كنية أمير المؤمنين عليه السلام
  • عنوان المقال: كنية أمير المؤمنين عليه السلام
  • الکاتب:
  • مصدر: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية
  • تاريخ النشر: 16:51:26 3-9-1403

من أين جاءت كنية أبا تراب للإمام أمير المؤمنين عليه السلام؟

لأمير المؤمنين علي عليه السلام العديد من الكنى، أشهرها أبو الحسن.. وأبو تراب.. ولكن يستوقفنا هنا أمران:

الأول: موقف الحسنين عليهما السلام من الكنية بأبي الحسن، حيث يروى أن علياً عليه السلام قال: «كان الحسن في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوني أبا الحسين، وكان الحسين يدعوني أبا الحسن؛ ويدعوان رسول الله صلى الله عليه وآله أباهما، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله دعواني بأبيهما.(كشف الغمة:1/135)

ومعنى ذلك: أنهما عليهما السلام قد عظما ثلاثة أشخاص في آن، فإن دعوتهما رسول الله صلى الله عليه وآله بأبيهما يتضمن تعظيماً له وتكريماً.. ويتضمن أيضاً اعتزازاً بانتسابهما إليه.

ودعوة الحسن علياً عليه السلام: بأبي الحسين، فيه تعظيم لعلي عليه السلام، حيث خوطب بكنيته، وفيه أيضاً تعظيم للحسين عليه السلام، حيث قدَّمه الإمام الحسن عليه السلام على نفسه، ورأى أنه أهل لأن يكتني به من هو مثل علي عليه السلام.

كما أن دعوة الحسين لأبيه بأبي الحسن يفيد التكريم لعلي، وللحسن عليهما السلام معاً.

    أبو تراب

ومن الكنى التي أطلقها النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام: أبو تراب وكانت أحب الأسماء إلى علي صلوات الله وسلامه عليه.(المعجم الكبير:6/167)

وقد كناه النبي صلى الله عليه وآله بهذه الكنية حين وجده راقداً وقد علا جبينه التراب، فقال له ملاطفاً: قم يا أبا تراب.(الغدير:6/337)

وربما يكون من أسباب محبته عليه السلام لهذه الكنية:

    إن فيها تذكيراً له بأنه مخلوق من التراب، وأن ذلك يشير إلى أن المتوقع منه أن يتواضع لله تبارك وتعالى، وأن يذل بين يديه.
    إنها تذكره بمحبة النبي صلى الله عليه وآله، وتودده له، حين أتحفه بهذه الكنية على سبيل الملاطفة، وما تضمنته من رفع الكلفة، وزيادة الألفة.
    إنه عليه السلام يستشف من هذه الكنية الممنوحة له، معاني عالية وأسراراً، وحقائق سامية، وتفتح له آفاقاً من التفكر والتبصر، من شأنها أن تزيد من ابتهاجه بهذه الكنية، وتؤكد قيمتها ومغزاها لديه.
    إنه عليه السلام كان يعد ذلك له كرامة، ببركة النفس المحمدي. كان التراب يحدثه بما يجري عليه إلى يوم القيامة، وبما جرى. فافهم سراً جليلاً.(الغدير:6/338)