون القولَ فيتّبِعون
أحسنَه، أولئك الذين هَداهمُ اللهُ وأُولئك هُم أُولو الألباب
.
سورة الزمر / 17 ، 18.
• يا هشام، لكلّ شيء دليل، ودليل العاقل التفكّر،
ودليل التفكّر الصمت.
• يا هشام، إنّ لله على الناس حُجّتَين: حجّة
ظاهرة، وحجّة باطنة. فأمّا الظاهرة فالرسول والأنبياء والأئمّة، وأما
الباطنة فالعقول.
• يا هشام، إن كان يُغنيك ما يَكفيك، فأدنى ما في
الدنيا يكفيك. وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس شيء من الدنيا يغنيك.
• يا هشام، لا تمنحوا الجهّالَ الحكمةَ فتظلموها،
ولا تمنعوها أهلَها فتظلموهم.
• يا هشام، رحمَ اللهُ مَن استحيا من الله حقَّ
الحياء، فحفِظَ الرأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، وذكَرَ الموتَ والبِلى،
وعلم أنّ الجنّة محفوفةٌ بالمكاره والنارَ محفوفة بالشهوات.
• يا هشام، مَن كفّ نفسه عن أعراض الناس أقاله الله
عثرتَه يوم القيامة، ومَن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه غضبه يوم
القيامة.
• يا هشام، إنّ كلّ الناس يُبصر النجوم، ولكن لا
يهتدي بها إلاّ مَن يعرف مجاريها ومنازلها. وكذلك أنتم.. تدرسون الحكمة،
ولكن لا يهتدي بها منكم إلاّ مَن عمل بها.
• يا هشام، الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة.
والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار.
• يا هشام، بئس العبد عبدٌ يكون ذا وجهَين وذا
لسانَين: يُطري أخاه إذا شاهده، ويأكله إذا غاب عنه.. إن أُعطيَ حسده، وإن
ابتُليَ خذله.
• يا هشام، لا يكون الرجل مؤمناً حتّى يكون خائفاً
راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكونَ عاملاً لِما يخاف ويرجو.
• يا هشام، إيّاك والكِبْر؛ فإنّه لا يدخل الجنّةَ
مَن كان في قلبه مثقال حبّة مِن كبر. الكبر رداء الله، فمَن نازَعَه رداءه
أكبّه الله في النار على وجهه.
• يا هشام، ليس منّا مَن لم يحاسب نفسَه في كلّ
يوم، فإنْ عمِلَ حسناً استزاد منه، وإن عمل سيّئاً استغفر اللهَ منه وتاب
إليه.
• يا هشام، مجالسة أهل الدِّين شرف الدنيا والآخرة،
ومشاورة العاقل الناصح يُمنٌ وبركة ورُشْد وتوفيق من الله.. فإذا أشار عليك
العاقل الناصح فإيّاك والخلاف؛ فإنّ في ذلك العطب. ( أي الهلاك ).
(تحف العقول عن آل الرسول صلّى الله عليه وآله لابن شعبة الحرّانيّ ص 383..)
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام