[ لمّا غلب أصحاب معاوية أصحابه على شريعة (1) الفرات بصفين ومنعوهم الماء ]
قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتَالَ (2) فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ، أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ، فَالمَوْتُ في حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ.
أَلاَ وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً (3) مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ (4) حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ (5) الْمَنِيَّةِ.
------
1. الشريعة: مورد الشاربة من النهر.
2 . اسْتَطْعَمُوكُمُ القِتَال: طلبوا منكم أن تطعموهم القتال، كما يقال «فلان يستطعمني الحديث» أي يستدعيه مني.
3 . اللُّمَةُ ـ بالتخفيف ـ : الجماعة القليلة.
4 . عَمّسَ عَلَيْهِم الخَبَرَ: أبهمه عليهم وجعله مظلماً.
5 . الاَغراض: جمع غرض، وهو الهدف.