وَصايا أَخيْرة!
  • عنوان المقال: وَصايا أَخيْرة!
  • الکاتب: أركان التميمي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 3:51:30 4-9-1403

أَدْنَـت عليّـاً فاطـمٌ تُوصِـيـهِ         وتَبثُـه حُزنـاً غـدا يُشجـيـهِ
تشكو وتُفصِـح تـارةً بحديثِهـا      عمّـا رأَتْـه.. وتـارةً تَطويـهِ
تُبدي لواعجَ صدرِهـا.. لكنّمـا      بِفُؤادِهـا أضعـافُ مـا تُبديـهِ
أَوصَت.. وغَصَّت فاطمٌ بدموعِها  ودموعُ فاطمَ إن جَـرَت تُبكيـهِ
لم تُخْفِ عنه ما عراها مِن أذىً    إلاّ مخـافـةَ أنّـهـا تُـؤذيـهِ
أوصَتْه: غسِّلْني ولا تكشِفْ رِداً    عنّـي، لأمـرٍ سِـرُّه تُخْفـيـهِ
خَشِيَت عليه يَرى تكسُّرَ ضِلعِها    مِن عصرِهـم، وفـؤادَهُ تُدميـهِ
أُوصيكَ: شيِّعْني إلى مَلْحودتـي     ليلاً.. وسِـرّاً مَرقـدي تُبقيـهِ
وأرقُّ ما أوصَتْ به بنتُ الهدى     وفـمُ الزمـانِ بِلَوعـةٍ يَرويـهِ
أُوصيكَ تَرفُق بالزكـيِّ ليُتمِـهِ        مِن بَعدِ موتيَ والحسيـنِ أخيـهِ
لم تَنثَـنِ تُوصيـهِ فـي أبنائهـا         أفَهَل يُوصّـى والـدٌ بِبَنيـهِ ؟!
لو لم يُوصَّ لكـانَ أرأفَ والـدٍ        أنّى وبَضعـةُ أحمـدٍ تُوصيـهِ!