السؤال:
س: لدي سؤال أرجو مساعدتي في الإجابة عليه، جزاكم الله خير الجزاء: ما هي مصادر أهل السنّة التي أوردت الحديث الشريف: «خلّفت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، وما هي المصادر التي أوردت الحديث: «خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي» بانتظار إجابتكم، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
ج: ذكرت مصادر أهل السنّة حديث الثقلين، وفيه تارة لفظة: «كتاب الله وعترتي»، وأُخرى لفظة: «كتاب الله… وأهل بيتي»، ومرّة ثالثة لفظة: «كتاب الله وسنّتي».
أمّا بلفظة: «كتاب الله وعترتي»، فقد روي عن زيد بن ثابت: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً»(۱).
وأمّا بلفظة: «كتاب الله… وأهل بيتي»، فقد روي عن زيد بن أرقم أنّه قال: «قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكّة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثمّ قال: أمّا بعد ألا أيّها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسولُ ربّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»(۲).
وروي أيضاً عن زيد بن أرقم أنّه قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما»(۳).
وأمّا بلفظة: «كتاب الله وسنّتي»، فقد رواه مالك في الموطّأ عن ابن عباس، والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، وكلا سنديه لا تقوم بهما حجّة، كما صرّح بذلك المحدّث السلفي الألباني.
___________________
۱ـ فضائل الصحابة: ۱۵، الجامع الكبير ۵/۳۲۸، المصنّف لابن أبي شيبة ۷/۴۱۸، كتاب السنّة: ۳۳۷ و۶۲۹، السنن الكبرى للنسائي ۵/۴۵ و۱۳۰، المعجم الكبير ۳/۶۶ و۵/۱۵۴ و۱۶۶ و۱۷۰ و۱۸۲، الطبقات الكبرى ۲/۱۹۴٫
۲ـ صحيح مسلم ۷/۱۲۳، السنن الكبرى للبيهقي ۲/۱۴۸ و۷/۳۰، السنن الكبرى للنسائي ۵/۵۱، صحيح ابن خزيمة ۴/۶۳، المعجم الكبير ۵/۱۸۲، الجامع الصغير ۱/۲۴۴، مسند أحمد ۴/۳۶۶، سنن الدارمي ۲/۴۳۱٫
۳ـ الجامع الكبير ۵/۳۲۹، فضائل الصحابة: ۱۵، مسند أحمد ۳/۱۴ و۲۷ و۵۹ و۱۸۲٫