الخصائص الحسنيّة (2)
  • عنوان المقال: الخصائص الحسنيّة (2)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:10:58 1-9-1403

الخصائص الحسنيّة (2)

في ( حلية الأولياء 35:2 ـ ط السعادة بمصر ) روى الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ ) أنّ عليّاً عليه السلام سأل ابنَه الحسن المجتبى عليه السلام عن أشياء فأجابه: قال له: يا بُنيّ ما السَّداد ؟ قال: يا أبتِ السدادُ دفعُ المنكر بالمعروف. قال: فماة الشرف ؟ قال: إصطناع العشيرة، وحمل الجريرة. قال: فما المروّة ؟ قال: العَفاف، وإصلاح المال. قال: فما الرأفة ؟ قال: النظرُ في اليسير، ومنع الحقير. قال: فما اللؤم ؟ قال: إحراز المرء نفسه، وبذلُه عُرسَه ( ظ: عِرضَه ـ كما في: وسيلة المآل ). قال: فما السَّماح ؟ قال: البذلُ في العسر واليسر. قال: فما الشُّحّ ؟ قال: أن ترى ما في يدك شرفاً، وما أنفَقْتَه تَلَفاً. قال: فما الإخاء ؟ قال: المواساة في الشدّة والرخاء. قال: فما الجُبن ؟ قال: الجرأة على الصديق، والنُّكُول عن العدوّ. قال: فما الغنيمة ؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال: فما الحِلم ؟ قال: كظمُ الغيظ، ومَلْكُ النَّفْس. قال: فما الغِنى ؟ قال: رضى النفس بما قسَمَ الله تعالى لها وإن قَلّ، وإنّما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر ؟ قال: شَرَهُ النفس في كلّ شيء. قال: فما المَنَعَة ؟ قال: شدّة البأس، ومنازعة أعزّاء الناس. قال: فما الذُّلّ ؟ قال: الفَزَع عند المصدوقة. قال: فما العَيّ ؟ قال: العبثُ باللحية، وكثرة البَزْق عند المخاطبة. قال: فما الجُرأة ؟ قال: موافقة الأقران. قال: فما الكُلفة ؟ قال: كلامك فيما لا يَعينك. قال: فما المجد ؟ قال: أن تُعطيَ في الغُرْم، وتعفوَ عن الجُرم. قال: فما العقل ؟ قال: حفظُ القلب كلَّ ما استوعيتَه. قال: فما الخُرق ؟ قال: معاداتُك إمامَك، ورفعك عليه كلامَك. قال: فما السَّناء ؟ قال: إتيانُ الجميل، وتَركُ القبيح. قال: فما الحزم ؟ قال: طولُ الأناة، والرفق بالولاة. قالك فما السَّفَه ؟ قال: إتّباع الدُّناة، ومصاحبة الغُواة. قال: فما الغفلة ؟ قال: تركُك المُجِدّ، وطاعتُك المفسد. قال: فما الحرمان ؟ قال: تركُك حظَّك وقد عُرِض عليك. ( رواه بتفاوتٍ يسير: ابن كثير في: البداية والنهاية 39:8 ـ ط مصر، وابن الأثير في: المختار:20 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق، والحافظ الطبراني في: المعجم الكبير:137 ـ نسخة جامعة طهران، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل:174 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق ).
وبسنده إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عليه السلام، روى الخوارزمي الحنفي في ( مقتل الحسين عليه السلام:137 ـ ط الغري ) أنّه قال: « لمّا حضَرَ الحسنَ بن عليّ عليهما السلام الموتُ بكى بكاءً شديداً، فقال له الحسين: ما يُبكيك يا أخي، إنّما تَقْدِم على رسول الله وعليٍّ وفاطمة وخديجة عليهم السلام، فَهُم وَلّدُوك، وقد أخبر اللهُ على لسان نبيّه صلّى الله عليه وآله أنّك سيّدُ شباب أهل الجنّة، وقد قاسَمتَ الله مالَك ثلاث مرّات، ومشيتَ إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّةً حاجّاً. قال: فَوَ اللهِ ما زاد إلاّ بكاءً وانتهاباً، وقال: يا أخي، إنّي أقْدِم على أمرٍ عظيم، وهولٍ لم يُقْدَم على مِثله قطّ ». ( قريب منه ما رواه الراغب الأصبهاني في: محاضرات الأدباء 494:4 ـ ط بيروت ).
وروى الزمخشري في ( ربيع الأبرار:193 ـ من المخطوط ) قال: كان الحسن بن علي عليهما السلام إذا فرغ من وضوئه تغيّر لونه، فقيل له، فقال: « حَقّ على مَن أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغيّر لونُه ». ( وعلى هذا النحو روى الشيخ نصر بن محمّد السمرقندي الحنفي في كتابه: تنبيه الغافلين:194 ـ ط القاهرة: رُويَ أنّ الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنهما كان إذا أراد أن يتوضّأ تغيّر لونه، فسُئل عن ذلك فقال: « إنّي أريد القيام بين يَدَي الملك الجبّار ». وكان إذا أتى باب المسجد رفع رأسه وقال: « إلهي عبدُك ببابِك، يا محسنُ قد أتاك المسيء، وقد أمرتَ المحسنَ منّا أن يتجاوز عن المسيء، فأنت المحسن وأنا المسيء، فتجاوَزْ عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم »، ثمّ يدخل المسجد ).
وفي كتابه ( الرسالة القشيريّة:77 ـ ط مصر ) كتب الشيخ عبدالكريم بن هوازن القشيري الشافعي ـ ت 465 هـ ـ: مرّ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما بصبيانٍ معهم كِسَرُ خبزٍ فاستضافوه، فنزل وأكل معهم، ثمّ حملهم إلى منزله وأطعمهم وكساهم وقال: « اليدُ لهم؛ لأنّهم لم يجدوا غيرَ ما أطعموني، ونحن نجد أكثر من ذلك » ( رواه أيضاً ابن أبي الحديد المعتزلي في: شرح نهج البلاغة 66:3 ـ ط القاهرة، لكنّه ذكر بدل: اليدُ لهم، الفضلُ لهم. كذلك رواه ابن الصبّان المصري في: إسعاف الراغبين ـ المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي:199 ـ ط مصر ).
وكتب الشيخ عبدالرحمان الصفوري البغدادي في ( نزهة المجالس 209:1 ـ ط القاهرة ): قال الحسن بن عليّ رضي الله عنهما: « لو شتمني أحدٌ في إحدى أُذُنيّ، ثمّ اعتذر في الأخرى لَقَبِلتُ ».
وفي ( مقاتل الطالبيّين:75 ـ ط القاهرة ) كتب أبو الفرج الأصفهاني ـ ت 356 هـ : قال عليّ بن الحسن بن عليّ بن حمزة العلوي، عن عمّه محمّد، عن المدايني، عن جويرة بن أسماء قال: لمّا مات الحسنُ بن عليّ وأخرجوا جنازته حمل مروانُ سريرَه، فقال له الحسين: « أتحمل سريرَه ؟! أمَا واللهِ لقد كنتَ تُجرّعه الغيظ »، فقال مروان: إنّي كنت أفعل ذلك بِمَن يُوازن حلمُه الجبال. ( نقله: ابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 18:4 ـ ط القاهرة، والسيوطي في: تاريخ الخلفاء:74 ـ ط الميمنيّة بمصر، وابن كثير الدمشقي في: البداية والنهاية 38:8 ـ ط مصر، والذهبي في: سِيَر أعلام النبلاء 185:3 ـ ط القاهرة، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل:177 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق ).
وكتب الحافظ الحاكم النيسابوري الشافعي في ( المستدرك على الصحيحين 169:3 ـ ط حيدرآباد ): عن عبيد بن عمير قال: لقد حَجَّ الحسنُ بن عليّ خمساً وعشرين حجّةً ماشياً، وإنّ النجائب لَتُقاد معه. ( روى ذلك أيضاً: الحافظ البيهقي في: السنن الكبرى 331:4 ـ ط حيدرآباد الدكن، والخوارزمي الحنفي في: مقتل الحسين عليه السلام:102 ـ ط الغري، وسبط ابن الجوزي في: تذكرة خواصّ الأمّة:244 ـ ط الغري، وابن حجر المكّي الشافعي في: الصواعق المحرقة:137 ـ ط عبداللطيف بمصر، والمحبّ الطبري في: ذخائر العقبى:137 ـ ط القدسي بالقاهرة، والبدخشي في: مفتاح النجا، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:192 ـ ط إسلامبول، وآخرون. ومن رُواة هذا الخبر أيضاً: محمّد بن عليّ ـ ولعلّه الإمام الباقر عليه السلام ـ، وعليّ بن زيد بن جدعان ).

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام