الامام الرضا عليه السلام الشعر الرضوی - دعبل الخزاعی
  • عنوان المقال: الامام الرضا عليه السلام الشعر الرضوی - دعبل الخزاعی
  • الکاتب: دعبل الخزاعی
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:16:35 1-9-1403

ولد دعبل فی الکوفة عام 148 للهجرة، ونشأ فیها. والمعروف أن هذه المدینة کانت تتصف بمیزتین: أولاهما ولاء معظم أبنائها لآل البیت، وثانیتهما کونها موطن الثورة الدائمة فی العهد الأموی و ینتمی دعبل إلى أسرة دعا النبی (صلى الله علیه وآله) لجدها الأعلى بدیل بن ورقاء.
کان دعبل مداحا لأهل البیت علیهم السلام کثیر التعصب لهم و یحبهم کثیرا وله المرثیة المشهورة وهی من جید شعره وأولها :

مــــدارس آیــــات خــــلت مــن تلاوة   ومنــــزل وحــــی مقــــفـر العرصات


عن أحمد بن زیاد عن دعبل الخزاعی قال : أنشدت قصیدة لمولای علی الرضا رضی الله عنه :

مدارس آیات خلت من تلاوة   ومنزل وحی مقفر العرصات


قال لی الرضا : أفلا الحق البیتین بقصیدتک ؟ ! قلت : بلى یا بن رسول الله ؟ فقال :

وقبر بطــوس یا لها من مصیبة   ألحـــت بها الأحــشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى یبعث الله قائما   یفـــرج عـنا الهم والکربات

قال دعبل : ثم قرأت باقی القصیدة فلما انتهیت إلى قولی :

خـــروج إمام لا محالة واقع   یقوم على اسم الله والبرکات

بکى الرضا بکاء شدیدا ثم قال : یا دعبل نطق روح القدس بلسانک أتعرف من هذا الإمام ؟ ! قلت : لا إلا أنی سمعت خروج إمام منکم یملأ الأرض قسطا وعدلا .
فقال : إن الإمام بعدی إبنی محمد وبعد محمد ابنه علی وبعد علی ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر فی غیبته، المطاع فی ظهوره، فیملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملأت جورا وظلما، وأما متى یقوم فإخبار عن الوقت لقد حدثنی أبی عن آبائه عن رسول الله صلى الله علیه وآله قال : مثله کمثل الساعة لا تأتیکم إلا بغتة . ویأتی هذا الحدیث عن الشبراوی أیضا .

و ما یلی هو نص القصیدة الکاملة :

مـدارس آیــــات خــــلت مــــن تلاوة   ومنــــزل وحــــی مقــــفــر العرصات
لآل رســــول الله بالخـــیف من منى   وبالرکــــن والتعــــریف والجــــمرات
دیــــار عــــلی والحــــسین وجــعفر   وحــــمزة والسجــــاد ذی الثــــفـــنات
دیــــار عــــفاهــــا کـــل جون مبادر   ولم تعــــف للأیــــام والــــســنــــوات
قــــفا نســــأل الدار التی خف أهلها   متى عهـــدها بالصوم والصلوات ؟ !
وأین الأولى شطت بهم غربة النوى   أفــــانین فــــی الآفــاق مفترقات ؟ !
هــــم أهــل میراث النبی إذا اعتزوا   وهــــم خــــیر قــــادات وخـــیر حماة
ومــــا النــــاس إلا حـــــاسد ومکذب   ومضطغــــن ذو إحــــنة وتـــــــــرات
إذا ذکــــروا قتــــلى بــــبدر وخیــــبر   ویــــوم حنــــیــــن أسبـــلوا العبرات
قبــــور بکــــوفان وأخــــرى بطـــیبة   وأخــــرى بفــــخ نالــــها صــــلواتی
وقبــــر ببغــــداد لنــــفس زکــــیـــــة   تضمــــنها الــــرحمن فــــی الغرفات
فأمــــا المصــــمات الـتی لست بالغا   مبالغهــــا منــــی بکــــنه صفـــــــات
إلــــى الحــــشر حتى یبعث الله قائما   یــــفرج مــــنها الهــــم والکـــــربات
نفوس لدى النهرین من أرض کربلا   معــــرسهــــم فیــــهــــا بشــط فرات
تقــسمهم ریــب الزمان کما تـــرى   لهــــم عــــقرة مغـشیة الحجرات
ســـوى أن منهم بالمدینة عـــصبة   مــــدى الدهر أضناه من الأزمات
قلیلــــة زوار ســوى بعـــض زور   مــــن الضبع والعقبان والرخمات
لهــــم کل حــــین نومة بمضاجـــع   لهم فـــی نواحی الأرض مختلفات
وقــــد کان منهم بالحجاز وأهلهـــا   مغــــاویر یخـتارون فی السروات
تنکــــب لأواء السنـــین جوارهـــم   فــــلا تصطــــلیهم جمرة الجمرات
إذا وردوا خــــیلا تشـــمس بالقـــنا   مساعــــر جمر الموت والغمرات
وإن فخــــروا یـــوما أتوا بمحمـــد   وجــــبریل والفرقان ذی السورات
مــــلامک فی أهــــل النــبی فإنهـــم   أحــــبای مــــا عاشوا وأهل ثقاتی
تخــــیرتهم رشــــدا لامـری فإنهـــم   عــــلى کــــل حــال خیرة الخیرات
فیــــا رب زدنی من یقینی بصیـــرة   وزد حبــــهم یــــا رب فی حسناتی
بنــــفسی أنتــــم من کهول وفتـــیة   لفــــک عــــناة أو لحــــمل دیـــــات
أحـب قصی الرحم من أجل حـــبکم   وأهجــــر فیــــکم أســــرتی وبناتی
وأکتــــم حبــــکم مخــــافة کـــاشح   عــــتیــــد لأهـــل الحق غیر موات
لقــــد حفــت الأیام حولی بشرهـــا   وإنــــی لأرجـــــو الأمن بعد وفاتی
ألــــم تــــــر إنی مذ ثلاثین حجـــة   أروح وأغــــدو دائم الحـــسرات؟!
أرى فیـــئهم فی غیرهم متقسمـــا   وأیــــدیهم مــــن فیــــئهم صـفرات
فـــآل رسول الله نحف جسومهـــم   وآل زیــــاد حفــــل القــصرات (1)
بنـــات زیاد فی القصور مصونـــة   وآل رســــول الله فــــی الفــــلوات
إذا وتـروا مدوا إلى أهل وترهـــم   أکــــفا مــــن الأوتــــار منقــبضات
فلولا الذی أرجوه فی الیوم أو غد   لقطــــع قــــلبی إثـــرهم حـسراتی
خــــروج إمــــام لا محـــالة خارج   یقــــوم عــــلى اسم الله والبرکات
یمیــــز فــــینا کــــل حـــــق وباطل   ویجـــــزی على النعماء والنقمات
سأقـصر نفسی جاهدا عن جدالهم   کــــفانی مــــا ألــــقى من العبرات
فیـا نفس طیبی ثم یا نفس أبشری   فغــــیر بعــــید کــــل مــــا هــو آت
فــإن قرب الرحمن من تلک مدتی   وأخــــر مــــن عمری لطول حیاتی
شفــــیت ولـــم أترک لنفسی رزیة   ورویــــت منهــــم منــصلی وقناتی
أحـاول نقل الشمس من مستقرها   وأســــمع أحـــــجارا من الصلدات
فمــــن عــــارف لـم ینتفع ومعاند   یمــــیل مــــع الأهــواء والشبهات
قصــــارای منهم أن أموت بغصة   تــــردد بــــین الصــــدر واللهـوات
کأنــــک بالأضلاع قـد ضاق رحبها   لمــــا ضمنــــت مـن شدة الزفرات