ذكر أن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) له خمسة عشر ولدا ، وهم :
أولاد الإمام زين العابدين (ع)
محمد الباقر عليه السلام ، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب .
وأبو الحسين زيد ، وعمر ، أمهما أم ولد .
وعبد الله ، والحسن ، والحسين ، أمهم أم ولد .
والحسين الأصغر ، وعبد الرحمن ، وسليمان ، لام ولد .
وعلي – وكان أصغر ولده عليه السلام – وخديجة ، أمهما أم ولد .
محمد الأصغر ، أمه أم ولد .
وفاطمة ، وعلية ، وأم كلثوم ، ( أمهن أم ولد ) ( 1 ) .
وكان زيد بن علي بن الحسين أفضل إخوته بعد أبي جعفر الباقر عليه السلام ، وكان عابدا ورعا سخيا شجاعا ، وظهر بالسيف يطلب بثارات الحسين عليه السلام ويدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فظن الناس أنه يريد بذلك نفسه ، ولم يكن يريدها به ، لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام الإمامة من قبله ، ووصيته عند وفاته إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
وجاءت الرواية أن سبب خروجه – بعد الذي ذكرناه – : أنه دخل على هشام بن عبد الملك ، وقد جمع هشام له أهل الشام وأمر أن يتضايقوا له في المجلس حتى لا يتمكن من الوصول إلى قربه ، فقال له زيد : إنه ليس من عباد الله أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ، ولا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله يا أمير المؤمنين فاتقه .
فقال له هشام : أنت المؤهل نفسك للخلافة ، وما أنت وذاك لا أم لك ، وإنما أنت ابن أمة .
فقال له زيد : إني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه وهو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث ، وهو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فالنبوة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة ؟ وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن علي بن أبي طالب عليه السلام ؟
فوثب هشام عن مجلسه ودعا قهرمانه وقال : لا يبيتن هذا في عسكري .
فخرج زيد وهو يقول : إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ( 2 ) .
وذكر ابن قتيبة بإسناده في . كتاب عيون الأخبار : أن هشاما قال لزيد بن علي لما دخل عليه : ما فعل أخوك البقرة .
فقال زيد : سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باقر العلم وأنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذا ( 3 ) .
قال ( 4 ) : فلما وصل الكوفة اجتمع إليه أهلها ، فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب ، ثم نقضوا بيعته وأسلموه ، فقتل وصلب بينهم أربع سنين لا ينكره أحد منهم ولم يغيره بيد ولا لسان ، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ، وكان سنه يوم قتل اثنين وأربعين سنة ، ولما قتل بلغ ذلك من الصادق عليه السلام كل مبلغ ، وحزن عليه حزنا عظيما ، وفرق من ماله في عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار ( 5 ) .
وكان عبد الله بن علي بن الحسين فقيها فاضلا ، وكان يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام ( 6 ) .
وكان عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام فاضلا جليلا ورعا ، وكان أيضا يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام .
وكان الحسين بن علي بن الحسين فاضلا ورعا ، وروى أخبارا كثيرة عن أبيه علي بن الحسين وعن أخيه أبي جعفر وعن عمته فاطمة بنت الحسين عليهم السلام ( 7 ) .
وروي عنه أنه قال : كان إبراهيم بن هشام المخزومي واليا على المدينة ، وكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر ، ثم يقع في علي ويشتمه ، قال : فحضرت يوما وقد امتلأ ذلك المكان فلصقت بالمنبر فأغفيت فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل وعليه ثياب بياض فقال لي : يا أبا عبد الله ألا يحزنك ما يقول هذا ؟ قلت : بلى والله .
قال : افتح عينك وانظر ما يصنع الله به .
فإذا هو قد ذكر عليا عليه السلام فرمي به من فوق المنبر فمات لعنه الله ( 8 ) .
الهوامش
( 1 ) انظر ارشاد المفيد 2 : 155 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 176 ، كشف الغمة 2 : 91 ، تذكرة الخواص : 299 ، الفصول المهمة : 209 ، وما بين المعقوفين أثبتناه من الارشاد .
( 2 ) ارشاد المفيد 2 : 172 ، وانظر : عيون الأخبار لابن قتيبة 1 : 312 .
( 3 ) عيون الأخبار لابن قتيبة 1 : 312 .
( 4 ) يظهر ان القائل هو الشيخ المفيد رحمه الله تعالى ، لان المؤلف أورد عين العبارات الواردة في الارشاد هنا كما فعل في المقطع السابق لرواية ابن قتيبة المشار إليها والمنتهية عند الهامش السابق .
( 5 ) ارشاد المفيد 2 : 173 .
( 6 ) ارشاد المفيد 2 : 169
( 7 ) ارشاد المفيد 2 : 170
( 8 ) ارشاد المفيد 2 : 174 .