محطات قدسية في عالم النور
  • عنوان المقال: محطات قدسية في عالم النور
  • الکاتب: من موقع شبكة الإمام الرضا(ع) ـ بتصرف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:36:22 1-9-1403

محطّات قدسيّة في عالم النور(*)

النسب الذهبي

هو الإمام موسى ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمّد الباقر ابن الإمام عليّ زين العابدين ابن الإمام الحسين الشهيد ابن الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين).

جدّته العليا هي فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين (عليها السّلام) ، ومنها يرتقي إلى جدّه الأعلى محمّد المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين) .

 

ولادته

التأريخ الذي اتّفق عليه أكثر المؤرّخين في مولد الإمام الكاظم (عليه السّلام) هو السابع من شهر صفر سنة 128 هجريّة ، وكان ذلك في منطقة الأبْواء بين مكّة والمدينة .

 

أُمّه

هي حميدة بنت صاعد المغربي ، ثمّ لُقّبت بـ «حميدة المُصفّاة» . قال الإمام الصادق (عليه السّلام) في تعريفها : (( حميدةٌ مصفّاة من الأدناس كسبيكةِ الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أُدّيت إليّ ؛ كرامةً من الله لي , والحجّة من بعدي )) .

 

الكُنى

كان الإمام (ع) يكنى بأبي عليّ ؛ نسبة إلى ولده الإمام عليّ الرضا (سلام الله عليه) , وأبي إسماعيل , وأبي إبراهيم , وأبي الحسن ، وهذه الأخيرة كانت من أشهرها , ثمّ قيل فيما بعد : أبو الحسن الماضي ، وأبو الحسن الأوّل ؛ حيث عُرف الإمام الرضا (عليه السّلام) فيما بعد بأبي الحسن الثاني ، ثمّ عرف الإمام الهادي (عليه السّلام) بأبي الحسن الثالث .

 

الألقاب الشريفة

لُقِّب الإمام (ع) بزين المجتهدين ، وذي النفس الزكيّة ، والأمين ، والمأمون ، والسيّد ، والطيّب ، والصالح ، والصابر ، والوفيّ ، والزاهر ؛ لأنّه زَهَر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التامّ , ولكنه أشتهر بالكاظم ، والعبد الصالح ، وباب الحوائج .

 

منصبه الإلهيّ

الإمام الكاظم (عليه السّلام) هو المعصوم التاسع من المعصومين الأربعة عشر (صلوات الله عليهم) ، والإمام السابع من أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ ابتداءً من أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) وانتهاءً بالحجة القائم المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) .

أمّا إمامته فقد امتدت من سنة 148 هجريّة بعد شهادة والده الإمام الصادق (عليه السّلام) ، إلى شهادته هو (سلام الله عليه) سنة 183 هجرية , فتكون مدة إمامته خمساً وثلاثين سنة تقريباً . وقد قام بأمر الإمامة الإلهية وله عشرون سنة , حيث بقيّة مُلك المنصور العباسي أبي جعفر الدوانيقيّ .

 

أوصافه وخصائصه

كان الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) أزهَرَ اللون ، رَبْع القامة ، كَثّ اللِّحية . وكان أجلَّ وُلد أبيه شأناً ، وأعلاهم في الدِّين مكاناً ، وأسخاهم بَناناً ، وأفصحهم لساناً , كما كان أعبدَ أهل زمانه , وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم .

 

أهم الوقائع في حياته

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (سلام الله عليه) ظرفاً تاريخيّاً حسّاساً ؛ حيث انهيار الدولة الأُمويّة واستلام العبّاسيّين لزمام الحكم داعين إلى أهل البيت النبويّ لجذب النفوس إليهم , حتّى إذا شعروا بالقوّة وتخلّصوا من بقايا الأُمويّين انقلبوا على أهل البيت النبويّ ؛ فمالوا عليهم تضييقاً وحبساً وتشريداً ودسّاً للسموم .

فُجع الإمام (عليه السّلام) بشهادة والده الإمام الصادق (سلام الله عليه) على يد المنصور العبّاسيّ سنة 148 هجريّة , ثمّ عانى من تفرّق المسلمين إلى طوائف وفِرق ومذاهب شتّى تبتعد بأفكارها وعقائدها عن الإسلام الأصيل , وعمّا دعا إليه النبيّ الأكرم والأئمّة الأوصياء (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام) .

وكان من جملة الفتن هو التشكيك في الإمامة ، والدعوة إلى ذوي الأغراض والأهواء ، وادّعاء الزعامة الإسلاميّة والولاية على الناس بالباطل بلا دليل شرعيّ ولا عقليّ .

كذلك عانى الإمام الكاظم (عليه السّلام) من حكّام الجور واحداً بعد آخر , فكلّما تسلّط أحد منهم تجاوز وظلم , وهدّد وحبس , وشرّد وقتل , فكان الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) يعيش هذه المحن واحدةً تلو الأُخرى .

ومن التجاوزات التي طالَته (عليه السّلام) وهتكت حرمة الله تعالى في أوليائه الأبرار هي استدعاؤه مرّاتٍ عديدة إلى العاصمة بغداد ، واتّهامه بالتهيئة للثورة ضدّ العبّاسيّين . ولَكَم أُودِع السجونَ الرهيبة والزنزانات المظلمة ! ولَكَم لاقى من الإيذاء وإساءة الأدب والاتّهامات والافتراءات !

وكان وراء الكثير منها مَن يُسمَّون بـ (البَرامكة) ؛ إذ أفرزوا خباثتهم حرصاً على المُلْك , وطمعاً في الحكم ، حتّى استجاب الله (جَلّ وعلا) دعاء وليّه (عليه السّلام) عليهم ؛ فأذلّهم وأخزاهم ومزّقهم شرَّ مُمزَّق .

اعتُقل الإمام (عليه السّلام) أكثر من مرة , وكان آخرها سنة 179 هجريّة بأمرٍ مباشر من هارون العباسي , وأُودع في سجن عيسى بن جعفر بالبصرة ، ثمّ نُقل إلى سجن الفضل بن الربيع مدّةً في بغداد ، ومنه إلى سجن الفضل بن يحيى البرمكيّ , وأخيراً نُقل إلى سجن جلاّد قاسٍ يُدعى (السِّنْديّ بن شاهَك) , حتّى وُصف الإمام (ع) ـ كما في زيارته الشريفة ـ بأنّه مألَفُ البَلوى والصبر ، المضطَهَد بالظلم ، المقبور بالجور ، المعذّب في قعر السجون وظُلم المَطامير ، ذو الساق المرضوض بحلَقِ القيود .

 

عبادته (عليه السّلام)

كان الإمام (عليه السّلام) ـ كما كان آباؤه الطاهرون (عليهم السّلام) ـ يقضي نهاره بالعبادة والصوم , ثم يحيي الليل كلَّه بالمناجاة والابتهال حتّى عُرف عنه بصاحب السجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات المتّصلة .

 

شهادته (عليه السّلام)

استُشهد الإمام الكاظم (عليه السّلام) ببغداد في سجن السِّنديّ بن شاهك في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصبّ سنة 183 هجريّة , متأثّراً بسمٍّ شديد دسّه السنديّ في رطبٍ قدّمه للإمام (سلام الله عليه) ، فإذا ما تناوله دبّ إلى جسده الشريف حتّى قضى عليه شهيداً , ثمّ حُملت جنازته (سلام الله عليه) فنُودي عليها بذُلّ الاستخفاف ، فورد على جدّه المصطفى وأبيه المرتضى وأُمّه سيّدة النساء (صلوات الله عليهم أجمعين) بإرثٍ مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمرٍ مغلوب ، ودم مطلوب ، وسمّ مشروب .

وأُلقيت جنازته المقدّسة على جسر الرصافة ببغداد ، حينها سارع محبّو أهل البيت (عليهم السّلام) وأشياعهم إلى حملها على الرؤوس وهم في صراخ وبكاء على سيّدهم وإمامهم بعد غيبة طويلة وفراق مرير .

فإذا ما غُسِّل وكُفّن (سلام الله عليه) دُفن بقيوده ـ كما أوصى هو بذلك ـ في مقابر قريش ببغداد ، في بقعةٍ كان قد اشتراها لنفسه قبل شهادته ؛ لعلمه أنّه سيُقتل فيكون دفنه فيها .

فسلام على الإمام يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً

 

(*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال قد اُخذ من موقع شبكة الإمام الرضا (ع) ـ بتصرّف من موقع معهد الإمامين الحسنين (عليهما السّلام)