خطاب دوري في منع ذكر مناقبه
1 – شرح نهج البلاغة عن عليّ بن محمّد المدائني : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته .
فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كلّ منبر يلعنون عليّاً ، ويبرؤون منه ، ويقَعون فيه وفي أهل بيته ( 1 ) .
2 – الاحتجاج : نادى منادي معاوية : أن قد برئت الذمّة ممّن يروي حديثاً من مناقب عليّ وفضل أهل بيته . وكان أشدّ الناس بليّةً أهل الكوفة ؛ لكثرة مَن بها من الشيعة ( 2 ) .
3 – المناقب لابن شهر آشوب : نادى معاوية : أن برئت الذمّة ممّن روى حديثاً من مناقب عليّ ( عليه السلام ) . حتى قال عبد الله بن شدّاد الليثي : وددت أنّي أُترك أن أُحدّث بفضائل عليّ بن أبي طالب يوماً إلى الليل ، وأنّ عنقي ضُربت !
فكان المحدّث يحدّث بحديث في الفقه ، أو يأتي بحديث المبارزة ، فيقول : قال رجل من قريش . وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول : حدّثني رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان الحسن البصري يقول : قال أبو زينب .
وسُئل ابن جبير عن حامل اللواء ، فقال : كأنّك رخيّ البال ( 3 ) ! ( 4 )
4 – أنساب الأشراف عن عبد الله بن فائد وسحيم بن حفص : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أظهِر شتم عليّ وتنقّصه ( 5 ) .
5 – تاريخ الطبري عن المغيرة بن شعبة – لصعصعة – : إيّاك أن يبلغني عنك أنّك تَعيب عثمان عند أحد من الناس ، وإيّاك أن يبلغني عنك أنّك تُظهر شيئاً من فضل عليّ علانية ، فإنّك لست بذاكر من فضل عليّ شيئاً أجهله ، بل أنا أعلم بذلك ، ولكنّ هذا السلطان قد ظهر ، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس ، فنحن نَدَع كثيراً ممّا أمرنا به ، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بدّاً ؛ ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقيّة ، فإن كنتَ ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرّاً ، وأمّا علانية في المسجد فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا ، ولا يعذرنا به ( 6 ) .
6 – أنساب الأشراف عن النضر بن إسحاق الهذلي : إنّ الحجّاج سأل الحسن [ البصري ] عن عليّ ( عليه السلام ) ، فذكر فضله . فقال : لا تُحدّثنّ في مسجدنا ، فخرج فتوارى ( 7 ) .
7 – المستدرك على الصحيحين عن مالك بن دينار : سألت سعيد بن جبير ، فقلت : يا أبا عبد الله ، من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : فنظر إليَّ وقال : كأنّك رخيّ البال ! فغضبتُ ، وشكوتُه إلى إخوانه من القرّاء ، فقلت : ألا تعجبون من سعيد ، إنّي سألته : من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنظر إليَّ وقال : إنّك لَرخيّ البال ! قالوا : إنّك سألته وهو خائف من الحجّاج ، وقد لاذ بالبيت ، فسَله الآن . فسألته ، فقال : كان حاملها عليّ ( رضي الله عنه ) ( 8 ) .
منع الرواية عنه
8 – تهذيب الكمال عن يونس بن عبيد : سألت الحسن [ البصري ] ، قلت : يا أبا سعيد ، إنّك تقول : ” قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ” وإنّك لم تدركه ؟ قال : يا بن أخي ، لقد سألتَني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك منّي ما أخبرتك ، إنّي في زمان كما ترى – وكان في عمل الحجّاج – كلّ شيء سمعتني أقول : ” قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ” فهو عن عليّ بن أبي طالب ، غير أنّي في زمان لا أستطيع أن أذكر عليّاً ( 9 ) .
9 – الإرشاد : فيما انتهى إليه الأمر في دفن فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والحيلولة بين العلماء ونشرها ما لا شبهة فيه على عاقل ، حتى كان الرجل إذا أراد أن يروي عن أمير المؤمنين رواية لم يستطِع أن يضيفها إليه بذكر اسمه ونسبه ، وتدعوه الضرورة إلى أن يقول : حدّثني رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو يقول : حدّثني رجل من قريش ، ومنهم من يقول : حدّثني أبو زينب ( 10 ) .
منع ذكره بخير
10 – الاحتجاج عن معاوية – لابن عبّاس – : إنّا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب عليّ وأهل بيته ، فكفّ لسانك .
فقال : يا معاوية أتنهانا عن قراءة القرآن ؟ ! قال : لا . قال : أفتهانا عن تأويله ؟ ! قال : نعم . قال : فنقرؤه ولا نسأل عمّا عنى الله به !
ثمّ قال : فأيّهما أوجب علينا ؛ قراءته ، أو العمل به ؟ قال : العمل به . قال : فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله به ؟ ! قال : سَل عن ذلك من يتأوّله على غير ما تتأوّله أنت وأهل بيتك . قال : إنّما أنزل الله القرآن على أهل بيتي ، أفأسأل عنه آل أبي سفيان ؟ !
يا معاوية أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام ! فإن لم تسأل الأُمّة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف .
قال : اقرؤوا القرآن وتأوّلوه ، ولا ترووا شيئاً ممّا أنزل الله فيكم ، وارووا ما سوى ذلك . قال : فإنّ الله يقول في القرآن : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ( 11 ) ( 12 ) .
11 – الإرشاد – في بيان مظلوميّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) – : وكانت الولاة الجَوَرة تضرب بالسياط من ذكره بخير ، بل تضرب الرقاب على ذلك ، وتعترض الناس بالبراءة منه .
والعادة جارية فيمن اتّفق له ذلك أن لا يذكر على وجه بخير ، فضلاً عن أن تذكر له فضائل ، أو تروى له مناقب ، أو تثبت له حجّة بحقّ ( 13 ) .
12 – الأغاني عن ابن شهاب بن عبد الله : قال لي خالد بن عبد الله القسري – أحد ولاة بني أُميّة – : . . . أُكتب لي السيرة . فقلت له : فإنّه يمرّ بي الشيء من سير عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فأذكره . فقال : لا ، إلاّ أن تراه في قعر الجحيم ( 14 ) .
منع التسمية باسمه
13 – الكامل عن أبي العبّاس : يروى عن عليّ بن أبي طالب رحمة الله عليه أنّه افتقد عبد الله بن العباس في وقت صلاة الظهر ، فقال لأصحابه : ما بال أبي العباس لم يحضر ؟ فقالوا : ولد له مولود .
فلمّا صلّى عليّ ( رحمه الله ) قال : امضوا بنا إليه ، فأتاه فهنّأه ، فقال : شكرتُ الواهبَ ، وبورِك لك في الموهوب ، ما سمّيته ؟
قال : أو يجوز لي أن أُسمّيه حتى تسمّيه ؟ !
فأمر به ، فأُخرج اليه ، فأخذه ، فحنّكه ، ودعا له ، ثمّ ردّه إليه ، وقال : خذه إليك أبا الأملاك ، قد سمّيتُه عليّاً ، وكنّيتُه أبا الحسن .
فلمّا قام معاوية ، قال لابن عبّاس : ليس لكم اسمه وكنيته ، وقد كنّيتُه : أبا محمّد ، فجَرَت عليه ( 15 ) .
14 – لسان الميزان : أمّا عليّ بن الجهم بن بدر بن محمّد بن مسعود بن أسد بن ادينة الساجي الشاعر في أيّام المتوكّل فكان مشهوراً بالنصب ، كثير الحطّ على عليّ وأهل البيت ( عليهم السلام ) . وقيل : إنّه كان يلعن أباه لِمَ سمّاه عليّاً ( 16 ) .
وضع الأحاديث في ذمّه
15 – شرح نهج البلاغة : ذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى – وكان من المتحقّقين بموالاة عليّ ( عليه السلام ) ، والمبالغين في تفضيله وإن كان القول بالتفضيل عامّاً شائعاً في البغداديّين من أصحابنا كافّة إلاّ أنّ أبا جعفر أشدّهم في ذلك قولاً ، وأخلصهم فيه اعتقاداً – أنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليّ ( عليه السلام ) ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يُرغَب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين : عروة بن الزبير .
روى الزهري أنّ عروة بن الزبير حدّثه ، قال : حدّثتني عائشة ، قالت : كنت عند رسول الله ، إذ أقبل العبّاس وعليّ ، فقال : يا عائشة ، إنّ هذين يموتان على غير ملّتي ! ! أو قال ديني . . . .
وأمّا عمرو بن العاص ، فروى عنه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مسنداً متّصلاً بعمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنّما وليّي الله ، وصالح المؤمنين .
وأمّا أبو هريرة فروى عنه الحديث الذي معناه أنّ عليّاً ( عليه السلام ) خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأسخطه ، فخطب على المنبر وقال : لاهَا اللهِ ! لا تجتمع ابنة وليّ الله وابنة عدوّ الله أبي جهل ، إنّ فاطمة بضعة منّي ؛ يؤذيني ما يؤذيها ، فإن كان عليّ يريد ابنة أبي جهل فليُفارق ابنتي ، وليفعل ما يريد . أو كلاماً هذا معناه ، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي . . . .
وروى الأعمش قال : لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة ، فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثمّ ضرب صلعته مراراً وقال : يا أهل العراق أتزعمون أنّي أكذب على الله وعلى رسوله ، وأُحرق نفسي بالنار ! والله لقد سمعتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنّ لكلّ نبيّ حرماً ، وإنّ حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور ( 17 ) ، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . وأشهد بالله أنّ عليّاً أحدث فيها .
فلما بلغ معاوية قولَه ، أجازه ، وأكرمه ، وولاّه إمارة المدينة . . . .
قال أبو جعفر : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا ، غير مرضيّ الرواية ، ضربه عمر بالدِّرَّة وقال : قد أكثرتَ من الرواية وأحرِ ( 18 ) بك أن تكون كاذباً على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وروى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم التيمي ، قال : كانوا لا يأخذون عن أبي هريرة إلاّ ما كان من ذكر جنّة أو نار .
وروى أبو أُسامة عن الأعمش ، قال : كان إبراهيم صحيح الحديث ، فكنت إذا سمعت الحديث أتيته فعرضته عليه . فأتيته يوماً بأحاديث من حديث أبي صالح عن أبي هريرة ، فقال : دعني من أبي هريرة ؛ إنّهم كانوا يتركون كثيراً من حديثه .
وقد روى عن عليّ ( عليه السلام ) أنه قال : ألا إنّ أكذب الناس – أو قال أكذب الأحياء – على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبو هريرة الدوسي .
وروى أبو يوسف قال : قلت لأبي حنيفة : الخبر يجيء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخالف قياسنا ، ما تصنع به ؟ قال : إذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به ، وتركنا الرأي . فقلت : ما تقول في رواية أبي بكر وعمر ؟ فقال : ناهيك بهما . فقلت : عليّ وعثمان ؟ قال : كذلك . فلما رآني أعدّ الصحابة قال : والصحابة كلّهم عدول ، ما عدا رجالاً ، ثمّ عدّ منهم أبا هريرة ، وأنس بن مالك .
وروى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفّار أنّ أبا هريرة لمّا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيّات بباب كندة ، ويجلس الناس إليه ، فجاء شابّ من الكوفة فجلس إليه ، فقال : يا أبا هريرة ، أُنشدك الله !
أسمعتَ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعليّ بن أبي طالب : اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ ! فقال : اللهمّ نعم . قال : فأشهدُ بالله لقد واليتَ عدوّه ، وعاديتَ وليّه . ثمّ قام عنه .
وروت الرواة أنّ أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ، ويلعب معهم ، وكان يخطب وهو أمير المدينة ، فيقول : الحمد لله الذي جعل الدين قياماً ، وأبا هريرة إماماً ؛ يضحك الناس بذلك . وكان يمشي – وهو أمير المدينة – في السوق ، فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ، ويقول : الطريق ، الطريق ، قد جاء الأمير ؛ يعني نفسه .
قلت : قد ذكر ابن قتيبة هذا كلّه في كتاب المعارف في ترجمة أبي هريرة ، وقوله فيه حجّة ؛ لأنّه غير متّهم عليه .
قال أبو جعفر : وكان المغيرة بن شعبة يلعن عليّاً ( عليه السلام ) لعناً صريحاً على منبر الكوفة ، وكان بلغه عن عليّ ( عليه السلام ) في أيّام عمر أنّه قال : ” لئن رأيت المغيرة لأرجمنّه بأحجاره ” ؛ يعني واقعة الزنا بالمرأة التي شهد عليه فيها أبو بكرة ، ونكل زياد عن الشهادة ، فكان يبغضه لذاك ولغيره من أحوال اجتمعت في نفسه .
قال : وقد تظاهرت الرواية عن عروة بن الزبير أنّه كان يأخذه الزَّمَع ( 19 ) عند ذكر عليّ ( عليه السلام ) ، فيسبّه ، ويضرب بإحدى يديه على الأُخرى ، ويقول : وما يُغني أنّه لم يخالف إلى ما نهي عنه ، وقد أراق من دماء المسلمين ما أراق !
قال : وقد كان في المحدّثين من يبغضه ( عليه السلام ) ، ويروي فيه الأحاديث المنكرة ، منهم : حريز بن عثمان ، كان يبغضه ، وينتقصه ، ويروي فيه أخباراً مكذوبة . . . . قال أبو بكر : وحدّثني أبو جعفر ، قال : حدّثني إبراهيم ، قال : حدثني محمّد بن عاصم صاحب الخانات ، قال : قال لنا حريز بن عثمان : أنتم يا أهل العراق تحبّون عليّ بن أبي طالب ، ونحن نُبغضه . قالوا : لِمَ ؟ قال : لأنّه قتل أجدادي .
وروى الواقدي أنّ معاوية لمّا عاد من العراق إلى الشام – بعد بيعة الحسن ( عليه السلام ) واجتماع الناس إليه – خطب ، فقال : أيّها الناس ! إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : إنّك سَتَلي الخلافة من بعدي ، فاختَر الأرض المقدّسة ؛ فإنّ فيها الأبدال . وقد اخترتُكم ، فالعنوا أبا تراب ! فلعنوه .
فلما كان من الغد كتب كتاباً ، ثمّ جمعهم فقرأه عليهم ، وفيه : هذا كتابٌ كتبه أمير المؤمنين معاوية صاحب وحي الله الذي بعث محمّداً نبيّاً وكان أُمّيّاً لا يقرأ ولا يكتب ، فاصطفى له من أهله وزيراً كاتباً أميناً ، فكان الوحي ينزل على محمّد وأنا أكتبه ، وهو لا يعلم ما أكتب ، فلم يكُن بيني وبين الله أحد من خلقه .
فقال له الحاضرون كلّهم : صدقتَ يا أمير المؤمنين .
قال أبو جعفر : وقد روي أنّ معاوية بذل لسَمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ) ( 20 ) ، وأنّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ؛ وهي قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) ( 21 ) ، فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم ، فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف ، فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف ، فقبل ، وروى ذلك ( 22 ) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة : 11 / 44 ؛ الدرجات الرفيعة : 6 .
( 2 ) الاحتجاج : 2 / 83 / 162 وراجع كتاب سليم بن قيس : 2 / 781 / 26 .
( 3 ) هو رَخيّ البال : إذا كان ناعم الحال ( تاج العروس : 19 / 453 ) .
( 4 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 351 ، بحار الأنوار : 42 / 38 / 12 .
( 5 ) أنساب الأشراف : 5 / 30 .
( 6 ) تاريخ الطبري : 5 / 189 عن مرّة بن منقذ بن النعمان ، الكامل في التاريخ : 2 / 461 .
( 7 ) أنساب الأشراف : 2 / 380 .
( 8 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 147 / 4665 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 680 / 1163 ، المناقب للخوارزمي : 358 / 370 وليس فيه من ” ألا تعجبون ” إلى ” لرخيّ البال ” .
( 9 ) تهذيب الكمال : 6 / 124 / 1216 .
( 10 ) الإرشاد : 1 / 310 .
( 11 ) التوبة : 32 .
( 12 ) الاحتجاج : 2 / 82 / 162 وراجع المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 351 .
( 13 ) الإرشاد : 1 / 311 .
( 14 ) الأغاني : 22 / 21 .
( 15 ) الكامل للمبرّد : 2 / 756 ، وفي حلية الأولياء : 3 / 207 عن جعفر بن سليمان قال : كان عليّ بن عبد الله بن العبّاس يُكنّى أبا الحسن ، فلمّا قدم على عبد الملك قال له : غيّر اسمك وكنيتك ، فلا صبر لي على اسمك وكنيتك ، فقال : أمّا الاسم فلا ، وأمّا الكنية فأكتني بأبي محمّد ، فغيّر كنيته .
( 16 ) لسان الميزان : 4 / 210 / 558 .
( 17 ) عَيْر وثَوْر : هما جبلان ؛ عَير بالمدينة وثَور بمكة ( معجم البلدان : 4 / 172 ) .
( 18 ) حريّ بكذا : أي جدير وخليق ، ويُحدّث الرجلُ الرجل فيقول : ما أحراه ، وأحرِ به ( لسان العرب : 14 / 173 ) .
( 19 ) الزَّمَع : رِعدَة تعتري الإنسان إذا همّ بأمر ، والزَّمَع : القَلَق ( لسان العرب : 8 / 144 ) .
( 20 ) البقرة : 204 و 205 .
( 21 ) البقرة : 207 .
( 22 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 63 .