لم تحمل إلينا النصوص التاريخيّة والحديثيّة شيئاً عن ملامح الإمام ( عليه السلام ) إبّان ولادته وفي صغره ، ومن هنا فإنّ ما يأتي في هذا المجال يرتبط بملامحه وهندامه أيّام خلافته ( عليه السلام ) .
وفي ضوء ذلك يتسنّى لنا أن نصفه ( عليه السلام ) فنقول : كان ( عليه السلام ) رَبْعة من الرجال ؛ إلى القِصَر أقرب وإلى السمن ، من أحسن الناس وجهاً ، وكأنّ وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، كثير التبسُّم ، آدَم اللون يميل إلى السُّمرة ، أدْعَج ( 1 ) العينين عظيمهما ، في عينيه لين ، أصلع ، كأنّ عنقه إبريق فضّة ، كَثّ اللحية ، لا يغيّر شيبَه ، عريض ما بين المنكبين ، شَثْن الكفّين ( 2 ) ، شديد الساعد واليد ، عريض الصدر ، ذا بطن ، ضخم الكَرادِيس ( 3 ) ، ضخم عضلة الذراع والساق دقيقَ مُستدَقّها ، إذا مشى تكفّأ ( 4 ) ، وإذا مشى إلى الحرب هرول .
1 – الطبقات الكبرى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ ( عليهما السلام ) ، قلت : ما كانت صفة عليّ ( عليه السلام ) ؟ قال : رجل آدمُ شديد الأُدْمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذو بطن ، أصلع ، إلى القِصَر أقرب ( 5 ) .
2 – الغارات عن قدامة بن عتّاب : كان عليّ ( عليه السلام ) ضخم البطن ، ضخم مُشاشة ( 6 ) المنكب ، ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها ، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها ( 7 ) .
3 – المناقب لابن شهر آشوب عن المغيرة : كان عليّ ( عليه السلام ) على هيئة الأسد ؛ غليظاً منه ما استغلظ ، دقيقاً منه ما استدقّ ( 8 ) .
4 – الكامل في التاريخ : كان عليّ ( عليه السلام ) فوق الرَّبعة ، وكان ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها ، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها ، وكان من أحسن الناس وجهاً ، ولا يغيّر شيبَه ، كثير التبسّم ( 9 ) .
5 – مقاتل الطالبيّين : كان ( عليه السلام ) أسمر ، مربوعاً ، وهو إلى القصر أقرب ، عظيم البطن ، دقيق الأصابع ، غليظ الذراعين ، حَمْش الساقين ( 10 ) ، في عينيه لين ، عظيم اللحية ، أصلع ، ناتئ الجبهة ( 11 ) .
6 – فضائل الصحابة عن أبي إسحاق : قال أبي : يا بنيّ تريد أن أُريك أمير المؤمنين – يعني عليّاً ؟ قلت : نعم ، فرفعني على يديه فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية ، أصلع ، عظيم البطن ، عريض ما بين المنكبين ( 12 ) .
7 – مقاتل الطالبيّين عن داود بن عبد الجبّار عن أبي إسحاق : أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة ، فرفعني فرأيت عليّاً يخطب على المنبر ؛ شيخاً ، أصلع ، ناتئ الجبهة ، عريض ما بين المنكبين ، له لحية قد ملأت صدره ، في عينه اطْرِغْشاش – قال داود : يعني ليناً في العين – فقلت لأبي : مَن هذا يا أبة ؟ فقال : هذا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخو رسول الله ، ووصيّ رسول الله ، وأمير المؤمنين ( 13 ) .
8 – الطبقات الكبرى عن رزام بن سعد الضبّي : سمعت أبي ينعت عليّاً ، قال : كان رجلاً فوق الربعة ، ضخم المنكبين ، طويل اللحية وإن شئت قلت – إذا نظرت إليه – : هو آدم ، وإن تبيّنته من قريب قلت : أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم ( 14 ) .
9 – وقعة صفّين : كان عليّ رجلاً دَحداحاً ( 15 ) ، أدعج العينين ، كأنّ وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، ضخم البطن ، عريض المَسرُبة ( 16 ) ، شثن الكفّين ، ضخم الكسور ، كأنّ عنقه إبريق فضّة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلاّ خفاف من خلفه ، لمنكبيه مُشاش كمُشاش السبع الضاري ، إذا مشى تكفّأ به ومارَ ( 17 ) به جسده ، له سنام كسنام الثور ، لا تبين عضده من ساعده ، قد أُدمجت إدماجاً ، لم يمسك بذراع رجل قطّ إلاّ أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس . وهو إلى السمرة ، أذلف ( 18 ) الأنف ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، وقد أيّده الله بالعزّ والنصر ( 19 ) .
10 – المناقب للخوارزمي عن محمّد بن حبيب البغدادي صاحب المحبّر – في بيان صفاته ( عليه السلام ) – : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس ( 20 ) .
11 – تاريخ دمشق عن مُدرك : رأيت عليّاً له وَفْرة ( 21 ) ، وكان من أحسن الناس وجهاً ( 22 ) .
12 – نثر الدرّ : انصرف [ عليّ ( عليه السلام ) ] من صفّين وكأنّه رأسه ولحيته قطنة ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، لو غيّرت ، فقال : إنّ الخضاب زينة ، ونحن قوم محزونون ( 23 ) ( 24 ) .
13 – المناقب لابن شهر آشوب عن ابن إسحاق وابن شهاب : أنّه كتب حلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن ثبيت الخادم على عمره ( 25 ) ، فأخذها عمرو بن العاص ، فزمّ بأنفه ( 26 ) فقطّعها ، وكتب : إنّ أبا تراب كان شديد الأُدمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين ، ونحو ذلك ، فلذلك وقع الخلاف في حليته ( 27 ) .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) الدَّعَج والدُّعْجة : السواد في العين وغيرها ( النهاية : 2 / 119 ) .
( 2 ) شَثْن الكفّين : أي أنّهما يميلان إلى الغِلَظ والقِصَر ( النهاية : 2 / 444 ) .
( 3 ) الكَرادِيس : رؤوس العظام وقيل : هي ملتقى كلّ عظمين ضخمين ، كالركبتين والمرفقين والمنكبين ؛ أي أنّه ضخم الأعضاء ( النهاية : 4 / 162 ) .
( 4 ) تَكَفَّأَ جسدُه : تمايَلَ إلى قدّام ( النهاية : 4 / 183 ) .
( 5 ) الطبقات الكبرى : 3 / 27 ، تاريخ بغداد : 1 / 134 و 135 ، أنساب الأشراف : 2 / 366 ، تاريخ الطبري : 5 / 153 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 3 / 624 نحوه ، تاريخ دمشق : 42 / 24 و 25 عن الخوارزمي ، المناقب لابن المغازلي : 12 / 13 عن قتادة ، المعارف لابن قتيبة : 210 عن الواقدي والثلاثة الأخيرة نحوه من دون إسناد إلى المعصوم ؛ شرح الأخبار : 2 / 427 / 771 وراجع أُسد الغابة : 4 / 115 / 379 والبداية والنهاية : 7 / 223 .
( 6 ) المُشاشة : ما أشرَفَ من عظْم المنكِب ( لسان العرب : 6 / 347 ) .
( 7 ) الغارات : 1 / 93 ؛ الطبقات الكبرى : 3 / 26 ، مقتل أمير المؤمنين : 67 / 56 ، أنساب الأشراف : 2 / 365 ، تاريخ دمشق : 42 / 23 ، أُسد الغابة : 4 / 115 / 3789 .
( 8 ) المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 307 ، شرح الأخبار : 2 / 428 / 774 .
( 9 ) الكامل في التاريخ : 2 / 440 .
( 10 ) حَمْش الساقين : دقيقهما ( لسان العرب : 6 / 288 ) .
( 11 ) مقاتل الطالبيّين : 42 وقال بعد ذلك : وصفته هذه وردت بها الروايات متفرّقة فجمعتها .
( 12 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 555 / 934 ، الطبقات الكبرى : 3 / 25 ، شعب الإيمان : 5 / 216 / 6415 ، المعجم الكبير : 1 / 93 / 153 ، الاستيعاب : 3 / 210 / 1875 ، أنساب الأشراف : 2 / 361 ، تاريخ دمشق : 42 / 21 وفي بعضها إلى ” اللحية ” وص 20 ، مقتل أمير المؤمنين : 68 / 57 كلاهما عن الشعبي ؛ الغارات : 1 / 99 كلّها نحوه .
( 13 ) مقاتل الطالبيّين : 42 .
( 14 ) الطبقات الكبرى : 3 / 26 ، أنساب الأشراف : 2 / 366 ، تاريخ دمشق : 42 / 23 ، أُسد الغابة : 4 / 115 / 3789 .
( 15 ) الدَّحْداح : القصير السمين ( النهاية : 2 / 103 ) .
( 16 ) المَسرُبة : الشعرات التي تنبت في وسط الصدر إلى أسفل السُّرّة ( المحيط في اللغة : 8 / 312 ) .
( 17 ) مارَ الشيءُ : تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العَيْدانةُ ( لسان العرب : 5 / 186 ) .
( 18 ) الذَّلَف : قِصرُ الأنف وانبطاحُه ( النهاية : 2 / 165 ) .
( 19 ) وقعة صفّين : 233 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 307 عن جابر وابن الحنفيّة ، كشف الغمّة : 1 / 77 ؛ الاستيعاب : 3 / 218 / 1875 ، ذخائر العقبى : 109 كلّها نحوه وراجع الرياض النضرة : 3 / 107 و 108 .
( 20 ) المناقب للخوارزمي : 45 ؛ كشف الغمّة : 1 / 75 .
( 21 ) الوَفْرة : شَعر الرأس إذا وَصَل إلى شحمة الأُذن ( لسان العرب : 5 / 289 ) .
( 22 ) تاريخ دمشق : 42 / 25 ، أُسد الغابة : 4 / 116 / 3789 ، مقتل أمير المؤمنين : 71 / 61 وفيهما ” يخطب ” بدل ” له وفرة ” .
( 23 ) أقول : يمكن أن يقال إنّ حزنه من التحكيم وما جرى قبله ، وقال الشريف الرضي : يريد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( نهج البلاغة : ذيل الحكمة 473 ) .
( 24 ) نثر الدرّ : 1 / 307 وراجع نهج البلاغة : الحكمة 473 والرياض النضرة : 3 / 108 .
( 25 ) كذا في المصدر .
( 26 ) زَمَّ بأنفه : إذا شَمَخَ وتكبّر ( النهاية : 2 / 314 ) .
( 27 ) المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 306 .