السؤال:
ما مدى صحة هذه الرواية :
جاء في كتاب الأئمة الاثنى عشر للسيد هاشم المعروف بـ( الحسني ) ما يلي نصه :
ويروي الرواة : أن جماعة من أهل العراق دخلوا على الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، وذكروا أبا بكر وعمر وعثمان بسوء ونالوا منهم .
فقال ( عليه السلام ) لهم : ( ألا تخبروني من أنتم ؟ أنتم من المهاجرين الأولين : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ؟ ) الحشر ۸ .
قالوا : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفأنتم مِنْ : ( الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) ؟ ) الحشر ۹ .
فقالوا : لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( أما أنتم ، فقد تبرَّأتم من أن تكونوا من هذين الفريقين ، وأنا أشهد أنكم لستُم من الذين قال الله في حقهم : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر ۱۰ اخرجوا عَنِّي ، لا بارك الله فيكم ) .
فإذا كانت هذه الرواية صحيحة فكيف نوجِّهُهَا ؟
الجواب:
لا يبعد أن الإمام ( عليه السلام ) كان يعلم من نيَّاتهم أنهم لا يقصدون حسناً ، بل كانت لهم مآرب أخرى باطلة .
نظير أبي سفيان حينما جاء إلى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وطلب منه مبايعته ، فإن الإمام ( عليه السلام ) رَدَّه لأنه علم منه إضماره سوءاً .
هذا بعد الالتفات إلى أن جواب الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) لا دلالة فيه على مدح الثلاثة ، والثناء عليهم ، بل أقصى ما يدل عليه ذمُّ تلك الجماعة ، وأنها ليست في العِير ولا في النَّفير .