صور وعِبَر من علاقة الزهراء عليها السّلام بالأقربين منها
صور وعبر من علاقة الزهراء عليها السّلام بأبيها صلّى الله عليه وآله
الاحترام المتقابل
• روى ابن شهرآشوب عن عائشة، أنّ فاطمة كانت إذا دَخَلتْ على رسول الله صلّى الله عليه وآله قام لها من مجلسه وقبّل رأسَها وأجلسها مجلسه، وإذا جاء إليها لَقِيَته وقبّل كلّ واحد منهما صاحبَه وجلسا معاً (128).
شوق البنت وحنوّ الأب
وروى ابن شهرآشوب عن أبي سعيد الخدري، قال: كانت فاطمة من أعزّ الناس على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فدخل عليها يوماً وهي تصلّي ( نافلتها )، فسمعت كلام رسول الله في رحلها، فقطعت صلاتها وخرجتْ من المصلّى فسلّمت عليه، فمسح يده على رأسها وقال: يا بُنيّة، كيف أمسيتِ رحمكِ الله، عَشِّينا غفر اللهُ لك.. وقد فعل (129).
البنت صورة كاملة لأبيها
• روى الترمذي في سُنَنه عن عائشة، قالت: ما رأيتُ أحداً أشبه سَمْتاً ودلاًّ وهَدْياً برسول الله صلّى الله عليه وآله في قيامها وقعودها من فاطمة، قالت: وكانت إذا دَخَلتْ على النبيّ صلّى الله عليه وآله قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبّلته وأجلسته في مجلسها (130).
قولي « يا أبه » فإنّها أحيى للقلب
• روى القاضي أبو محمّد الكرخي في كتابه، عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: قالت فاطمة عليها السّلام: لمّا نزلت لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرسولِ بَينَكُم كدعاءِ بعضِكُم بَعضاً (131) هِبتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله أن أقول له « يا أبه »، فكنتُ أقول « يا رسول الله »، فأعرَضَ عنّي مرّة واثنتَين أو ثلاثاً، ثمّ أقبَلَ علَيَّ فقال: يا فاطمة، إنّها لَم تَنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنتِ منيّ وأنا منكِ، إنّما نزلتْ في أهل الجفاءِ والغِلظة من قريش، أصحاب البَذخ والكِبر، قولي « يا أبه »، فإنّها أحيى للقلب، وأرضى للربّ (132).
• وروى المجلسي عن حذيفة، قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله لا ينام حتّى يُقبّل عرضَ وجنةِ فاطمة عليها السّلام أو بين ثدييها (133).
• وروى الخوارزميّ عن حذيفة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان لا ينام حتّى يَعرِض وجهَه إلى فاطمة (134).
المواساة في شَظَف العيش
• روى المجلسي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دخل على عليّ، فوجده هو وفاطمة يطحنان في الجاروش، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أيّكما أعيا ؟ فقال عليّ: فاطمة، يا رسول الله. فقال صلّى الله عليه وآله: قومي يا بُنيّة. فقامت وجلس النبيّ صلّى الله عليه وآله موضعها مع عليّ عليه السّلام، فواساه في طحن الحَبّ (135).
الوالد يزور ابنته العروس
• روى ابن شهرآشوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أتى عليّاً وفاطمةَ في صَبيحتهما، وقال: السّلام عليكم، أدخُلُ رحمكم الله ؟ ففَتحتْ أسماءُ الباب، وكانا نائمَين تحت الكساء، فقال: على حالكما! فأدخَلَ رِجلَيه بين أرجلهما، فأخبر اللهُ عن أورادهما ( بقوله تعالى ) « تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِع » (136) الآية، فسأل عليّاً:كيف وجدتَ أهلكَ ؟ قال: نِعم العَونُ على طاعة الله. وسأل فاطمة، فقالت: خيرُ بَعل، فقال: اللهمّ اجمَعْ شملَهما، وألِّف بين قلوبهما، واجعلهما وذريّتهَما من ورثةِ جنّةِ النعيم (137).
• وروى ابن شهرآشوب عن شُرَحبيل بأسناده، قال: لمّا كان صبيحة عُرسِ فاطمة، جاء النبيُّ صلّى الله عليه وآله بعُسٍّ فيه لَبَن، فقال لفاطمة: اشربي فِداكِ أبوكِ، وقال لعليّ: اشربْ فِداكَ ابنُ عمِّك (138).
• وروى الشيخ الصدوق حديث القلادة والقُرطين، وأنّ فاطمة عليها السّلام نزعتها وتصدّقت بها في سبيل الله تعالى، وأن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال عندئذٍ: فَعَلَتْ.. فِداها أبوها ـ ثلاث مرّات (139).
• وروى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني (140).
الوالد يُهدّئ روع ابنته الفزعى
• روى الحمويني عن عبدالله بن عباس، قال: كنّا ذات يوم مع رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ أقبَلَتْ فاطمة عليها السّلام تبكي، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: فداكِ أبوكِ، ما يُبكيكِ ؟
قالت عليها السّلام: إنّ الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) خَرَجا، فما أدري أين باتا، فقال صلّى الله عليه وآله: لا تبكي يا بُنيّة، فإنّ الذي خلقهما ألطَفُ بهما منيّ ومنكِ. ثمّ رفع النبيّ صلّى الله عليه وآله يديه فقال: اللهمّ إن كانا أخذا بَرّاً أو بحراً فاحفظهما وسلّمهما. فهبط جبرئيل عليه السّلام فقال: يا محمّد، لا تغتمّ ولا تهتمّ، وهما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما خيرٌ منهما، هما في حظيرة بني النجّار نائمَين، وقد وكّل اللهُ بهما مَلَكاً يحفظهما (141).
يشمّ في ابنته رائحة الجنّة
• روى الشيخ الصدوق عن جابر بن عبدالله، قال: قيل: يا رسول الله، إنّك تلثم فاطمة وتلزمها وتُدنيها منك.. وتفعل بها ما لا تفعله بأحدٍ من بناتك ؟! فقال: إنّ جبرئيل عليه السّلام أتاني بتُفّاحة من تفّاح الجنّة فأكلتُها، فتحوّلتْ ماءً في صُلبي، ثمّ واقعتُ خديجة فحملتْ بفاطمة، فأنا أشمّ منها رائحة الجنّة (142).
فاطمة عليها السّلام بضعة من أبيها صلّى الله عليه وآله
• روى علماء الفريقين أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: فاطمة بضعةٌ منيّ، مَن سَرَّها فقد سَرّني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ الناس علَيَّ (143).
النبيّ صلّى الله عليه وآله يرحّب بابنته ويُبشّرها
• روى الشيخ الطوسي عن عائشة، قالت: أقبلتْ فاطمة عليها السّلام تمشي، لا واللهِ الذي لا إله إلاّ هو ما مشيُها يَخرمُ من مِشية رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلمّا رآها قال: مرحباً بابنتي ـ مرّتَين ـ قالت فاطمة: فقال لي: أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيّدة نساء المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الأمّة ؟! (144)
المودّة المتبادلة
• روى المجلسي عن عبدالله بن الحسن، قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله على فاطمة، فقدّمت إليه كسرةً يابسة من خبزِ شعيرٍ فأفطر عليها، ثمّ قال: يا بُنيّة، هذا أوّل خبزٍ أكل أبوكِ منذ ثلاثة أيّام. فجعلتْ فاطمة تبكي ورسول الله صلّى الله عليه وآله يمسح وجهها بيده (145).
لا غَيرةَ في الحلال
• روى الشيخ الكُليني عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: لا غيرةَ في الحلال بعد قَول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لا تُحدِثا شيئاً حتّى أرجعَ إليكما »، فلمّا أتاهما أدخل رِجلَيه بينهما في الفِراش (146).
الأب يزفّ ابنته
• روى ابن شهرآشوب عن ابن عبّاس وجابر: أنّه لمّا كانت الليلة التي زُفّت فاطمة إلى عليّ عليهما السّلام، كان النبيّ صلّى الله عليه وآله أمامَها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف مَلَك من خلفها، يُسبّحون الله ويُقدّسونه حتّى طلع الفجر (147).
أحبُّ النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة عليها السّلام
• روى الترمذي في سننه أنّ عائشة سُئلت: مَن أحبّ النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالت: فاطمة. قيل: مِن الرجال ؟ قالت: زوجها (148).
إعطاء النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة عليها السّلام فَدَكاً
• روى السيوطي في الدرّ المنثور أنّه لمّا نزل قوله تعالى وآتِ ذا القُربى حَقَّهُ (149) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة فأعطاها فدك (150).
فاطمة عليها السّلام أُمّ أبيها
• روى أبو الفرج الاصفهاني عن الإمام الصادق عليه السّلام، عن أبيه، أنّ فاطمة عليها السّلام كانت تُكنّى أُمَّ أبيها (151).
فاطمة عليها السّلام بهجة قلب أبيها
• روى السيّد البحراني عن الإمام الحسين عليه السّلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبَعلُها نور بَصَري، والأئمّة من وُلدها أُمناء ربّي وحَبلُه الممدود بينه وبين خلقه، مَن اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى (152).
النبيّ صلّى الله عليه وآله يرفض دخول المدينة حتّى تَقدِم فاطمة عليها السّلام
• روى هاشم معروف الحسني أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لأبي بكر ـ وقد طلب منه الدخول إلى المدينة بعد هجرته إليها ـ: ما أنا بداخلها حتّى يَقدِمَ ابنُ عمّي وابنتي (153).
الزهراء عليها السّلام تعتنق النبيّ صلّى الله عليه وآله وتقبّله بين عينيه
• روى المجلسي عن أبي تغلبة الخشني، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا قَدِم من سفره يدخل على فاطمة، فدخل عليها فقامت إليه واعتنقَتْه وقبَّلت بين عينيه (154).
• روى ابن شهرآشوب عن بريدة، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّ مَلَك الموت خيّرني، فاستنظرتُه إلى نزول جبرئيل.
فتجلّى ابنته ( فاطمة )الغشي، فقال لها: يا بنتي احفَظي عليكِ، فإنّكِ وبعلكِ وابنَيكِ معي في الجنّة (155).
الزهراء عليها السّلام تدافع عن أبيها
• روى محب الدين الطبري أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يصلّي ورهطٌ من قُريش جُلوس، فألقى عليه أحدُهم سِلى جَزور، فلم يَزَل صلّى الله عليه وآله ساجداً حتّى جاءت فاطمة عليها السّلام فأخذته عن ظهره (156).
النبيّ صلّى الله عليه وآله يلاعب أولاد فاطمة عليها السّلام
• روى الشيخ الطوسي عن أبي هريرة، قال: اصطرع الحسنُ والحسين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إيهاً حسن! فقالت فاطمة عليها السّلام: يا رسول الله، تقول « إيهاً حسن » وهو أكبر الغُلامَين ؟! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أقول « إيهاً حسناَ »، ويقول جبرئيل « إيهاً حُسين » (157).
• وروى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام، عن عليٍّ عليه السّلام قال: إنّ الحسن والحسين عليهما السّلام كانا يلعبان عند النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى مضى عامّة الليل، ثمّ قال لهما: انصرفا إلى أمّكما. فبَرِقَتْ بارقةٌ، فما زالت تُضيء لهما حتّى دخلا على فاطمة عليها السّلام والنبيُّ صلّى الله عليه وآله ينظر إلى البارقة، فقال: الحمدُ لله الذي أكرَمَنا أهلَ البيت (158).
• روى محبّ الدين الطبري عن جابر، قال: دَخَلتُ على النبيّ صلّى الله عليه وآله والحسنُ والحسين عليهما السّلام على ظهره، وهو يقول: نِعْمَ الجَمَلُ جَمَلُكما، ونِعم العِدلان أنتما (159).
• وروى السمعاني عن عمر بن الخطّاب، قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقَي رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقلتُ: نِعمَ الفَرَسُ لكما! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ونِعمَ الفارسانِ هُما (160).
• وروى ابن شهرآشوب عن أبي هريرة قال: سَمِع أُذُناي هاتان، وبَصُر عيناي هاتان رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وهو آخذ بيديه جميعاً بكَتِفَي الحسن والحسين، وقدماهما على قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويقول: تَرَقَّ عَيْنَ بَقّة.
قال: فَرَقا الغلامُ حتّى وَضعَ قدمَيه على صدرِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال له صلّى الله عليه وآله: افتح فاك. ثمّ قبّله، ثمّ قال: اللهمَّ أحِبَّه فإنّي أُحبُّه (161).
النبيّ صلّى الله عليه وآله يعلّم الحسين عليه السّلام التكبير
• روى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان في الصلاة وإلى جانبه الحسين بن علي ( وهو صغير )، فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله فلم يَحِرِ الحسين التكبير، فلم يزل رسول الله صلّى الله عليه وآله يكبّر ويُعالج الحسين التكبير ولم يحر، حتّى أكمل سبع تكبيرات، فأحار الحسين التكبير في السابعة (162).
النبيّ صلّى الله عليه وآله يُضاحك الحسن عليه السّلام
• روى أبو جعفر الطبري عن يَعْلى بن مرّة، قال: خَرَجنا مع النبيّ صلّى الله عليه وآله دُعينا إلى طعام، فإذا الحسن يلعب في الطريق، فأسرع النبيّ صلّى الله عليه وآله أمام القوم، ثمّ بسط يده، فجعل يمرّ مرّة ها هنا ومرّةً ها هنا يُضاحكه، حتّى أخذه فجعل إحدى يديه في ذِقنه والأخرى بين رأسه، ثمّ اعتنقه فقبّله، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حسنٌ منيّ وأنا منه، أحبّ اللهُ مَن أحبّه، الحسن والحسين سِبطان مِن الأسباط (163).
صور من علاقة الزهراء عليها السّلام بأمّها
الزهراء عليها السّلام تحدّث أمّها وهي في بطنها
• روى الشيخ الصدوق عن المفضّل بن عمر، قال: قلتُ لأبي عبدالله الصادق عليه السّلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السّلام ؟
فقال: نَعَم، إنّ خديجة لمّا تزوّج بها رسول الله صلّى الله عليه وآله هَجَرَتْها نِسوةُ مكّة فكنّ لا يدخلن عليها ولا يُسلّمن عليها ولا يتركن امرأةً تدخل عليها، فاستوحشتْ خديجةُ لذلك، وكان جزعها وغمّها حذراً عليه صلّى الله عليه وآله، فلمّا حَمَلت بفاطمة كانت فاطمة عليها السّلام تُحدّثها من بطنها وتُصبّرها، وكانت ( خديجة ) تكتم ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله، فدخل رسولُ الله يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها السّلام، فقال لها: يا خديجة، مَن تُحدّثين ؟ قالت: الجنين الذي في بطني يُحدّثني ويُؤنسني، قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يُخبرني أنّها أُنثى، وأنّها النَّسَمةُ الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمّة، ويجعلهم خُلفاءَ في أرضه بعد انقضاء وحيه (164).
حزن الزهراء عليها السّلام على أمّها
• روى الراوندي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّ خديجة لمّا تُوفّيتْ جعلتْ فاطمةُ تلوذُ برسول الله صلّى الله عليه وآله وتَدورُ حوله وتسأله: يا رسول الله، أين أمّي ؟ فجعل النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يُجيبها، فجَعَلتْ تدورُ على مَن تسأله، ورسولُ الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل فقال: إنّ ربَّك يأمركَ أن تقرأ على فاطمة السلام، وتقول لها: إنّ أُمّكِ في بيتٍ من قَصَب، كِعابُه من ذهب، وعَمَدُه من ياقوتٍ أحمر، بين آسيةَ امرأةِ فِرعَون ومريم بنت عِمران، فقالت فاطمة: إنّ الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السّلام (165).
غضبها ممّن افتخرت على أمّها
• روى المجلسي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السّلام يوماً فرآها مُنزعجة، فقال: ما بكِ ؟ فقالت: الحُمَيراء (166) افتَخَرت على أُمّي أنّها لم تَعرِف رجلاً قَبلكَ، وأنّ أمّي عرفتَها مُسِنّة! فقال صلّى الله عليه وآله: إنّ بطن أمّكِ كان للإمامة وعاءً (167).
صور من علاقة الزهراء عليها السّلام بأمير المؤمنين عليه السّلام
صور وعبر من زواج الزهراء عليها السّلام
الحياة البسيطة السعيدة
• روى الكليني في الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّ عليّاً عليه السّلام تزوّج فاطمة عليها السّلام على جُرد برد ( أي بُردٍ ولاف انسحق )، ودِرع ( أي: القميص أو ما يُلبس فوق القميص )، وفراش كان من إهاب كبش (168).
• وروى الكليني عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً فاطمة عليهما السّلام على درع حُطْميّة ( أي درع عريضة ثقيلة تُنسب إلى حُطمة بن محارب، كان يعمل الدروع )، وكان فراشهما إهاب كبش ( أي جلد كبش )، يجعلان الصوف إذا اضطجعا تحت جنوبهما (169).
• روى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليه السّلام في قصّة زواج أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السّلام، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أرسل بعض الصحابة ليبتاعوا أثاثاً لبيت فاطمة عليها السّلام، فكان ممّا اشتروه: قميص بسبعة دراهم، وخِمار بأربعة دراهم، وقَطيفة سوداء خيبريّة، وسرير مُزَمّل بشريط، وفراشان من خيش مصر، حَشْو أحدهما ليف، وحشو الآخر من جزّ الغنم، وأربع مرافق من أدم الطائف، حشوها إذخر، وستر من صوف، وحصير هَجَريّ، ورحى لليد، ومخضب من نحاس، وسِقاء من أدم ( أي جلد )، وقعب للّبن، وشنّ ( أي قِربة ) للماء، ومطهرة مزفّتة، وجرّة خضراء، وكيزان خزف.
فلمّا عُرض المتاع على رسول الله صلّى الله عليه وآله، جعل يقلّبه بيده ويقول: بارك اللهُ لأهل البيت (170).
• وروى الشيخ الطوسي في الحديث السابق، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لنسائه في زفاف فاطمة عليها السّلام: هيّئوا لابنتي وابن عمّي في حُجَري بيتاً. فقالت أم سلمة: في أيّ حجرة يا رسول الله ؟ قال: في حجرتكِ. وأمر صلّى الله عليه وآله نساءه أن يُزيّنّ ( فاطمة عليها السّلام ) ويُصلحن من شأنها (171).
• وروى الشيخ الطوسي في الأمالي، أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام دخل بفاطمة عليها السّلام بعد وفاة أختها رقيّة زوجة عثمان بستة عشر يوماً، وذلك بعد رجوعه من بدر، وذلك لأيّام خَلَتْ من شوّال. ورُوي أنّه دخل بها يوم الثلاثاء لستٍّ خَلَونَ من ذي الحجّة (172).
• وروى المجلسي عن الإمام الصادق عليه السّلام ( في خبر )، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سكب الدراهم ( التي جاء بها أمير المؤمنين عليه السّلام بعد أن باع درعه الحطميّة ) في حِجره، فأعطى منها قبضة ـ كانت ثلاثة وستّين أو ستّة وستّين ـ إلى أمّ أيمن لمتاع البيت، وقبضة إلى أسماء بنت عميس للطِّيب، وقبضة إلى أمّ سَلَمة للطعام، وأنفذ بعض أصحابه لابتياع ما يصلحها (173).
• وروى المجلسي عن الإمام الحسين عليه السّلام، قال: زوّج النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة عليّاً عليهما السّلام على أربعمائة وثمانين درهما. وروي أنّه كان خمسمائة درهم، وهو أصح (174).
لا غيرةَ في الحلال
• روى الكليني عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: لا غيرةَ في الحلال بعد قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لا تُحدِثا شيئاً حتّى أرجع إليكما »، فلمّا أتاهما أدخل رجلَيه بينهما في الفراش (175).
على الخير والبركة
• روى الكليني عن أبي عبدالله البرقي رفعه، قال: لمّا زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة، قالوا: بالرِّفاء والبنَين، قال: لا، بل على الخير والبركة (176).
رهن ملاءة الزهراء عليها السّلام
• روى الراوندي أنّ عليّاً عليه السّلام استقرض شعيراً من يهوديّ، فاسترهنه شيئاً، فدفع إليه ملاءة فاطمة عليها السّلام رهناً ـ وكانت من الصوف ـ فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في بيت ( أي: غرفة )، فلمّا كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة لشُغلٍ، فرأت نوراً ساطعاً أضاء به البيت ـ الحديث. وفيه أنّ ذلك اليهودي وزوجته وأقرباءهما أسلموا بفضل ملاءة الزهراء عليها السّلام (177).
زفاف الزهراء عليها السّلام
• روى الشيخ الطوسي، عن عليّ عليه السّلام ( في قصّة وليمة زواجه بفاطمة عليها السّلام )، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، اصنَعْ لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: مِن عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسَّمن، فاشتريتُ تمراً وسمناً، فحسر رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ذراعه وجعل يَشدَخ التمر في السمن حتّى اتّخذه خبيصاً، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذُبح وخبز لنا خبزاً كثيراً، ثمّ قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: ادعُ مَن أحببتَ. فأتيتُ وهو مشحون بالصحابة، فاستحييتُ أن أشخّص قوماً وأدعَ قوماً، ثمّ صعدتُ على رَبوة هناك وناديتُ: أجيبوا إلى وليمة فاطمة.
فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييتُ من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعَلِم رسول الله صلّى الله عليه وآله ما تَداخَلني، فقال: يا عليّ، إنّي سأدعو الله بالبركة. قال عليّ عليه السّلام: وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودَعَوا لي بالبركة، وصَدَروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله بالصِّحاف فمُلئت، ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها.
حتّى إذا انصرفت الشمس للغروب، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأمّ سلمة: يا أمّ سلمة، هلمّي فاطمة. فانطلقتْ فأتت بها وهي تَسحب أذيالها، وقد تصبّبت عَرَقاً حياءً من رسول الله صلّى الله عليه وآله، فعثرتْ، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله: أقالكِ الله العثرة في الدنيا والآخرة. فلمّا وقفتْ بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتّى رآها عليّ عليه السّلام، ثمّ أخذ يدها فوضعها في يد عليّ عليه السّلام، فقال: باركَ الله لكَ في ابنة رسول الله. يا عليّ نِعم الزوجةُ فاطمة، ويا فاطمة نِعم البَعْل عليّ، انطلِقا إلى منزلكما ولا تُحدِثا أمراً حتّى آتيكما.
قال عليّ عليه السّلام: فأخذت بيد فاطمة وانطلقتُ بها حتّى جلست في جانب الصُّفّة، وجلستُ في جانبها وهي مُطرِقة إلى الأرض حياءً منيّ، وأنا مُطرق إلى الأرض حياءً منها، ثمّ جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: مَن ها هنا ؟
فقلنا: ادخل يا رسول الله، مرحباً بك زائراً وداخلاً. فدخل فأجلَسَ فاطمةَ عليها السّلام من جانبه، وعليّاً عليه السّلام من جانبه، ثمّ قال: يا فاطمة، ائتيني بماء. فقامتْ إلى قَعْبٍ في البيت فملأته ماءً ثمّ أتته به، فأخذ منه جُرعة فتمضمض بها، ثمّ مجّها في القعب، ثمّ صبّ منها على رأسها، ثمّ قال: أقبِلي، فلمّا أقبلتْ نضح منه بين ثدييها، ثمّ قال: أدبِري، فلمّا أدبرتْ نضح منه بين كتفَيها، ثمّ قال: اللهمّ هذه ابنتي وأحبّ الخلق إليّ، اللهمّ وهذا أخي وأحبّ الخلق إليّ، اللهمّ لك وليّاً، وبك حفيّاً، فبارك له في أهله، ثمّ قال: يا عليّ، أُدخل بأهلك، بارك الله لك، ورحمة الله وبركاته عليكم، إنّه حميد مجيد (178).
رواية أخرى لزفاف فاطمة الزهراء عليها السّلام
• روى الشيخ الطوسي عن جابر بن عبدالله حديث زفاف فاطمة عليها السّلام، وجاء في آخره:
فلمّا كانت ليلة الزفاف أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله ببغلته الشهباء، وثنّى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي. وأمر سلمان أن يقودها، والنبيُّ صلّى الله عليه وآله يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق، إذ سمع النبيّ صلّى الله عليه وآله وَجبةً ( أي صوتاً )، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: ما أهبَطكم إلى الأرض ؟ قالوا: جئنا نزفّ فاطمة إلى عليّ بن أبي طالب. فكبّر جبرئيل وكبّر ميكائيل وكبّرت الملائكة، وكبّر محمّد صلّى الله عليه وآله، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة (179).
• وروى المجلسي عن أمير المؤمنين عليه السّلام ( في حديث زواجه بفاطمة عليها السّلام )، قال: ومكثتُ بعد ذلك ( بعد شراء أثاث البيت ) شهراً لا أُعاود رسول الله صلّى الله عليه وآله في أمر فاطمة بشيء؛ استحياءً من رسول الله صلّى الله عليه وآله، غير أنّي كنتُ إذا خلوتُ برسول الله يقول لي: يا أبا الحسن، ما أحسَنَ زوجَتَك وأجمَلَها! أبشِر يا أبا الحسن، فقد زوّجتُكَ سيّدة نساء العالمين (180).
• وروى ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة عليها السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أمر بنات عبدالمطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يَمضِين في صُحبة فاطمة، وأن يفرحنَ ويَرجزنَ ويُكبّرن ويَحمَدن، ولا يَقُلن ما لا يُرضي الله.
قال جابر: فاركبها على ناقته ـ وفي رواية : على بغلته الشهباء ـ وأخذ سلمان زمامها، وحولها سبعون ألف حوراء، والنبيُّ صلّى الله عليه وآله وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلقها مشهرين سيوفَهم، ونساءُ النبيّ صلّى الله عليه وآله قُدّامَها يَرجزن ( ثمّ ذكر رَجزَ النساء ) وكانت النسوة يُرَجِّعنَ أوّل بيت من كلّ رجز ثم يكبّرن، ودخلن الدار. ثمّ أنفذ رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى عليّ عليه السّلام ودعاه إلى المسجد، ثمّ دعا فاطمة، فأخذ يديها فوضعها في يده، وقال: بارك الله ( لكَ ) في ابنة رسول الله (181).
نِعم الزوجة زوجتُكَ يا عليّ
• روى المجلسي عن أمّ سَلَمة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا بابنته فاطمة عليها السّلام ( بعد وليمة الزواج )، ودعا بعليّ عليه السّلام، فأخذ عليّاً بيمينه، وفاطمة بشماله، وجمعهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما، ودفع فاطمة إلى عليّ، وقال: يا عليّ، نِعم الزوجةُ زوجتُك. ثمّ أقبل على فاطمة، وقال: يا فاطمة، نِعم البَعْلُ بَعلُكِ. ثمّ قام يمشي بينهما حتّى أدخلهما بيتهما الذي هُيّئ لهما، ثمّ خرج من عندهما فأخذ بعضادَتَي الباب، فقال: طَهّركما اللهُ وطهّر نسلكما، أنا سِلمٌ لمن سالمكما، وحربٌ لمن حاربكما، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما (182).
اشربي فِداكِ أبوكِ
• روى المجلسي عن شرحبيل بإسناده، قال: لمّا كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبيّ صلّى الله عليه وآله بعسٍ ( أي قدح ) فيه لبن، فقال لفاطمة: اشربي فداكِ أبوكِ، وقال لعليّ: اشرب فِداك ابنُ عمّك (183).
خُطبة الزواج
• روى ابن مردويه أن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السّلام: تكلّم خطيباً لنفسك، فقال: الحمدُ لله الذي قَرُب مِن حامديه، ودنا مِن سائليه، ووَعَد الجنّةَ مَن يتّقيه، وأنذر بالنار مَن يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حَمْدَ مَن يعلم أنّه خالقه وباريه، ومُميته ومُحييه، ومُسائله عن مَساويه، ونستعينه ونستهديه، ونُؤمن به ونستكفيه، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادةً تَبلغُه وتُرضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله صلاةً تُزلفه وتُخطيه، وترفعه وتصطفيه. والنكاح ممّا أَمَر اللهُ به ويُرضيه، واجتماعُنا ممّا قدّره وأذن فيه، وهذا رسول الله صلّى الله عليه وآله زوّجني ابنتَه فاطمة على خمس مائة درهم، وقد رضيتُ، فاسألوه واشهَدوا (184).
• وروى ابن شهرآشوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال بعد أن خطب أمير المؤمنين عليه السّلام الخُطبة السابقة: زوّجتُك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمن، وقد رضيتُ بما رضي الله لها، فدونك أهلك، فأنت أحقّ بها منّي... ثمّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله بطبق بُسر( أي بَلَح ) وأمر بنهبه.. (185)
صور من معاشرة الزهراء عليها السّلام لزوجها أمير المؤمنين عليه السّلام
الزهراء عليها السّلام نِعم العون لعليّ عليه السّلام على طاعة الله تعالى
• روى ابن شهرآشوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله سأل أمير المؤمنين عليه السّلام في صبيحة زواجه فقال: كيف وجدتَ أهلَك ؟ قال: نِعم العَونُ على طاعة الله.
وسأل فاطمة، فقالت: خيرُ بَعْل.
فقال: اللهمّ اجمع شملهما، وألِّف بين قلوبهما، واجعلهما وذريّتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذريّةً طاهرة طيّبة مباركة، واجعل في ذريّتهما البركة (186).
• وروى الإربلي في كشف الغمّة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله جاء إلى بيت عليّ وفاطمة عليهما السّلام صبيحة اليوم الرابع لزواجهما، فخلا بابنته وقال: كيف أنتِ يا بُنيّة ؟ وكيف رأيتِ زوجكِ ؟ فقالت له: يا أبه، خيرُ زوج.
ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله نادى عليّاً عليه السّلام وقال له: ادخُلْ بيتك، والطُفْ بزوجتك، وارفق بها؛ فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها، ويسرّني ما يسرّها، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.
قال عليّ عليه السّلام: فو اللهِ ما أغضَبتُها، ولا أكرهتُها على أمرٍ حتّى قبضها الله عزّوجلّ، ولا أغضبتني، ولا عَصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عنيّ الهموم والأحزان (187).
• وروى المجلسي في البحار، أنّ فاطمة عليها السّلام مَرِضَت مرضاً شديداً، وأنّها قالت لأمير المؤمنين عليه السّلام: يا ابن عمّ، ما عَهِدتَني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتُك منذ عاشرتَني. فقال عليه السّلام: معاذَ الله، أنتِ أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله من أن أُوبخَّكِ بمخالفتي، قد عَزّ علَيّ مفارقتك وتفقّدك، إلاّ أنّه أمرٌ لابدّ منه. واللهِ جَدَّدتِ عليّ مصيبةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد عَظُمَت وفاتك وفقدك، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون مِن مصيبةٍ ما أفجعَها وآلمَها وأمضّها وأحزنها! هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزيّة لا خلف بها (188).
تقسيم العمل بين الرجل والمرأة
• روى الحرّ العاملي في وسائل الشيعة عن الإمام الصادق عليه السّلام، عن أبيه عليه السّلام، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قضى على فاطمة عليها السّلام بخدمتِها ما دون الباب، وقضى على عليّ عليه السّلام بما خَلْفَه.
قال: فقالت فاطمة عليها السّلام: فلا يَعلَمُ ما دَخَلني من السرور إلاّ اللهُ بإكفائي رسول الله صلّى الله عليه وآله تحمّلَ رقاب الرجال (189).
ونلاحظ فاطمة عليها السّلام وهي تُسَرّ بحيث لا يعلم ما دخلها من السرور إلاّ العليم بالبواطن، لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كفاها تحمّل رقاب الرجال، فقضى لها بالخدمة داخل البيت، بينما قضى لعليّ عليه السّلام بالخدمة خارج البيت، وفي هذا درسٌ للمؤمن الملتزم والمؤمنة العفيفة، وتنبيه إلى حقيقة أنّ المرأة ريحانة وليست قهرمانة، والريحانة ينبغي أن تُصان وتُحفظ، لا أن تُبذل وتُعرَض.
• وروى الكليني عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة عليها السّلام تطحن وتعجن وتخبز (190).
جَفنة طعام من الجنّة هديّة لفاطمة عليها السّلام الصابرة
• روى الراوندي في الخرائج أنّ عليّاً عليه السّلام أصبح يوماً فقال لفاطمة: عندكِ شيء تُغَدّينيه ؟ قالت: لا. فخرج واستقرض ديناراً ليبتاع ما يُصلحهم، فإذا المِقدادُ في جَهدٍ وعيالُه جِياع، فأعطاه الدينار ودخل المسجد، وصلّى الظهر والعصر مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله بيد عليّ عليه السّلام وانطلَقا.. فدخلا على فاطمة وهي في مُصلاّها وخلفها جَفنةٌ ( أي صحن ) تفور، فلمّا سمعتْ كلام رسول الله صلّى الله عليه وآله خَرَجتْ وسلّمت عليه ـ وكانت أعزّ الناس عليه ـ فردّ السلامَ ومسحَ بيده على رأسها، ثمّ قال: عَشِّينا غفر اللهُ لكِ، وقد فَعَل! فأخذت الجفنة فوضعَتْها بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله. قال: يا فاطمة، أنّى لكِ هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مِثل لونه قطّ، ولم أشمَّ مثلَ رائحته قطّ، ولم آكل أطيبَ منه ؟
ووضع ( النبيّ صلّى الله عليه وآله ) كفّه بين كتفَيَّ وقال: هذا بدل عن دينارِك، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب (191).
جهاد فاطمة عليها السّلام في بيتها
• روى أبو نعيم في الحلية عن الزُّهري، قال: لقد طحنتْ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى مَجَلت يداها، وربى أثرُ قطب الرَّحى في يدها (192).
• وروى أبو نعيم عن ابن أعبد، قال: قال عليّ عليه السّلام: يا ابن أعبد، ألا أُخبرك عنّي وعن فاطمة ؟ كانت ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرتْ بالرَّحى حتّى أثّرت الرَّحى بيدها، واستَقَتْ بالقِربة حتّى أثّرت القِربة بنحرها، وقَمَّت البيتَ حتّى اغبرّت ثيابُها، وأوقدَتْ تحت القِدر حتّى دنّست ثيابها، وأصابها من ذلك ضرّ (193).
• وروى أبو نعيم في الحلية أيضاً عن عليّ عليه السّلام، أنّ فاطمة كانت حاملاً، فكانت إذا خَبَزتْ أصاب حرفُ التنور بطنها، فأتت النبيّ صلّى الله عليه وآله تسأله خادماً، فقال: لا أُعطيكِ وأدع أهل الصُّفّة تُطوى بطونُهم على الجوع، أوَلا أدُلّك على خيرٍ من ذلك ؟ إذا أوَيتِ إلى فراشكِ تُسبحّين الله تعالى ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدينه ثلاثاً وثلاثين، وتُكبّرينه أربعاً وثلاثين (194).
• روى التغلبي في تفسيره عن جابر الأنصاري، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله رأى فاطمة وعليها كساءٌ من أجلّة الإبل، وهي تطحنُ بيديها وتُرضِع ولدَها، فدَمِعَتْ عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: يا بنتاه، تَعجّلي مرارةَ الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمدُ لله على نعمائه، والشُّكر لله على آلائه. فأنزل الله ولَسَوفَ يُعطيكَ ربُّكَ فتَرضى (195).
• وروى أبو جعفر القمّي ( في حديث ) أنّ بعض أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله انطلَقَ إلى باب بيت فاطمة عليه السّلام يوماً، فوجد بين يديها شعيراً، وهي تطحن فيه وتقول وما عِندَ اللهِ خَيرٌ وأبقى (196).
• وروى الشيخ الطوسي عن جميع بن عُمير، قال: قالت عمّتي لعائشة ـ وأنا أسمع ـ: أرأيتِ مسيركِ إلى عليّ عليه السّلام ما كان ؟
قالت: دَعينا منكِ، إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله من عليّ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة (197).
مباهاة أمير المؤمنين بالزهراء عليها السّلام
• روى الشيخ الطوسي عن أبي الطفيل، قال: كنت في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّاً عليه السّلام يقول: أُنشدكم بالله جميعاً، أفيكم أحدٌ صلّى القبلتَين مع رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا...
قال: أُنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجةٌ مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ؟ قالوا: اللهمّ لا (198).
• روى الأربلي في كشف الغمّة عن أسماء بنت عُمَيس، قالت: سمعتُ سيّدتي فاطمة عليها السّلام تقول: ليلةَ دَخلَ بي عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام أفزعني في فراشي فقلت: أفَزِعتِ يا سيّدةَ النساء ؟ قالت: سمعتُ الأرضَ تحدّثه ويُحدّثها، فأصبحتُ وأنا فزعة، فأخبرتُ والدي صلّى الله عليه وآله، فسجد سجدةً طويلة، ثم رفع رأسه وقال: يا فاطمة، أبشِري بطِيبِ النَّسل، فإنّ الله فضّل بعلَكَ على سائر خلقه، وأمر الأرض أن تُحدِّثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرق الأرض إلى غربها (199).
فاطمة رُكن أمير المؤمنين عليهما السّلام وعماده والمدافع عنه
• روى الشيخ الصدوق عن جابر بن عبدالله، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام قبل موته بثلاث: سلامٌ عليك يا أبا الريحانتَين ( يعني الحَسنَين عليهما السّلام )، أُوصيكَ بريحانَتَيّ من الدنيا، فعن قليلٍ يَنهدُّ رُكناك؛ واللهُ خليفتي عليك.
فلمّا قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال عليّ عليه السّلام: هذا أحدُ رُكنيّ الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله. فلمّا ماتت فاطمة عليها السّلام، قال عليّ عليه السّلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله (200).
• وروى ابن قُتيبة في « الإمامة والسياسة »، أنّ عليّاً عليه السّلام خرج يحمل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ( بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله ) على دابّة ليلاً في مجالس الأنصار تسألهم النُّصرة، فكانوا يقولون: يا بنتَ رسول الله، قد مَضَت بيعتُنا لهذا الرجل، ولو أنّ زوجَكِ وابن عمّك سبَق إلينا قبل أبي بكر ما عَدَلْنا به! فيقول عليّ كرّم الله وجهه: أفكنتُ أدَعُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله في بيته لم أدفنه وأخرج أُنازع الناسَ في سلطانه ؟! فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبُهم وطالبهم (201).
• وروى ابن قُتيبة أيضاً أنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبَوا أن يخرجوا، فدعا بالحَطَب وقال: والذي نَفْسُ عمر بيده، لتخرجنّ أو لأُحرّقنّها على مَن فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة! فقال: وإنْ. فخرجوا فبايعوا إلاّ عليّاً، فإنّه زعم أنّه قال: حَلَفتُ أن لا أخرج ولا أضعَ ثربي على عاتقي حتّى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهدَ لي بقومٍ حضروا أسوأ محضرٍ منكم، تركتُم رسولَ الله صلّى الله عليه وآله جنازةً بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّاً (202).
منزلة فاطمة وأمير المؤمنين عليهما السّلام في قلب النبيّ صلّى الله عليه وآله
• روى الخوارزمي في « مقتل الحسين عليه السّلام » عن أبي هريرة، قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: يا رسول الله، أيّما أحبّ إليك: أنا أم فاطمة ؟ قال صلّى الله عليه وآله: فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ علَيّ منها (203).
• وروى الترمذي في سننه أنّه قيل لعائشة: مَن أحبّ النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالت:
فاطمة. قيل: من الرجال ؟ قالت: زوجها (204).
128 ـ المناقب لابن شهرآشوب 333:3.
129 ـ المناقب لابن شهرآشوب 333:3.
130 ـ سنن الترمذي 700:5 / ح 3872.
131 ـ النور: 63.
132 ـ عنه: المناقب لابن شهرآشوب 320:3.
133 ـ بحار الأنوار للمجلسي 55:43.
134 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 66:1.
135 ـ بحار الأنوار للمجلسي 50:43 ـ 51 / ح 47.
136 ـ السجدة:16.
137 ـ المناقب لابن شهرآشوب 356:3.
138 ـ المناقب لابن شهرآشوب 356:3.
139 ـ أمالي الصدوق 195 / ح 7 ـ المجلس 41.
140 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم 156:3.
141 ـ فرائد السمطين للحمويني 91:2 ـ 92.
142 ـ علل الشرايع للصدوق 183:1 / ح 1 ـ ب 147.
143 ـ أمالي المفيد 260 / ح 2، صحيح البخاري 26:5 ـ باب مناقب فاطمة عليها السّلام، المستدرك للحاكم 154:3، مسند أحمد 5:4 / ح 15691، بألفاظ قريبة.
144 ـ أمالي الطوسي 333 ـ 334 / ح 669.
145 ـ بحار الأنوار للمجلسي 40:43.
146 ـ الكافي للكليني 538:5 / ح 1.
147 ـ المناقب لابن شهرآشوب 354:3.
148 ـ سنن الترمذي 467:5 / ح 3900، ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 35.
149 ـ الاسراء:26.
150 ـ تفسير الدرّ المنثور للسيوطي ذيل الآية، عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق 452:1 / ح 184، بحار الأنوار للمجلسي 105:29.
151 ـ مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصفهاني 57، المناقب لابن المغازلي 340 / ح 392.
152 ـ غاية المرام للبحراني 46 / ح 57 ، بحار الأنوار للمجلسي 100:23 / ح 16.
153 ـ سيرة المصطفى لهاشم معروف الحسني 258.
154 ـ بحار الأنوار 40:43.
155 ـ المناقب لابن شهرآشوب 358:3 ، بحار الأنوار للمجلسي 48:43.
156 ـ ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 47.
157 ـ أمالي الطوسي 513 / ح 1123.
158 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق 39:2 / ح 121.
159 ـ ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 132.
160 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 285:43.
161 ـ المناقب لابن شهرآشوب 388:3 ، بحار الأنوار للمجلسي 286:43.
162 ـ تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي، عنه بحار الأنوار للمجلسي 307:43 / ح 69.
163 ـ بشارة المصطفى لأبي جعفر الطبري 156، بحار الأنوار للمجلسي 306:43 / ح 66.
164 ـ أمالي الصدوق 475 / ح 1 ـ المجلس 87، بحار الأنوار للمجلسي 2:43 / ح 1.
165 ـ الخرايج والجرايح للراوندي 529:2 ، 530 / ح 4، بحار الأنوار للمجلسي 27:43 ـ 28 / ح 31.
166 ـ الحميراء لقب عائشة بنت أبي بكر.
167 ـ بحار الأنوار 43:43.
168 ـ الكافي للكليني 377:5 / ح 1، بحار الأنوار للمجلسي 143:43 / ح 38.
169 ـ الكافي للكليني 377:5 / ح 3، بحار الأنوار للمجلسي 143:43 / ح 41.
170 ـ أمالي الطوسي 40 ـ 41 / ح 45 ـ المجلس الثاني، بحار الأنوار للمجلسي 94:43 ـ 95.
171 ـ أمالي الطوسي 41 / ح 45 ـ المجلس الثاني.
172 ـ أمالي الطوسي 43 / ح 47 ـ المجلس الثاني.
173 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 113:43.
174 ـ بحار الأنوار 112:43.
175 ـ الكافي للكليني 369:5 / ح 1، بحار الأنوار للمجلسي 144:43.
176 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 144:43.
177 ـ الخرائج والجرائح للراوندي 537:2 ـ 538 / ح 13.
178 ـ أمالي الطوسي 40 ـ 43 / ح 45 ـ المجلس الثاني.
179 ـ أمالي الطوسي 257 ـ 258 / ح 464 ـ المجلس العاشر، بحار الأنوار للمجلسي 104:43 / ح 15.
180 ـ بحار الأنوار للمجلسي 130:43.
181 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 115:43 ـ 116.
182 ـ بحار الأنوار للمجلسي 132:43.
183 ـ بحار الأنوار للمجلسي 117:43.
184 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 112:43.
185 ـ المناقب لابن شهرآشوب 351:3.
186 ـ المناقب لابن شهرآشوب 356:3 ، بحار الأنوار للمجلسي 117:43.
187 ـ كشف الغمّة للإربلي 362:1 ـ 363؛ بحار الأنوار للمجلسي 133:43 ـ 134.
188 ـ بحار الأنوار للمجلسي 191:43.
189 ـ وسائل الشيعة 123:14 / ح 1.
190 ـ الكافي الكليني 86:5 / ح 1، بحار الأنوار 151:43.
191 ـ الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 532:2 ـ 533 / ح 8.
192 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني 41:2.
193 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني 41:2.
194 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني 41:2.
195 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 85:43 ـ 86، والآية 5 من سورة الضحى.
196 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 88:43، والآية هي الآية 60، من سورة القصص.
197 ـ أمالي الطوسي 332 / ح 663 ـ المجلس 12.
198 ـ أمالي الطوسي 333 / ح 667 ـ المجلس 12.
199 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 118:43.
200 ـ أمالي الصدوق 117 / ح 4 ـ، المجلس 28، بحار الأنوار للمجلسي 173:43 / ح 14.
201 ـ الإمامة والسياسة لابن قُتيبة الدينوري 29 ـ 30.
202 ـ الإمامة والسياسة لابن قُتيبة 30.
203 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 69:1، كفاية الطالب للكنجي الشافعي 309.
204 ـ سنن الترمذي 467:5 / ح 3900، ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 35.