نجري على الصحابة قواعد الجرح والتعديل
  • عنوان المقال: نجري على الصحابة قواعد الجرح والتعديل
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 10:27:15 2-10-1403

السؤال:

نحن في زمن تكون وحدة المسملين أمس حاجة فيه ، فلماذا أنتم الشيعة تسبون الصحابة وتكرهونهم ، مع العلم بأنه ما من سني إلا ويحب علي ، ويحب أهل البيت ، وأحفاد النبي وبناته ؟

 

الجواب:

الشيعة تحترم صحابة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وتعظمهم ، ولكن تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم .

فالصحابة غير معصومين باتِّفاق جميع المسلمين ، فأيُّ عقل يقبل أن تكون مجرَّد رؤية الرسول – حيثُ يكون بها الإنسان صحابيّاً – ترفع قانون البحث عن الرجل وأفعاله .

فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل عليهم ، فمن بقي على الدين بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومات على المِلَّة ، ولم يغيَّر ولم يُبدَّل فالشيعة تعظِّمُه ، ومن لا فلا .

إذن تقديس أحد ، أو التبري من أحد ، لا يكون صحيحاً ما لم تكن هناك قرائن على استحقاق ذلك الشخص منزلة التقديس أو التبري .

ونحن الإمامية ننتهج منهجاً عقلائياً ، لا يحيد عن الفطرة والوجدان ، وتؤيده أدلة صحيحة صريحة .

والإمامية يرفضون التقديس الاعتباطي ، الذي لا يستند إلى دليل ، ولا يقرُّه عقل ، بل يرفضه القرآن الكريم بقوله تعالى : ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) غافر : ۵۸ .

وقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ) الأنعام ۵۰ .

وهكذا نهى الله تعالى عن مساواة المؤمن بالكافر أو بالمنافق .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فان تقديسنا لصحابي أو عدمه تؤيده سيرته وأحواله ، إذ ذلك مَرهُون بالاستقراء التاريخي الذي تفرضه سيرة هذا ، وأحوال ذاك .

وإذا كُنَّا نتردد في حديثٍ أو حديثين ونتََّهمهما بالوضع والكذب ، فلا يمكننا أن نتهم التاريخ كُلَّه بالوضع وعدم الصحة ، إذ ذلك إلغاء لكثير من الحقائق ، واتِّهام أكثر الأمور بالتشكيك وعدم التصديق .

وعلى كل حال ، فنحن نعتقد أيضاً بالوحدة الإسلامية ، وأنَّ المسلمين بأمسِّ الحاجة إلى التقارب والاتحاد .

بالأخص في وقتنا الحاضر ، ولكن هذا لا يعني ترك الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى الحقيقة في المسائل العلمية .

فان الأمم والحضارات والمدارس الفكرية لا يمكن أن تصل إلى مرحلة الترقي إلاَّ بالتقارب الفكري ، والحوار الهادف .

فالوحدة مطلوبة ، والحوار الهادف مطلوب أيضاً ، بشرط أن لا يخرج الحوار عن أُسُسِه العلمية .