امرأة افترت على غلام أنّه كابرها على نفسها
14 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أُتي عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت برجل من الأنصار وكانت تهواه ولم تقدر له على حيلة ، فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة وصبّت البياض على ثيابها بين فخذيها ، ثمّ جاءت إلى عمر فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا الرجل أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني ، فهمّ عمر أن يعاقب الأنصاري ، فجعل الأنصاري يحلف وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) جالس ، ويقول : يا أمير المؤمنين ! تثبّت في أمري .
فلمّا أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن ! ما ترى ؟ فنظر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها ، فاتّهمها أن تكون احتالت لذلك ، فقال : إيتوني بماء حار قد أُغلي غلياناً شديداً ففعلوا ، فلمّا أُتي بالماء أمرهم فصبّوا على موضع البياض ، فاشتوى ذلك البياض ، فأخذه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فألقاه في فيه ، فلمّا عرف طعمه ألقاه من فيه ، ثمّ أقبل على المرأة حتى أقرّت بذلك ، ودفع الله عزّ وجلّ عن الأنصاري عقوبة عمر ( 27 ) .
امرأة نفت عنها ولدها
15 – الكافي عن عاصم بن حمزة السلولي : سمعت غلاماً بالمدينة وهو يقول : يا أحكم الحاكمين ! احكُم بيني وبين أُمّي . فقال له عمر بن الخطّاب : يا غلام لِمَ تدعو على أُمّك ؟ ! فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّها حملتني في بطنها تسعة أشهر ، وأرضعتني حولين ، فلمّا ترعرعتُ وعرفت الخير من الشرّ ويميني من شمالي طردَتني وانتفت منّي ، وزعمت أنّها لا تعرفني .
فقال عمر : أين تكون الوالدة ؟ قال : في سقيفة بني فلان .
فقال عمر : عليَّ بأُمّ الغلام ، قال : فأتَوا بها مع أربعة إخوة لها وأربعين قسامة يشهدون لها أنّها لا تعرف الصبيّ ، وأنّ هذا الغلام غلام مدّع ظلوم غشوم يُريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأنّ هذه جارية من قريش لم تتزوّج قطّ ، وأنّها بخاتم ربّها .
فقال عمر : يا غلام ما تقول ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه والله أُمّي ؛ حملتني في بطنها تسعة أشهر ، وأرضعتني حولين ، فلمّا ترعرعتُ وعرفتُ الخير من الشرّ ويميني من شمالي طردتني وانتفت منّي ، وزعمت أنّها لا تعرفني .
فقال عمر : يا هذه ! ما يقول الغلام ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، والذي احتجب بالنور ؛ فلا عين تراه ، وحقّ محمّد وما ولد ، ما أعرفه ولا أدري من أيّ الناس هو ، وإنّه غلام مدّع يريد أن يفضحني في عشيرتي ، وإنّي جارية من قريش لم أتزوّج قطّ ، وإنّي بخاتم ربّي .
فقال عمر : ألكِ شهود ؟ فقالت : نعم هؤلاء ، فتقدّم الأربعون القسامة فشهدوا عند عمر أنّ الغلام مدّع يريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأنّ هذه جارية من قريش لم تتزوّج قطّ ، وأنّها بخاتم ربّها .
فقال عمر : خذوا هذا الغلام وانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود ؛ فإن عدلت شهادتهم جلدته حدّ المفتري .
فأخذوا الغلام يُنطلق به إلى السجن ، فتلقّاهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فنادى الغلام : يا بن عمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! إنّني غلام مظلوم ، وأعاد عليه الكلام الذي كلّم به عمر ، ثمّ قال : وهذا عمر قد أمر بي إلى الحبس .
فقال عليّ ( عليه السلام ) : ردّوه إلى عمر ، فلمّا ردّوه قال لهم عمر : أمرت به إلى السجن فرددتموه إليَّ ؟ ! فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أمرنا عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن نردّه إليك ، وسمعناك وأنت تقول : لا تعصوا لعليّ ( عليه السلام ) أمراً . فبينا هم كذلك إذ أقبل عليٌّ ( عليه السلام ) فقال : عليَّ بأُمّ الغلام ، فأتَوا بها .
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : يا غلام ! ما تقول ؟ فأعاد الكلام ، فقال عليّ ( عليه السلام ) لعمر : أتأذن لي أن أقضي بينهم ؟ فقال عمر : سبحان الله ! وكيف لا وقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أعلمكم عليّ بن أبي طالب .
ثمّ قال للمرأة : يا هذه ألكِ شهود ؟ قالت : نعم ، فتقدّم الأربعون قسامة فشهدوا بالشهادة الأُولى ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : لأقضينّ اليوم بقضيّة بينكما هي مرضاة الربّ من فوق عرشه ، علّمنيها حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ثمّ قال لها : ألكِ وليّ ؟ قالت : نعم هؤلاء إخوتي ، فقال لإخوتها : أمري فيكم وفي أُختكم جائز ؟ فقالوا : نعم يا بن عمّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، أمرك فينا وفي أُختنا جائز .
فقال عليّ ( عليه السلام ) : أُشهد الله وأُشهد من حضر من المسلمين أنّي قد زوّجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم ، والنقد من مالي . يا قنبر ! عليَّ بالدراهم ، فأتاه قنبر بها فصبّها في يد الغلام ، قال : خذها فصبّها في حِجْر امرأتك ، ولا تأتِنا إلاّ وبك أثر العرس – يعني الغسل – فقام الغلام فصبّ الدراهم في حِجْر المرأة ثمّ تلبّبها ( 28 ) فقال لها : قومي .
فنادت المرأة : النارَ النارَ يا بن عمّ محمّد ! ! تُريد أن تزوّجني من ولدي ، هذا والله ولدي ، زوّجني إخوتي هجيناً ( 29 ) فولدتُ منه هذا الغلام ، فلمّا ترعرع وشبّ أمروني أن أنتفي منه وأطرده ، وهذا والله ولدي ، وفؤادي يتقلّى أسفاً على ولدي . قال : ثمّ أخذت بيد الغلام وانطلقت ، ونادى عمر : وا عمراه ! ! لولا عليّ لهلك عمر ( 30 ) .
امرأتان تنازعتا في طفل
16 – الإرشاد : روَوْا أنّ امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادّعته كلّ واحدة منهما ولداً لها بغير بيّنة ، ولم يُنازعهما فيه غيرهما ، فالتبس الحكم في ذلك على عمر ، وفزع فيه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوّفهما ، فأقامتا على التنازع والاختلاف .
فقال ( عليه السلام ) عند تماديهما في النزاع : إيتوني بمنشار ، فقالت له المرأتان : ما تصنع ؟ فقال : أقُدّه نصفين ، لكلّ واحدة منكما نصفه ، فسكتت إحداهما وقالت الأُخرى : الله اللهَ يا أبا الحسن . إن كان لابدّ من ذلك فقد سمحت به لها !
فقال : الله أكبر ، هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقّت عليه وأشفقت .
فاعترفت المرأة الأُخرى بأنّ الحقّ مع صاحبتها والولد لها دونها ( 31 ) ، فسُرّي عن عمر ، ودعا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بما فرّج عنه في القضاء ( 32 ) .
دية الصبيّ على الخليفة
17 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كانت امرأة بالمدينة تؤتى ، فبلغ ذلك عمر ، فبعث إليها فروّعها ، وأمر أن يُجاء بها إليه ، ففزعت المرأة فأخذها الطلق ، فانطلقت إلى بعض الدور فولدت غلاماً فاستهلّ ( 33 ) الغلام ثمّ مات ، فدخل عليه من روعة المرأة ومن موت الغلام ما شاء الله .
فقال له بعض جلسائه : يا أمير المؤمنين ، ما عليك من هذا شيء ، وقال بعضهم : وما هذا ؟ قال : سلوا أبا الحسن ، فقال لهم أبو الحسن ( عليه السلام ) : لئن كنتم اجتهدتم ما أصبتم ، ولئن كنتم قلتم برأيكم لقد أخطأتم ، ثمّ قال : عليك دِية الصبيّ ( 34 ) .
عمر وأعرابيّ
18 – شرح الأخبار عن أنس بن مالك : كنت مع عمر بمنى إذ أقبل أعرابيّ معه ظَهْر ( 35 ) ، فقال عمر : يا أنس ، سلْهُ هل يبيع الظَّهْر ؟ فقمت إليه فسألته ، فقال : نعم . فقام إليه عمر فاشترى منه أربعة عشر بعيراً . ثمّ قال : يا أنس ، ألحقها بالظَّهْر – يعني التي له – قال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدْها من أحلاسها . فقال عمر : إنّما اشتريتها منك بأحلاسها وأقتابها ( 36 ) .
فقال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدها من أحلاسها وأقتابها . فقال عمر : إنّما اشتريتها منك بأحلاسها وأقتابها . فقال الأعرابيّ : يا أمير المؤمنين ، جرّدها ؛ فما بعت منك أحلاساً ولا قتباً .
فقال عمر : هل لك أن تجعل بيننا وبينك رجلاً كنّا أُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نُحكّمه ؟ ثمّ قال لي عمر : انظر هل نرى عليّاً في الشِّعْب ؟ فأتيت الشعب فوجدت عليّاً ( عليه السلام ) قائماً يصلّي ومعي الأعرابيّ فأخبرته . فقام حتى أتى عمر فقصّ عليه القصّة . فقال له عليّ ( عليه السلام ) : أكنت شرطت عليه أقتابها وأحلاسها ؟ فقال عمر : لا ما اشترطت ذلك . قال : فجرِّدها له ؛ فإنّما لك الإبل .
فقال لي عمر : فجرِّدها وادفع أقتابها وأحلاسها إلى الأعرابيّ ، وألحِقها بالظَّهْر . ففعلت ( 37 ) .
رجل له رأسان
19 – المناقب لابن شهر آشوب عن سلمة بن عبد الرحمن : أُتي عمر بن الخطّاب برجل له رأسان وفمان وأنفان وقُبُلان ودبران وأربعة أعين في بدن واحد ، ومعه أُخت ، فجمع عمر الصحابة وسألهم عن ذلك فعجزوا ، فأتَوا عليّاً وهو في حائط له ، فقال : قضيّته أن يُنوَّم ؛ فإن غمّض الأعين أو غطّ ( 38 ) من الفَمَين جميعاً فبدن واحد ، وإن فتح بعض الأعين أو غطّ أحد الفمين فبدنان ، هذه قضيّته .
وأمّا القضيّة الأُخرى ، فيُطعَم ويُسقى حتى يمتلئ ، فإن بال من المبالين جميعاً وتغوّط من الغائطين جميعاً فبدن واحد ، وإن بال أو تغوّط من أحدهما فبدنان ( 39 ) .
رجلان احتالا في ذهاب مال امرأة
20 – الكافي عن زاذان : استودع رجلان امرأة وديعة وقالا لها : لا تدفعيها إلى واحد منّا حتى نجتمع عندك ، ثمّ انطلقا فغابا فجاء أحدهما إليها فقال : أعطيني وديعتي ؛ فإنّ صاحبي قد مات ، فأبت حتى كثر اختلافه ثمّ أعطته ، ثمّ جاء الآخر فقال : هاتي وديعتي ، فقالت : أخذها صاحبك وذكر أنّك قد مُتّ ، فارتفعا إلى عمر ، فقال لها عمر : ما أراكِ إلاّ وقد ضمنتِ ، فقالت المرأة : اجعل عليّاً ( عليه السلام ) بيني وبينه ، فقال عمر : اقضِ بينهما ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : هذه الوديعة عندي ، وقد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فائتني بصاحبكَ ! فلم يضمّنها وقال ( عليه السلام ) : إنّما أرادا أن يذهبا بمال المرأة ( 40 ) .
خمسة أُخذوا في الزنى
21 – الكافي عن الأصبغ بن نباتة رفعه : أُتي عمر بخمسة نفر أُخذوا في الزنى ، فأمر أن يقام على كلّ واحد منهم الحدّ ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حاضراً فقال : يا عمر ليس هذا حكمهم ! قال : فأقِم أنت عليهم الحكم ، فقدّم واحداً منهم فضرب عنقه ، وقدّم الثاني فرجمه ، وقدّم الثالث فضربه الحدّ ، وقدّم الرابع فضربه نصف الحدّ ، وقدّم الخامس فعزّره . فتحيّر عمر ، وتعجّب الناس من فعله .
فقال عمر : يا أبا الحسن ! خمسة نفر في قضيّة واحدة ؛ أقمت عليهم خمس حدود ، ليس شيء منها يُشبِه الآخر ؟ !
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمّا الأوّل فكان ذمّياً خرج عن ذمّته لم يكن له حكم إلاّ السيف ، وأمّا الثاني فرجل مُحصَن كان حدّه الرجم ، وأمّا الثالث فغير مُحصَن جُلد الحدّ ، وأمّا الرابع فعبد ضربناه نصف الحدّ ، وأمّا الخامس فمجنون مغلوب على عقله ( 41 ) .
طلاق الزوجة في الشرك
22 – شرح الأخبار عن أبي عثمان البدري : جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب فقال : إنّي طلّقت امرأتي في الشرك تطليقة ، وفي الإسلام تطليقتين ، فما ترى ؟
فسكت عمر . فقال له الرجل : ما تقول ؟ فقال : كما أنت حتى يجيء عليّ بن أبي طالب . فجاء عليّ ( عليه السلام ) فقال للرجل : قُصّ عليه قصّتك . فقال عليّ ( عليه السلام ) : هدم الإسلام ما كان قبله ، هي عندك على واحدة ( 42 ) .
من زنى بها غلام صغير
23 – الإمام الرضا ( عليه السلام ) : قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في امرأة محصنة فجر بها غلام صغير ، فأمر عمر أن تُرجَم ، فقال ( عليه السلام ) : لا يجب الرجم ، إنّما يجب الحدّ ؛ لأنّ الذي فجر بها ليس بمدرِك ( 43 ) .
بقرة قتلت جملاً
24 – المقنع : جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب ومعه رجل ، فقال : إنّ بقرة هذا شقّت بطن جملي ، فقال عمر : قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما قتل البهائم : أنّه جُبار – والجبار الذي لا دِية له ولا قود – .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قضى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” لا ضرَرَ ولا ضرارَ ” إن كان صاحب البقرة ربطها على طريق الجمل فهو له ضامن ، فنظروا فإذا تلك البقرة جاء بها صاحبها من السواد ، وربطها على طريق الجمل ، فأخذ عمر برأيه ( عليه السلام ) ، وأغرم صاحب البقرة ثمن الجمل ( 44 ) .
رجل قتل أخا رجل
25 – الإمام الباقر أو الإمام الصادق ( عليهما السلام ) : أُتي عمر بن الخطّاب برجل قد قتل أخا رجل ، فدفعه إليه وأمره بقتله ، فضربه الرجل حتى رأى أنّه قد قتله ، فحُمل إلى منزله فوجدوا به رمقاً فعالجوه فبرأ ، فلمّا خرج أخذه أخو المقتول الأوّل فقال : أنت قاتل أخي ولي أن أقتلك ، فقال : قد قتلتني مرّة ، فانطلق به إلى عمر فأمره بقتله ، فخرج وهو يقول : والله قتلتني مرّة !
فمرّوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأخبره خبره ، فقال : لا تعجل حتى أخرج إليك ، فدخل على عمر فقال : ليس الحكم فيه هكذا ، فقال : ما هو يا أبا الحسن ؟ فقال : يقتصّ هذا من أخي المقتول الأوّل ما صنع به ، ثمّ يقتله بأخيه ، فنظر الرجل أنّه إن اقتصّ منه أتى على نفسه ، فعفا عنه وتتاركا ( 45 ) .
اختبار المدّعي
26 – الكافي عن الأصبغ بن نباتة : سُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن رجل ضرب رجلاً على هامته ، فادّعى المضروب أنّه لا يبصر شيئاً ولا يشمّ الرائحة ، وأنّه قد ذهب لسانه . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن صدق فله ثلاث ديات . فقيل : يا أمير المؤمنين ، وكيف يُعلم أنّه صادق ؟ فقال :
أمّا ما ادّعاه أنّه لا يشمّ الرائحة ؛ فإنّه يدنى منه الحُراق ( 46 ) ، فإن كان كما يقول وإلاّ نحّى رأسه ودمعت عينه . وأمّا ما ادّعاه في عينه فإنّه يقابل بعينه الشمس ؛ فإن كان كاذباً لم يتمالك حتى يغمّض عينه ، وإن كان صادقاً بقيتا مفتوحتين . وأمّا ما ادّعاه في لسانه ؛ فإنّه يُضرَب على لسانه بإبرة ، فإن خرج الدم أحمر فقد كذب ، وإن خرج الدم أسود فقد صدق ( 47 ) .
حمل امرأة من دون افتضاض !
27 – الإرشاد : إنّ امرأة نكحها شيخ كبير فحملت ، فزعم الشيخ أنّه لم يِصل إليها ، وأنكر حملها ، فالتبس الأمر على عثمان ، وسأل المرأة : هل افتضّك الشيخ ؟ وكانت بكراً ، فقالت : لا ، فقال عثمان : أقيموا الحدّ عليها ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ للمرأة سَمَّين ( 48 ) : سَمّ المحيض ، وسَمّ البول ، فلعلّ الشيخ كان ينال منها فسالَ ماؤه في سَمّ المحيض فحملت منه ، فاسألوا الرجل عن ذلك ، فسُئل ، فقال : قد كنت أُنزل الماء في قُبُلها من غير وصول إليها بالافتضاض ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الحمل له والولد ولده ، وأرى عقوبته على الإنكار له ، فصار عثمان إلى قضائه بذلك وتعجّب منه ( 49 ) .
دعوى موت الزوج في عدّة الطلاق
28 – شرح الأخبار عن محمّد بن يحيى : كان لرجل امرأتان : امرأة من الأنصار ، وامرأة من بني هاشم ، فطلّق الأنصاريّة ثمّ مات بعد مدّة ، فذكرت الأنصاريّة – التي طلّقها – أنّها في عدّتها ، وقامت عند عثمان بن عفّان بميراثها منه ، فلم يدرِ ما يحكم به في ذلك وردّهم إلى عليّ ( عليه السلام ) ، فقال : تحلف أنّها لم تحِض بعد أن طلّقها ثلاث حِيَض وترثه .
فقال عثمان للهاشميّة : هذا قضاء ابن عمّك ، قالت : قد رضيته ، فلتحلف وترث ، فتحرّجت الأنصاريّة من اليمين وتركت الميراث ( 50 ) .
قصاص العين وهي قائمة
29 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنّ عثمان أتاه رجل من قيس بمولى له قد لطم عينه ، فأنزل الماء فيها وهي قائمة ، ليس يُبصر بها شيئاً ، فقال له : أُعطيك الدية ، فأبى ، فأرسل بهما إلى عليّ ( عليه السلام ) وقال : احكم بين هذين ، فأعطاه الدية فأبى ، فلم يزالوا يعطونه ( 51 ) حتى أعطَوه دِيَتين ، فقال : ليس أُريد إلاّ القصاص ، فدعا عليّ ( عليه السلام ) بمرآة فحماها ، ثمّ دعا بكُرسُف ( 52 ) فبلّه ثمّ جعله على أشفار عينيه وعلى حواليها ، ثمّ استقبل بعينه عين الشمس ، وجاء بالمرآة فقال : انظر ، فنظر فذاب الشحم وبقيت عينه قائمة وذهب البصر ( 53 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 27 ) الكافي : 7 / 422 / 4 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 82 كلاهما عن أبي المعلّى ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 848 عن أبي العلا وراجع الإرشاد : 1 / 218 وكنز الفوائد : 2 / 183 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 .
( 28 ) لَبَّبْتُ فُلاناً : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثمّ جررته ( لسان العرب : 1 / 733 ) .
( 29 ) الهجين : العربيّ ابنُ الأمة ( لسان العرب : 13 / 431 ) .
( 30 ) الكافي : 7 / 423 / 6 ، تهذيب الأحكام : 6 / 304 / 849 ، خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 83 كلاهما عن عاصم بن ضمرة وراجع المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 361 .
( 31 ) في المصدر : ” دونه ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب لابن شهر آشوب .
( 32 ) الإرشاد : 1 / 205 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 367 وراجع الفضائل لابن شاذان : 56 .
( 33 ) استهلال الصبيّ : تصويته عند ولادته ( النهاية : 5 / 271 ) .
( 34 ) الكافي : 7 / 374 / 11 ، تهذيب الأحكام : 10 / 312 / 1165 وفيه ” ما ساءه ” بدل ” ما شاء الله ” وكلاهما عن يعقوب بن سالم وراجع الإرشاد : 1 / 204 والمناقب لابن شهر آشوب : 2 / 366 وشرح نهج البلاغة : 1 / 174 .
( 35 ) الظَّهْر : الإبل التي يُحمل عليها وتُركب ( النهاية : 3 / 166 ) .
( 36 ) أحلاسها وأقتابها : أي أكسَيتها ( النهاية : 1 / 424 ) .
( 37 ) شرح الأخبار : 2 / 306 / 626 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 363 ، بحار الأنوار : 40 / 229 / 9 ؛ كنز العمّال : 4 / 142 / 9910 .
( 38 ) غطّ يَغِطّ غَطِيطاً ؛ والغَطِيط : الصوت الذي يَخرج مع نَفس النائم ( النهاية : 3 / 372 ) .
( 39 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 375 ، بحار الأنوار : 104 / 355 / 5 .
( 40 ) الكافي : 7 / 428 / 12 ، تهذيب الأحكام : 6 / 290 / 804 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3248 وفيه ” الوديعة عندها ” بدل ” الوديعة عندي ” ؛ تذكرة الخواصّ : 148 نحوه وفي ذيله ” فبلغ ذلك عمر فقال : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب ” .
( 41 ) الكافي : 7 / 265 / 26 ، تهذيب الأحكام : 10 / 50 / 188 وليس فيه ” رفعه ” وراجع تفسير القمّي : 2 / 96 .
( 42 ) شرح الأخبار : 2 / 317 / 654 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 364 ، بحار الأنوار : 40 / 230 / 9 كلاهما عن أبي عثمان النهدي .
( 43 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 360 ، بحار الأنوار : 40 / 226 / 6 .
( 44 ) المقنع : 537 .
( 45 ) الكافي : 7 / 360 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 278 / 1087 كلاهما عن أبان بن عثمان عمّن أخبره ، من لا يحضره الفقيه : 4 / 174 / 5401 عن أبان بن عثمان من دون إسناد إلى المعصوم .
( 46 ) الحُراق : ما تقع فيه النار عند القدْح ( الصحاح : 4 / 1458 ) .
( 47 ) الكافي : 7 / 323 / 7 ، من لا يحضره الفقيه : 3 / 19 / 3250 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) نحوه .
( 48 ) السَّمُّ والسُّمّ : الثَّقْب ( لسان العرب : 12 / 303 ) .
( 49 ) الإرشاد : 1 / 210 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 370 ، بحار الأنوار : 40 / 256 / 29 .
( 50 ) شرح الأخبار : 2 / 313 / 643 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 371 ، بحار الأنوار : 40 / 237 / 13 .
( 51 ) في المصدر : ” يعطونهم ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في تهذيب الأحكام .
( 52 ) الكُرسُف : القطن ( النهاية : 4 / 163 ) .
( 53 ) الكافي : 7 / 319 / 1 ، تهذيب الأحكام : 10 / 276 / 1081 وفيه ” عمر ” بدل ” عثمان ” وكلاهما عن رفاعة .