السؤال:
في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾(۱)، لماذا طلب نبيّ الله موسى (عليه السلام) الرؤية
الجواب:
السبب الذي دعا موسى(عليه السلام) أن يطلب الرؤية الحسّية البصرية ـ مع علمه واعتقاده بعدم رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ لأنّه يلزم منه التجسيم في حقّه تعالى ـ هو طلب قومه ذلك، ولم يكن بدافع ذاتي من موسى(عليه السلام)، وهذا ما يوضّحه قوله تعالى عن لسان قوم موسى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً﴾(۲).
عن الإمام الرضا(عليه السلام) في نقله للقصّة: فقال موسى: يا قوم، إنّ الله لا يُرى بالأبصار ولا كيفية له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه، فقالوا: لن نؤمن لك حتّى تسأله. فقال موسى(عليه السلام): يا ربّ، إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم. فأوحى الله جلّ جلاله إليه: يا موسى، سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾(۳).
______________________
۱ـ الأعراف: ۱۴۳٫
۲ـ البقرة: ۵۵٫
۳ـ التوحيد: ۱۲۲٫