السؤال:
رجائي منكم توضيح معنى الحديث الشريف: «لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة»(۱)، ماذا قصد الرسول(صلى الله عليه وآله) من هذا الحديث؟
وما معنى أن يكون الدين عزيزاً بوجودهم؟ وهل كان الدين عزيزاً في حياتهم أم لا؟ لا أُريد الإطالة، ولكن أُريد منكم شرحاً كاملاً ووافياً وبالتفصيل، حتّى يكون المعنى واضحاً لدينا.
وإذا أمكن إرشادي لبعض المصادر للاستفادة منها في معرفة معنى الأحاديث التي تتحدّث عن الأئمّة الاثني عشر، وفّقكم الله وسدّد خطاكم.
الجواب:
يمكن تفسير هذا الحديث بعدّة تفاسير، أبرزها تفسيران:
الأوّل: إنّ الملتزمين بالدين يكونون قليلين، يعني يكون الدين عزيز الوجود إلى حين ظهور الإمام الثاني عشر(عليه السلام)، حيث يغلب الدين على البسيطة كلّها تحت رعايته ورايته، فيكون مصداقاً لقوله سبحانه: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ…﴾(۲).
الثاني: إنّ عزّة الدين بالأئمّة(عليهم السلام)، ويبقى الدين مؤيّداً مسدّداً، وإن كان المتمسّكون به قد يقلّ وجودهم، ولكن بعد ارتحال الإمام الثاني عشر من الدنيا يرتفع الدين، ويكون على الأرض شرار الخلق، بعدما يستولي الفساد عليها، وتقوم القيامة على شرار الخلق.
ويمكنك لمعرفة معاني الأحاديث المعتبرة الواردة في الأئمّة، من مراجعة: «مرآة العقول» للعلّامة المجلسي، و«بحار الأنوار» للعلّامة المجلسي، و«شرح على أُصول الكافي» للمازندراني، و«كتاب الوافي» للفيض الكاشاني، و«كتاب مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار» للسيّد عبد الله شبّر.
________________________
۱ـ صحيح مسلم ۶/۳، مسند أحمد ۵/۹۰ و۱۰۰ و۱۰۶، مسند أبي داود: ۱۰۵ و۱۸۰، صحيح ابن حبّان ۱۵/۴۴٫
۲ـ التوبة: ۳۳٫