غزوة تبوك
  • عنوان المقال: غزوة تبوك
  • الکاتب: مركز آل البيت العالمي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:34:12 13-9-1403

غزوة تبوك

مركز آل البيت العالمي

تاريخ الغزوة :

حصلت غزوة تبوك في التاسع والعشرين من رجب 9 هـ ، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،  وتسمّى بغزوة العسرة  

سبب الغزوة :

كان سبب الغزوة هو : أنّ الصيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام ومعهم الدرموك والطعام ، فأشاعوا بالمدينة المنوّرة ، أنّ الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عسكر عظيم ، وأنّ هرقل قد سار في جمع جنوده ، وجلب معهم غسان وجذام وبهراء وعاملة ، وقد قدم عساكره البلقاء ، ونزل هو حمص .

فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه إلى تبوك ، وهي من بلاد البلقاء ، وبعث إلى القبائل حوله ، وإلى مكّة ، وإلى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة ، فحثّهم على الجهاد والغزو .

وقد بيّن ( صلى الله عليه وآله ) للناس بعد السفر ، وشدّة الحر ، وكثرة العدو ، ليتأهبوا ، وأمر أهل الجدة أن يعينوا من لا قوّة به ، ومن كان عنده شيء أخرجه ، فتحملّوا صدقات كثيرة ، وذلك في زمن عسرة من الناس ، فسمّي ذلك الجيش جيش العسرة .

وضرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عسكره فوق ثنية الوداع بمن تبعه من المهاجرين ، وقبائل العرب ، وبني كنانة ، وأهل تهامة ومزينة وجهينة وطي وتميم .

واستعمل الزبير على راية المهاجرين ، وطلحة بن عبيد الله على الميمنة ، وعبد الرحمن بن عوف على الميسرة ، وسار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى نزل الجرف ، فلمّا انتهى إلى الجرف لحقه الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأخبره بما قائله المنافقون في حقّه .

استخلاف الإمام علي ( عليه السلام ) :

لمّا أراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الخروج إلى غزوة تبوك ، استخلف الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )   في أهله وولده وأزواجه ومهاجره .

فقال له : (( يا علي إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك )) ، فحسده أهل النفاق ، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلموا أنّها تتحرّس به ، ولا يكون للعدو فيها مطمع ، فساءهم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاف عند خروج النبي ( صلى الله عليه وآله ) عنها ، فأرجفوا به ( عليه السلام ) وقالوا : لم يستخلفه رسول الله إكراماً له ولا إجلالاً ومودة ، وإنّما استخلفه استثقالاً له .

فلمّا بلغ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم ، فلحق بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : (( يا رسول الله ، إنّ المنافقين يزعمون أنّك إنّما خلفتني استثقالاً ومقتاً  ، فقال رسول الله :  ارجع يا أخي إلى مكانك ، فإنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك ، فأنت خليفتي في أهلي ، ودار هجرتي وقومي ، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي  ، فقال ( عليه السلام ) :  قد رضيت قد رضيت )) ، فرجع إلى المدينة .

وقيل : إنّما لم يستصحبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معه لما أخبره الله تعالى بأنّه لا يلقى حرباً ، فكان بقاؤه ( عليه السلام ) في المدينة أهمّ للخوف عليها من المنافقين والعرب الموتورين ، وهذا أمر واضح جلي .

عدد المسلمين :

أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كلّ بطن من الأنصار ، والقبائل من العرب أن يتّخذوا لواء أو راية ، وخرج ( صلى الله عليه وآله ) في ثلاثين ألفاً من الناس ، وعشرة آلاف فرس حتّى قدم تبوك .